ألمانيا تطلق مشروعا علميا كبيرا بشأن التغيرات المناخية وآثارها على الأرض والمياه

المشروع يشمل جوانب كثيرة من ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على التربة والزراعة.

النماذج المناخية التي طوّرها الخبراء لا تزال غير قادرة على إعطاء تفسيرات كافية لما يحدث وما سيحدث على سطح كوكبنا (غيتي)

أطلقت جامعة بون (University of Bonn) الألمانية بالتعاون مع العديد من الجامعات ومراكز البحث العلمي، مشروعا بحثيا كبيرا في مجال علوم الأرض والتغير المناخي وإدارة مصادر المياه.

تغير المناخ والمياه والأرض

وأعلنت الجامعة التي تشرف على هذا المشروع عن حاجتها لعدد كبير من الباحثين الحاصلين على الدكتوراه للمشاركة في هذا المشروع الذي سيعالج أحد أكثر المواضيع العلمية التي لا تزال تشكل صعوبة، وهي ظاهرة التغيرات المناخية وعلاقتها بالمياه والأرض.

ويشارك في هذا المشروع الذي يمتد على مدى 4 سنوات، 7 معاهد بحثية تابعة لجامعة بون، فضلا عن جامعة كولونيا (University of Cologne)، وجامعة غوتينجن (Gottingen University)، ومركز يوليتش للبحوث (Julich Research Center)، والمركز الوطني الألماني للأرصاد الجوية. وتدعم المشروع المؤسسة الألمانية للعلوم (German Science Foundation) التي خصصت غلافا ماليا قدره 10 ملايين يورو.

الجفاف
الجفاف من مظاهر التغيرات المناخية التي تهدد العالم (غيتي)

وبحسب البيان الصحفي الصادر عن جامعة بون بشأن المشروع، فإن ظاهرة التغيرات المناخية ما زالت آثارها غير مفهومة بدقة. ففي الوقت الذي تعاني فيه مناطق من جفاف ونقص في المياه الجوفية والسطحية، هناك مناطق أصبحت أكثر رطوبة، وأخرى تعاني من فيضانات عارمة.

وأضاف البيان أن النماذج المناخية التي طورها الخبراء ما زالت غير قادرة على إعطاء تفسيرات كافية لما يحدث وما سيحدث على سطح كوكبنا، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق هذا المشروع التعاوني الذي يهدف إلى الوصول إلى المزيد من الإجابات عن الكثير من التساؤلات، وخاصة فيما يتعلق بالتوقعات مستقبلا.

ويعتقد المشرفون على هذا المشروع أن فهم إشكالية التغيرات المناخية تزداد صعوبة وتعقيدا عند الحديث عن علاقتها بالمياه والأساليب الفلاحية التي أصبح يستخدمها البشر في توفير غذائهم، وهي تعقيدات تحتاج إلى الكثير من التخصصات العلمية لفكها.

وسيركز الباحثون في المرحلة الأولى من هذا المشروع على بعض المناطق الاوروبية والآسيوية التي تعرف تأثرا واضحا بالتغيرات المناخية، على أن يتم الانتقال إلى مناطق أخرى في أفريقيا وأميركا في مرحلة ثانية.

تدهور الأراضي والإفراط في استغلالها يزيد من تفاقم أزمة التغيرات المناخية (بيكسابي)

نصائح للراغبين في المشاركة

تقول الدكتورة أمل أمين، الأستاذة المحاضرة في تخصص النانو تكنولوجي بالمركز القومي للبحوث بمصر -في تصريح عبر الهاتف للجزيرة نت- "المشروع كبير وهو يضم الكثير من التخصصات العلمية المشتركة، بمعنى أن على المترشح للمنصب أن يكون ضليعا في تخصصه الأساسي وله دراية أو علاقة أو مشاركة في تدريب -خاصة خارج بلده- في تخصص ثان أو أكثر من التخصصات محل الإعلان".

وأضافت الدكتورة أن "من الأفضل أن يكون للمترشح رسائل تزكية من بعض العلماء الذين أشرفوا عليه أو عمل معهم سابقا، وعليه أن يحضّر نفسه للعمل مع فريق كبير، وربما الخضوع لامتحان شفهي".

من جهته، قال الدكتور علاء الدين السبيعي الباحث في شركة "باسف" (BASF) الأميركية للكيمياء -في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني- "الباب مفتوح لكل الجنسيات، وأهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الباحثين المترشحين هي: أن يكون لهم منشورات علمية في مجلات علمية مرموقة ومعتبرة في تخصصهم. ليس من الضروري أن يكونوا قد نشروا في السنتين الأخيرتين، ولكن المهم أن تكون لهم منشورات في مجلات مرموقة".

المشروع العلمي سيعالج إشكالية استغلال مصادر المياه وتأثيرها على البيئة (غيتي)

ومن بين التخصصات التي سيتم توظيفها: علم الموارد المائية، وعلوم المناخ، وعلوم الاستشعار عن بعد، وعلوم الجيولوجيا، وعلوم الحاسوب، والعلوم الاقتصادية والاجتماعية.

ويقول الدكتور حسن علاء الدين طالب الدكتوراه في علوم الأرض بجامعة "ويسترن ميشيغان" (Western Michigan University) الأميركية، وهو من المهتمين بالمشروع -في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني- "المشروع إلى حد كبير شامل لجوانب كثيرة من ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على التربة والزراعة، ويبدو من خلال الشروط التي وضعها المشرفون على المشروع لاختيار الباحثين أنهم يريدون باحثين لهم خبرة في المجال للانطلاق سريعا في البحث".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية