الرائدات – مريم شديد- روان الضامن
رائدات

مريم شديد.. الخبرة والدراسة في علم الفلك ج2

تستكمل مريم شديد في الجزء الثاني حديثها عن مغامرتها في القطب المتجمد الجنوبي حيث كانت أول عالمة فلك في العالم تصل إلى هذا المكان الأسطوري.

– ما بين الحياتين الأسرية والعملية
– الرحلة إلى القطب الجنوبي

– ما بين حب المغرب وفرنسا


undefined

روان الضامن: حدثتنا مريم شديد في الجزء الأول عن طفولتها بالدار البيضاء في المغرب.

مريم شديد – عالمة فلك: واجهت صعوبات مادية كثيرة لكن حبي للعلم وللعلوم كان أكبر من ذلك إذا كان يكسر كل حاجز يقف أمامي وأمام هذا العلم لم تكن عندي منحة وكانت عائلتي عائلة فقيرة.

روان الضامن: تحدت الصعوبات وحصلت على دكتوراه بامتياز في علم الفلك بفرنسا واختيرت في أول فريق دولي يسافر إلى شيلي لإقامة أكبر تليسكوبات في العالم وهنا في نيس جنوب فرنسا الأحلام تتجدد قصة غير عادية لعالمة فلك عربية.

ما بين الحياتين الأسرية والعملية

مريم شديد: علم الفلك هو من أقدم العلوم التي ارتبطت بتاريخ الإنسانية فمنذ عصر الحجر كان الإنسان البدائي يهتم كثيرا بعلم الفلك لأن كانت له هناك رابطة مع السماء مع هذه النجوم التي تلمع كان يحاول أن يفهم لماذا هذه النجوم كان يريد أن يفهم كذلك حركة السماء والتغيرات ما هو الليل، ما هو النهار، لماذا هناك اختلاف في الفصول وعندما كانت تظهر مثلا المذنبات كان يعتقد بأنها غضب إلهي وإذا درسنا مثلا علم الفلك عند العرب لماذا اهتموا العرب في القرن بين القرن العاشر والرابع عشر بعلم الفلك لأنهم كانوا بدو رحّل وكانوا يحتاجون إلى النجوم لتهديهم إلى الطريق الصحيح وغير ذلك وكانت كذلك هناك أسباب دينية مثلا لتحديد كما يجب القبلة وتحديد أوقات الصلاة في اليوم وكذلك ظهور الهلال في شهر رمضان، نوجد في هذا المكان لأنه له علاقة بعلم الفك، العرب قد قاموا بهذه الطاولة الأسطرلاب وحددوا اتجاه القبلة لهذا المسجد لكن مع الوقت قد أكدوا بأن هذا الاتجاه كان كله خطأ لم تكن هناك دقة وتحديد جيد في هذا الاتجاه عند ذلك قد كسروا كل شيء وفي القرن الثاني عشر جاء يوسف بن تاشفين وبنى هذا المسجد الجميل الذي نسميه مسجد الكتبية بمدينة مراكش وبكل تأكيد وبالطبع قد أكد ودقق في اتجاه القبلة قاموا العرب بتطوير جميع المنجزات اليونانية ودخلوا عليها كثيرا من العلوم الرياضيات كالجبر مثلا ودخل كثيرا من المعادلات الرياضية في قوانين علم الفلك اليونانية، إذاً نلاحظ أن علم الفلك له علاقة جيدة مع الإنسان وهذا نحن الآن في عصر البحث تطور في كثير البحث العلمي وأرى أن علم الفلك قد ساهم كثيرا في تطور البحث العلمي لأن بواسطته الإنسان قد جدد الآلات وهناك كذلك إنه جميل الإنسان أن يعرف من هو أين هو، ما هو كوكب الأرض، ما هي المجموعة الشمسية، أين نحن، ما هي المجرات، ما هو العالم، ما هو الكون.

روان الضامن: هل أفهم من ذلك أن في ذهنكِ خارطة السماء عندما تشاهدين أي نجم تعرفين هذا اسمه كذا بقربه كذا يقع ضمن البرج هذا وهكذا؟

مريم شديد: ليس كل النجوم لأن هناك ملايين ملايين ملايين النجوم في الكون والنجوم التي نعرفها يعني لها لمعان..

روان الضامن: قوي.

