الضغوط النفسية وأثرها على الطفل
للنساء فقط

الضغوط النفسية وأثرها على الطفل

تناقش الحلقة الضغوط التي يتعرض لها الطفل وتؤدي إلى اضطرابات نفسية وانحرافات، فما أسباب هذه الضغوط ومدى إسهامها فى تعميق الاكتئاب والعدوانية لديه؟

– احتمالات إصابة الأطفال بأمراض نفسية
– دور الأسرة في تنشئة الطفل
– عقدة الذنب واتجاه الطفل إلى الشارع
– دور المدرسة في تربية الأطفال

undefined

لونه الشبل: مشاهدينا الكرام السلام عليكم، تعتبر الأسرة العامل الرئيسي في تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا فهي ترسم ملامح شخصيته وتحدد سلوكه ومبادئه منذ الصغر وللأسرة أيضا ووظيفة نفسية هامة جدا فهي التي تُسهم في إشباع رغبات الطفل النفسية وفي تشكيل كيانه النفسي خاصة في سنواته الأولى أمَّا إذا تعرض الطفل إلى تجارب مؤلمة داخل الأسرة ناتجة عن تقصير ما من الوالدين فإن ذلك يُشكل ضغوطا نفسية خطيرة على الطفل قد تؤثر سلبا في شخصيته وتخل بتوازنه النفسي وتجعله عرضة للإصابات بأمراض نفسية مختلفة إلا أن الطفل ليس محكوم بأسرته فقط فهو واقع أيضا تحت ضغوط ومؤثرات متعددة أكثرها خطورة هي وسائل الإعلام والاتصالات الحديثة بتقنياتها العالية التي تجعل الطفل يعايش العالم كله وهو في حجرته.

 ويأتي دور المدرسة ليُكمل مثلث المسؤولية التربوية عن الطفل وتكوين شخصيته وسلوكه إيجابا أو سلبا، فما هي أبرز الضغوط التي تقع على الطفل داخل الأسرة وخارجها؟ وكيف تؤثر في استقراره النفسي وسلوكه؟ وإلى أي مدى تشكل الاضطرابات النفسية للطفل في الصغر خطورة في شخصيته وسلوكه الاجتماعي في الكبر؟ وكيف يمكن للأسرة والمدرسة حماية الطفل من مختلف الضغوطات النفسية والوقاية من الانحراف السلوكي وحتى الجوع؟

لمناقشة هذا الموضع وهذا الموضوع معنا في الأستوديو السيدة ريتا مرهج أخصائية في علم النفس العيادي للأطفال والمراهقين كما ونرحب من استوديوهاتنا من القاهرة بالدكتورة شادية القناوي رئيسة قسم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة عين شمس ومن عمَّان السيدة سامية بشارة مديرة مركز الملكة رانيا لحماية الطفولة، جميعا أهلا بكم ضيفات على هذه الحلقة من للنساء فقط، مشاهدينا الكرام بإمكانكم أيضا المشاركة في هذا الحوار بجميع محاوره وأبعاده وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم 9744888873 أو عبر الفاكس على الرقم 9744890865 كما وننتظر مشاركاتكم على الإنترنت على العنوان التالي الصفحة الرئيسية لموقعنا www.aljazeera.net نُرحب بآراء ومداخلات الجميع وكما عادة البرنامج من الجنسين وبداية ولتسليط الضوء على أهم المشاكل النفسية والسلوكية التي قد يتعرض لها الأطفال أعدت لنا إقبال إلهامي التقرير التالي من المغرب.

[تقرير مسجل]

إقبال إلهامي: عوامل انحراف الأطفال لا حصر لها لكن الثابت أن إهمال الوالدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة يُشكل عاملا أساسيا في انحراف الأطفال ولعل التسول يظل أحد مظاهره المؤلمة، أكثر من خمسمائة ألف طفل يتعاطون التسول في المغرب ثلثهم يعانون أمراض مزمنة ويتعاطون المخدرات ويعاني أكثر من 70% منهم من الاكتئاب و4% منهم من مشاعر الضغينة والحقد التي قد تؤدي إلى سلوك عدواني عنيف، حتى المدرسة التي تعد المصدر الأساسي للتربية والتعليم يمكن أن تُشكل عبءً نفسيا إضافيا على الطفل في حال لم تراعِ أبجديات التربية السليمة بينما يكون تأثير الشارع كبيرا في أوقات الفراغ إذا انعدمت فيه شروط الرعاية الاجتماعية والثقافية، لكن اللافت أن 25% من المتسولين لم يسبق لهم أن التحقوا بالمدرسة ويُشكل الفقر وابتعاد المدارس نسبة هامة في إقدام عدد من العائلات على تشغيل أطفالهم في سن مبكرة مما يخلف لديهم آثارا نفسية عميقة.

أمينة تميمين – مشرفة اجتماعية: الطفل الذي يكون عايش في وضعية صعبة في الوسط العائلي هذه الوضعية قد تؤثر عليه غالبا في الحياة دياله خصوصا في النمو دياله وقد تؤثر عليه نفسيا وهذا التأثر النفسي يؤثر عليه في المستقبل دياله خصوصا في سن الرشد أو في سن البلوغ.

"
عوامل انحراف الأطفال لا حصر لها لكن الثابت أن إهمال الوالدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة يُشكل عاملا أساسيا في انحرافهم
"
تقرير مسجل

 إقبال إلهامي: ليس هذا فضاءً للترفيه كما قد يتبادر للذهن للوهلة الأولى هو جناح أطفال في وضع نفسي واجتماعي صعب قاسمهم المشترك أنهم يواجهون مصيرا مجهولا، هذا الطفل الذي يعاني إعاقة جسدية منذ ولادته تركته عائلته الفقيرة لحاله في المشفى بعد تردي وضعه الصحي لكنه يكسر المنطقة القائلة إن الدعم النفسي الذي يكسبه الطفل في صورة حنان تطبع علاقته بأسرته الصغيرة قد يتحول إلى نفور وانعزال وعداء في حال ابتعاده القصري عنها، لعل هو حال الطفلة أمينة ذات العشر سنوات التي تعاني من هشاشة في عظامها منذ أطفأت شمعتها الأولى لكن متاعبها ليست في الكسور المتكررة وإنما في الشرخ الذي أحدثته في عائلتها الصغيرة حتى أن إدراكها لا يسعفها لفهم تخلي والدها عنها بسبب مرضها المزمن.

أمينة – طفلة مريضة تخلَّى عنها أهلها: الأطفال كي جي وان عندهم الآباء ديالهم وأنا كان نفسي في الشيء هذا.

إقبال إلهامي: معاناة هؤلاء الأطفال تلتقي ودهشة الأطباء فبينما يصعب على الأطفال التعايش مع آلامهم يتعذر على الأطباء والمشرفين الاجتماعيين الإحاطة بكافة جوانب الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأطفال لكن النتيجة تكون واحدة في رسم ملامح شخصية الطفل.

لونه الشبل: إذاً جانب فتحته لنا الزميلة إقبال إلهامي في هذا التقرير من الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها الطفل، جوانب أخرى وضغوط نفسية أخرى سنستعرضها في هذه الحلقة والتي قد تؤدي في بعضها إلى بعض الأمراض النفسية العصبية للأطفال، نبدأ بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

احتمالات إصابة الأطفال بأمراض نفسية

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد، سيدة ريتا أبدأ معكِ هذه الحلقة، طالما نظرنا إلى عالم الطفل وما زلنا ننظر على أنه عالم بريء خالي من الهموم ليتنا نعود أطفالا صغارا وهو العالم الجميل عمر الورود عمر الهناء والسعادة وما إلى ذلك هل هذا الكلام صحيح؟

ريتا مرهج – أخصائية في علم النفس العيادي للأطفال والمراهقين: طبعا يعني عالم الطفولة هو مبدئيا مفروض يكون عالم البراءة عالم السعادة كمان يعني الأولاد أولادنا ما مفروض يعيشوا بضغوطات كبيرة ما مفروض نحملهم هموم كثيرة كبيرة أكثر مما بيتحملوا ما مفروض يكون في حزن بحياة الأولاد هيدا شو المفروض يعني المفروض نؤمِّن السعادة لأودنا نؤمِّن استقرار نؤمِّن أمان ليقدروا يكبروا وتكبر شخصيتهم وتنمو شخصيتهم خالية قدر الإمكان من المشاكل ومن الضغوطات بس هذا طبعا إذا بدك..

لونه الشبل: مثالي.

ريتا مرهج: إيه، صورة مثالية وطبعا راح نرجع شوية للفيلم اللي حضرناه قبل شوية وبنشوف قد إيش ها الصورة المثالية اللي عم نبدأ فيها الحلقة قد إيه بتتناقض مع الفيلم أو الريبورتاج اللي هلا حضرتوه اللي بيفرجنا الوجه الآخر من الطفولة وجه الحزن وجه الأمراض وجه البؤس عند هؤلاء الأولاد، لسوء الحظ لقى اليوم أكثر وأكثر عم بنلاحظ إنه خاصة بعالمنا نحن نتيجة الفقر نتيجة الجهل قد إيش أولادنا عم بيبعدوا عن ها الحياة البريئة عن ها الحياة السعيدة اللي كنا بنتمنى لهم إياها.

