صورة عامة - مذكرات بوش - كتاب قرأته 7/12/2010
كتاب قرأته/كتاب ألفته

لحظات القرار لجورج بوش الابن

تتناول الحلقة كتاب “لحظات القرار.. مذكرات جورج بوش الابن” من تأليف بوش نفسه، والذي يظهر شخصية الرئيس وأفكاره وملامح النظام السياسي الأميركي وإرث جورج بوش الابن.

– ما يظهره الكتاب من شخصية بوش وأفكاره
– ملامح النظام السياسي الأميركي وإرث جورج بوش الابن

ما يظهره الكتاب من شخصية بوش وأفكاره

منذر سليمان
منذر سليمان

منذر سليمان: هذا الكتاب قرأته مضطرا ولست مختارا وبالطبع بطبيعة عملي لمتابعة الشأن الأميركي والشأن الدولي كنت مضطرا لقراءته ولم أفاجأ كثيرا به ولا أنصح حتى بشرائه ودفع الأموال على تكلفة 35 دولار، ولكن بالطبع أنا مع القراءة ومع تشجيع القراءة مهما كان نوعها. ولكن في الواقع انتابني شعور وأنا أقرأ هذا الكتاب بأن كل ادعاءات الرئيس بوش التي ضمنها في مقدمته لا تستقيم، أولا هو يزعم بأنه أعد هذا الكتاب ليكون نوعا من التأريخ لحقبته التأريخ المكثف وإلى حد ما ليس هو نوع من السيرة الذاتية لأنه أيضا اختار أمورا انتقائية وأيضا أدعى وزعم بأن هذا يمكن أن يدرسه الدارسون والمختصون من أجل أخذ فكرة عن كيفية صنع القرار وكيف يصنع القرار في الولايات المتحدة وفي البيت الأبيض، وعلى فكرة هذا الرئيس يبدو نتيجة ربما -ولا أود أن أكون هنا طبيبا نفسانيا- ولكن ربما نتيجة عقدة نقص كان دائما يتحدث عن موقع الرئاسة بموقع المخاطب president the هو الرئيس ويتحدث الرئيس يقول كذا يفترض بالرئيس أن يفعل كذا وكان دائما يتحدث عن قضية أنه هو المقرر decider the، إلى حد ما أنا شعرت من خلال الكتاب أيضا أنه لديه عقدة حتى عندما أتى إلى الرئاسة بأن لا ينظر له وكأنه يتصرف تحت ظل أبيه، هناك أيضا ربما أيضا موقف حتى من والدته لأنه حتى عندما سرد قضية عن والدته سردها بشكل سلبي مما اضطر حتى والدته لكي تصححه أيضا، حتى عندما تحدث في كتابه وباشر به بموضوع انقطاعه وتوقفه عن الشراب هو أيضا هنا يراوغ حول كيفية اتخاذ هذا القرار وحول بالفعل كأنه أحجم كليا عن الشراب لأنه في أحد الفقرات يتحدث ربما كنت أنا مدمنا ولكن لا أعتقد أنني مدمن وهو يتحدث ببساطة عن التخلي عن هذا الأمر وينسبه إلى نوع من الإيمان ونوع من الإرادة ويسخر من الذين يذهبون من المدمنين الذين يذهبون ويأخذون مشورة الطبيب أو يدخلون عيادات خاصة من أجل ذلك ويتبعون نوعا من خطوات تقال 12 خطوة من أجل التخلص من الإدمان. المهم هذا الكتاب هو يحاول تقديم نوع من 12 قرارا يتعلق بأبرز القرارات ولكن حتى عندما يستعرض هذه الأمور بما فيها مسألة كيفية التعامل مع أحداث 11 سبتمبر أو قراره بوقف شرب الخمر أو مثلا قرار موضوع غزو العراق وأفغانستان، قرار التعامل مع كاترينا، قرار كيفية التعامل مع خلاياه الجذعية، قرارات تتعلق بالشأن الداخلي بالضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، قرارات رئيسية نجد أنه حتى في التعاطي مع مثل هذه الأمور وخاصة طبعا يفرد مكانا واسعا لموضوع الحرب على الإرهاب والحرب على غزو العراق نجده أنه مستمر في نفس حالة الإنكار التي كان يتصرف بها خلال الحكم، وحتى من المفترض كان به أن يطلعنا على بعض الأسرار على بعض الأمور أو يعتذر أو يتصرف أنه يعترف بأخطاء ما حتى الأخطاء التي تمت لا يشعر أنه هو المسؤول عنها حتى في موضوع العراق يقول لأننا انسحبنا بسرعة انسحبت بعض القوات سحبنا بعض القوات بسرعة وبالتالي القادة الميدانيون هم سحبوا القوات أو وزير الدفاع ليس هو، مثلا موضوع أن الحالة الأمنية لم نكن ندرك بأن الحالة الأمنية ستتدهور بعد سقوط النظام في العراق. والأمر الآخر أنه فوجئ ولا يزال هو يتفاجأ بعدم وجود أسلحة الدمار الشامل، هو منزعج لأنه لم يكتشف أسلحة الدمار الشامل وليس منزعجا من غزو العراق وغزو البلد على أساس هذه الكذبة يعني هذا غريب نجده في كتابه. طبعا نستعرض حصاره لرئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات موقفه من البداية كان موقفا يعطل إمكانية التعامل معه واتخذ موقفا مشابها لموقف شارون ونجد كيف أنه يبارك لشارون كل خطواته ومواقفه بما فيها هجومه وحصاره للرئيس الراحل عرفات، نجد أن هناك نوعا من التطابق في رؤيته نحو الموقف الصهيوني والمقاربة الصهيونية لدرجة أنه حتى عندما أعلن عن مشروع الدولة الفلسطينية هو طرحه بصيغة تنفي إمكانية إقامتها على أية حال وأخذ يزعم أنه يقدم شيئا للعالم العربي وللفلسطينيين لدرجة أنه بعد إعلان -وهذا موجود في الكتاب على أية حال- اتصلت به والدته وقالت له Hello يا أول رئيس يهودي انتخب في الولايات المتحدة الأميركية! المهم أنه لا نستطيع أن نطل في كل هذه الأمور حتى مثلا في كاترينا هذه الكارثة هو ينتقد عدم مبادرة الحكومة الفيدرالية وبالتالي الحكومة الفيدرالية يعني ليس هو عدم مبادرة الحكومة الفيدرالية بالاستجابة سريعة لما جرى، طبعا اتهم آنذاك بالعنصرية نتيجة عدم الاستجابة لأن معظم المتضررين من السود ومن غير البيض ولكن مع ذلك هو يقدم هذا الأمر بطريقة عادية يعني لا يقدمه بصورة تفصيلية لا يقدم للقارئ لكي يستفيد لا سيرة ذاتية كاملة ينتقي منها لا يقدم له أيضا سجلا تاريخيا محايدا لحقبته ولا يقدم حتى للدارس والذي يفترض أن يدرس حقبته نوعا من المعلومات الوافية عن كيفية اتخاذ القرار.