مريم شديد: قوي يمكن أن أقول لكِ نعم هناك برج الميرزان هناك لالايغ وغير ذلك لكن هناك نجوم لا يمكننا أن نراها.

فليكس ميرابل – عالم فلك فرنسي أرجنتيني: أهم اكتشاف مؤخرا هو كوكب يمكن أن يشبه كوكبنا الأرض وهدفنا هو الإجابة على السؤال الأزلي هل هناك حياة خارج النظام الشمسي؟ وإن كان هناك حياة فهل هي بمستوى الذكاء الذي يمكننا أن ندخل معه في عملية تواصل؟

روان الضامن: هل نحن قريبون من الإجابة على هذه التساؤلات؟

فليكس ميرابل: سأقول إننا في أقل من عقدين سنصل إلى إجابات لهذه الأسئلة.

روان الضامن: تزوجت مريم شديد عام 2001 من زميلها الدكتور جون فيرنن بعد أن أعلن إسلامه وأنجب طفلين ليلى وتيكو.

مريم شديد: عندما تعرفت بجون قلت لابد أن أرسم حقائبي في مكان وأكون عائلة لأني كنت أحب كثيرا الأطفال وأريد أن تكون لدي عائلة وجئت إلى نيس وتزوجت بجون وأنجبت ليلى وتيكو اسم تيكو على إني جد مولوعة بالعالم الفلكي تيكو براهي الذي كان عالم القرن السابع عشر والذي بواسطة أبحاثه وأعماله المدققة في مراقبة النجوم في علم الفلك عرف علم الفلك تطور بفضل هذا العالم الفلكي تيكو براهي لذلك قررت أن أعطي اسم تيكو لابني تيكو..

روان الضامن: الثاني نعم وكيف توازنين بين الزوج والأطفال والعمل العلمي؟

مريم شديد: في الحقيقة إنها قضية ليست بسهلة الموازنة دائما صعبة جدا، أريد أن أقول هناك لدي حب لعلم الفلك وحب لعائلتي ولأطفالي إن الأولاد والعائلة تؤثر بعض الشيء في هذه الاكتشافات العلمية لكن ليس بشيء سلبي، أنا أرى دائما الأشياء كجزء إيجابي عندما مثلا أقوم أذهب إلى هذه الاكتشافات وأتغيب شهر أو أسبوعين..

روان الضامن: من يساعدكِ في رعاية الأبناء أثناء غيابكِ؟

مريم شديد: لا أحد لأني هنا وحدي عائلتي كلها في المغرب وعائلة جون في مارسيليا وأنا وجون إذا عندما أنا لا أكون موجودة هو الذي يعتني بالأطفال وعندما هو لا يكون موجود أنا التي أعتني بالأطفال إذا عندما أغيب وأرجع إلى البيت هناك فرحة العودة شيء جميل الأطفال ينتظرونني وعندما آت أحدثهم عن الاكتشافات العلمية عن ما شاهدته عن البشر التي التقيت معهم عن كثير من الأشياء ثروات جميلة بشرية وإنسانية.

روان الضامن: هل لأن زوجكِ عالم فلك يكون الحديث في المنزل كما في العمل عن الفلك؟

مريم شديد: نعم عندما نكون زوجين خارج العمل تكون الأشياء ربما سهلة لكن عندما نشتغل في نفس العمل وفي نفس العلم نتحدث كثيرا عن علم الفلك وكذلك عن الأطفال.

خولخليه ملنيك – عالم فلك تشيلي وزميل مريم: سأقول لكِ شيئا إنها طباخة رائعة وهي تحضر أفضل كسكس أكلته في حياتي رائع وهي مضيفة، ودودة إذا زرتها في المنزل تستقبلكِ بحرارة وتقلق على جميع التفاصيل وهي دائما سعيدة.

روان الضامن: عام 2002 تم اختياركِ برتبة عالمة فلك وطنية بفرنسا وهي رتبة يحصل عليها اثنان كل عام من بين أكثر من ثلاثمائة مرشح تعملين منذ ذلك الوقت في المرصد الفلكي الكوت دازور وأيضا أستاذة محاضرة في جامعة صوفيا أنتيبوليس بنيس؟

مريم شديد: نعم لقد حصلت على وظيفة القطاع العام وهذا كان شيء مفرح لي لأنني أولا كنت حصلت على هذه الوظيفة وأنا مغربية وكنا ثلاثمائة مرشح وفزت بهذه الوظيفة.

