يصلح للطهي و"الآيس كريم" والقهوة.. تعرف على مزايا حليب البطاطس

حليب البطاطس نباتي ذو طعم طبيعي، مع كثير من أوميغا 3، ويمكن بيعه بديلا للحليب واللبن والقشدة و"الآيس كريم"، أو حتى لصنع الكابتشينو.

حليب البطاطس يعد بديلا مثاليا للنباتيين (بيكسلز)

رغم أن حليب الأبقار يُعد عنصرا أساسيا في غذاء كثير من الناس، لغناه بالبروتين والفيتامينات والمعادن، كالكالسيوم والفوسفور وفيتامين "ب" (B)؛ إذ يوفر الكوب الواحد منه 146 سعرا حراريا، و8 غرامات من الدهون، ومثلها من البروتين، و13 غراما كم الكربوهيدرات؛ فإنه ليس خيارا مناسبا لمن يبحثون عن بدائل نباتية.

وتبحث فئات أخرى -مثل النباتيين- عن بدائل للحليب، مثل من يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، أو من حساسية الحليب، ومن يتخوفون من مخاطر صحية تتعلق بالملوثات والمضادات الحيوية والمبيدات والهرمونات، وكذلك من يُفضلون البدائل الأقل إضرارا بالبيئة.

وخلصت دراسة بجامعة أوكسفورد إلى أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الحليب النباتي تعادل ثلث انبعاثات حليب الأبقار، بالإضافة إلى الوفر الكبير الذي تحققه صناعة الحليب النباتي في الأراضي والمياه.

انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الحليب النباتي تعادل ثلث انبعاثات حليب الأبقار (مواقع التواصل)

وبدائل حليب الأبقار هي سوائل تشبهه في الشكل والطعم، وتتوافر في معظم المتاجر والمقاهي، ويتم الترويج لها على أنها أفضل من الحليب الحيواني، لكونها أقل في الدهون المشبعة، ولا تحتوي على الكوليسترول، وتُستخلص من اللوز، أو الصويا، أو الشوفان، أو جوز الهند، أو الأرز، وحبوب ونباتات مختلفة، آخرها البطاطس.

ليس مجرد رغوة

في مايو/أيار الماضي، قدمت علامة الألبان النباتية "دوغ" (Dug) -من مقرها في السويد- أول حليب نباتي في العالم يعتمد على البطاطس، بعد أن تخلت عن جميع مكونات الحليب النباتي التقليدية -من فول الصويا، والشوفان، واللوز- للحصول على المنتج الجديد الذي وصفته بأنه "ليس مجرد رغوة مثل منتجات الألبان الحقيقية، لكنه أكثر استدامة بكثير، حتى مقارنة مع منتجات الألبان النباتية المنافسة".

فهو خلاصة أبحاث قادتها الأستاذة في قسم تكنولوجيا الأغذية والهندسة والتغذية في جامعة لوند السويدية إيفا تورنبرغ لاستخلاص أول حليب بطاطس في العالم، باستخدام قاعدة من البطاطس تحتوي على بروتين البازلاء، وسكر المالتوديكسترين، وألياف الهندباء، وزيت بذور اللفت، ونكهات طبيعية، وبه نسبة منخفضة من السكر والدهون المشبعة، ومدعم بالكالسيوم، وفيتامينات "د" (D)، و"ب12″ (B12)، وحمض الفوليك.

ويباع بـ3 نكهات: "أوريجينال"، و"باريستا"، وغير مُحلى. وكلها خالية تماما من أية مسببات للحساسية، كاللاكتوز، وفول الصويا، والغلوتين، والمكسرات، مما يجعلها تتميز عن الأنواع الأخرى من الحليب النباتي الذي يملأ أرفف المتاجر؛ إذ يمكن شربها واستخدامها للطهي والخبز، مثل حليب الأبقار تماما، ويباع اللتر بسعر يتراوح بين 4 و6 دولارات.

الكثير من أوميغا 3

تقول تورنبرغ إن "البطاطس أنقذت الناس من الجوع خلال القرن 19″، فهي من أكثر الأطعمة إنتاجا، وأسهلها نموا، وأكثرها توفيرا للمياه والأرض، مما يعني أنها تنتج المزيد من الغذاء، كما أنها "تحتوي على كل شيء، من بروتين جيد، ومستوى عال من النشا، وفيتامين سي".