لونه الشبل: قبل أن أبدأ بالتفاصيل من كلامك يعني هل يعاني الأطفال ولا نتحدث عن كل الأطفال ولكن هل الأمراض النفسية قد تصيب الأطفال أم أنها حكرا على عالم الكبار؟ هل يصيب الطفل اكتئاب، قلق، رُهَاب، توتر انفعالي كل هذه الأمراض التي قد نراها عند الكبار هل تصل إلى الصغار أم أن عالم الصغار معزول عن هذه الأمراض؟

"
الطب النفسي أخذ يهتم بظاهرة الاكتئاب عند الأطفال في عصرنا الحديث في دلالة على أنه أمر دخيل وخطير
"
ريتا مرهج

ريتا مرهج: أكثر وأكثر عالم الصغار صار عم يُختَرق بها الأمراض فعلا نعم بنلاقي اكتئاب عند الأطفال مش من زمن بعيد صار علم النفس والطب النفسي يهتموا كثير بظاهرة الاكتئاب عند الأطفال وإذا بتحبي فينا نحكي عنها بعد شوي عن المؤشرات، الرُهَاب كمان موجود عند الأطفال خاصة الرُهَاب من المدرسة مثلا أو الرُهَاب من الانفصال عن الوالدين أو عن الأم هايدي كمان ظاهرة عم بنلاحظها كثير عند الأولاد، القلق طبعا القلق موجود عند الأطفال بكل أشكاله وأمراض أخرى نعم فيّ أقول لكي إنه الأمراض النفسية لسوء الحظ دخلت عالم الأطفال.

لونه الشبل: يعني لطالما تعاملنا على أن الطفل لا يشعر ولا.. وبينسى إذاً هذه الأمراض قد تمس أطفالنا في أي لحظة من اكتئاب من قلق من رُهَاب من عقدة ذنب من عدة اتزان انفعالي طبعا سنسردها وسنشرحها أولا بأول يعني قد تصيب أطفالنا بشكل واضح؟

ريتا مرهج: قد تصيب بس كمان ما لازم ننسى إنه الطفل عنده شيء نحن ما عندنا إياه نحن الكبار ما بعرف شو بدي أسميه ها الشيء ممكن يكون براءته للطفل اللي نحن براءتنا تلوثت مع السنوات ومع الخبرات لا تزال براءة الطفل إذا بدِّك بتكون نوع من المناعة عند ها الطفل ضد ها الضغوطات ونوع من السلاح اللي ممكن يخلصه أو يحميه أكثر وأكثر ضد المشاكل اللي عم بيتعرض لها بحياته.

لونه الشبل: جميل.

ريتا مرهج [متابعةً]: خلينا أخت لونه معلش.

لونه الشبل: تفضلي.

ريتا مرهج [متابعةً]: أعطي مثل هون كثير أثَّر عليّ أنا شخصيا، راح أرجَّعك لِوَرَا راح نرجَّع المشاهدين شوية لِوَرا للفاجعة اللي حصلت بروسيا بإحدى المدارس ببيسلام كلنا بنتذكر طبعا الكارثة اللي صارت هونيك..

لونه الشبل [مقاطعةً]: احتجاز أطفال داخل المدرسة.

ريتا مرهج: نعم احتجاز الأطفال اللي لفت لي انتباهي كثير بها الفاجعة اللي صارت هو كلام أحد الأطفال الرهائن اللي كان محتجز كرهينة وبعدين فلت قدر يهرب ودوغري راح عند أمه وركض عند أمه اللي كانت منتظرته بالخارج أول شيء بيقوله لأمه أول شيء بيقول لها إياه بيقول لها ماما نسيت حذائي بالداخل، يعني شوفتي هيدي بفتكر ها الجملة اللي قالها الطفل بتصور لنا قد إيش براءة الطفل في مرات ممكن تكون فعلا هي السلاح بإيد الطفل ليكافح أبشع الكوارث اللي ممكن يتعرض لها الطفل.

لونه الشبل: طيب دكتورة شادية أتوجه إليكِ في القاهرة هذه الأمراض النفسية لنُسمِّي الأشياء بمسمياتها ونطلق يعني نكون واضحين على الأقل، هذه الأمراض النفسية التي قد تصيب أطفالنا أو بعض من أطفالنا مصدرها الأساسي هل هو الأسرة؟ هل هو المدرسة؟ أكبر مصدر قد يؤثر على أطفالنا ويحولهم إلى مرضى نفسيا ما هو؟

شادية القناوي – رئيسة قسم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة عين شمس بلقاهرة: هو في الحقيقة طبعا لو بدأنا هنبدأ بالأسرة لأنها أول محيط بيحيط بالفرد.. بالطفل فطبعا الأسرة في البداية وممكن نتحدث كثيرا بقى عن ظروف تنشئة الأطفال داخل الأسرة العربية ثم يلي ذلك مراحل التعليم المختلفة بدءً من الحضانة إلى مرورا بمراحل التعليم الأساسية والثانوية وانتهاء بمراحل التعليم الجامعية فكلها ممكن..

لونه الشبل: كل ذلك ممكن يؤثر على الطفل؟

شادية القناوي: نعم بالتأكيد يعني طريقة التعامل مع الطفل وعدم الإنصات إليه على سبيل المثال ويمكن الأستاذة ريتا تكلم حضرتك في هذا الجانب جيدا إنه فكرة إنه إن إحنا في ثقافتنا العربية حينما يتحدث الكبار لابد وأن ينصت الصغار في حين أن الأصل هو أنه حينما يتحدث الصغير لابد وأن ننصت له حتى نبدأ في تكوين شخصيته ده في المرحلة وخصوصا في المرحلة المراحل الأولى من عمره حتى مراحل المدرسة وقبل دخوله..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب وعندما يتشاجر الكبار ماذا يجب أن يفعل الصغير ليس فقط حوار؟

شادية القناوي: عندما يتشاجر الكبار ماذا يجب أن يفعل الصغير؟ أه أنا عاوزة أقول لحضرتك السؤال يبقى معكوس ماذا يجب أن يفعل الكبار حتى لا يتشاجروا أمام الصغار؟ لأن هذه أمر مرفوض على الإطلاق حينما يتشاجر الكبار أمام الأطفال..

لونه الشبل [مقاطعةً]: يعني من أسئلتي أود أن أصل إلى نقطة معكِ دكتورة شادية بأنه هذه المشاكل الأسرية التي سنتطرق إليها أيضا في هذه الحلقة ولو بشكل تفصيلي سريع تؤثر على الطفل، يعني هناك من يرى بأن الطفل بينسى أو الطفل صغير وما بيفهم شو عم بيصير بين الأهل و.. وهذه القضايا والمشاكل التي قد تبدأ بخلافات بين الأهل مع بعضهم تؤثر على الطفل قد تبني منه شخصية مهزوزة قد تؤدي به إلى مرض نفسي؟

شادية القناوي: طبعا هي تؤثر عليه بشدة كمان وخصوصا إن إحنا عارفين برضه السنوات الأولى من حياة الطفل هي السنوات التي بيتشكل فيها اللبنات الأولى لشخصيته أو أساسيات هذه الشخصية فممكن جدا يطلع طفل يا إما عنيف إما طفل منحرف إما طفل منطوي وأمراض كثيرة جدا يعني حديثة وغير حديثة بنلاحظها وبنشهدها في الآونة الأخيرة مرتبطة بأساليب تنشئة الأبناء أو الأطفال في المراحل الأولى في الطفولة لكن اللي هي الجزئية المهمة اللي أنا بحب أتكلم فيها أو بحب أؤكد عليها فكرة إنه الطفل لا يجب ندَّعي أو نُهمل ونتصور إنه غير مُدرك وغير واعي بما يحيط به وإنه غير ذكي لا بالعكس الطفل ذكي جدا وحساس لكل شيء من الشهور يمكن بعد ستة شهور بيبتدي يدرك الطفل أشياء كثيرة فما بالنا بطفل عمره عدد من السنوات.

دور الأسرة في تنشئة الطفل

لونه الشبل: نعم سيدة سامية حضرتك مديرة مركز الملكة رانيا لحماية الطفولة نبدأ بقضية علاقة الوالدين بالطفل يعني ليس فقط يعني تأثير الأسرة ولكن تحديدا تأثير الوالدين بعلاقتهما مع الطفل هناك من يرى أو نقاط بسيطة قد لا يتوقف عندها البعض هي قضية إشباع احتياجات الطفل حب، رعاية، حنان، شعور بالاستقرار، شعور بالأمان انتفاء هذه النقاط كيف يؤثر على الطفل؟ يعني عندما لا يشعر بأنه محبوب عندما يشعر بأنه طفل غير مرغوب فيه في هذه الأسرة بشكل من الأشكال قد تصل إليه يعني رسالة بهذا الشكل كيف يتأثر الطفل بها؟

"
نقص القدرة على التعبير عن المشاعر عند الأطفال عائدة إلى عدم تدريبه على ذلك وهذا قد يؤدي إلى إلى انعزال عند الطفل وبالتالي إلى استبدال التعبير الصحي عن المشاعر بالتحول إلى سلوك عدواني
"
سامية بشارة

سامية بشارة – مديرة مركز الملكة رانيا لحماية الطفولة بعمَّان: رسالة بهذا الشكل هي رسالة مسيئة لمشاعر الطفل، طبعا البيئة المحيطة بالطفل اللي بدايتها الأسرة وبعدين ممكن المدرسة ممكن الحي ممكن المجتمع القريبة ممكن العائلة الممتدة هاي البيئة اللي مفروض إنها تحمي الطفل وتزوده بالحنان وبالعطف وبالحب وبالقبول وبالاحتواء فإذا هاي البيئة اللي هي مفروض إنه هاي من وظائفها الرئيسية ما أعطت للطفل هذا الحب وهذا الحنان وهذا التقبل فإذاً الطفل بيحس بنقص بيحس.. بيؤثر هذا النقص بيؤثر على القدرات عند الطفل في بناء علاقات اجتماعية، بيؤثر على قدرة الطفل بأنه يثق في الآخرين لأنه المفروض يثق فيهم أنه يعطوه ويزودوه بالثقة بالنفس ما عم بيعطوه ما عم بيحاولوا أنه يؤكدوا له ذاته ما عم بيحاولوا أنه يقووه فبالتالي بيصير فيه نقص بقدرة الطفل على بناء علاقات مع المجتمع المحيط فيه مع أصدقاء لأنه بيكون فيه عنده نقص في قدرته على بناء هاي العلاقات الاجتماعية اللي ناتج عن نقص بثقته بالناس، هلا النقص كمان ممكن يكون في القدرات في التعاطف بالاتصال الإيجابي مع الآخرين، النقص ممكن يكون بالقدرة على التعبير عن المشاعر وعن العواطف إذا ما تعبر لهذا الطفل عن مشاعر وعن عواطف وما تدرب على هذه على التعبير وما تشجع على التعبير عن مشاعره وعن عواطفه إذاً قدرته بتكون منقوصة والقدرة المنقوصة في التعبير ممكن تؤدي إلى انعزال عند الطفل وممكن تؤدي بالتالي إلى استبدال التعبير الصحي عن المشاعر وعن العواطف بأنها بتنمي سلوك عدواني عند الطفل.

لونه الشبل: أود أن أتوقف عندك في هذه النقاط إذاً مررتِ مرور على قضية ممكن أنه يتحول إلى اكتئاب إلى انطوائية إلى عدوانية إلى سلوك عدواني هذه النقاط هل تستمر أم أنها تنتفي بانتفاء المُسبِّب لها؟ يعني هل نحن بهذه العمليات نخلق جيلا كاملا منطويا أو عدوانيا أو مكتئبا؟

سامية بشارة: طلع لا أنا مش عم بحكي عن جيل كامل لأنه الإساءة مش موجودة بكل أسرنا..

لونه الشبل [مقاطعةً]: لا أتحدث عن هذا الطفل الذي تعرض لهذه الإساءة هل هذه الإساءات تستمر معه؟

سامية بشارة: اختفاء السبب له دور كبير بس كمان لازم نشتغل على التأثيرات على الطفل وعلى نفسيته يعني المفروض يكون الشيء باتجاهين باتجاه إنه نعالج التأثيرات السلبية اللي حصلت على الصحة النفسية عند الطفل وكمان نعالج موضوع السبب اللي هو ممكن يكون مشاكل أسرية ممكن يكون بجهل عند الأهل بالممارسات الإنمائية الصحيحة عند الطفل ممكن يكون بأنه إذا إحنا بندعم الأسر بالنهوض بأطفالها بحماية أطفالها عن طريق توعيتها بأهمية التعامل مع الطفل كإنسان له حقوق له واجبات إنسان اللي هو بيستحق كل ثقة بيستحق كل دعم بهاي الطريقة بإنه إحنا نحتوي الأسر وندعمها بأتخيل أنه إحنا بنقدر نوصل لوضع أنه آثار.. الآثار السلبية للإساءة أه تختفي من الطفل ونخلق عندنا جيل طفولي مبدع.. مبدع ومش..

لونه الشبل [مقاطعةً]: هذا في حال لو كنا حقيقة استطعنا أن نكتشف هذه القضايا وأيضا بعد قليل سأتوجه إليكِ سيدة ريتا كي تشرحي لنا كيف يمكن اكتشافها ولكن أعود إليكِ سيدة سامية في دقيقة لو سمحتِ لي قبل أن أنتقل لموجز لأهم الأنباء قد ينشأ الطفل فيما لو لم تُحل هذه القضية مكررا نفس الأشياء قليل العطاء جاف يمارس نفس هذا التقصير مع أطفاله حلقة يعني مستمرة؟

سامية بشارة: نعم نسبة كبيرة من الأطفال بيكرروا هاي السلوكيات لأنه إحنا بنعرف إنه السلوك يعني العنف هو سلوك مكتسب.. هو سلوك مكتسب من البيئة المحيطة بالطفل اللي بالبداية الأسرة، طفل بيترعرع بعائلة اللي بتمارس العنف لحل مشاكلها الإمكانية الكبيرة أن هذا الطفل يعتمد أسلوب العنف إلى لحل مشاكله.

لونه الشبل: كما يُمَارَس عليه سيُمَارِس على..؟

سامية بشارة: نعم.

لونه الشبل: نعم، سيدة ريتا مازلنا الآن نتحدث عن علاقة الوالدين بالطفل يعني أود أن أتوقف عند نقطة قد نُكملها بعد موجز لأهم الأنباء أولا سؤال بسيط هل معاناة أحد الوالدين لقضية نفسية قد تنتقل ليس وراثيا للطفل ولكن سلوكيا للطفل ممكن؟

ريتا مرهج: طبعا نعم.

لونه الشبل: بمعني؟

ريتا مرهج: أبرز شيء الاكتئاب إذا الأم مصابة باكتئاب ممكن ها الشيء يؤثر سلبا على الطفل هذا ما عم بنحكي وراثيا.

لونه الشبل: لا سلوكيا.

ريتا مرهج: سلوكيا الأم المكتئبة هي أم بطيئة بتحركاتها هي أم لا تعبر كثيرا عن مشاعرها بشكل إيجابي بل دائما بشكل سلبي هي أم غير مندفعة لاحتواء أولادها وبالتالي كل ها السلوكيات هاي دولا الـ(Slow Motion) بيكون عند الأم المكتئبة بتؤثر على الطفل وبالتالي ممكن يصير الطفل هو نفسه مكتئب كمان.

لونه الشبل: حامل لقضية الاكتئاب.

ريتا مرهج: أه فعلا.

لونه الشبل: طيب سأتحدث معكِ حول نقطة وهي ربما تعاني منها 99% من عائلات العالم العربي وهي تفضيل طفل على طفل آخر وفي مجتمعاتنا العربية الحمد لله تفضيل الذكر على الأنثى دائما خاصة إذا ما ولد هذا الطفل بعيد.. يعني بفترة متأخرة أربع أو خمس سنوات بعد الطفل الأول وخاصة إذا كان الطفل الأول هو محور كل اهتمام الأسرة، اسمحِ لي أن أسمع منكِ الإجابة بعد فاصل قصير يتضمن موجزا لأهم وآخر الأنباء.

[موجز الأنباء]

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة والتي اخترنا أن يكون موضوعها الضغوط النفسية وما قد تؤديه من أمراض نفسية لأطفالنا، السيدة ريتا سألتك قبل الفاصل عن تفضيل طفل على طفل خاصة إذا أتى الطفل الثاني وإذا أتى ذكرا بقى فلكِ أن تتخيلي الفرحة والسعادة وكان الطفل الأول فيما لو كان فتاة قد أخذ كل الرعاية والاهتمام على مدى سنوات أربع أو خمس سنوات ما الذي سيحصل؟

ريتا مرهج: لا طبعا وقتها بنفضل ولد على ولد وكنتِ عم تسألي عن موضوع التفضيل يعني فيه قصة المقارنة هون اللي بتدخل باللعبة والمقارنة كلنا بنعرف إنه شيء مضر جدا بالأولاد يعني وقت ما بنقارن الأخ بأخوه أو الأخت بِخَيّها أو الخيّ بأخته إلى آخره كأنه عم بنقول للولد المقارن به لا الولد المقارن كأنه عم بنقول له أنه أنت مانك مليح أنت ما بتسوى شيء خَيَّك أفضل منك أختك أفضل منك اتطلع على خَيَّك اتطلع على أختك وحاول أنك تكون مثله لنرضى عليك..