جون فيرنن – عالم فلك وزوج مريم: في النهاية حصلت على ذلك وهذا كان أمرا غير عادي عليّ أن أقول إني فخور بمريم لأنه أمر صعب جدا جدا أن تفوز بوظيفة في القطاع العام إنه تحدٍ كبير وهو تحدٍ للمرأة أكثر بالطبع لأنه في مثل هذا النوع من الأبحاث فإن 80% هم رجال وهناك نساء قليلة جدا ولم يكن أبدا أمرا سهلا.

مريم شديد: والآن أدرس كذلك بكلية العلوم في نيس صوفيا أنتيبوليس أدرس الآن العلوم الفلكية للماجستير أدرس بعض المواضيع الفيزيائية كالميكانيكية والنسبية وغير ذلك من أنواع الفيزياء. المشكل بين العالم الفلكي وبين الطقس السيء ليس هناك حب بالكل بينهما، عندما أنظر إلى السماء وأرى الغيوم أتذكر إيليا أبو الماضي قال السماء كئيبة فتجهم..

روان الضامن: قلتم ابتسم يكفي التجهم في السماء..

مريم شديد: قلت ابتسم يكفي التجهم في السماء.

روان الضامن: المنعطف الهام الآخر في حياتكِ عام 2005 عندما تم اختياركِ من قبل المؤسسة العلمية المعنية بأبحاث القطب الجنوبي مؤسسة بول إيميل فيكتور لكي تكوني ضمن الفريق العامل في مشروع تنمية مستقبل القطب الجنوبي؟

"
مشروع تنمية مستقبل القطب الجنوبي برنامج دولي بين فرنسا وإيطاليا وأميركا وأستراليا لبناء مرصد عالمي كبير في القطب المتجمد
"

مريم شديد: مشروع التنمية هو أنني أشارك في برنامج دولي بين فرنسا إيطاليا أميركا استراليا لبناء مرصد عالمي كبير هناك في القطب المتجمد لأنها تشكل حلم الفلكي الليل يدوم ستة أشهر وهناك جودة جميلة في الصورة وكذلك المناخ جاف قارص وبارد إذا والهواء يابسة إذا ليس هناك مضطربات في الصورة والسماء صافية جدا لكن الحرارة تتجاوز حول ناقص ستين إلى ناقص سبعين أو ناقص خمسة وسبعين إذا يمكننا أن نرى من هنا أن لا يمكن أن توجد حياة في هذا الموقع لذلك ليس هناك حيوان ولا نبات في هذا الموقع والمشكل المهم كذلك هو أن المنطقة منعزلة جدا.

جون فيرنن: كان هذا صعبا جدا بالطبع بالنسبة لها لكن لي أيضا مع طفلين في سن العامين وثلاثة أعوام لكنها كانت سعادة غامرة لي أن يختاروا مريم وأعتقد أنها أيضا كانت مغامرة لا تصدق بالنسبة لها.

جرارد جدجي – مدير مؤسسة أبحاث القطب الجنوبي (بول إيميل فيكتور): إنهم فريق صغير وهذا الفريق الصغير عليه أن يعيش وحده بدون أي مساعدة أو تفاعل مع الخارج وهم يعلمون جيدا أنه من شبه المستحيل الوصول إليهم وإنقاذهم إذا حصل شيء خطأ معهم هناك وهذا هو السبب لإخضاعهم لثلاثة أنواع من الفحوص فحص الموائمة مع طبيعة العمل في القطب الجنوبي والفحص الجسدي والفحص النفسي.

الرحلة إلى القطب الجنوبي

روان الضامن: إذاً بعد هذه الفحوصات والاختبارات وكل شيء ربما الآن تبدأ الصعوبة في بداية الانطلاق في هذه الرحلة، صفي لنا كيف كانت هذه الرحلة كيف تذهبون إلى هذا المكان شبه الأسطوري الذي يطلق عليه الدوم سي القاعدة الفرنسية الإيطالية للبحث الفلكي؟

مريم شديد: نعم كانت أجمل رحلات في حياتي علمية وإنسانية، ذهبت من نيس إلى باريس إلى هونغ كونغ بالصين إلى استراليا إلى سيدني إلى هوبارت ميناء في جنوب استراليا ومن هنا بدأت الصعوبات لأن كل لحظة كانت صعوبة كانت مشكلة في كل لحظة.

