سيطرت على ألقابها ذكورا وإناثا.. هذا سر ريادة مصر في الإسكواش
خالد المصري-القاهرة
وتواصل مصر سيطرتها على عرش اللعبة، وتعزز تاريخها الحافل بالتتويجات الذي بدأ بظهور النجم أحمد برادة في تسعينيات القرن الماضي، قبل توالي العديد من أبطال اللعبة في السنوات التالية.
وقال رئيس الاتحاد المصري للإسكواش المهندس عاصم خليفة مفسرا سر النجاح المصري الباهر في اللعبة إن "الإسكواش تصدر المشهد منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكان هناك أساطير مصريون في بطولاته، مثل عبد الفتاح باشا عمرو ومحمود عبد الكريم وإبراهيم أمين وعبد الفتاح أبو طالب وجمال عوض، وقد مارسه الجميع بعدما بنى الاحتلال البريطاني أندية مخصصة له في القاهرة والإسكندرية للترفيه عن ضباطهم".
وأشار خليفة إلى وجود اهتمام رسمي للعبة زمن الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي كان يحرص على ممارستها، مما جعلها تحظى بدعم كبير من المسؤولين ويتم تنظيم بطولة الأهرام الدولية التي أحدثت نقلة كبيرة في اللعبة على المستوى المحلي، قبل أن يسيطر الأبطال الصاعدون على ألقاب بطولات العالم للناشئين ويحتكرون التتويجات على المستوى العالمي.
وبسؤاله عن التفوق المصري الرهيب في هذه اللعبة مقارنة بكرة القدم وباقي الرياضات، قال خليفة للجزيرة نت إن الأدوار بين مجالس الإدارات المتعاقبة على اتحاد الإسكواش متكاملة، وإنه تولى مهمة رئاسة الاتحاد لإتمام ما بدأه الرؤساء السابقون مثل إبراهيم أمين ومحمد المنشاوي وجلال علام، والمنظومة كلها متكاملة.
وأضاف أن "نظام الاحتراف تغير تمامًا وأصبحت عقود نجوم الإسكواش هي الأكبر بعد كرة القدم، وغالبية اللاعبين يوقعون على عقود بمبالغ مالية كبيرة مثل رنيم الوليلي ونوران جوهر ونور الشربيني ومحمد الشوربجي وكريم سامي، إذ تتجاوز الـ300 والـ400 ألف جنيه سنويا".
وأوضح خليفة أن هذه الأرقام لم تكن موجودة من قبل، وأن المكافآت الممنوحة من الاتحاد المصري ووزارة الرياضة شجعت اللاعبين على تطوير أنفسهم باستمرار، وصاروا يحظون بدعم كبير من عائلاتهم، مما ساعد على تصدر مصر للعبة والحفاظ على القمة.
وفسر بطل مصر السابق للعبة كريم درويش اقتصار الاسكواش على فئة معينة من المجتمع، بغلاء التكلفة المادية لممارسي اللعبة، وقال إن اللاعب يصرف أموالا طائلة كي يبلغ مرحلة الاحتراف، منوها بنجاح الإسكواش المصري في الهيمنة على اللعبة عالميًّا في العقدين الأخيرين.
وطالب درويش القطاع الخاص بالمساهمة في دعم الإسكواش، وقال إنه لا يلقى الدعم الكافي من الدولة حاليا بسبب عدم إدراج اللعبة ضمن الألعاب الأولمبية وظهور أولويات للإنفاق الرياضي، معبرا عن أمله في قدرة رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص على تعويض النقص في الدعم.
وحول هذا الأمر علق وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي للجزيرة نت بالقول إن "لدينا مصنع الإسكواش المصري، وستقيم الوزارة مشروعًا وطنيا لرعاية المواهب في اللعبة والحفاظ عليها.. لدينا ستة مصريين في تصنيف العشرة الأوائل على مستوى الرجال، والمراكز الأربعة الأولى يحتلها المصريون".
وأضاف صبحي أن النجاح المصري في اللعبة لا يقتصر على الرجال، وأن أربع مصريات مصنفات في ترتيب العشر الأوليات عالميا، وأن ثلاثا منهن يحتلن المراكز الثلاثة الأولى وهن رنيم الوليلي ونور الشربيني ونور الطيب، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على الثروة البشرية.
وأوضح أن الدولة المصرية تحاول هذه الأيام إقناع اللجنة الأولمبية الدولية بإدخال لعبة الإسكواش إلى جدول الألعاب الأولمبية، كاشفا عن وجود اتصالات مع نجم التنس العالمي روجر فيدرر لتحقيق هذا الهدف بعدما توفرت فيها كل الشروط لتصبح لعبة أولمبية من خلال وجود اتحاد دولي تنضوي تحته أكثر من 75 دولة.