لونه الشبل [مقاطعةً]: لنحبك حتى.. حتى نحبك ممكن يكون مرتبط..

ريتا مرهج [متابعة]: طبعا نرضى عليك يعني نحبك وبالتالي.. طبعا الولد هيك يفهم الحب يعني الولد بتعرفي ما بيفهم الحب مثل أنا وأنتي بنفهمه بيفهمه قد إيش مبسوطين مني أهلي هذا هو الحب هيك بيحبوني أهلي وبالتالي وقتها بيحس أنه مهما عم بيعمل ها الولد ما فيه شيء راح يعمله راح يوصله لمستوى ها الأخ..

لونه الشبل: المثالي.

ريتا مرهج: المثالي راح يظله كل حياته عايش بظل ها الأخ أو ها الأخت وها النوع من الحياة هايدي راح تكون مأساوية بالنسبة له.

لونه الشبل: هذا على مجال التفضيل بين طفل وطفل، سؤال آخر إذا كان هذا الطفل أصغر بمعنى أن أتى المولود الجديد إلى الأسرة والطفل الأول كان هو محور الاهتمام هناك من يرى بأن يتحول الطفل الأكبر أو الطفل الأكبر إذا كان القادم ذكرا إلى شخص عدواني إلى شخص يشعر بالغيرة المُفرِطة قد يشعر بالحقد تجاه هذا الأخ توضحي لنا بالضبط ما الذي سيحصل إذا لم يتصرف الأهل بشكل عقلاني وعلمي واضح؟

ريتا مرهج: هلا طبعا ما فيه شيء طريقة علمية بالتصرف نحنا بعلم النفس مضبوط علم النفس هو علم بس بالنهاية إحنا عم بنتعامل مع إنسان ومع أطفال وبالتالي فيه كثير نوع من العنفوان وكثير نوع من إذا بدِّك الوجدان اللي داخل بعملية التعامل مع الأولاد وأنا بأفضل ما كثير نحكي بشكل علمي كثير وقت عم نحكي عن تربية الأطفال مع أنه فعلا فيه في مرات في منطق كثير قوي بيشتغل وقت عم بنكون عم نحكي عن تربية الأطفال مثل ما ذكروا الزميلات قبلي بشوي بطريقة التربية، هلا طبعا أول شيء بنفكر فيه وقتها بده ييجي طفل جديد على العائلة بدنا نفكر كيف إحنا نعمل له قدر الإمكان ونخفف من حدة الغيرة اللي راح تحصل والمفروض تحصل الغيرة..

لونه الشبل [مقاطعةً]: ستحصل مهما كان؟

ريتا مرهج: طبعا الغيرة شيء طبيعي جدا يعني لولا الغيرة ما بيكون فيه تنافس بالحياة ما بيكون فيه طموح بالحياة.

لونه الشبل: متى تتحول إلى غيرة مرضية.

ريتا مرهج [متابعةً]: الغيرة هي نوع من المحرك الأساسي بالحياة لكل الأشخاص لكل إنسان على وجه الأرض يعني مش فقط بإطار الأسرة بين الأخوات، إمتى بتتطور لتصير شيء طبعا سلبي؟

لونه الشبل: حقد مثلا غضب.

ريتا مرهج: وقتها الغيرة بتتحول لنوع من العدوانية تجاه الشخص الجديد اللي دخل على العائلة ها الطفل الجديد وقتها بتتحول كمان ضد الشخص ذاته يعني وقتها الولد اللي عم بيغار إن كان هو الطفل الكبير بالعيلة وقتها بيصير بيتصرف بشكل عم بيؤذي حاله وهون طبعا الأمثلة عديدة بمعنى أنه ممكن الولد اللي كان نِضِف ما هيك بيرجع بيصير بيتبول بثيابه.

لونه الشبل: تبول لاإرادي.

ريتا مرهج: التبول اللاإرادي أو ممكن يكون إرادي.

لونه الشبل: ممكن يكون إرادي؟

ريتا مرهج: ممكن يكون إرادي.

لونه الشبل: للفت النظر يعني؟

ريتا مرهج: للفت النظر لجعل الأم تترك كل شيء عندها وبتيجي تهتم فيّ تنضفني، عرفتِ كِيف؟ ها العملية هايدي عملية..

لونه الشبل [مقاطعةً]: كونها عم بتنضف أخي؟

ريتا مرهج: طبعا لأنه بيلاحظ أنه فيه عملية تنظيف البيبي الصغير كثير مهمة بالنسبة للأم وبالتالي الولد الكبير بيفتكر أنه أنا من حقي كمان غن الماما تلتفت لي ممكن..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب تبول إرادي أو لاإرادي أو مُتعمد يعني حتى وإن كان الطفل انتهى من هذه القضية؟

ريتا مرهج: نعم متعمد، الحكي ممكن كمان يصير فيه خلل بطريقة الحكي عند الطفل اللي عم بيغار من الطفل الجديد بمعنى أنه الحكي تبعه نوعية الكلام نوعية النطق عنده بتصير تتدهور إلى الوراء وبيرجع بيحكي بطريقة طفولية جدا ممكن حتى يصير عنده نوع من يعني.. بيصير يرفض يتكلم إذا بدك بالطريقة الملائمة التي تتلاءم مع عمره الزمني..

لونه الشبل [مقاطعةً]: واللي تعودوا عليها أهله فيه.

ريتا مرهج: واللي تعود بيصير بيلجأ لأساليب جدا طفولية وغير ناضجة.. هايدي نحن بالنسبة لنا هايدي عم بيؤذي حاله الولد بدال ما بالعكس يطور نطقه بالعكس عم بيرجع لورا.

لونه الشبل: بعض الأطفال يلجأون إلى قضم الأظافر وحتى إلى درجة قضم أظافر الأقدام، ماذا يعني ذلك؟

ريتا مرهج: نعم هذا الشيء لافت عند بعض الأولاد فعلا، هلا قضم الأظافر إجمالا كمان من ثمار الغيرة إذا بدك عند الأطفال وإجمالا بنلاقيه عند الأولاد اللي رايقيين جدا الهنيين مثل ما بيقولوا أهلهم اللي حساسين كثير ما بيكونوا عدوانيين أبدا إجمالا إنما العدوانية عم تتعبر على ذاتهم يعني عملية قضم الأظافر بتصير نوع من أذى الذات لأنه ها الطفل مش قادر يؤذي الأخ الجديد أو الأخت الجديدة لأنه ما بدُّه يخسر حب الأهل ما بدُّه يخسر رضا الأهل وبيعرف أنه أهله قالوا له مانعينه ما فيك تدقر خيك الجديد..

لونه الشبل: ممنوع.

ريتا مرهج: ممنوع طبعا.

لونه الشبل: تؤذيه.

ريتا مرهج: ما لازم تؤذيه هذا خيَّك الجديد لازم تحبه، لازم تحبه..

لونه الشبل [مقاطعةً]: لازم تحبه هاي اللي بدي أتوقف عندها لازم تحبه.

ريتا مرهج [متابعة]: بيفرضوا عليه مشاعر معينة.

لونه الشبل: كيف يمكن أنه يستوعبها الطفل أنه لازم تحبه؟

ريتا مرهج: ما بيقدر عشان هيك بينزل بيقضم أظافره عشان هيك ممكن يروح على المدرسة (Ok)؟ بالبيت بيقعد رايق وهني وما بيستجري يعمل شيء بيروح بالمدرسة بيبلش يضرب أصحابه بالمدرسة وخاصة الأولاد اللي أصغر منه.

لونه الشبل: ممكن يتحول لشخص عدواني في المنزل على ألعابه بيصير يكسر ألعابه؟

ريتا مرهج: ممكن كثير بيصير مثل ما بنقول نحن بالدارج بيفِشّ غِلُّه بها الألعاب عرفتِ كيف؟ وأنتِ بتعرفي أخت لونه إن إحنا بعلم النفس وقتها بنشتغل مع الأولاد كثير بنستعمل اللعب أو الألعاب لنقدر مع الولد خلال العمل العيادي..

لونه الشبل: هو تعلم عن طريق اللعب صحيح؟

ريتا مرهج [متابعةً]: لنطلع ها المشاعر عند الولد وبالتالي كثير مرات بنلاحظي إذا بتعطيه لعبة دمية لها الطفل اللي عم بيتعالج بتلاحظي كيف عم نازل فيها تخريب لها الدمية اللي هي ترمز إذا بدك لخيُّه الجديد أو لأخته الجديدة.

لونه الشبل: طيب بسرعة شديد أهل تعرض ابنهم أو بنتهم لكل هذه الأعراض أو بمعظمها جاء أخ جديد تحوَّل الأسرة إلى نوع من العدوانية لطفل إلى تقاضم الأظافر إلى تخريب الألعاب إلى التبول الإرادي أو المفتعل أو المتعمد إذا صح التعبير نضربها نعيِّط عليها شو نعملها؟

ريتا مرهج: يعني أول شيء لازم نحط أنا دائما بقول للأهل إنه بنجرب بنتطلع على العالم من خلال عيون الطفل وفعلا يعني بدنا نجرب قدر الإمكان نتحسس ألام ها الطفل هيدا الولد كثير عم بيتألم مين ها الولد الجديد اللي أجا وأخذ محلي أنا بالعائلة وبالتالي فيه ألم حقيقي جدا عند ها الطفل.

