صورة عامة / رائدات / إنعام محمد علي
رائدات

إنعام محمد علي.. الإخراج والريادة

يستضيف البرنامج في أولى حلقاته أول مخرجة عربية للدراما التلفزيونية لتروي تفاصيل ريادتها وإنجازاتها منذ عام 1960 حتى اليوم، وقصة منعها من الإخراج كونها فتاة.

– النشأة والدخول في مجال الإخراج
– دور الدراما في حل قضايا المجتمع

– صعوبات خوض المرأة في مجال الإخراج

– الانتماء للناصرية وتبني قضايا المرأة

undefined

[مشهد من فيلم الطريق إلى إيلات]

[مشهد من مسلسل ضمير أبله حكمت]

[شريط مسجل]

سناء منصور: المسلسل التاريخي الجائزة الذهبية أم كلثوم، أحسن إخراج إنعام محمد علي.

النشأة والدخول في مجال الإخراج

روان الضامن: البداية كانت سفرا بالقطار ثلاث ساعات من القاهرة إلى صعيد مصر وتحديدا إلى المنيا حيث نشأت ودرست إنعام محمد علي.

إنعام محمد علي – مخرجة تليفزيونية وسينمائية: كان لي أم مستنيرة جدا وهي اللي ربتنا وهي اللي كانت بترفض إن الخمسة يتحكموا فينا، يتحكموا فينا بأقول يتحكموا فينا لأن أنا لي أخت أصغر مني، إحنا سبعة خمس ذكور أنا نمرة ستة ولي أخت نمرة سبعة.

روان الضامن: ما أهم يعني ما تذكرين عن تعامل الوالدة وتربيتها؟

إنعام محمد علي: هي بالنسبة لنا احتضنت البنتين وصممت كمان إن البنتين لازم يعني يستمروا في تعليمهم حتى الانتهاء من التعليم العالي وده ما كانش يعني زي تقولي مألوف بالنسبة للأسر الصعيدية، كان الحقيقي الفضل كان للأم، يمكن لو والدي كان عايش ما كنتش كملت تعليمي لأن والدي كان عمدة أحد القرى اللي هي تابعة لمدينة المنيا، كان ريفي فيعني أقول إيه؟

روان الضامن: ما كانتش بتميز بين الولد والبنت؟

إنعام محمد علي: ما كانتش بتميز بين الولد والبنت ده حقيقي ولكن الولد كان بيميز.. الأخ كان بيميز يعني في قلب البيت ده حاسيت يعن إيه بنت ويعني إيه ولد ويعني إيه المسموح للولد وإيه اللي مش مسموح للبنت، أقولك إيه يعني يمكن دخول الجامعة كان معركة بالنسبة لي.

روان الضامن: بس قبل الجامعة دخلت مدرسة المنيا الثانوية للبنات وتفوقتي في الإذاعة المدرسية.

إنعام محمد علي: قد إيه أنا سعيدة وأنا بأخرج من الفصل ده اللي دخلته وأنا عندي ثماني سنوات، في المدرسة دي من حوالي أكثر من أربعين سنة قضيت تسع سنوات أربعة ابتدائي وخمسة بالثانوي، خرجت منها لآداب عين شمس بالقاهرة ويوم ما خرجت ما رجعتش للمكان إلا النهاردة، دي صورة قديمة قوي لي وأنا في الثانوي في المدرسة الثانوية..

روان الضامن: في رحلة؟

إنعام محمد علي: أه في إحدى الرحلات أو يمكن في حوش المدرسة، أنا مش فاكرة على وجه التحديد إنما أنا اللي لفت نظري إننا لابسة إشارة إني الأولى على الفصل.

روان الضامن: لكن لماذا أضربت عن الطعام ثلاثة أيام لتدخلي كلية الآداب لدراسة التاريخ؟

إنعام محمد علي: ما هو ده بقى اللي كان زي تقول التحكم الصعيدي، يعني الأسرة لما سمحت بأن أنا أخش جامعة فلتكن جامعة يعني نسائية يعني بمعنى فيهاش أولاد..

روان الضامن: ما تكونش مختلطة.

إنعام محمد علي: أه ما تبقاش جامعة مختلطة وبالتالي اختاروا لي معهد أو كلية للبنات كلية البنات برضه تبع عين شمس، أنا رفضت إن يبقى تعليم الجامعي هو استمرار لدراستي الثانوية، كنت سكرتيرة تحرير مجلة الطلائع مجلة الكلية يعني وكنت عضو الجمعية التاريخية ولكن كان محظور علي إن أنا المجلة اللي أنا سكرتيرة تحريرها أدخل بها البيت لأن معناها إن أنا لي نشاط اجتماعي ولي اختلاط بالطلبة وغيره وده كان من ضمن الممنوعات في الأسرة الصعيدية.

[مشاهد من أغنية السد العالي]

روان الضامن: أثناء دراسة إنعام محمد علي الجامعية أُممت قناة السويس وتبعها العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فماذا بقي في ذاكرتها من هذا الحدث؟

إنعام محمد علي: أغلب الشباب في الجامعة وقتها بما فيهم بنات وأولاد يعني، رحنا انضممنا للحرس الوطني تطوعنا وخصوصا كنا إحنا في أجازات، أعطونا أجازة في الفترة دي لأن كان في غارات على القاهرة يعني ورحنا فعلا معسكرات وتدربنا وكله يعني، كان كل واحد مستعد يقوم بدور وعايز يقوم بدور، اللي عايز ينضم لمعسكرات الحرس الوطني، إحنا كبنات عايزين نروح المستشفيات ونعالج الجنود وبنأخذ كورسات في الإسعاف وكله، كانت الروح جميلة هناك قضية.