ملامح النظام السياسي الأميركي وإرث جورج بوش الابن


منذر سليمان: النظام السياسي الأميركي يكتشف عيوبا كثيرة له عندما يقرأ الشخص مثل هذا الكتاب ويجد أنه كيف يمكن أن يصل إلى سدة الرئاسة شخص بهذه المواصفات التي لا تحتمل أن يكون بالفعل لا كان ناجحا عندما كان حاكما للولاية ولا كان ناجحا عندما كان يملك فريقا للبيسبول لذلك أنا أعتقد أن هذا النظام السياسي وأنا أقرأ الكتاب بعد أن استخلصت منه وأنا مهتم بكيفية صنع القرار لم أجد أنني أمام كتاب يستطيع أن يرشدني إلى صنع القرار لا بل أرشدني أكثر إلى عقم صنع القرار، هذا الكتاب لمن يرغب في أن يأخذ إدانة للنظام السياسي الأميركي وإدانة لكيفية صنع الرؤساء وانتخابهم في الولايات المتحدة سيجد في هذا الكتاب جدوى من هذه الناحية. بوش الابن حاول جاهدا في هذا الكتاب أن يعيد كتابة تاريخه بمعنى هو حرص ويقول إنه في اليوم الثاني بعد انتهاء ولايتي بدأت في كتابة الكتاب، طبعا لم يكتبه بمفرده استعان بكبير كتاب خطباء الرؤساء ونحن نعرف أنه تقليد أميركي هناك لجنة اسمها لجنة كتابة خطب الرئيس ويترأسها شخص، رئيس هذه اللجنة هو الذي استعان به وبالتالي كتب هذا الكتاب من شخص معجب به. هو يحاول حتى في نهاية الكتاب يحاول تقديم أمرين، أمر على أنه أصبح رجلا عاديا -وسأقول لماذا- والأمر الآخر هو يقول إن حكم التاريخ قد لا يكون منصفا لي إلا بعد وفاتي وهو نوع من الاعتراف الضمني بأن حقبته حقبة غير سوية وحقبة شهدت ربما يكون بوش الابن هو الذي حفر قبر الإمبراطورية الأميركية يعني عندما ينظر إلى التاريخ -وهنا أتفق معه- عندما نعود بعد فترة ربما عقد أو عقدين من الزمن سنجد أن تهاوي هذه الإمبراطورية كان عاملا أساسيا هو وجود رئيس مثله على سدة الرئاسة وما تصرف به أيضا وخاصة حربه على العراق وخاصة اعتبار أن هجمات 11 سبتمبر هي هجمات إرهابية. أما المسألة العادية التي يقول عنها فهو إنه في أحد الأيام كان يتنزه بعد أن عاد إلى تكساس كان يتنزه خارج البيت مع كلبه المخلص وإن كلبه اجتذب أو جذب إلى الحديقة الأمامية لأحد الضيوف لأحد الجيران عند ذلك قام الكلب بفعل فعلته وقام هو بتنظيف فعلة الكلب، أنا أعتقد أن ما تركه هذا يعني محاولة إظهار أنه عاد فهو فكر في نفسه وقال تخيلوا رئيسا سابقا للولايات المتحدة ينظف وراء كلبه. أنا أعتقد يحتاج الأمر إلى أكثر من ربما رئيس ورؤساء في الولايات المتحدة لينظفوا الكوارث التي تركها بوش الابن والتي لم يجرؤ على مواجهتها بصدق وشفافية في كتابه الأخير.

[معلومات مكتوبة]

لحظات القرار… مذكرات جورج بوش الابن

تأليف: جورج بوش الابن

الناشر: Crown publishing

فهرس الكتاب:

الإقلاع عن الشراب

الانطلاق

الطاقم

الخلايا الجذعية

فتح النار

التهيئة للحرب

أفغانستان

القيادة
كاترينا

أثر لازوروس

موجة

أجندة الحرية
الأزمة المالية
شكر وتقدير
خاتمة