لونه الشبل: اسمح لي أحط ثلاثة خطوط تحت ألم إنه الطفل عم يتألم بها اللحظة؟

ريتا مرهج: إيه طبعا عم بيتألم لأنه خسر كل شيء ها المملكة اللي كان عايش فيها ها التاج اللي كان على رأسه وقت كان هو الوحيد فقده إجا ها الطفل الجديد اللي خلاص أخذ كل المحبة وكل الرعاية وكل العطف، طبعا فيه ألم.. فيه ألم شديد جدا عند ها الطفل وبالتالي أول شيء لازم نعمله إنه نتفهم ها الألم وقتها بيعمل شيء غلط الولد مش دوغري نأخذه بمنظرنا نحن إنه عم بيعمل هيك لأنه بيغار والغيرة شيء سلبي والغيرة شيء لا يجوز أن تكون لا عم بيعمل هيك لأنه موجوع من جواه وبالتالي أنا كأم أو أنا كأب شو لازم أعمل لأخفف الألم عنده مش لأوقف الغيرة عنده؟ الغيرة راح تظله والغيرة أخت لونه بتظل كل الحياة في مرات ياما أخوة بيكبروا وبتظل الغيرة موجودة (OK)؟ طالما ما عم تستفحله وعم بتصير جدا كبيرة لدرجة إنه تخلق..

لونه الشبل: تؤذي.

ريتا مرهج: تؤذي الأخوة والعلاقات الأسرية راح تظلها الغيرة أنا بأتحدث بقول ما عنده غيرة لأخوه أو لأخته..

لونه الشبل: يعني عمليا لا أضع هذا الطفل لو إنه مذنب طول الوقت وأحط رأسي برأسه لازم تتربى ولازم تتعلم ولازم ما تعمل هيك؟

ريتا مرهج: لا غلط هذا الشيء لا بدي أنطلق من ها المفهوم إنه هايدا الولد عم بيتألم من جوه وأنا واجبي أخفف الألم عنده.

لونه الشبل: جميل جدا دكتورة شادية أطلنا عليكِ حتى نصل إليكِ ولكن هناك سؤال مهم جدا بعد كل هذا الشرح عن معظم هذه العوارض التي تصل إلى الطفل عن طريقنا الحمد لله عن طريق الأهل إذا كنا لا نستطيع أن نتعامل معه بشكل صحيح هذه العوارض التي قلناها الغيرة، حب العدوانية ربما هل تؤدي بنا إلى طفل صعب التكيُّف مع الآخر إلى شاب صعب التكيُّف مع الآخر عندما يكبر مجتمعيا هل يتأثر تواصله مع المحيط؟

شادية القناوي: كل اللي حضرتك قولتيه ده صحيح لكن إحنا بنتناقش النهارده في موضوع عنف الأطفال لا يجب أن نُقصِر حديثنا كله على الأطفال في بعد ما بيتولد طفل جديد وفي المراحل العمرية الأولى أو سنين، الثلاثة، أربعة، خمسة..

لونه الشبل: هي نقطة فقط أود يعني أصريت أن تظهر لأنها موجودة في كل العائلات تقريبا؟

شادية القناوي: أه ولكن لازم نخرج من هذا الإطار.. نعم ولكن حلها بيبقى يعني ممكن لها حلول لكن قضية العنف وخاصة أن برنامج للنساء فقط برنامج مسموع في العالم كله فأنا بترجاكي إنه أيضا تتناولي قضايا العنف لدى الأطفال بشكل عام وليس في مرحلة.. كل بيت بيبقى عنده طفل وبييجي طفل آخر بتحصل شوية غيرة وفي أشياء كثيرة اللي عملها أعضاء الوالدين..

لونه الشبل: لذلك ركزت على هذه النقطة.

شادية القناوي: بالضبط يعني يا ريت نعدِّي هذه النقطة ونركز أيضا على أسلوب تنشئتنا للأبناء وكيف يمكن أن يُولِّد لديهم العنف.

لونه الشبل: جميل جدا عند هذه النقطة أتوقف عندكِ أبقى معكِ التربية القاسية عندما يعاقب الأهل أبنائهم بشكل قاسي وعندما تسألي هذا الأهل يقول لكي لا أنا لا أريد أن ابني إنه يطلع دلُّوع يعني بها المعنى أنا قاسي عليه أنا أعاقبه جسديا ونفسيا أنا قد أقسو عليه يعني، العقاب القاسي النفسي والجسدي والذي قد لا يتلاءم مع الذنب؟

شادية القناوي: أنا من وجهة نظري الحقيقة بأشوف إن العقاب طبعا الجسدي مرفوض إلا للضرورة القصوى جدا وأرجو أنها ما تكونش هناك ضرورة لذلك لكن الأهم من ده القسوة النفسية اللي بتبقى على الطفل والقسوة النفسية يتحدث فيها علماء النفس وعلماء الاجتماع وكل الأمهات والآباء يعني الواعين بعملية التنشئة الاجتماعية وأصول التربية للأبناء، على سبيل المثال حينما يُهمَل الابن أو الابنة حينما لا يُنصَت إليهم حينما يُسفَّه من آرائهم حينما زي ما سبق وأن ذكرت نتحدث ونهملهم تماما ولا نعطيهم الوقت الكافي للإنصات إليهم والاعتداد.. وإثبات أن رأيهم جيد مش إن رأيهم يعني رأي طفل لا يُعتَد به لا بالعكس إنه فعلا فكر صح وأنا ممكن أغير رأيي نتيجة اللي أنت قلته حتى لو هذا الطفل عنده سبع سنوات على سبيل المثال ده بيعمل منه شخصية قوية جدا بيعمل منه شخصية مستقلة ده بيعمل منه شخصية قيادية غير انقيادية وبالتالي بيستطيع أن يتفاهم مع المجتمع يستطيع أن لا يتم اقتياده من الآخرين ويكون هو دائما سلبي وده بيبقى ناتج زي ما أنا بأقول ولوحظ كثيرا وفي كثير من البحوث لوحظ كثيرا إنه ده ناتج عن أسلوب التنشئة الاجتماعية التي تعتمد على الانصياع التام بمعنى إن إحنا كوالدين في الأسرة العربية نحتاج دائما من أبنائنا كلمة نعم.

لونه الشبل: حاضر.

شادية القناوي: حاضر سأفعل ما تريده، نعم كلمة حاضر إحنا دائما نقولها بيبقى عندنا إحنا أيوة حاضر نعم إنه كل تماما لا يجب أن نناقش أي شيء تمام لكن القضية هي أن..

لونه الشبل [مقاطعةً]: عادة الأهل يشعرون بالسعادة دكتورة شادية عندما يُوجه إليه ملاحظة بأنه أنت قاسي جدا مع ابنتك أو مع أبنك فيشعر بالغبطة والسعادة بأنه يعني صح التربية هيك عم يربيهم صح؟

شادية القناوي [متابعة]: أيوة فخر كبير له بشيء من هذا النوع لكن للأسف الشديد الأهل يعني دائما أنا ده اللي بتمناه في الأسرة العربية إنه الوالدين حينما يفعل الابن أو الابنة شيئا غلط يبحثوا عن خطئهم هم ماذا فعلوه حتى فعل هؤلاء الأبناء أو هذه الفتاة أو هذا الابن هذا الفعل لأنه بالتأكيد أن أي والدين يعطوا أبناءهم الاهتمام والإنصات مش التوجيه والنصائح لأن النصائح بالشكل المباشر بصراحة مرفوضة لكن النصيحة بشكل غير مباشر هي اللي بتبقى مقنعة للأبناء وفي نفس الوقت الاعتراف بأن لهم من المعلومات ولهم من الآراء اللي يمكن إن إحنا نستفيد به ونبتدي نغيَّر من آرائنا إلى حد كبير لكن للأسف الشديد الأسرة المصرية.. الأسرة العربية معتمدة على جزئية إن الأكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة وبالتالي دائما هم يعني لابد وأن يكونوا في إطار الانقياد أو في طريق الانقياد إلى من هم أكبر وهذا ينسحب فيما بعد على المدرسة أيضا المدرس لا يريد أن يُنصِت للطفل أو المراهق ولكن يجب عليهم أن يطيعوا ومن ثم زي يعني بينفسوا عن هذا الأسلوب من التنشئة بإنهم يبقوا عناف سواء مع بعض البعض أو من هو عليه ضغوطات من الأب أو الأم في المنزل نلاقيه بيوجِّه كل عنفه للمُدَرِّسَة أو للمدرس حسب بقى الأب أو الأم هو اللي كان عنيف معه أو ممكن يبقى مش عنيف لكن هامله تماما والطفل ذكي جدا ومش مُتقبِّل هذا الإهمال هذه نقطة، في نقطة أخرى..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب دكتورة شادية نقطة فقط أود أن أستوضحها منكِ.