[شريط مسجل]

جمال عبد الناصر: تأمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية.

إنعام محمد علي: أعتقد ما فيش أحد ما تحولش إلى طفل ينط من تحت لفوق يعني ويصفق.. يعني كان مش ممكن، لغاية دلوقتي أما نسمع الخطاب ده الخطاب الشهير لعبد الناصر نحس إن إحنا ارتدينا للمرحلة دي للسنوات دي للطفولة دي أو الإحساس الطفولي الجميل ده.

روان الضامن: بعد تخرجك من الجامعة يعني في عام 1960 كان هناك إعلان في الصحيفة مع بدايات تأسيس التلفزيون المصري أنهم بحاجة إلى مساعدي إخراج، تقدمتي لامتحان القبول وكنت من القلائل المقبولين، كيف ارتبطي بعدها بمجال الإخراج الدرامي؟

إنعام محمد علي: كنا 1600 تقدمنا لامتحان دوة من خريجي الجامعات، يعني ما حددوش كلية معينة وما حددوش تخصص في المجال الفني يعني لدرجة إن الامتحان التحريري اللي إحنا دخلناه كان في المعلومات العامة وفي الترجمة، نجحنا 63 منهم 11 بنت وكنا بنشكل الرعيل الأول في التلفزيون، بعد ما نجحنا في الامتحان التحريري عُقد لنا امتحان شفوي وكان من نصيبي إن أنا تعينت في إدارة التمثيليات، بمعنى الخطوة الأولى في مجال الإخراج كان ضربة حظ، عارفة المبنى الضخم دوة اللي الناس بتحس بعملقته يعني بدأت أدخله وهو لسه على سقالات، عشان نوصل للدور الثاني وندخل استديو أربعة بعد كده طبعا مع السنوات تطور الأمر وبني استديو واحد اللي إحنا واقفين فيه دلوقتي، إحنا واقفين في حجرة مونتاج استديو واحد، في استديو واحد دوة لي معه أحلى الذكريات.

روان الضامن: عملتي كمساعدة مخرج لمدة أربع سنوات ويعني تلقيت تدريب على أيدي خبراء من الـ (BBC) كان هناك بعثة أيامها إلى ألمانيا وبعد أربع سنوات عملتي أول إخراج لحلقات من مسلسل نفوس حائرة فكنت أول مخرجة عربية للدراما التلفزيونية، هل واجهتي صعوبات في قيادة فريق من الفنيين غالبيتهم من الرجال؟

إنعام محمد علي: أنا تحسبت الأمر بشكل جيد وقلت إن الجهد.. لو كان الطريق مفروش بالورود أمام رجل في المجال دوة فأكيد المرأة هتبذل جهد يمكن مضروب في عشرة فقررت أن أبقى تلميذة منذ خطواتي الأولى، لازم أدرس شغلي بشكل جيد لازم أحضره، لازم أجيد يعني زي تقول..

روان الضامن: كل التفاصيل..

إنعام محمد علي: أه ومعرفة أدواتي بشكل جيد يعني، لازم أتحسب لأي سؤال عفوي يجئ لي من فني أو فنان وغيره وده حصل فعلا..

روان الضامن: ألم يكن صعبا يعني الإخراج هناك عوامل الكثيرة جدا يجب أن يعطي فيها المخرج؟

إنعام محمد علي: لا أنا هأقول حاجة مهمة جدا.. خرجت بنتيجة بتقول إن الإخراج دوة ما هيش قيادة عضلية أبدا إنما قيادة ذهنية، من يمتلك أدوات عمله له القيادة.

روان الضامن: هل في مخرجين معينين تأثرت فيهم في البداية.. يعني استفدت منهم فعلا؟

إنعام محمد علي: هم في اثنين حقيقي يعني لهم فضل عليَّ.. الأستاذ نور الدمرداش الله يرحمه وكان متميز قوي في مجال الحركة الدرامية كان خصوصا في يعني كان هو أصلا مخرج مسرحي فكان يجيد اللي نطلق عليه الميزانسين داخل الكدر الواحد حركة الممثلين الغراند الميزانسين داخل الكدر، المخرج الثاني ويمكن ناس ما يعرفوش كثير أنه كان مخرج قبل ما يكون ممثل الأستاذ محمود مرسي، أستاذ محمود مرسي كنا ساعتها ممكن نعمل تمثيلية سهرة نعقد شهرين قبل تمثيلية السهرة نعمل بروفات.. بروفات حركة وبروفات أداء وغيره، كان بيهتم جدا بأداء الممثلين.

روان الضامن: إذا هذه كانت بدايات العمل التلفزيوني وكان هناك إخراج لنفوس حائرة لكن ما حقيقة منعك من الإخراج لكونك فتاة؟

إنعام محمد علي: هو كان قرار رجعي اشترك فيه وزير الإعلام وقتها ورئيس إدارة التمثيليات كان متصورين إن الإخراج مهنة مرهقة جدا ومتعبة وإن المرأة أرق من إنها تتحمل الإرهاق دوة والتعب دوة، ثم الإخراج يعني مهنة فيها يعني جزء كبير من القيادة يعني..

روان الضامن: دكتور محمد عبد القادر حاتم في هذا الوقت؟

إنعام محمد علي: كان الدكتور عبد القادر حاتم ولكن وفعلا كنا أربعة وقتها ونُقلنا إدارات مختلفة يعني، نُقلنا من إدارة التمثيليات لإدارات مختلفة استمر المنع ده لمدة سنة وتغير الوزير وجاء وزير جديد كان أول قرار مضاه رجوع المرأة للعمل في الإخراج الدرامي.