لذا فهي تُعرب عن قلقها من هيمنة المنتجات الحيوانية على الأسواق، في الوقت الذي يقدر فيه الباحثون أن ما بين 1 و3% من سكان النرويج -على سبيل المثال- يعانون من الحساسية تجاه الحليب ومشتقاته، ويحتاجون إلى بدائل، بعد أن أصبح من الصعب عليهم الحصول على ما يكفي من أحماض أوميغا 3 الدهنية الحيوية، لأنها توجد بشكل أساسي في الأسماك الدهنية التي يقاطعونها، رغم أهمية أوميغا 3 في التخلص من البروتينات الضارة والسموم، وتقليل الإصابة بالأمراض، وفقا لدراسة أجريت عام 2015 بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا.

وقالت إن هذا كان أحد الأسباب التي دفعتها للتفكير في إنتاج حليب البطاطس، رغم صعوبة تحويل المنتجات النباتية إلى منتجات كريمية مثل الحليب، من الناحية الفنية.

إلى أن اكتشفت تورنبرغ أن هذا يمكن أن يتحقق إذا تم تسخين البروتين والنشا في البطاطس بطريقة معينة، وخلطهما بزيت اللفت الغني بأحماض أوميغا 3؛ ليحتوي المشروب على 6% من زيت بذور اللفت، وتكفي 250 ملليلتر منه لتغطية نصف الاحتياجات اليومية للشخص من أوميغا 3.

وبهذا يكون لدينا حليب نباتي ذو طعم طبيعي، مع كثير من أوميغا 3، ويمكن بيعه ليكون بديلا عن الحليب واللبن والقشدة و"الآيس كريم"، وخلطه مع عصير التفاح والفاكهة، واستخدامه في وجبة الإفطار، أو كمشروب للطاقة، أو حتى لصنع الكابتشينو.

الحمية التي تقوم على الإكثار من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل الأرز والبطاطس، والإقلال من الأطعمة الغنية بالبروتينات، مثل اللحوم، تساعد على التمتع بصحة أفضل وعمر أطول.
البطاطس تستهلك مياه أقل 56 مرة من التي تستهلكها زراعة اللوز (الألمانية)

الأفضل لكوكب الأرض

يقول الرئيس التنفيذي للشركة المالكة لعلامة "دوغ" توماس أولاندر "لدينا منتج جيد نفخر به"؛ فالبطاطس تنتج كمية أقل بكثير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، في الوقت الذي "تنتج أكبر 13 شركة لمنتجات الألبان في العالم انبعاثات تعادل ما تنتجه المملكة المتحدة بأكملها"، حسب تقرير معهد الزراعة والسياسات التجارية (IATP). ووجدت الدراسات أن "حليب الصويا أسوأ حليب نباتي، من حيث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".

أيضا تحتاج البطاطس إلى نصف مساحة الأرض اللازمة لزراعة الكمية نفسها من الشوفان، وأقل من المساحة اللازمة للصويا، الذي تُجرّف الغابات بشكل غير قانوني لزراعته في بعض المناطق.

كما تستهلك البطاطس مياها أقل 56 مرة من التي تستهلكها زراعة اللوز، (الكيلوغرام من اللوز يحتاج إلى 16 ألف لتر من الماء، مقارنة بـ270 لترا فقط للكيلوغرام من البطاطس)؛ مما يجعل إنتاج حليب البطاطس واستهلاكه أفضل بكثير لكوكب الأرض، ويحفز مزيد من الشركات لاستكشاف ما يمكن أن يقدمه محصول البطاطس؛ فعلى سبيل المثال، سيقام مصنع في بريطانيا لتحويل البطاطس إلى بروتين نباتي، لصنع منتجات ألبان ولحوم نباتية جديدة، كما ستقوم شركة هولندية بتصنيع بروتين البطاطس لاستثماره في سوق الأطعمة النباتية.

ويتوفر حليب البطاطس حاليا في السويد والمملكة المتحدة والصين فقط، لكن تورنبرغ تقول إنه "حقق نجاحا كبيرا بين المستهلكين، ونفد مخزونه تقريبا"، وتنسب هذا النجاح إلى "قوامه الكريمي ومذاقه الطبيعي".

المصدر : مواقع إلكترونية