شادية القناوي: نعم.

لونه الشبل: إذاً التربية المسيطرة على الطفل دائما على طول الخط يتضمنها طبعا الإيذاء النفسي والجسدي هذه التربية قد تنشئ نوعين من الشباب من الجيل إما نوع مُنقاد دائما على طول الخط أو نوع يثور على كل السيطرة التي مُورست ضده وبالتالي يثور على القضايا على السلطة على القانون على رموز السيطرة هل هذا صحيح؟

شادية القناوي: ياريت هو مش بيثور في مواقف لا تستدعي الثورة وهذا هو الخطأ اللي بنقع فيه اللي هو على أتفه الأسباب بنثور على أشياء يمكن التفاهم فيها بنثور، الرفض لمجرد الرفض وهذا بينسحب على مجتمعاتنا العربية وزي ما حضرتك شايفة على الساحة أيضا.

لونه الشبل: طب اسمحي لي فقط قبل أن أتوجه إليكِ سيدة سامية فقط أن أستقبل بعض المشاركات كي لا نطيل على السادة المشاهدين على الهواتف، أستقبل السيدة غنية ميلودي من الجزائر تفضلي سيدة غنية.

غنية ميلودي – الجزائر: مساء الخير سيداتي الكرام، الكريمات.

لونه الشبل: مساء النور تفضلي.

غنية ميلودي: عندي مداخلة إذا سمحتم.

لونه الشبل: تفضلي.

غنية ميلودي: وتستدعي المداخلة دقيقتين أو ثلاثة.

لونه الشبل: تفضلي.

غنية ميلودي: إذا الطفل بيتعرض إلى العوامل اللي قد تؤدي إلى ها الضغوطات من جهة وكذلك بعض الحلول، بالنسبة للضغوطات نبدأ نحن نقسمها إلى ست محاور عند المتعلقة بالطفل ذاته والمتعلقة بالآخرين الأولياء والأقران والمدرسة، إذاً بالنسبة للعوامل المتعلقة بالطفل قبل الميلاد لابد إلى شيء مهم وأساسي وهو عدم تقبل الطفل أساسا كجنين يعني قبل مرحلة الطفولة يعني عدم تقبل الحمل بتاعه وبالتالي هذا راح يُشعر الطفل بعدم القبول مستقبلا مما يؤثر عليه سلبا.

لونه الشبل: طيب.

غنية ميلودي: عند الميلاد هناك بعض الصدمات التي تحدث عند الميلاد من الصدمات الجسدية أو اللي نسميها نحن باللغة الأجنبية (كلمة بلغة أجنبية) يعني خاصة بالدماغ وكذلك عدم معالجة الأزمات بشكل طبيعي مثل أزمة الشهر الثامن والثالث وأزمة دخول المدرسة.

لونه الشبل: سيدة غنية قضية وجود.. قضية قدوم طفل آخر للأسرة مررنا عليها وكي لا نبقى فيها مطولا نحن الآن نتحدث تحديدا عن نوعية السلوك عن نوعية التربية الخاطئة العنيفة يعني بعض الأهل يستمتعن بأن أنا قاسي على بنتي أنا بوقفها على الحيط وبدير وشها على الحيط ساعتين يعني نتحدث عن ماذا يؤدي مثل هذه التربية؟

غنية ميلودي: التربية هذه الخاطئة المبنية على التسلط والضرب المبرح قد تؤدي إلى جلب هناك بعض التربية المتسامحة المهملة قد تؤدي إلى ظهور بعض الاضطرابات لدى الطفل وهذه الاضطرابات سوف تترجم إلى العدوان إلى سلوك عدواني سيعاني في التسرب تعاطي المخدرات إلى آخره.

عقدة الذنب واتجاه الطفل إلى الشارع

لونه الشبل: أشكركِ جزيلا السيد غنية ميلودي من الجزائر وصلت الفكرة تماما أتوجه إليكِ سيدة سامية نقطة فتحت الآن أيضا أثارتها السيدة غنية يعني عندما يختلف الأهل بين بعضهم هناك بعض الدراسات تقول بأن الطفل في حينها سيشعر بعقدة الذنب وهي إحدى الأمراض النفسية التي قد تصيب هذا الطفل وقد تنتهي بانتهاء الحالة عقدة الذنب كما لو أنه هو المُسبِّب أو المشكل لهذا الخلاف وبالتالي قد يشعر بهذه العقدة ويخرج خارج المنزل يعني إيمانا منه بأنه خروج من المنزل بأن خروجه من المنزل قد يُنهي هذه المسألة ليتلقفه الشارع من المخدرات إلى التسول إلى السرقة.

سامية بشارة: بطل في صوت.

لونه الشبل: سيدة سامية عم تسمعيني أم أعيد السؤال؟

سامية بشارة: لا راح الصوت.

لونه الشبل: أعود إليكِ سيدة شادية دكتورة شادية أتوجه إليكِ بهذا السؤال ريثما تسمعني السيدة سامية هل هذه النقطة صحيحة إحساس العقد.. الإحساس بالذنب عقدة الذنب بأنه ربما يتحمل هو مسؤولية هذا الشجار حسب فهم الطفل وبالتالي يخرج إلى الشارع وكما قلت يتلقفه الشارع؟

شادية القناوي: يعني قد يكون إحساس بعقدة الذنب فعلا لكن أيضا قد يكون لأن عقدة الذنب هنا بيبقى فيها قدر من اللاوعي أتصور ذلك ويمكن الأستاذة ريتا يمكن تتكلم في هذا الموضوع أكثر بإسهاب عني ولكن أيضا تحديا إثبات للذات إنه يفعل ما يريد وإن يكن في بعض الأحيان يبقى شعر مما يفعله هو غير صحيح 100% ويبقى غير راضي عن هذا ولكنه يلجأ إليه تحديا لكل الظروف المحيطة به.

لونه الشبل: (Ok) سيدة ريتا أعود إليكِ ريثما تسمعنا السيدة سامية كي نكون واضحين والآن السيدات والأهل في المنزل يعني نكون على نور وبشكل واضح أود أن بسرعة شديدة مجموعة من الأمراض التي قد تصيب الأطفال والأمراض التي قد لا تصيبهم كي توضحي لنا وكيف للمرأة أو للأم أو للأب أن يستدل بأن ابنتي أو ابني معه اكتئاب معه عدم اتزان انفعالي، الاكتئاب باختصار؟

ريتا مرهج: المؤشرات لعلامات الاكتئاب؟

لونه الشبل: مؤشرات.

"
من أبرز المؤشرات على الاكتئاب عند الأطفال التغير المفاجئ في نمط النوم وكذلك تغير نمط الأكل
"
ريتا مرهج

ريتا مرهج: تغير مفاجئ أو تدريجي بنمط النوم عند الطفل إما بينام أكثر من اللزوم أو ما بينام أبدا يعني بيبلش يصير عنده حالات أرق، كمان من العلامات هي تغير بنمط الأكل إما بيسير قابليته متزايدة جدا أو ما في قابلية أبدا، النأنأة المستمرة نحن بنسميها بلبنان الولد اللي بينأنأ يعني مش..

لونه الشبل: بيشكي كثير.

ريتا مرهج: (Ok)? ما فيه شيء عاجبه ما بحياته بيكون هيك مبسوط بأي شيء عم بيتقدم له، هايدي أبرز ثلاث مؤشرات فيه مرات يرافقها أوجاع إذا بدك أو آلام بالرأس أو بالمعدة بس مش دائما بترافق ها النوع من الاضطراب، (Ok)? هذا بالنسبة للاكتئاب بس طبعا خليني أقول إنه لنحكي عن اكتئاب المفروض تكون مرقت فترة على القليل شهرين.

لونه الشبل: وهو على هذه الحالة.

ريتا مرهج: بهذه الحالة اللي حكينا عنها لأن فعلا نقول إن عنده اكتئاب.

لونه الشبل: عدم الاتزان الانفعالي، ماذا يعني عدم الاتزان الانفعالي؟

ريتا مرهج: يعني الولد اللي ردة فعله غير متلائمة مع الظرف العاطفي المحيط هايدي بتخوِّف شوية هل بنشوفها عند الأولاد؟ يعني ما بعرف إذا فهمت عليكِ مضبوط هل هذا يعني مثلا إنه ظرف لنفترض حزين الولد بنحس إنه ردة فعله لها الظرف الحزين لا بتكون نوع من الابتهاج.

لونه الشبل: الضحك.

ريتا مرهج: إذا هايدا اللي بيعني هاي بتخوِّف.

لونه الشبل: أو قد يكون مُبالغ فيه جدا هذا ما قد يعنيه عدم الاتزان الانفعالي.