[فاصل إعلاني]

مريم شديد: أخذنا قارب صغير اسمه الأسطرلاب السفر دام عشر أيام كنا حوالي خمسة عشر فردا لكن في الأخير صرنا أربعة من الفريق الذي يتجولون على السفينة وغير ذلك والكل كان مريض بآلام البحر لم أجد كلمات أعبر فيها عن هذه القساوة التي شاهدناها خلال العبور في هذا البحر المتجمد.

روان الضامن: وهل هناك بعض من علماء الفلك تم فقدانه في مثل هذه الرحلات الاستكشافية؟

مريم شديد: نعم لقد كان هناك علماء تم فقدانهم في هذه الرحلات الاستكشافية ومن ضمن هؤلاء العلماء هناك عالم كان يشتغل معنا اسمه ماركس رودني كان أستراليا وكان يشتغل معنا في نيس وعندما ذهب لم يعد هذا القارب اسطرلاب يسمى كذلك مكسر الجليد لأنه له منهج يمكنه أن عندما يعبر الجليد يمكنه أن يكسره ويستمر قبل أن نحط الأقدام على هذه القارة السادسة، كنا قد انحسرنا بالجليد بجبال الجليد جد شاهقة ومكثنا يومين أو ثلاثة في انتظار.. وعند ذلك أتت هليكوبتر وجمعتنا ووصلنا إلى ساحل ديموند درفيل الذي يعتبر قاعدة فرنسية كانت هناك عواصف ثلجية جد مهمة ووعرة وخلال ذلك انتظرنا يومين آخرين لكي العواصف تهمد وعندما همدت أخذنا طائرة نسميها بثنائي محرك طائرة جد صغيرة جدا ليس هناك فيها تكييف للحرارة ولا للمساواة في كل ما يتعلق بالضغط الجوي إذا الأذنين..

روان الضامن: والبرد الشديد..

مريم شديد: والبرد الشديد لمدة ثمانية ساعات وكذلك هناك مشكل آخر في هذه الطائرة لأننا نجاوز العلو أربعة آلاف أمتار وبشكل سريع جدا أن الجسم لا يمكن له أن يتعود على هذا الانخفاض..

روان الضامن: المفاجئ.

مريم شديد: في الضغط المفاجئ وكذلك على نقص الأكسجين وهذا كان شيء خطير جدا الحمد لله وقد وصلنا إلى..

روان الضامن: ويعطونكم خلال الرحلة بعض القلائد المعدنية لتلبسوها؟

مريم شديد: آه نعم نلبس بعض القلائد المعدنية وعندما نلبس هذا يكون مكتوب عليها اسمنا إذا سقطت الطائرة وحدثت فجائع مرعبة يمكنهم..

روان الضامن: لا سمح الله.

مريم شديد: لا سمح الله يمكنهم أن يعثروا علينا بهذه القلائد الحديدية ووصلنا هناك والمشكلة في العالم عند العالم الفلكي هو أن العمل كل على في الخارج وفي الخارج هناك الحرارة تتراوح ناقص ثمانين درجة لذلك قامت هذه المنظمة القطبية بإعطاء ملابس جد..

روان الضامن: لباس قطبي خاص.

مريم شديد: قطبي خاص بهذه المهمة..

روان الضامن: ضمن ذلك قناع وقفازات.

مريم شديد: وقفازات وكل هذه الأشياء كأننا في رحلة فضائية بالضبط إنها رحلة فضائية وأريد أن أقول كذلك بأن بسبب نقصان الأكسجين كان جميع تفاعلاتنا وجميع قواتنا قد انقرضت إلى 30% على الشكل العادي..

روان الضامن: النشاط والحيوية انخفض إلى 30% نعم.

مريم شديد: انخفض بالتالي إذا كنا نسير ببطء ونعمل الأشياء ببطء كأنها رحلة فضائية وعندما مثلا نريد أن نخرج إلى الخارج نأخذ 45 دقيقة للباس لابد هناك كان لابد من الصبر إذا كانت بالنسبة لي مدرسة للصبر تعلمت الصبر هناك..

روان الضامن: وكم تستطيعون أن تمكثوا في الخارج كم تستطيعون أن تبقوا في الخارج؟

مريم شديد: يمكننا أن نبقى لمدة ساعتين لا أكثر والمشكل هناك عندما كنا فريق صغير في بحر متجمد عميق جدا كان لابد أن نفرض هذا السلوك الجماعي بيننا إذا عندما كان شخص يذهب إلى الخارج لابد أن يقول للآخر وكذلك كان هناك احترام موعد وجبات الغداء والعشاء لأن كان النهار على طول إذا لابد لاحترام هذه الأشياء..

روان الضامن: يعني عندما ودعتِ الشاطئ الاسترالي ليلا ودعته لثلاثة أشهر متتالية..

مريم شديد: لثلاثة أشهر نعم..

روان الضامن: ثلاثة أشهر من النهار المتواصل.

مريم شديد: من النهار لم أر الليل لمدة ثلاثة أشهر وهذه الأشياء وعندما أنام أضع بعض النظارات من الثياب ذهبت ببعض التلسكوبات لزرعها هناك والقيام بدراسة جودة الصورة مثلا ومراقبة النجوم لكن المشكل هو أن هذه جميع هذه التليسكوبات التي أخذتها معي كانت ليست معمولة لتعمل في هذه درجات الحرارة..

روان الضامن: درجات الحرارة.

مريم شديد: وهذا المناخ القاسي التليسكوبات عبارة عن آلات بصريات وكانت دائما ملففة بالجليد، إذاً كان لابد دائما أن أذهب وأن أزيل الجليد من هذه البصريات وإنها جد رقيقة ودقيقية أي شيء يمكنه أن يكسرها وكذلك هناك مشاكل عديدة كانت هناك أدوات هذه التلسكوبات عبارة عن أشياء دقيقة جدا (Microtechnic) مثلا المسامير كانت صغيرة جدا وأنا كانت عندي جد كثير من القفازات..

روان الضامن: القفازات.

مريم شديد: غليظة جدا وعندما أريد أن أقوم..

روان الضامن: بتحريك المسامير.

مريم شديد: بتحريك هذه المسامير كانت جد صعبة لذلك بعض الأحيان نترك القفازات وعندما نترك القفازات أصابعي تتجمد وهناك من زملائي من كان عندهم مشاكل في الأصابع وقد قطعت بعض الأصابع هناك..

روان الضامن: نعم أكثر من دقيقتين إذا خلعت القفاز يتجمد الأصبع ويقطع..

مريم شديد: ويقطع نعم هذا شيء رهيب جدا في الانترتيك وهناك مشاكل وصعوبات في كل ثانية هناك صعوبات لأنه ليس مكان للحياة الإنسانية كنت أريد أن أضع تلسكوب فوق مكان جد مرتفع وعندما كنت أطلع في هذا أصعد هذا السلم الذي كان على شكل معدني والمعدن مع الجليد مرة على أثنين كنت أسقط..

روان الضامن: مرة تسقطين ومرة تنجحين.

مريم شديد: ومرة أنجح إذا هذه هي الحياة وهناك كذلك بعض السلوك الكهربائية كانت تتكسر بشكل دائم وتعلمت هناك اللحام تعلمت أن اللحام كانت مدرسة جميلة لي بالنسبة.. كذلك هناك مشكل ما نسميه السحاب الأبيض هذا السحاب كان يأتي مفاجئا وعندما يأتي يغطي الأنظار لا نرى بعضنا والمشكل هو عندما يجيء ونحن في الخارج وذات يوم كنت سأتوه في هذا السحاب لكن زميلي قد عرف أنني خرجت قلت له لإنني خارجة إلى العمل وأتوا لنجدتي هذا وهناك كثير من المصاعب في الانتتيك "القارة المتجمدة" لكن كل شيء يهون في سبيل العلم مادام مسخرا لأغراض بشرية نبيلة والمعرفة وكل هذا.

جون فيرنن: في النهاية نجحت وكان هذا أمرا رائعا لأنه طوال فترة الشتاء كان ذلك في عام 2006 حصلنا على حوالي ثلاثمائة أو أربعمائة ساعة مراقبة بواسطة الآلة التي ركبتها مريم في الدوم سي وهناك أمر آخر أود ذكره أنه في أواخر تلك الفترة التي أمضتها هناك حصل خطأ في التلسكوب كسر شيء ما فيه وصممت على إصلاحه لذلك بقيت أعني قررت أن تبقى لأسبوعين أو ثلاثة أكثر من المدة المخططة كنت أتوقعها في نيس مع الأطفال لكنها قالت لي لن أستطيع أن آتي أريد أن يعمل التلسكوب قبل أن أغادر وفعلت.