روان الضامن: الأستاذ محمد فائق؟

إنعام محمد علي: الأستاذ محمد فائق.

روان الضامن: يعني في هذه المرحلة أخرجت برامج تسجيلية وثائقية..

إنعام محمد علي: هو الحقيقة يعني برضه إذا تقولي كان يمكن المنع ده كان يعني أفادني في إن أنا بدل ما يعني أحصر نفسي في مجال واحد اللي هو مجال الدراما لا رحت إيه عملت في مختلف قوالب التعبير اللي هو ممكن يبقى الفيلم التسجيلي، المنوعات، البرامج، كله، فأخذت خبرة بدراية بمختلف..

روان الضامن: يعني رب ضارة نافعة.

إنعام محمد علي: آه ده حقيقي، المخرج في المقام الأول هو أيه؟ وجهة نظر بمعنى.. وده يمكن اللي استفدت منه من دراستي في المعهد العالي للإعلام ومن رسالة الماجستير يعني دي اللي كونت الخلفية النظرية أو الخلفية الثقافية أو الفكرية لي.

روان الضامن: يعني رسالة الماجستير كان عنوانها الدراما التلفزيونية ودورها في التطوير الاجتماعي، هل رأيت على أرض الواقع صحة هذه النتائج؟ هل فعلاً للدراما دور هام في إحداث تطور في المجتمع؟

إنعام محمد علي: دور هام جداً لأنه قالب جذاب بالنسبة للمشاهدين يعني وخصوصاً في مجتمعاتنا النامية اللي في لسه ما زال نسبة كبيرة منها جداً أمية يعني واللي فيها كم من المشاكل والقضايا والمعوقات للتطوير بوجه عام يعني آليات التطوير.

دور الدراما في حل قضايا المجتمع

روان الضامن: الدراما تسهم في يعني حل قضية مجتمعية أم أنها فقط تلقي الضوء على هذه القضية؟

"
الدراما تساعد في حل القضايا وتلقي الضوء عليها وتعمل على تحويل الأمور الجافة أو القضايا الكبيرة إلى أمور حياتية بحيث يشعر المشاهد من خلال الدراما أنه إحدى شخصياتها
"

إنعام محمد علي: هي تساعد في حلها، تلقي الضوء وتساعد في حلها وتساعد في الإسراع في حلها، يعني على سبيل المثال مثلاً لو إحنا مسكنا قضية زي الأمية اللي هي ما زالت الحقيقة مش قادرين نتخلص منها في العالم العربي أنا عملت في المجال ده مسلسل اسمه هي والمستحيل تناولت قضية محو الأمية، طبعاً ميزة الدراما إنها إزاي أنت تحولي هذا.. يعني حتى الأمور الجافة أو القضايا الكبيرة إلى أمور حياتية تخش جوه حياة الناس ويحسوا إنهم بيلاقوا فيها نفسهم ويشوفوا نفسهم كأنهم بيشوفوا في مراية وبتثير اهتمامهم ويلاقوا الأفراد الموجودين دول خلال الدراما شبههم وزيهم أو زي جارهم أو زي يعني وهكذا، فيبقى من السهل هنا الدخول لأنك أنتي تبثي من خلال العمل ده قيم بديله.. يعني ده المسلسل ده اللي عرض في أكتوبر 1979 عمل ردود فعل كبيرة جداً على مستوى المشاهد العادي وعلى مستوى حتى الجهات الرسمية، يعني أقول لك إيه؟ مثلاً في المغرب بعثوا لنا جواب شكر من وزارة المعارف هناك لأن النساء في المغرب ما كانش هناك لسه فتحوا ما كانش يعني وزارة المعارف لسه فتحت فصول محو الأمية، النساء هناك طالبوا الوزارة بإنهم لازم يفتحوا فصول محو الأمية وقد كان.

روان الضامن: كثيراً ما يرتبط اسم الممثل بالعمل ويعني يكون هناك شهرة للمثل يرتبط اسمه باسم العمل ويظلم الكاتب والمخرج، هل تعتقدين أن هناك يعني لدى الناس جهل بما يقوم به مخرج الدراما؟

إنعام محمد علي: حقيقي، يعني هما مثلاً عارفين الممثل ده هو أمامهم بيمثل لكن الوسيط ده بيعمل إيه؟ كثير جداً بيجهلوا يعني دور هذا الوسيط، هو حارس البوابة اللي بيدخل من خلاله كل العناصر بدء من النص، كمان كل عناصر العمل من اختيار ممثلين، اختيار فنيين، كل اللي إحنا بنشوفه تترات ده اختيار المخرج يعني.

روان الضامن: كيف يختار المخرج هذا الممثل لهذا الدور؟

إنعام محمد علي: هي دي بتبقى بناء على خبرات فنية وبناء على خبرات بالممثل ذاته يعني.

روان الضامن: يعني ماذا يفعل المخرج إذا أحس أنه أخطأ في اختيار بعد بدء التصوير؟

إنعام محمد علي: كارثة لأن ده قدر زي الجواز زي خطأ الجواز بالضبط زي واحد يتجوز وبعد ما يتجوز يحس إن مش دي العروس أو مش ده العريس، عشان كده لابد الاختيار ده لازم يحصل فيه تردد كثير ويبقى في تأني، زي ما بيقولوا 70% من نجاح أي عمل درامي على اختيار الـ (Cast) الصح فالحمد لله إن أنا يعني خلال مسيرتي لأني بتأني جداً في عملية الاختيار دية ما حسيتش بخيبة الأمل دية، يعني هم في أم كلثوم لما اخترت صابرين كثير اتهموني بأن أنا مش في قوايا العقلية لأنه ما كانوش موافقين على أم كلثوم، يعني رئيس الاتحاد في الإذاعة والتلفزيون، رئيس قطاع الإنتاج والكل قالوا إن أنا جرى لي إيه؟ يعني طول عمري بأختار الممثل المناسب في المكان المناسب، لكن ما كانوش متصورين إن صابرين هي الشخص المناسب.