ريتا مرهج: بالضبط ظرف سعيد الولد بتحسيه يبالغ بإبداء الفرح تبعه أو السعادة، لا ما بعتبرها هذه ما بعتبرها مرض نفسي عند الطفل.

لونه الشبل: جميل عدوانية؟

ريتا مرهج [متابعةً]: هايدي نوع من التفاعل مع الظروف المحيط.

لونه الشبل: العدوانية؟

ريتا مرهج: العدوانية طبعا إيه نعتبرها نوع من المشاكل السلوكية عند الأطفال خاصة وقت بتصير العدوانية بهدف العدوانية هايدي، الأذى بهدف الأذى مش الأذى.. أذى الآخر لأن الآخر أذاني.

لونه الشبل: بهدف الدفاع عن النفس.

ريتا مرهج: بهدف الدفاع عن النفس.

لونه الشبل: الأذى للأذى.

ريتا مرهج: الأذى بهايدي كثير بتخوف لأنه ممكن مع الوقت تتطور لتصير اضطراب سلوكي كثير مخيف عند بعض الأولاد ثم المراهقين وتؤدِّي إلى الانحراف طبعا إذا بتحبي فينا نحكي عنه الإشارات.

لونه الشبل: إشارات.

ريتا مرهج: إشارات العدوانية اللي بتخوف المقلقة.

لونه الشبل: بالضبط يعني عندما بتكسر لعبة هل هذا مخيف؟

ريتا مرهج: الولد اللي بالصف بيفركش الولاد الباقيين فقط لينبسط يشوفهم ليتمتع يشوفهم عم بيتأذوا، اللي بيؤذي الآخرين من دون أي شعور بالذنب إنه يا حرام أنا وجعته لا ما عنده ها الشعور (Ok)؟ بيؤذي فقط ليؤذي بتحسيه عم بينبسط إنه عم بيؤذي الآخرين، الولد اللي بيؤذي الحيوانات بيمسك..

لونه الشبل: في خناقهم.

ريتا مرهج [متابعةً]: الهرة وبيكبها من الشرفة مثلا بدون أي شعور إنه أنا عم بقضي على ها الحيوان، الولد اللي وقت عم بيلعب بالملعب مع بقية الأولاد ما بيكتفي فقط بعدوانية بإديه يعني بيطفش للولد الآخر لا بيلجأ لأسلحة مثلا حجرة بيأخذ حجرة وبيؤذي.

لونه الشبل: أدوات.

ريتا مرهج: أدوات بيؤذي بالحجرة، ممكن يشوف شقفة زاجة على الأرض زجاجة مكسورة يأخذها ويجري بيؤذي الآخرين.

لونه الشبل: يجرح.

ريتا مرهج [متابعةً]: على كبر ممكن تتطور لتصير بيجيب سلاح من البيت إذا السلاح متوفر سكين إلى آخره، فإذاً هايدي هي البوادر إذا ما عم نلاحظها على أطفال بين الخمس سنين والعشرة.. 11 سنة إن كان بالمدرسة إن كان أنا بالبيت عندي أحد أولادي طبعا لازم أستشير.

لونه الشبل: عدوانية.

ريتا مرهج: أه هذا أبدا ما لازم نسكت له.

لونه الشبل: طيب القلق؟

ريتا مرهج: القلق كثير موجود عند الأولاد.

لونه الشبل: كيف تكتشفي إنه عنده القلق؟

ريتا مرهج: كمان من علامات القلق عند الأولاد بيرجع النأنأة، النأنأة شغلة كثير بنلاقيها عند الأولاد وفعلا بتخوف..

لونه الشبل [مقاطعةً]: ولكنها دليل على أكثر من حالة يعني..

ريتا مرهج: فعلا بتغش كتير لأنه ما فينا نعرف هل هو عم بينأنأ لأنه دلُّوع لأنه بيغني أغنية أو لا عم بينأنأ لأنه عنده اكتئاب عرفتي كِيف؟ فإذاً النأنأة عند القلق، الولد كمان من علامات القلق هي التعلُّق المتزايد بإحدى الوالدين وإجمالا بالأم ما بده الأم تروح إذا ظهرت الأم أو إذا ظهرت الأم والأب ليمضوا سهرة أو شيء.

لونه الشبل: بيصير مشكلة.

ريتا مرهج: بيقضيها عم يتلفنلهم على الـ(Cellular) ليتأكد إنه هم وينهم وراح ييجوا بعد شوي (So) بيصير مع القلق إذاً الخوف من الانفصال عن الأم أو أحد أو الوالدين.

لونه الشبل: كل ما تتحدثين عنه هو الآن كل طفل يصاب إلى هذه المرحلة إذاً هو دخل بهذه التسميات سواء اكتئاب أو عدم اتزان أو غيره.

ريتا مرهج: بس كمان ما ننسى الفترة الزمنية لأي حالة من ها الحالات..

لونه الشبل [مقاطعةً]: شهرين.

ريتا مرهج: شهرين مش ها الأسبوع ربما كان..

لونه الشبل: يعني عندما في الأسبوع لو الأب.. شهرين متواصلين مثل هذه الحالات إذاً يكون هناك مشكلة.

ريتا مرهج: قد بلِّش إنه عندي مشكلة.

لونه الشبل: الرُهَاب؟

ريتا مرهج: الرُهَاب موجود عند الأولاد، الرُهَاب من علاماته إذاً حسب ما هو الرُهَاب أنواع ممكن يكون فيه رُهَاب من الظلمة الظلام، ممكن يكون فيه رُهَاب من الحيوانات، ممكن يكون في رُهَاب من المدرسة، ممكن في يكون رُهَاب من الانفصال عن الماما عرفتِ كِيف؟ وبالتالي كل الأنواع كمان إذا بدنا نأخذ الرُهَاب من المدرسة لأن هو أكثر شيء شائع بها العمر إذا عم نحكي عن الأطفال نحن الرُهَاب من المدرسة الولد بيرفض يروح على المدرسة وكل يوم الصبح..

لونه الشبل: فيه مشكلة إنه يروح على المدرسة.

ريتا مرهج: إذا بده يروح بده يفتعل مشكلة منها نرجع نقول يبتكر آلام معينة إن كان بالمعدة ممكن تؤديه لأنه يفوت على الحمَّام ويتقيأ ليفرج إن هو فعلا مريض أو آلام بالرأس إلى آخره وخلاص وقتها بيروح خطر الذهاب إلى المدرسة مرق..

لونه الشبل: يرجع طبيعي.

ريتا مرهج [متابعةً]: مرق الـ(Auto-car) وزمَّر ورجع راح وما أخذه بيروق بس علما إنه..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب ما يصيب الطفل في هذه اللحظة هو حقيقي يشعر بالارتياح حقيقة وبآلام الرأس حقيقة؟

ريتا مرهج: مشهد مؤلم جدا لأنه مش بس فيه آلام بالمعدة وبالرأس و.. و.. فيه كمان بكاء وصراخ وألم بتحسي ها الولد عم بيتمزق من الداخل (OK)؟ وفور ما بيسمع إنه الـ (Auto Car) خلاص غادر وأخذه بيرجع رايق كثير الولد بيرجع يروق.

لونه الشبل: نبقى عند قضية الـ(Auto Car) وهو الـ (Bus).

ريتا مرهج [متابعةً]: وبيرجع عم بيدرس بيخلص كل درسه بالبيت وهنا ما بيروح على المدرسة.

لونه الشبل: بالبيت، إذاً هناك رُهَاب بالمدرسة تحديدا من المكان أبقى عند قضية المدرسة أتوجه إليكِ سيدة سامية أنتِ مديرة مركز لحماية الطفولة ومررنا كثيرا حول يعني قضية المدرسة هل تُشكِّل المدرسة في بعض الأحيان حقيقةً عبءً نفسيا على الطفل ربما إذا كانت نوعية المواد الدراسية ثقيلة لا تتفق مع القدرات العقلية للطفل إذا أثقل المدرسون على الأطفال بكثير من الواجبات والامتحانات أو طريقة التدريس بحد ذاتها؟

سامية بشارة: إذا بتسمحي لي بس أرجع في البداية للي ذكرتيه بالنسبة لأساليب التربية القاسية.

لونه الشبل: تفضلي.

سامية بشارة: خلينا نتفق إنه موضوع التربية نقيض لأساليب التعامل العنيفة، الأسلوب التربوي هو يعني ما ممكن يشمل أسلوب تعامل عنيف فإذاً خلينا نكون واضحين في هذا الموضوع لأنه بعدين ما بنعود نقدر نعرف ومتى نقدر نقول للأهل أه هاي بعدها بإطار تربية وهون صار بإطار عنف.

لونه الشبل: إذاً أي تعنيف للطفل هو خارج إطار التربية؟

سامية بشارة: هو خارج إطار التربية لأنه التربية في لها أساليب تربوية مش أساليب عنيفة.

ريتا مرهج: هي النقيض مضبوط.

سامية بشارة: هي النقيض.

