كتاب ألفته - ديمومة المسألة الفلسطينية - صورة عامة
كتاب قرأته/كتاب ألفته

ديمومة المسألة الفلسطينية لجوزيف مسعد

تتناول الحلقة كتاب “ديمومة المسألة الفلسطينية” للكاتب جوزيف مسعد والصادر عن دار الآداب، وهو مترجم عن اللغة الإنجليزية.

– المسألة الفلسطينية والمسألة اليهودية
– عملية السلام، المحرقة اليهودية.. أفخاخ القضية الفلسطينية

المسألة الفلسطينية والمسألة اليهودية

جوزيف مسعد
جوزيف مسعد

جوزيف مسعد: "ديمومة المسألة الفلسطينية" صدر عن دار الآداب وهو مترجم عن اللغة الإنجليزية كان قد نشر باللغة الإنجليزية منذ بضع سنوات وأنا شاركت في ترجمة الكتاب للغة العربية، كان هناك مترجمون آخرون أيضا. كان مهما لي أن يصدر هذا الكتاب في اللغة العربية لأنه أول كتاب يصدر لي بالعربية على الرغم من كتاباتي الأخرى الصادرة باللغة الإنجليزية والفرنسية. يتناول الكتاب طبعا موضوع التاريخ الفلسطيني والتاريخ الصهيوني، هو عبارة عن نقد أيديولوجي للأيديولوجيا الصهيونية وللفكر الوطني الفلسطيني. "تكمن أهمية المسألة الفلسطينية كتسمية في ارتباطها في تاريخ أوروبا بالمسألة الشرقية والتي كانت تشير إلى تعامل أوروبا مع الإمبراطورية العثمانية أي مع شرقيين موجودين خارج أوروبا، وبالمسألة اليهودية والتي كان من مقوماتها الرئيسية اعتبار يهود أوروبا آسيويي الأصول أو شرقييها، ومسألتهم كانت تعني تعامل أوروبا مع الشرقيين داخل أوروبا". يراجع الكتاب الفكر الصهيوني ليس فقط في تاريخ الاستعمار الأوروبي في المنطقة العربية بل أيضا في التاريخ الأوروبي للاسامية، طبعا الفكرة التي تطالب بطرد اليهود من أوروبا إلى فلسطين كانت فكرة بروتستانتية نشأت مع ظهور الحركة البروتسنتانتية في القرن السادس عشر وكان القصد منها هو طرد اليهود إلى فلسطين تحويلهم إلى مسيحيين من أجل التسريع بعودة المسيح المنتظر حسب الفكر البروتستانتي، بالطبع معظم يهود أوروبا رفضوا هذه الأفكار المعادية لهم وأصروا على وجودهم على أنهم أوروبيو المنشأ ويهوديو الدين. هذا الموضوع تحول في أواخر القرن الثامن العشر وخاصة بعصر التنوير عندما نشأ علم اللغويات خاصة ما يسمى بالفلولوجيا والذي قرر أن، أو بناء عليه قسمت لغات العالم إلى فئات مختلفة منها ما أصبح يسمى في اللغات السامية والتي اندرجت في داخلها اللغة العربية واللغة العبرانية، اللغة العبرانية أو العبرية كانت قد أعيد الاهتمام بها كان قد جاء بعد البروتستانتية التي أعادت طبع التوارة العبرية لأسباب مسيحية دينية عند الحركة البروتستانتية، وبالتالي موضوع الهوية السامية فيما بعد أسبغت على يهود أوروبا على أن أجدادهم المزعومون العبرانيون الأصليون في فلسطين كانوا يتكلمون العبرانية وبالتالي أصبح يهود أوروبا يسمون بأنهم ساميون وهذه أيضا أسبغت على العرب أيضا على أنهم ساميون نتيجة هذا التصنيف اللغوي