متطوعة أوكرانية في الملاجئ: نحن بحاجة إلى كل شيء

النشاطات لا تقتصر على مساعدة الأسر التي هربت للملاجئ، فمنطقة لفيف الحدودية تحتوي على آثار ثمينة، ويسعى المتطوعون إلى حمايتها عبر نقلها إلى أماكن آمنة.

كلوسكوفاسكا توجّه رسالة إلى العالم: مدننا تقصف بلا توقف، ومئات المدنيين يقتلون (مواقع التواصل)

"نحن بحاجة إلى كل شيء"، بهذه العبارة بدأت الناشطة والمتطوعة الأوكرانية يوليا كلوسكوفاسكا حديثها مع وكالة "سند" للرصد والتحقق في شبكة الجزيرة، مؤكدة تضافر الجهود مع العديد من النشطاء في أوكرانيا لتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين في "لفيف" غرب أوكرانيا.

امرأة وابنها يجلسان على رصيف محطة القطار الرئيسية بينما يحاول الناس الفرار من العاصمة كييف (الأوروبية)

وقالت كلوسكوفاسكا: "نحن اليوم جميعنا وضعنا يدنا بيد بعض، وتكاتفنا من أجل مساعدة بلادنا، وأنا بدأت بالمشاركة في الأعمال الإنسانية منذ اليوم الأول للحرب، وتحديدًا في منطقة لفيف التي تقع على الحدود مع بولندا".

وحول طبيعة المساعدات التي يحتاجونها، أجابت:" نتلقى جميع المساعدات الإغاثية من شتى الأنواع، فنحن بحاجة إلى كل شيء، ولا سيما وأننا نجهز الملاجئ ونحصنها كي لا يكون هناك أي نقص".

يقوم المتطوعون بعمل شبكة اخفاء في مركز المساعدة في لفيف بأوكرانيا (الأوروبية)

ولدى سؤالها عن الأنشطة التي تقدمها لتخفيف آثار الحرب على اللاجئين، بينت: "نسعى إلى تقديم الملابس الدافئة والطعام والتعامل مع الجميع على أننا أسرة"، مؤكدة أن "هناك قسما من النشطاء يقومون بتوصيل اللاجئين إلى الحدود".

وأوضحت كلوسكوفاسكا على أن "النشاطات لا تقتصر على مساعدة الأسر التي هربت من منازلها إلى الملاجئ فحسب، ذلك أن منطقة لفيف تحتوي على آثار ثمينة، لذلك نسعى إلى حمايتها للمحافظة عليها من خلال نقلها إلى أماكن آمنة".

وطالبت الناشطة الأوكرانية خلال حديثها مع وكالة "سند"، بمزيد من الدعم، لأن أوكرانيا اليوم بأمس الحاجة لوقوف العالم إلى جانبها خلال الحرب. وأعربت عن حزنها للأحداث الحاصلة، واصفة إياها بـ"غير الإنسانية".

متطوعون أوكرانيون يتلقون منتجات وتبرعات (الأوروبية)

ووجهت كلوسكوفاسكا رسالة إلى العالم، بالقول: "ما زلنا بحاجة إلى مساعدتكم أيها الأصدقاء لجذب انتباه العالم إلى الجرائم المروعة ضد الإنسانية التي تحدث في عام 2022، أجواؤنا غير محمية، ومدننا تقصف بلا توقف، ومئات المدنيين يقتلون".

ونشرت الناشطة عشرات الصور على فيسبوك من داخل الملاجئ للمساعدات المقدمة والنشطات الإنسانية التي تقام في الملاجئ وخارجها.

كما حصلت وكالة سند من الناشطة الأوكرانية على فيديو من داخل الملجأ، يتخلله غناء وطني أثناء قيام النشطاء بعمل ساتر واق بواسطة السلك الحديدي والملابس، لحماية الملاجئ والأحياء في لفيف من آثار الحرب.

عيد ميلاد طفلة أوكرانية بمخيمات اللجوء

من جهة أخرى، قرر ناشطون التخفيف من وطأة الحرب على الطفلة إيرينا التي لجأت إلى أحد مخيمات رومانيا، من خلال الاحتفال بيوم ميلاها السابع الذي كان أول أمس الجمعة، وفق ما وثقه مقطع مصور نشرته مؤسسة حكومية رومانية رسمية.

واحتفل سكان المخيم بالطفلة بعد أن أحضروا لها قالبا من الحلوى وبعض الهدايا، بحضور طبيب نفسي للاهتمام بصحتها النفسية، خوفًا من تأثرها بالحرب الدائرة في بلادها، بحسب المقطع المتداول.

وتمنى الحاضرون في عيد ميلاد الطفلة أن يكون الأخير لها خارج بلادها ومنزلها، مؤدين لها أغنية "عيد ميلاد سعيد" باللغة الإنجليزية.

وأظهر المقطع المصور، حمل رجال الأمن الطفلة على أكتافهم وقد ظهرت ملامح السعادة والفرح على وجهها، وهي تمسك الألعاب.

وحظي الفيديو بتداول واسع بين النشطاء الذين عبروا عن إعجابهم باللفتة الجميلة والإنسانية التي أقيمت لإيرينا، متمنين أن تنتهي الحرب في بلادها.

وتشير أرقام المنظمات الأممية إلى أن نحو مليون أوكراني اضطروا للهرب من بلادهم من الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا قبل أكثر من أسبوع، وسط توقعات بزيادة كبيرة في أعداد اللاجئين.

وكانت روسيا بدأت الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وهو ما أثار ردود غاضبة، حيث فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على موسكو.