احذري الوقوع في دائرة الإدمان.. الشوكولاتة ليست مسؤولة عن سعادتك

اشتهاء السكر سبب رئيسي في فشل الحمية

النساء أكثر عرضة لنهم السكر خاصة خلال فترة الطمث أو في سن انقطاع الطمث (بيكسابي)

أصبحت مخاطبة النساء في إعلانات الحلوى والشوكولاتة عنصرا أساسيا، ورسالة واضحة أن قطعة الشوكولاتة كافية لإنهاء الضغوط والتوتر، اللذين تتعرض لهما المرأة في حياتها اليومية، حتى تنشأ علاقة وطيدة بين السكر والشعور بالسعادة؛ لكنه يتسبب في الوقت ذاته بالدخول في دائرة إدمان السكر.

ربط علماء بالولايات المتحدة الأميركية بين الإصابة بالقلق المرضي واستهلاك جرعات كبيرة من السكر، إذ يؤدي الأخير إلى ارتفاع لحظي قصير الأجل في مستويات الطاقة بالجسم؛ مما يعطي شعورا بالنشوة.

ويتمتع السكر والأنسولين بإمكانية تحرير هرمون الدوبامين، الذي يوصف بهرمون السعادة، وهو أمر يشبه العديد من المواد المخدرة الأخرى، التي يتعاطاها المدمنون لإفراز ذات الهرمون بنسب كبيرة.

تناول السكر من أجل اعتدال المزاج وتجنب القلق والتوتر عند خفض مستوياته المعتادة في الجسم أمر يتعرض له الجنسان؛ إلا أن المرأة أكثر عرضة لذلك، حيث تقول دكتور ليزا إيكل الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس في جامعة فلوريدا، لمجلة "ويب إم دي" (Webmd) الطبية الشهيرة، إن النساء أكثر عرضة لنهم السكر، خاصة خلال فترة الطمث أو في سن انقطاع الطمث، حيث يفرز هرمون استراديول، الذي يعزز الرغبة الشديدة في الحلويات؛ مما يدخلهن في حلقة مفرغة من الإفراط في تناوله.

عد طفلاً من جديد واستمتع بحياتك مع نظام "الحمية الحدسية"
يبدأ الجسم باشتهاء السكر لتحقيق التوازن الزائف (دويتشه فيله)

ما هو نهم السكر؟

تعاني النساء من نهم السكر، والذي يتمثل في الحاجة الدائمة للحصول على أطعمة سكرية غنية بالكربوهيدرات، بدون وجود علاقة لذلك بالجوع الحقيقي، لتساعد الجسم على إطلاق دفعات من الإندورفين، وهو من الهرمونات التي يحتاجها الجسم بشدة للشعور بالنشوة؛ مما يدفع الجسم أيضا للشعور بالاعتماد عليه، حيث يربط الجسم بين زيادة الطاقة والشعور بالسعادة، ليصبح السكر هو الحافز الرئيس والملاذ للوصول إلى هذه الحالة من استقرار المزاج.

يبدأ الجسم باشتهاء السكر لتحقيق التوازن الزائف، ويتأرجح بين انخفاضات حادة في المزاج وشعور بالانتشاء الزائف والراحة بعد تناول جرعات متتالية من السكر، وهو ما يطلق عليه إدمان السكر.

اكتشاف إدمان السكر

لحسن الحظ، يمكن اكتشاف إدمان السكر بسهولة من خلال زيادة الوزن واشتهاء الحلويات بصورة غير معتادة، وفشل كل محاولات الجسم في التأقلم مع حمية.

وحتى مع إجراء عمليات تكميم المعدة وتحويل المسار، فإن بعض المرضى ما زالوا يعانون من الوزن الزائد؛ بسبب فرط تناول السكر، فقطع الشوكولاتة الصغيرة المليئة بالسكر تمنح الجسم كميات هائلة من السعرات الحرارية بدون أي شعور بالامتلاء أو الشبع.

الشعور الدائم بالإجهاد

يسبب انسحاب نسب الأنسولين في الدم بالشعور بالحاجة للمزيد من السكر، ويليه مباشرة شعور بالقلق والتوتر؛ بسبب عدم الحصول على نسبة كافية تفرز المزيد من هرمونات السعادة، وفي خلال تلك الفترة يفرز الجسم هرمون الكورتيزول بسبب تنامي الشعور بالقلق، ويطلق على الكورتيزول اسم هرمون الإجهاد.

وفي حالة الأشخاص الذين يعانون من إدمان السكر، فالجسم لا يفسر الإجهاد أو القلق أو الحزن إلا بتفسير واحد فقط، وهو أن تناول المزيد من السكر سيحل كل الأزمات، فلا يستقبل رسائل الجوع على أنها احتياج لوجبة متكاملة العناصر، ولا يستقبل الحزن إلا بحاجته إلى المزيد من الشوكولاتة.

المرأة و الحمية
%50 من النساء بين 18 إلى 45 عاما، يعانين بانتظام من الرغبة الشديدة في تناول السكر (مواقع التواصل)

تغيير أسلوب الحياة

يستطيع الإنسان أن يقدم حيلا دفاعية لجسده للحصول على النتيجة نفسها، من الممكن أن يقدم للجسم هرمونات السعادة الإندورفين والدوبامين؛ لكن من خلال عمل التمارين الرياضية.

نشرت دراسة في المكتبة الوطنية للطب بأميركا، عن دور ممارسة رياضة المشي واليوغا فقط في تحسين المزاج، من خلال ضخ هرمون الإندورفين والدوبامين، وبتلك الطريقة يقدم للجسم حلولا بديلة عن السكر تضمن الحصول على شعور بالسعادة بدون توتر بسبب حرمان السكر المفاجئ.

يقدم موقع "هيلث لاين" (Healthline) عدة نصائح للتخلص من الاعتماد على السكر منها استبدال السكريات غير الصحية بسكريات صحية ترضي رغبة الجسم الشديدة في الطعام؛ مثل الفاكهة الطازجة، وتناول الشوكولاتة الداكنة بدلا من تلك التي تحتوي على الحليب، وتدريجيا يتم تقليل كميتها على مدار اليوم حتى تصل للشعور التام بعدم الاعتماد على السكر من أجل تحسين المزاج.

من المطمئن أن العديد من الناس يمرون بذلك النهم في مرحلة ما من حياتهم، حيث يعتقد أن حوالي 50% من النساء بين 18 إلى 45 عاما، يعانين بانتظام من الرغبة الشديدة في تناول السكر، والتي يمكن أن تعرقل محاولاتهم لتناول الطعام الصحي، ولكن لا ترتقي كل تلك النوبات لتكون إدمانا شديدا على السكر، يستوجب العلاج النفسي.

المصدر : مواقع إلكترونية