الذي قام به اللغويون الأوروبيون في القرن الثامن عشر. بعد الثورة الفرنسية طبعا الثورة الفرنسية جاءت وساوت ما بين كل المواطنين بغض النظر عن التمييز الديني الذي كان قائما قبلها بذلك أصبح اليهود الفرنسيون واليهود الأوروبيون الذين انضموا عبر الفتوحات النابليونية إلى مفاهيم الثورة الفرنسية أصبحوا متساوين كمواطنين، مفهوم المواطنة الذي لا يدخل في موضوع التمييز الديني. ولكن في القرن التاسع عشر جاء معه طبعا بروز وظهور أفكار علمية جديدة منها العرقية وبالتالي أصبح مفهوم السامية اللغوي في القرن الثامن عشر حول إلى مفهوم عرقي بمعنى أن اليهود أصبحوا عرقيا يختلفون على الأعراق البيضاء في أوروبا ومنها نتج ما أصبح يسمى باللا السامية وهي العداء للسامية أو العداء لليهود ونتيجة لهذه الحركات التي تضاعفت في، بعد 1860 أصبح هنالك أفكار من بعض المثقفين المتنورين اليهود ممكن أن تدرك اليوم في الفكر القومي كردة فعل على اللاسامية فإن كان اليهود قاوموا فكرة طردهم من أوروبا لمدة ثلاثمئة عام فجأة جاء مثقفون يهود أوروبيون يطالبون بالقومية اليهودية ويطالبون يهود أوروبا بطرد أنفسهم من أوروبا إلى فلسطين. طبعا هذا الفكر واكب الفكر الاستعماري واستفاد منه وتحالف معه والفكرة كانت بذلك هي تفريغ كل ما هو يهودي من الهوية اليهودية الأوروبية ولكن الحفاظ على اسم اليهودي على أنه يهودي ولكن مع تفريغ كل السمات اليهودية استبدالها بسمات أوروبية مسيحية تنويرية، طبعا هنا اشتركت الصهيونية بأفكارها مع الفكر اللاسامي المعادي لليهود يعني وافقت على أن اللاسامية تقول إن اليهود هم شعب طفيلي يعيش على حساب الشعوب الأخرى وهو طبعا ادعاء عنصري لاسامي، الصهيونية قالت نعم هذا صحيح ولكن هذا ناتج عن وضع اليهود كمضطهدين في أوروبا ولكن إن طبعنا وضع اليهود وخلقنا لهم قومية ودولة سيصبحون طبيعيين وبالتالي لن يكونوا عالة أو طفيليين على المجتمعات وسيعملون في الفلاحة وسيعملون في الجيش وفي العسكراتية إلى آخره. الخطاب القومي عادة مبني على ثنائية الأنا والآخر فالآخر هو يختلف عن الذات فما فعلته الصهيونية هو أن الذات التي اختارتها للأنا الصهيونية هي الذات الأوروبية المسيحية وآخر الصهيونية كان دائما اليهودي الفلسطيني حول إلى يهودي كآخر للصهيونية. وأنا أعتقد أن الصهيونية هي امتداد للاسامية للاسامية ضد العرب وللاسامية ضد اليهود وأعتقد أن على المفكر أو المثقف الفلسطيني بشكل عام أن يحارب هذا الانتماء الأيديولوجي المعادي للسامية لليهود كيهود وللعرب كعرب وأن يتنبه أن المشروع الصهيوني هو دائما المشروع هو المشروع الذي يعبر عن استمرار للسامية الأوروبية ولكن أزيح موضوعها، إن كان موضوع اللاسامية الأوروبية هم يهود أوروبا بعد تحويلهم إلى أوروبيين مسيحيين أزيح هذا الموضوع إلى الفلسطينيين وأصبح الفلسطينيون هم آخر الصهيونية كيهود.