روان الضامن: ماذا تذكر عن نوعية عملها؟

جرارد جدجي: هي امرأة متطوعة إلى حد بعيد وكانت متحمسة جدا للذهاب إلى القطب المتجمد الجنوبي كانت متحمسة وفي نفس الوقت مجتهدة جدا في الموقع ونحن كنا مسرورين جدا بعملها هناك وبعض من المشاريع المطبقة حاليا تعتمد على ما أنجزته من عمل هناك.

روان الضامن: بقيتِ في القارة المتجمدة حوالي ثلاثة أشهر أثنائها وصلتكِ رسالة من عائلتكِ وفيها أول كلمة كتبتها ليلى.

مريم شديد: ليلى في حياتها نعم كنت جد فرحة بهذا كنت هناك كنا منعزلين كتبت ماما، ليلى.

روان الضامن: طبختِ لهم في القطب الجنوبي الكسكس المغربي.

مريم شديد: نعم بالكنغرو وأحبوه كثيرا كان لذيذ.

روان الضامن: أول مرة يأكلون الكسكس المغربي في القارة المتجمدة.

مريم شديد: يجب أن.. كما قال زميل لي يجب الذهاب إلى القارة المتجمدة كي آكل الكسكس.

روان الضامن: هل تنوين السفر ثانية إلى هناك؟

مريم شديد: آه نعم بكل تأكيد لأني لدي موضوع وبرنامج دولي متتابع لذلك سوف أقوم بالرحلة لهذا شهر ديسمبر المقبل لزرع آلة جديدة التي سميتها السلام ولاستكمال المهمة في هذا القطب المتجمد لأنها.. إنه برنامج سوف يأخذ سنوات متعددة لأننا نريد بالفعل أن نزرع مرصد عالمي كبير هناك.

روان الضامن: مريم شديد أول عالمة فلك في العالم تصل في بعثة فلكية إلى قلب القطب المتجمد الجنوبي ولم يصل أي عربي هناك قبلها.

مريم شديد: عندما وصلت إلى هذا المكان كعربية ومغربية كنت جد فرحة بهذا ومفتخرة افتخار بكل افتخار واعتزاز وكنا في فريق لمختلف الجنسيات هناك أستراليا، أميركا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا وأنا كنت قلت لهم أنا عربية وهذا كان افتخار شديد وكذلك بالنسبة المرأة لأن وصولي هناك يعتبر رمز لحرية المرأة رمز لها كيف ما كانت عليه سابقا وحاليا وأردت أن أشير إلى هذا.

ما بين حب المغرب وفرنسا

روان الضامن: وأخذتِ علم المغرب كيف فكرتِ بأخذ العلم معكِ إلى القارة المتجمدة؟

"
كنت مصممة على أن أضع الراية أو العلم المغربي بجانب العلم الفرنسي والأسترالي والأميركي في القطب الجنوبي لأضع رمزا للعرب، فالعالم العربي بإمكانه أن يساهم في تطور العلم على صعيد دولي
"

مريم شديد: أينعم لقد فكرت في ذلك لأنني قد أردت أن أضع شيئا عربيا هناك قلت أنا عربية سوف أذهب هناك ولابد أن أترك رمزا للعرب هناك في هذه القارة المتجمدة، العالم العربي بإمكانه أن يساهم كذلك في تطور العلم على صعيد دولي وإنه لا يقل شأنا كباقي الدول العالمية الأخرى لذلك كنت مصممة أن أضع الراية أو العلم المغربي بجانب العلم الفرنسي والعلم الأسترالي والعلم الأميركي بالقطب الجنوبي ليرفرف كذلك ويعيش العالم العربي.

روان الضامن: هل توقعتِ هذه الضجة الإعلامية الكبيرة التي حصلت في المغرب عندما انتشر خبر أن عالمة فلك مغربية وضعت العلم المغربي في القارة المتجمدة المغربية؟

مريم شديد: أبدا لم أتوقع هذا بالكل.

[شريط مسجل]

مشاركة أولى: وصلت إلى هناك وغرست العلم المغربي، مريم شديد.