[مشهد من مسلسل أم كلثوم]

إنعام محمد علي: في أم كلثوم مثلاً كان المكان بالنهار عبارة عن نادي.. نادي رياضي فيه مجموعة ترابيزات، فيه مجاميع ماشية لابسة ملابس رياضية، فيه مشهد على سبيل المثال افتكرته دلوقتي كان لأم كلثوم مع فكري أباظة، كانت أم كلثوم داخلة متسللة لابسة نظارة سوداء وبتدور على فكري أباظة، فكري أباظة كان قاعد منعزل بعد ما استقال من كل مناصبه.

روان الضامن: عندما تعودين بعد عدة سنوات إلى مكان صورتي فيه ما الشعور الذي يعود إليك؟

إنعام محمد علي: حنين شديد وعلاقة زي ما تقول علاقة قرب وكأن المكان ده أصبح جزء مني.

روان الضامن: يرى البعض أن اسم إنعام محمد علي أصبح معروفاً على المستوى العربي مع حصول مسلسل دعوة للحب على جائزة أحسن مسلسل في أول مهرجان يقام في الكويت للأعمال الدرامية العربية عام 1984 خاصة وأن ممثلين من عدة دول عربية شاركوا في هذا العمل.

إنعام محمد علي: طبعاً أنتي عارفة إنه كان هناك قطيعة بين 1977 بعد المبادرة الساداتية وحتى تقريباً بدايات الثمانينات لما بدأت الانفراجة العربية وبدأ التقارب العربي يعود بشكل حثيث مرة أخرى يعني، في الوقت ده أنا وناديا رشاد وده كان أول عمل ليا مع ناديا رشاد قررنا نعمل مسلسل عن هذا الموضوع وسميناه دعوة للحب وهي بمعنى دعوة للتقرب العربي وتم تصويره في إمارة عجمان وكان في مجموعة زي ما قلتي من الممثلين العرب. كان من أحلى المشاهد اللي أنا ما أنسهاش.. كان مشهد مجموعة قاعدة بعد وصول الأخت المصرية من مصر اللي هي كانت ميرفت أمين وكانت صحفية بتعمل موضوع في الإمارات يعني وكان عازمينها على مائدة الطعام وكان في هي المصرية وفي الإماراتي وكان في الفلسطيني وبدؤوا كل واحد يتكلم لغته فميرفت مش قادرة تستبين اللغة.

روان الضامن: اللهجات.

إنعام محمد علي: أه اللهجات فضحكوا كلهم ضحكوا وقالوا طيب ما تيجوا نتكلم بالعربية فكلهم تكلموا بلغة الضاد..

روان الضامن: باللغة الفصحى.

إنعام محمد علي: ففجأة سكتوا ولقوا نفسهم كلهم واحد.

نادية رشاد- كاتبة وممثلة: الحماسة المطلقة لما تفعل (تقصد إنعام محمد علي)، يعني الهوس ده يعني مش قادرة أقول لك إنه حماسة بس.. ده الهوس، بتبقى يعني العمل مستولي على كل قواها النفسية، بتنام به بتقوم به بتفكر فيه، لما أقول لها أنا ناقصاني معلومة لسه هأجيبها من كتاب ألاقيها جابت لي الكتاب، أقول لها مثلاً أنا عايزة أسأل محامي على حاجة تقول لي خدي أسامي المحاميين دول أصدقائي ومعارفي كلميهم، لما أقول لها أنا عايزة أي حاجة تبصي تلاقيها ظهير لك ومش سايباكي لوحدك، يعني مش التأليف مسؤولية كل مؤلف لا ده هي حاسة إن أنتي بتشتغلي لها إن أنتي بتكتبي لها فهي المسؤولة، يعني أنتي واحد من أدواتها بشكل ما يعني، ما بتقللش من قيمة كل واحد وحجم الدور وحجم الإبداع اللي هو بيعمله لكن بتبقى حاسة إن ده تابع لها خاص بها، في الآخر اسمها هيتكتب عليه، فده لوحده بتنقل لك الحماسة دي، بتعديكي بالهوس ده، فبتحسي إن المسألة مهمة ومش لعبة وكمان يعني ساعات بيبقى كثير لدرجة إن أنا يعني أنا بأشتكي أحياناً إنها الصبح تقول لي اكتبي، الظهر تقول لي كتبتي قد إيه؟ بالليل تقولي لي كتبتي وخلصتي ولا لسه؟

[مشهد من مسلسل أم كلثوم]

[شريط مسجل]

أسامة أنور عكاشة – كاتب دراما: إنعام الحقيقة نموذج يمكن ما بيتكررش كثير الأيام دية لأنها نموذج للالتزام إنما يبقى الالتزام دائماً عند الفنان أن يكون له قضية.

إنعام محمد علي: الحب وأشياء أخرى كان أول تعاون بيني وبين أسامة أنور عكاشة في مجال المسلسلات..

روان الضامن: كان قبل ذلك تمثيلية صغيرة.