عملية السلام، المحرقة اليهودية.. أفخاخ القضية الفلسطينية


جوزيف مسعد: شق آخر من الكتاب يتابع إلى حد بعيد مفهوم العملية السلمية وعملية السلام والأسس التي بنيت عليها وكيف حولت القيادة الفلسطينية من قيادة لشعب مضطهد، قيادة تحررية حولت فيما بعد إلى وكيلة عن الاحتلال في الضفة الغربية عبر عملية السلام وخاصة بعد اتفاقية أوسلو، يحاجج الكتاب أن معادلة السلام المبنية على الأرض مقابل السلام هي معادلة طبعا عنصرية وسياسيا إلى حد بعيد ضد الفلسطينيين على المستوى البنيوي بمعنى أن إسرائيل تقول إن الأرض مقابل السلام يعني أن الإسرائيليين مستعدون على التخلي عن أراضيهم للفلسطينيين مقابل أن يتوقف الفلسطينيون عن العنف تجاه إسرائيل، طبعا في حسب المفاهيم الأوروبية من القرن التاسع عشر لحد الآن حق الشعوب المتحضرة عادة من أهم حقوقها الحقوق الملكية ملكية الأرض فعندما تتخلى إسرائيل عن حقها في الأراضي كما تدعي أن هذه أراضيها إذا هي تتعامل مع نفسها وأمام الأوروبيين على أنها متحضرة وحديثة وتتكلم عن حقوق قانونية متعارف عليها بينما الفلسطينيون يطالبون بأن يتوقفوا عن همجيتهم وعن عنفهم كشعب ينظر له على أنه همجي غير متحضر. طبعا هذه هي الصيغة التي قبلت بها منظمة التحرير الفلسطينية كأساس للأرض مقابل السلام بينما طبعا من المفهوم الفلسطيني وطبعا من مفهوم أيضا القانون الدولي من يتخلى عن الأرض هم الفلسطينيون وما يطالب به الفلسطينيون إسرائيل هو تخليها عن العنف الاستعماري ضدهم وعن العنف الاستيطاني ضدهم ولكن طبعا هذا التفسير للصيغة لم يعتمد من قبل الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا حتى منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتمدت على التفسير و التأويل الإسرائيلي وقبلت به كأساس لعملية السلام الفاشلة والمستمرة لحد اليوم. يحاول أيضا الكتاب أن يتطرق إلى تعامل الفلسطينيين مع التاريخ اليهودي وخاصة تاريخ المحرقة وكيف طرح تاريخ المحرقة من قبل إسرائيل على أنه تبرير للاستعمار الإسرائيلي وللعنف الاستيطاني الإسرائيلي، فيعطي تاريخا يحاول أن يزود القارئ بتاريخ التعامل الفلسطيني الرسمي مع موضوع المحرقة من السبعينيات إلى حد اليوم تقريبا وكيف طرح الموضوع أصلا ومحاولة الفلسطينيين فك الارتباط ما بين موضوع المحرقة وموضوع حقوق إسرائيل، وهذا شيء مهم جدا لأن طبعا ما تفعله إسرائيل في دعاياتها السياسية دائما هو محاولة تجميد وضع اليهود الأوروبيين كسكان أو فئة من الناس كانت مضطهدة في أوروبا واعتبار أن المقاومة الفلسطينية للاستعمار الإسرائيلي اليوم هي استمرار للاضطهاد الأوروبي لليهود بينما طبعا الوضع الموضوعي ليهود أوروبا تغير بعد وصولهم إلى آسيا وإلى فلسطين حيث أصبحوا مستعمرين ومضطهدين ولكن الدعاية الإسرائيلية تستمر في طرحهم على أنهم ما زالوا مضطهدين حتى في سياقهم الجديد في آسيا وأن الفلسطينيين هم ليسوا أكثر من استمرار للعداء لليهود الذي كان قائما في أوروبا.

[معلومات مكتوبة]

ديمومة المسألة الفلسطينية

تأليف: جوزيف مسعد

الناشر: دار الآداب- بيروت

فهرس الكتاب:

الجزء الأول: الأيديولوجيا الصهيونية والوطنية الفلسطينية

ما بعد الكولونيالية في فلسطين وإسرائيل

النوع الاجتماعي والوطنية الفلسطينية

الآخرون الداخليون للصهيونية

الجزء الثاني: أصول عملية السلام

تحويل الحقل السياسي الفلسطيني

الفلسطينيون وحدود الخطاب المعرقن

الإرهابيون التائبون

المثقفون الفلسطينيون والنضال الوطني

عودة..أم منفى دائم؟

الفلسطينيون والمحرقة اليهودية

عن الصهيونية ونزعة التفوق العرقي اليهودي

التاريخ على المحك