طرق جديدة لصنع الطعام.. هل يحبها المستهلكون؟

لن يكون من السهل على الناس تناول طعام سيتم إنتاجه بتقنيات جديدة. وقد حدث مثل هذا بالقرن الـ 17 في أوروبا، فقد رفض كثير من الناس تناول البطاطس خشية أن تكون سببا للإصابة بالجذام. 

عملية الطبق الفارغ.. الرئيس الصيني شي جين بينغ يجعل فائض الطعام هدفه المقبل، أوامر لمرتادي المطاعم بتقليل عدد أطباق الطعام
التحفظ والتشكيك يسيطران على الأذهان بمجرد الحديث عن المواد الغذائية الجديدة وعمليات الإنتاج المبتكرة (شترستوك)

تستخدم الزراعة نصف الأراضي الصالحة للسكن في العالم، وتتسبب في أكثر من 30% من الانبعاثات العالمية. ويحتاج إنتاج الغذاء بين الدورات البيوجيوكيميائية للكربون والنيتروجين والغاز الطبيعي والأكسجين وثاني أكسيد الكربون.

وفي التحديات الكبيرة على كوكب الأرض، تبدو الحاجة ملحة إلى إعادة تصور النظام الغذائي بشكل كامل، لكن ذلك لن يصبح ممكنا إلا إذا تخلى المستهلكون عن حذرهم من التقنيات الجديدة وأصبحوا أكثر جرأة بشأن ما يتناولونه.

وتقول مجلة "إيكونوميست" (economist) البريطانية في تقرير لها إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت على الصعيد العالمي آخر 13 شهرا مقارنة بالـ 15 شهرا السابقة، واقتربت من المعدلات القياسية التي شهدها عام 2011، بسبب سوء الأحوال الجوية والاضطرابات المرتبطة بالوباء وتداعيات تفشي إنفلونزا الخنازير بالصين عام 2018.

عملية الطبق الفارغ.. الرئيس الصيني شي جين بينغ يجعل فائض الطعام هدفه المقبل، أوامر لمرتادي المطاعم بتقليل عدد أطباق الطعام
العالم يواجه ضغوطا جراء تغير المناخ والنمو السكاني والتحول نحو الأنظمة الغذائية الغربية التي تعتمد على اللحوم (شترستوك)

وعلى المدى الطويل، يواجه النظام الغذائي ضغوطا جراء تغير المناخ والنمو السكاني والتحول نحو الأنظمة الغذائية الغربية التي تعتمد أساسا على اللحوم.

ولحسن الحظ -تقول المجلة- هناك تقنيات مبتكرة لإنتاج الغذاء بطرق جديدة وكميات كبيرة، من خلال مصانع لا تعتمد على اليد العاملة البشرية وتتميز ببصمة كربونية أقل ضررا على البيئة.

وتشمل هذه التقنيات المفاعلات الحيوية لزراعة اللحوم والمزارع "العمودية" الداخلية وأساليب حديثة لإنتاج الأسماك، ويؤكد الخبراء أن هذه الأساليب ستُحدث فرقا شاسعا في كميات الغذاء والحفاظ على الكوكب.

وعلى سبيل المثال، تُستخدم 3 أرباع الأراضي الزراعية لتربية الماشية، لذلك فإن شرائح اللحم المصنوعة من البروتين النباتي، أو المزروعة في أحواض من الخلايا، ستقلل بشكل كبير من استخدام الأراضي والمياه، وتؤدي إلى تخفيض الانبعاثات الملوثة للبيئة.

هل يُقبل المستهلكون على الطعام الجديد؟

لكن التحدي الأكبر وفق إيكونوميست، أنه لن يكون من السهل على الناس تناول الطعام الذي سيتم إنتاجه من خلال هذه التقنيات الجديدة. ونظرا للأهمية الثقافية للطعام، وتأثيره المباشر على جسم الإنسان، فإن التحفظ والتشكيك يسيطران على الأذهان بمجرد الحديث عن المواد الغذائية الجديدة وعمليات الإنتاج المبتكرة.

حدث مثل هذا الأمر في القرن الـ 17 في أوروبا، حيث رفض كثير من الناس تناول البطاطس خشية من أن تكون سببا في الإصابة بالجذام.

بطاطا مقلية (بيكسابي)
بالقرن الـ17 رفض كثير من الأوروبيين تناول البطاطس خشية أن تكون سببا في الإصابة بالجذام (بيكسابي)

وفي الوقت الراهن، تحظر العديد من الدول الأوروبية زراعة وبيع المحاصيل المعدلة وراثيا، رغم أنها تُزرع على نطاق واسع وتُستهلك في مناطق أخرى من العالم.

ورغم استهلاك الحشرات لأغراض طبية في عدة دول، مازالت الفكرة مرفوضة تماما لأغلب المستهلكين في الغرب.

وترى المجلة أن الأطعمة الجديدة وعمليات تصنيع الغذاء المبتكرة تقدّم فرصا لترسيخ تقاليد أكل لذيذة ومستدامة، مما يحتم على المستهلكين في الغرب التخلي عن تحفظهم بشأن أكل الحشرات وتجربة شطائر البرغر النباتي وشرائح اللحم المطبوعة ثلاثية الأبعاد والتونة الاصطناعية المزروعة في الأوعية.

وحسب إيكونوميست، يجب على السلطات في أوروبا والولايات المتحدة تسهيل إجراءات الموافقة على اللحوم الرفيعة، وأن تكون أكثر انفتاحا على محاصيل المعدلة جينيا، وتسريع الموافقة على الحشرات الصالحة للأكل لتغذية الحيوانات والاستهلاك البشري.

المصدر : إيكونوميست