إنعام محمد علي: آه كان في تمثيلية سهرة ده كان أول لقاء، كان بيتكلم عن إن الحب أُجهز عليه بين قطبي رحى أو طرفي رحى، طرف بيمثل التقاليد القديمة عن علاقة السيادة بين الرجل والمرأة، مين أقوى؟ مين أضعف؟ مين يصرف من ما يصرفش؟ إزاي إن الراجل لازم يسود، يعني أن يعني فكرة المشاركة كانت بعيدة.. المشاركة بين إنسان وإنسان، الطرف الآخر كان بتكلم عن القيم المستحدثة اللي بتقييم دلوقتي كل شيء بالفلوس وبالمادة وكان بيقول إن القيم المستحدثة والقيم القديمة ما هي إلا وجهين لعملة واحدة، كان حقيقي مسلسل..

روان الضامن: نجح نجاح كبير.

إنعام محمد علي: آه بحبه قوي بأعتز به جدا.

[مشهد من مسلسل ضمير أبله حكمت]

روان الضامن: ثم كان هناك تعاون ثالث بين الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في ضمير أبله حكمت عرض لأول مرة عام 1991 وثم لسنوات طويلة تمت إعادته وعلى أكثر من قناة عربية، يعني ما الذي يمنع إنتاج المزيد من الدراما الجيدة والمؤثرة؟

إنعام محمد علي: عايزة نص جيد، عايزة تحضير جيد، يعني ما يبقاش.. ما يخشش في.. ما تتحولش الدراما إلى سلعة ومكسب وتجارة وموسم زي اللي حاصل دلوقتي، لازم نغير أسلوب الإنتاج وكما أسلوب العرض، يعني دلوقتي أصبح الإعلان يتحكم في الإعلام.

روان الضامن: هناك قنوات فضائية عربية تبث أفلام وبرامج ومسلسلات أجنبية على مدى 24 ساعة ومنها أيضا يعني ربما عن غير قصد ما يسيء للعرب وللمسلمين، ما رأيك بذلك؟

إنعام محمد علي: رأيي إن إحنا لابد من أن ده هيحصل، إزاي نتصدى له إحنا؟ مش بنتصدى له بمجرد أن إحنا بالمظاهرات ولا بالاحتجاجات ولا غيره.. بالعلم بالموهبة بالتقنية العالية، يعني لازم يبقى عندنا يعني الرسالة مقابلة..

روان الضامن: أعمال عربية منافسة..

إنعام محمد علي: طبعا الرسالة المقابلة يعني اللي على مستوى وناس يبقوا فعلا موهوبين حقيقيين وبيشتغلوا بجدية وإيمان.. يعني بالدور العربي ووجهة النظر المستنيرة كمان مش متخلفة وإزاي نخاطب هؤلاء الناس؟ أيه أسلوب الخطاب؟

روان الضامن: هو يعني هناك بعض الدراسات الإعلامية الآن مع الجيل الجديد المتعلق ربما حتى المهووس بعالم الكمبيوتر والإنترنت تتوقع تراجع في المشاهدة التليفزيونية حتى يعني ومعها الدراما التليفزيونية هل تؤيدين هذا الرأي؟

إنعام محمد علي: هو طبعا هأقول مش هيلتفوا بالدرجة اللي كانوا بيلتفوا حولين التليفزيون.. جهاز التليفزيون بشكل عام أو حولين الدراما التليفزيونية بشكل خاص زي الأول يعني، لأنه زي ما أنت قلتي أنه وسائل المعرفة ووسائل حتى المشاهدة تعددت لكن ها أقول أن ده مش قريب قوي لسبب وجود الأمية.. الأمية الأبجدية الأمية الثقافية المنتشرة في العالم العربي بوجه عام، يعني إحنا بنعتمد في الحصول على المعلومة على العين وعلى الأذن، يعني علشان بقى اعتمد على الكمبيوتر أو على الإنترنت أو غيره لا بد يكون أقل ما فيها أعرف لغة، فمش مجرد أني أنا يعني محيت أميتي الثقافية قصدي محيت أميتي الأبجدية أو الثقافية إنما أجيد التعامل مع اللغات يعني، لكن أكيد في المستقبل هيحدث إن لم تطور الدراما التليفزيونية أو التليفزيون نفسه علشان يلاحق وسائل العرض الأخرى يعني.

[فاصل إعلاني]

صعوبات خوض المرأة في مجال الإخراج

[مشهد من فيلم حكايات الغريب]

إنعام محمد علي: لما عثرت على حكايات الغريب من خلال المجموعة اللي هو يعني نشرها الأستاذ جمال الغيطاني في كتابين عن تجاربه أو خبراته كمراسل حربي من جريدته أثناء الحرب فرحت جدا لأني حسيت أنها بتتناول جانب إنساني هي عن المقاومة الشعبية لأفراد السويس.. لأفراد الشعب السويسي أثناء فترة الحصار اللي هو حدثت 23 أكتوبر 1973 واترفع الحصار 4 مارس 1974، مش قادرة أقولك كمان أني أنا تأثرت بالفيلم ده إزاي وحبيت ناس السويس إزاي ولما رحت زرت السويس قبل الحرب وأنا بأحضر للفيلم وقابلت الناس اللي ما سبوش الأرض وعاشوا فيها أثناء الحصار وإزاي هما بيحكوا عن بطولاتهم وهم فيهم عزة وفخر وسعادة وكأنه حصل من الأسبوع اللي فات، حسيت يعني أيه الإنسان يبقى له قضية، يعني أيه الإنسان يقوم بدور، يعني أيه الإنسان ينجز شيء..

روان الضامن: يفتخر بيه بعد ذلك..

إنعام محمد علي: يفتخر بيه ويشكل الشيء ده ملامحه ويخليه..

روان الضامن: مستقبله أيضا..

إنعام محمد علي: مستقبله ويخليه شباب على طول ما يعجزش أبدا.

روان الضامن: أنت عضو أيضا في المؤتمر القومي العربي الذي أُنشأ في عام 1990 بهدف إحياء الفكر القومي ويعني مواجهة التحديات التي تحيط بالأمة، شاركت في صنعاء 2003، في الرباط 2006، ما الذي تريدين المساهمة في تحقيقه من خلال المشاركة باجتماعات المؤتمر؟

"
من وجهة نظر المؤتمر القومي العربي والذي يهدف إلى إحياء الفكر القومي أن هناك عقبات حول التقارب العربي بين الحكومات، وفكروا في كيفية إيجاد التقارب والتآلف الثقافي بين الشعوب لأن مصير كل الدول العربية واحد
"

إنعام محمد علي: هو أني أنا من وجهة نظري ومن وجهة نظر المؤتمر أيضا إنه إن كان فيه عقبات حول التقارب العربي بين الحكومات وفيه حزازيات بين القادة والزعماء وبين كل ده فالأفراد يجمعهم الكثير وأنهم أزاي يبقى فيه نوع من التقارب والتآلف الثقافي لأن المصير مش مختلف من دولة لأخرى إنما هو المصير واحد ويمكن ما حدث في العراق ما حدث في أفغانستان والتهديد اللي بيحصل لسوريا ولفلسطين وغيره مش بعيد عن أي دولة وأن أي دولة ممكن تلاقي يعني حاسة إنها عايشة في آمان ومنتهى الراحة وكل شيء ده فجأة يضيع كل ده إن لم زي ما قلت إن لم نتكاتف كلنا.

[مشهد من فيلم الطريق إلى إيلات]

روان الضامن: كيف استطعت كسيدة لا علاقة لك بالعسكرية أو التجنيد إخراج عمل حربي كبير مثل الطريق إلى إيلات؟

إنعام محمد علي: تصدقي يا روان إني أنا نفسي استغربت أن أنا أُكلف بالعمل ده وبقول أُكلف إزاي لأني أنا معظم أعمالي كل أعمالي بأختارها ما عدا الطريق إلى إيلات كٌلفت بيه وما كنش وارد على بالي أبدا أني أنا هيؤول إلي إخراج هذا الفيلم لأن الفيلم عرض على أكثر من مخرج قبلي يعني وبعدين بعتهولي الأستاذ ممدوح الليثي وقال لي أقرئي الفيلم ده وقرأته وبعدين كلمته وقلت له الله أنت متصور أني أنا المخرج اللي يصلح لإخراج مثل هذا الفيلم؟

ممدوح الليثي – نقيب السينمائيين ورئيس جهاز السينما: هي طبعا اتخضت، قلت لها هتعمليه، قلت لها أنت عندك تصميم تعملي عمل ناجح، فأنا أعشق العمل معاها بأحس إنها فنانة متوجهة وبترشح كويس، بتقعد تختار في الأدوار تعرف تختار الشخصية المناسبة في الدور المناسب تحسب كل حاجة بالسنتيمتر وعارف إنها دقيقة وعلشان كده عاوز أقول لك حاجة لم يفشل لها أي عمل، كل أعمال إنعام والحمد لله على مستوى الفيديو ومستوى السينما لم تفشل، رشحت نفسها للنقابة نجحت بثقة السينمائيين، سمعتها الجدية، بتحضر اجتماعات النقابة جادة.

روان الضامن: يعني وثم جاء الطريق إلي إيلات والذي استغرق سنتين بين إعداد وتصوير ومونتاج، ما أصعب مشهد أخرجتيه في هذا الفيلم؟

إنعام محمد علي: هو الفيلم ده كل مشاهده كانت صعبة، بمعنى أيه أن مناطق التصوير كانت مناطق معذبة، يعني على سبيل المثال إحنا كنا بنصور العوم في البحر في الشتاء وكان يبدأ التصوير 8 مساءا وينتهي 5 صباحا اللي هوه قبل أول ضوء يعني بينما..

روان الضامن: وكان هناك تصوير تحت الماء طبعا مع الضفادع البشرية..

إنعام محمد علي: تحت الماء اتصوروا اللي صورناه يمكن كانت مرحلة أخيرة في التصوير لأن قام بيه التصوير ده الضفادع البشرية الحقيقيين مش الممثلين، يعني الكلوزات اللي شافوها الناس للمثلين أخذت لوحدها إنما طبعا ده محتاج تدريب كبير قوي علشان الناس تغطس تحت المياه لساعات طويلة علشان تصور وهكذا تدريب كبير جدا تميز بيه يعني الأستاذ سعيد الشيمي يعني واللي قعد سنوات طويلة يدرس هذا اللون من التصوير ويمكن انفرد بيه كمصور سينمائي..

روان الضامن: وكان هناك يعني مشاهد كبيرة في الصحراء..

إنعام محمد علي: هي بقى كمان من ضمن صعوبات هذا الفيلم يعني مشاهد التجهيز ومشاهد الانطلاق وغيره صورت في الصحراء.. صحراء طابا وبعضها اتصور في الأردن كل ده تم في يوليو وأغسطس..

روان الضامن: يعني في شدة الحر الكبير..

إنعام محمد علي: يوليو أغسطس 1993..

روان الضامن: يعني تموز..