مريم شديد: أعتقد أنني محظوظة في ممارستي مهنة أعشقها أيضا، جدتي لن يمكنهم الخروج من منازلهم هذه تقاليد وعادات المغرب والعرب والآن أنا قمت برحلة إلى القطب الجنوبي.

[شريط مسجل آذار / مارس 2006]

مريم شديد: أريد أن أعبر عن مدى الاعتزاز بتواجدي معكم في هذه الظاهرة العلمية الكبيرة.

[استقبال لمريم في مدرستها الثانوية]

فرتوس سعيد – أستاذ مريم للجولوجيا: وقد لاحظت كيف طالبات صلاح الدين الأيوبي استقبلنك استقبال حار..

مريم شديد: حار جدا.

فرتوس سعيد: لم يخصص لأي أحد من قبلك مفخرة لوطننا نحن لما رأيناكِ تضعين علم الوطن خلال الرحلة المغامرة التي قمتين بها فقد فرحنا وفرح جميع المغاربة.

مريم شديد: نتمنى من الله إن بالجد والاجتهاد وبالإرادة الإنسان كي يوصل وأخي.

[محاضرة لمريم في جامعتها جامعة الحسن الثاني المحمدية]

مريم شديد: يعيش علم الفلك وتعيش المرأة العربية وكذلك الرجل العربي لم لا؟ بصفتي أني إمرأة وأني عربية لابد أن أقوم بعملي بكل جدية وأتعب فيه ثلاثة مرات كما يعمل الرجل، كنت جد فرحة بهذه لأنه يشجع المرأة المغربية والعرب والطالب العربي وكل هذا كان له إيجابيات جميلة.

روان الضامن: وحتى عندما يعني كنا في المغرب كانوا يوقفونكِ في الشارع ويسألونكِ هل أنتِ السيدة التي وصلت إلى الإنترتيك وإنتِ التي وضعت العلم المغربي وبقي في ذهني يعني قول لشخص مغربي بسيط قال لكِ اللي يرفع علمنا الله يرفع علامه يعني هل يمكن القول إنكِ تعيشين حالة من الانتماء والولاء المزدوج إلى المغرب الذي نشأتِ وأصلكِ منه وإلى فرنسا التي منحتكِ الفرصة لتحقيق الحلم؟

مريم شديد: نعم إني سعيدة الحظ بهذا لأنها تعتبر هذا الانتماء المزدوج يعتبر بالنسبة لي ثروة هائلة غنية جدا غنية بالمعرفة بحضارات مختلفة حضارتين مختلفة ثقافتين مختلفة وهذا شيء جميل، فرنسا تكمل المغرب والمغرب يكمل فرنسا بالنسبة لي وهذا شيء جميل جدا.

روان الضامن: أهدى لكِ أخوكِ مصطفى كتاب الجاذبية الكونية عندما كنتِ في الثانية عشر من عمركِ وغير لكِ هذا مجرى حياتكِ فهل تعتقدين الآن مع كونكِ أصبحتِ أما أن للطفولة أثر مهم في التكوين المعرفي والثقافي والنفسي للإنسان؟

مريم شديد: نعم هذا بدون شك لأن الطفولة مرحلة مهمة في حياة الإنسان وبها نتذكر كثير من الأشياء لأنها تعتبر أول خطوات الإنسان في الحياة لذلك نتذكر كل شيء وكل ما يحصل لنا في الطفولة له أثر ورمز على حياتنا في المستقبل.

روان الضامن: ما نوع المعارف والكتب التي تحرصين على توفيرها لليلى وتيكو؟

مريم شديد: ليلى فتاة تحب كثيرا الكتب لذلك قد أقوم كثيرا بإرضائها بمجموعة من الكتب في علم الفلك، علم الفلك للصغير نسميه علم الفلك للصغار آخر مرة التقيت.. عثرت على كتاب كليلة ودمنة شيء جميل جدا كنت جد فرحة للعثور عليه لأنه عندما كنت صغيرة كنت أقرأ كثيرا كليلة ودمنة.