إنعام محمد علي: الفيلم استغرق الشغل فيه سنتين سنة تصوير وسنة مونتاج، مش هأبالغ لو قلت لك السنتين دول ما نمتش فيهم يعني طار النوم من عيني لأن أنا ما كنتش بحمل مسؤوليتي أنا لوحدي يعني مسؤوليتي كإنعام لو طلع أي خطأ في الفيلم وخصوصا الخطأ العسكري كانوا هيقولوا أيه انهم ما إدوش العيش لخبازه لأنه اللي بتخرجه ست مش رجل وده حدث فعلا، مش حدث أن في خطأ إنما حدث في بداية تصويرنا يعني للفيلم، إحنا دخلنا مناطق كان محظور الدخول فيها على أي كاميرا اللي هي اللواء الخاص اللي هو بيقوم بالعمليات الخاصة والكلية البحرية.. الكلية البحرية ممكن دخلت فيها الكاميرات عشان تنقل استعراض يعني حاجة إخبارية يعني، لكن تخش كاميرات بممثلين ويقعدوا من الليل لغاية الفجر وحاجات كده.. كانت مسألة مريبة، الكلام ده قاله لي رائد البحرية اللواء أحمد فاضل والفريق أحمد فاضل حاليا قال لي أنا حقيقي زي ما بيقولوا لعب في عبي الفأر وقلت الله إيه اللي حاصل يعني؟ بيصوروا بالليل كل يوم ثم المخرجة ست هم ما عندهمش راجل ولا إيه؟ فبيقول لي حقيقي أن أنا بعت عيوني تتابعكم ورجعوا.. تفتكري رجع قال لهم إيه؟ رجعوا قالوا له إيه؟ قالوا له إن أنا.. طبعا آسفة أن أنا هأضطر.. قالوا لي إن أنا.. ما معناه يعني أن أنا أشد انضباطا من القادة بتوعه..

روان الضامن: يعني هذا الفيلم الحقيقة أيضا كشف أسرار حربية يعني لا تمس فقط مصر وإنما تمس دول أخرى في المنطقة مثل العراق الأردن فلسطين، هل تم كشف هذه الأسرار لمرور أكثر من خمسة وعشرين عام على الحدث؟ هل كان هناك رغبة في إظهار أثر التضامن العربي؟

إنعام محمد علي: طبعا ده كان يعني مقصود جدا التركيز على أن العملية ما تمتش يعني بسواعد مصرية فقط إنما بسواعد عراقية وأردنية وفلسطينية، بمعنى أن أي نصر مش ممكن تحققه دولة لوحدها، إنما ممكن يحققه جموع العرب مع بعض لو اتحدوا.

روان الضامن: حتى في الطريق لإيلات يعني أعطيتي مساحة واضحة لأغنية مصر يا أما يا بهية من كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم يعني.

إنعام محمد علي: بالضبط وأخذت مقطع مصر يا أما يا سفينة باعتبار أن الفريق اللي قائم بالعملية فريق ينتمي للقوات البحرية، لأني أنا كنت بأقصد من خلال الأغنية دي إيه؟ إن هم كلهم فريق العملية كله بما فيهم القائد بتاعهم بيحضر فرح أحد الجنود منهم وخليت أن كل واحد في الفريق في المجموعة يعني يغني فقصدت بشكل مباشر أن الكل في خندق واحد أو الكل في واحد.

الانتماء للناصرية وتبني قضايا المرأة

روان الضامن: والفيلم أيضا كان إضاءة قوية على حرب الاستنزاف في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقد حرصت على إظهار دوره المباشر وصلته بالعملية من خلال إظهار صوته وأيضا في مسلسل طبعا أم كلثوم كان هناك شخصية واضحة ودور واضح لجمال عبد الناصر، هل أنت ناصرية الهواء والتوجه؟

إنعام محمد علي: أنا نشأت في عصر عبد الناصر أو العصر الناصري يعني ووجداني تكون وأفكاري وتوجهاتي وإزاي غرسوا فينا حب البلد يعني ومش بس في إطار بلدنا مصر إنما أزاي أن البلد ذابت وبقت هي من الخليج للمحيط يعني، ما بقاش في فواصل يعني، غرسوا فينا الإحساس ده لغاية دلوقتي الحلم العربي.. يعني إيه لم يأفل جوانا ولم نيأس.

روان الضامن: يعني يستغرب جيل الشباب الحالي هذا الانتماء القوي لجيل الخمسينات والستينات لعبد الناصر خاصة أن البعض يعتبره مسؤولا عن هزيمة 1967 وانهيار أحلام القومية العربية، كيف تفسرين هذا الانتماء للناصرية حتى اليوم؟

إنعام محمد علي: هو الحقيقة حصل تشويش إعلامي ضخم مقصود لتشويه الفترة الناصرية إنما الفترة الناصرية كانت بتتميز أن هناك مشروع قومي مشروع وطني كبير وكان في بوادر النهضة وخطوات على الطريق والكل كان مؤمن ومساهم ومشارك.. يعني مش قادرة أقول لك أن كثير من يعني إحنا أبناء فترة الخمسينات والستينات وإحنا عايشين هذا العصر مستغربين لمنظومة القيم اللي اتقلبت رأسا على عقب وأن أصبح كل شيء مقيم بالمادة وبكام وعلى أد فلوسكم أشتغل، أشياء كثير انتشرت في الشارع العربي يعني، الحقيقة يعني الواحد حزين على أن الدور ده اختلف دلوقتي وأن الرؤية بقت ضبابية وأن زي ما قلت لك الصح بقى غلط والغلط بقى صح يعني مسائل أصبحت محزنة.

روان الضامن: هناك تصريح صحفي لك بأنه يعني هناك البعض يريد عودة النساء اليوم إلى عصر الحريم، ما الذي قصدتيه بذلك؟

إنعام محمد علي: اللي قصدته هو مش محتاج تعليق إنما يعني محتاج أنك العين تعمل "بان" زي بلغة الكاميرا يعني أو بانوراما..

روان الضامن: من اليمين إلى اليسار استعراض يعني..

إنعام محمد علي: من اليمين أه.. أه في كل العالم العربي وتشوفي حال المرأة دلوقتي وأن أصبحت يعني.. بعد جيل الرائدات الأوائل اللي كافحوا واللي هما لوجود دور فعال للمرأة سواء داخل البيت أو خارج البيت ودور مشارك للرجل فعلا كل ده كان حصل كل ده حدث وإحنا بنمثل هذا الجيل، شيء محزن جدا أن نلاقي يقول لك لا ده ما جاب ليش الشبكة اللي زي قيمتي اللي يعني توازي قيمتي أو توازي قيمة عائلتي أو ما دفع ليش المهر اللي يشتريني بيه، يشتريني معناها سلعة يعني أو ما عمليش الفرح اللي كذا، كلها قيم استهلاكية مظهرية.. يعني أنا فاكرة أنا تزوجت في الستينات أنا وزوجي اللي جهزنا البيت وما قولناش لأهلنا جاهزونا، أنا وجوزي اللي كنا بنصرف على البيت.. مرتبنا مع بعض لدرجة أن أنا يعني طلعت كده ما أتصورش أن حد ممكن يصرف عليا وأن أنا لازم أعول نفسي وأن أنا لازم أبقى إنسان مشارك.. مشارك اللي يبقى مشارك في البيت هيبقى مشارك في المجتمع.

روان الضامن: آمنت إنعام محمد علي بأن تقدم المجتمع لن يتحقق إلا بتقدم المرأة وحصلت على جوائز عن أعمال عالجت قضايا المرأة منها تمثيلية أم مثالية ونونة الشعنونة التي أثارت قضية عمالة الخادمات الصغيرات إلى جانب مسلسل قاسم أمين عام 2002.

إنعام محمد علي: في المكان ده يا روان صورنا عدة مشاهد في مسلسل قاسم أمين بتعبر عن مواقف مختلفة في المسلسل، يعني من المواقف دي كان مظاهرة أمام مديرية بني سويف، كنا حاطين يافطة باسم عليها مديرية بني سويف واحتشد أمام المكان ده حوالي يمكن أكثر من ثلاثمائة طالب بيمثلوا المرحلة الثانوية للاحتجاج على مرور سنة على الاحتلال الإنجليزي لمصر.

روان الضامن: هل فعلا هو من الصعب إخراج مشهد يعني مظاهرة؟

إنعام محمد علي: جدا، ليه؟ لأن مثلا زي ما بأقول لك ثلاثمائة طالب على الأقل يعني كمان بتجبيهم في نفس اليوم، مش مدربين على الوقوف أمام الكاميرا، لو طالب أو اثنين نشزوا في الهتافات أو ما تحركوش الحركة المضبوط أو يعني ممكن تعيدي يضطرك تعيدي المشهد.

روان الضامن: يقولون المخرجة السيدة إنعام محمد علي مخرجة صعبة، لماذا؟

إنعام محمد علي: هما بيقولوا متعبة كمان، الحقيقة لأني بأحب استغل اللحظة أو الفرصة اللي في يدي الاستغلال الأمثل عشان ما أرجعش أقول ياريت وبأقول تملي للي معايا الإنسان ما بيموتش من التعب، لكن ممكن يموت من الحسرة لما يبقي اللي كان في حيز الممكن أصبح في عداد المستحيل.

 إحنا دلوقتي في الحي الريفي في مدينة الإنتاج الإعلامي، في الحي ده وفي مواقع مختلفة صورت الأربع حلقات الأولى من أم كلثوم، الحقيقة المشاهدين لما شافوا الأربع حلقات تصوروا أن أنا بأصور في قرية أم كلثوم الحقيقية، لكن أنا فعلا زرت القرية قبل ما أبدأ التنفيذ لقيتها لا تصلح للتصوير لأن فيها كل المظاهر العصرية، يعني فيها دش وفيها أسلاك تليفون وفيها أسلاك كهرباء ولكن التصوير كان بيبدأ 1907 حيث لا وجود لأي مظهر عصري يعني.

روان الضامن: هل توقعت هذا النجاح الكبير لمسلسل أم كلثوم؟

إنعام محمد علي: أنا عمري ما توقعت نجاح أي مسلسل لي قبل عرضه على الناس، بأبقى قلقانة جدا وخايفة جدا يعني مسلسل أم كلثوم بالذات ردود الفعل جاءت مبكرة قوي يمكن بعد الحلقة الأولى أو الثانية يعني عكس أي مسلسلاتي الأخرى يعني ومع ذلك لم أطمئن والقلق يعني ما خفش من جوايا ألا بعد عرض آخر حلقة.

روان الضامن: أصبح الآن هناك مخرجات عربيات أكثر طبعا من ذي قبل، هل الطريق أصبح سهلا أم أنه مازال صعبا أمام المخرجة العربية؟

إنعام محمد علي: لا هو سهل وصعب، سهل أن الفرصة متاحة يعني ما عدتش مغلقة، لكن صعب لأن قليل قوي اللي يقدروا يستمروا في هذه المهنة الصعبة، أنا بأسمي مهنتنا مهنة العذاب والمتعة، العذاب في أدائها والمتعة في قطف ثمارها لو كانت الثمار دي جاءت على الهواء جاءت يعني كما تمنى المبدع. يعني عمري ما رضيت وعمري ما أعجبت بنفسي، تملي قلقانة وخائفة وكل عمل أخشه كأني بأبتدي من أول وجديد.