روان الضامن: أنجزتِ الكثير من الاكتشافات الفلكية ونشرتِ ربما أكثر من مائة دراسة عالمية وأنتِ يعني لم تكملي الثامنة والثلاثين من العمر ما شاء الله هذا شيء نادر على المستوى العالمي هل أنتِ راضية عما حققتيه؟

مريم شديد: رضى النفس يولد معنا أظن والقناعة كذلك إذا أنا أثق كثيرا في نفسي وراضية عن نفسي ولكن عندما أقوم باكتشافات وفي مظاهر علم الفلك إنها من أجمل السعادات التي يمكن أن تحصل لي في حياتي هناك مثلا البرنامج الفضائي الذي قد بدأ في شهر ديسمبر 27 / 2006 عند انطلاق القمر الصناعي كوروت وقد قمت باستعداد المنظار الذي كان يوجد عليه عملت كثيرا فيه وكذلك..

روان الضامن: تركيب تلسكوب على القمر الصناعي نعم؟

مريم شديد: على القمر الصناعي نعم وقمت بذلك سيقوم هذا القمر الصناعي والذي يتجلى في دراسة الزلازل وذبذبة النجوم واكتشاف بعض النجوم وبعض الكواكب خارج المجموعة الشمسية..

روان الضامن: فإذا يعني سنرى مريم شديد لا تراقب النجوم من سطح الأرض فقط وإنما من عبر الأقمار الصناعية أيضا؟

مريم شديد: عبر الأقمار الصناعية نعم وهذا لمدة سنتين وأتمنى أن نحصل على أشياء وعلى معطيات.. على ظواهر علمية فلكية لم نعرفها قبل.

روان الضامن: ينصح علماء النفس أن يضع الإنسان أكثر من حلم له في حياته حتى إذا لم يتحقق واحد ألا يصاب بالإحباط يعني لكن أنتِ لم تفعلي ذلك وضعتِ حلما واحدا ولم تضعي بديلا له ونجحتِ ما الرسالة التي توجهينها للشباب العربي في مقتبل العمر؟

مريم شديد: إن الإنسان يعيش مرة واحدة في حياته ولابد أن يحقق حلمه ويجب عليه أن يذهب بهذا الحلم إلى حتى..

روان الضامن: السماء.

مريم شديد: حتى السماء لا يجب أن يقف عند أنا أرى الإنسان الذي يقف أمام عراقيل صغيرة جدا بينه وبين حلمه هذا ليس بإنسان مناضل.

جون فيرنن- زوج مريم: عندما تكون لديها فكرة مقترح هدف فإنها ستصل إليه بغض النظر عما يحصل حول ذلك وهذا جزء مما يعرف بالشخصية القوية.

جميلة شديد – شقيقة مريم: هناك تعب وعمل ومجهود عندما كانت صغيرة وصلت إليه الآن وهذا ما أقوله لأطفالي الآن لدي طفلان هذا ما أقوله لهم الآن عندما أرى بنتي أو ولدي لا يعملان أقول لهما لا يمكن أن تحصل على شيء انظر لخالتك يجب أن تتعب في صغرك كي تصل.

كاثي لي ميرفي – صديقة لمريم: على الأرجح أنها لا تعطي نفسها الوقت الكافي فهي دائما مشغولة بعملها وتحاول أن تسعد الآخرين في النهاية يجب عليها أن تأخذ بعض الوقت لنفسها.

إريك فوسات – عالم فلك – زميل مريم حاليا وأستاذها سابقا: أحيانا أكون أعمل بهدوء وسكينة في مكتبي وأرى بابي يفتح ومريم تدخل وأشعر في تلك اللحظة آه هناك شيء سيحدث وتكون غاضبة من أمر قد يكون مجرد تفصيل صغير وندخل في جدال قد يستمر ساعتين وهذا أستطيع أن أقول عنه الجانب السلبي الصغير في علاقتي مع مريم لكنها في النهاية تفوز دائما وهذه النقطة الإيجابية.

روان الضامن: يقول الكاتب البرازيلي المعروف باولو كويلو بأنه من يتخذ قرارا جريئا سيفوز في النهاية وأن على الإنسان دائما أن يكون لديه حلم خاص به يعمل عليه هل حققت مريم جديد أحلامها أم مازال هناك حلم ينتظر التحقيق؟

مريم شديد: قد سألني زميل لي زميل ياباني يعمل في الوكالة وكالة الفضاء الأميركية ناسا قال لي ذات يوم مريم هناك بعثات للمريخ هل تهمكِ قلت له نعم إن كنت تريد سوف أمضي في الحين.