لونه الشبل: نقطة مهمة جدا أتوقف عندها إذاً أي نوع من أنواع التعنيف الجسدي أو النفسي أو الاثنين معاً هو خارج إطار التربية يعني لا يفرح الأهل الذين يُعنِّفون أطفالهم بشكل جسدي أو نفسي بأنهم يربونهم خير تربية هل هذا صحيح؟

سامية بشارة: صحيح.

لونه الشبل: طيب.

سامية بشارة: نعم بالضبط هذا اللي حبيت إنه أؤكده إنه أعلق عليه من البداية.

لونه الشبل: جميل أيضا المدرسة تتحمل جزء من التربية يعني أليست تُسمَّى في معظم دول العالم وزارة التربية والتعليم قبل أن تسمَّى تعليم؟

سامية بشارة: طبعا أكيد وإحنا ذكرنا من بداية حديثنا إنه الطفل بيتأثر من البيئة اللي حواليه واللي المدرسة هي أحد أجهزة اللي بتركب ها البيئة اللي حول الطفل للأسرة للمدرسة الحي العائلة الممتدة، فالمدرسة في لها دور كبير، إحنا إذا بدنا نحكي عن مشكلة الإساءة ضد الطفل المفروض نحكي عنها بشكل بيئي لأنه مشكلة الإساءة في لها عوامل مختلفة لأحداثها إذا في.. إذا إحنا بنشتغل مع المدرسة مع الأسرة مع المحيط الطفل من ناحية مؤسسات.. مؤسسات صحية مؤسسات تربوية مؤسسات اجتماعية إحنا بنقدر نشمل كل ما يتعلق بالطفل كل مَن يتعامل مع الطفل بضرورة التعامل الإيجابي مع الطفل وبتوعية مسؤوليتنا يعني إنه كثير في عندنا توعية من ناحية إنه إحنا كل جهاز مجتمعي فيه عليه مسؤولية بإنه يحد أو يمنع من إساءة ضد الطفل عن طريق بإنه إحنا بالبداية نعرف الإساءة ضد الطفل إيش عم تعمل للطفل وبالتالي إيش عم تعمل في المجتمع.

لونه الشبل: بالضبط.

سامية بشارة: هذا الطفل المُسَاء له هو مُسَاء لنفسيته مُسَاء لشخصيته مُسًاء لتحصيله مُسَاء لإبداعه بالتالي إحنا فيه عندنا طفل ممكن يكون شاب في المستقبل غير مُنتج، فإحنا بالنهاية مجتمع إنتاجي بيهتم في تطوير التنمية المجتمعية وتطوير التنمية الاقتصادية بده يبني جيل اللي يبني ها التنمية الاجتماعية ويبني ها التنمية الاقتصادية فلما بدنا نتطلع على موضوع الإساءة وبدنا نحاول إنه نشوف كل جهاتها المفروض إنه نتطلع على كل الشبكات اللي بتكون البيئة اللي حوالين الطفل عشان نقدر إنه نشتغل في هذا الموضوع.

دور المدرسة في تربية الأطفال

لونه الشبل: طيب من جميل.. من كلامكِ سيدة سامية نعم سيدة سامية الآن في هذه الحلقة تحدثنا عن الأسرة سواء الأهل مع الأطفال أو الأهل مع الأهل والآن انتقلنا إلى المدرسة يعني ربما نحن مازلنا حتى الآن نمشي في الطريق الصحيح الذي تريدين أن نُظهر فيه الإساءات حول الطفل، المدرسة إلى أي مدى تتحمل جزء من المسؤولية؟ وهل هو جزء كبير أم جزء صغير؟ يعني عندما تشكل المدرسة عبء نفسي الآن قالت السيدة ريتا بأن بعض الأطفال لا يريدون الذهاب يصابون بأمراض قبل أن يذهبوا إلى المدرسة.

"
المدرسة ليست فقط صرحا أكاديميا وإنما هي صرح  تربوي اجتماعي كذلك لما لها من تأثير كبير على الطالب سواء إيجابي أو سلبي
"
سامية بشارة

سامية بشارة: صحيح هلا الأطفال اللي ما بدهم يذهبوا إلى المدرسة مش دائما المشكلة بتكون هي من المدرسة، مرات الطفل ما بده يترك البيت ويطلع على المدرسة عشان فيه أمور في البيت ما بده يتركها عشان ما بيحس بالأمان إنه إذا طلع من البيت ممكن يرجع على البيت ويلاقي أمه وهاي طبعا تتعلق في كل موضوع الارتباط العاطفي بين الطفل وأمه، قد إيش الطفل بيحس بأمان قد إيش الطفل بيثق باللي حواليه بإنه ممكن يطلع من البيت ويرجع ما يكون في ولا أي تغيير، هلا الشيء اللي بيتعلق في المدرسة هو إنه المدرسة هي مش بس صرح أكاديمي وإنما هي صرح أكاديمي تربوي اجتماعي لما المدرسة بتبدأ تشوف الطفل بجميع هاي المحاور الطفل بيصير يحس إن هو فيه له محل في هاي المدرسة بغض النظر عن تحصيله الأكاديمي والمدرسة بتصير تشوف الطفل مش بس كطالب جاي يعطي تحصيل أكاديمي وإنما بتصير تشوفه كفرد من أسرة من صف من مجتمع اللي ممكن يكون فيه تأثيرات كثيرة اللي بتأثر على سلوكه داخل المدرسة، فسلوكه داخل المدرسة المفروض إنه نشوفه مؤشِّر على أمور خارج المدرسة ممكن تكون في غالب الأحيان فلما أنا بأشوف السلوك إن كان عدواني أو سلوك خارج عن نطاق التربوي الصَّفِّي المفروض أشوفه مؤشر على مشكلة موجودة أو أسرية أو اجتماعية أو نفسية عند الطفل.

لونه الشبل: جميل جدا إذاً هناك أهمية للتواصل بين الأسرة والمدرسة في التعامل مع الطفل العنيف أو المتمرد أو من يريد.. أو من يُظهِر مثل هذه الحالات.

سامية بشارة: أكيد.

لونه الشبل: على كلٍّ أيضا المدرسة تتحمل أو يعني هناك ضرورة تفهم هذه الفئة من الأطفال إذا كان هناك مشكلة نفسية يعاني منها الطفل في المنزل يجب أن تتفهم المدرسة، حول هذا الموضوع استطلعت كاميرا الجزيرة آراء بعض الأهالي في الشارع الأردني نتابع معا.

[تقرير مسجل]

مشاركة: دور المدرسة دور كثير كبير أول شيء أهم نقطة إنه لازم يكون في تواصل بين المدرسة والأم، بين الأهل والمدرسة لما بيكون في تواصل هون بيكونوا عرفوا إيش المشكلة مشكلة العناد بييجوا الاثنين مع بعض بدهم يعالجوها لأنه المدرسة لحال ما بتقدر والبيت لحال ما بيقدر لازم يكون في اثنين ماشيين بنفس الخط بخطين متوازيين حتى ييجوا يعملوا نفس هذا الموضوع يحللوا يغيروا العناد، فالمدرسة من جهتها والبيت من جهته، عمره العنف ما يُقابَل بعنف وإلا بنربي شخصية عنيفة جدا جدا.

مشارك: عندي أربع أطفال متعود أنه لما الطفل بيعاند أو كذا بأحاول إنه أحرمه من شيء هو بيحبه يعني مثلا برنامج أطفال هو بيحبه بأحاول أمنعه منه، بعمل عملية حرب معه يعني آخر أسلوب أنا بأتعامل.. بأستعمله ما بستعملش الضرب نهائيا مع الطفل.

مشاركة: داخل المدرسة ما هو بيعتمد على المعلومات كِيف بيتعاملوا مع الأطفال إذا مثلا المُعَلِّمَة ممكن تلجأ إنها تعاقبه أو تحطه تعزله عن الأطفال وما تخليه مثلا يلعب معهم أو إي شيء فهو ممكن يحس بغلطته بس بيرجع يعاند مرة ثانية لأنه في أطفال كثير خلاص بيحسوا إنه المعاقبة لهم بأي طريقة إنه شيء بيجرحهم مش شيء بيكون بصالحهم أبدأ.

مشارك ثاني: بنتي كانت بتعاند كثير أو إنه تنطلب منها شغلة يعني تأخَّر لتسويها فرجعت لإدارة المدرسة الاجتماعية وحولوني على المشرفة الاجتماعية فكان إنه أنا لازم يعني.. تواصلنا طبيعي مع بعض إنه قالت لي إنه عندك الطفلة مثلا بتشعر أختها مُفضِّلة عليها فلهذا السبب هي عنادها عمَّالة بتحاول تلفت نظرها ليكون فيها اهتمام لها أكثر فلما تغاضينا النقطة هذه يعني كانت المدرسة لها دور كبير في هاي الشغلة يعني.

مشارك ثالث: هي فاهمة المشكلة عند الطفل شيء خفيف عرفتِ كيف وحاولت تحل المشكلة هذه وعادة إن الأطفال مشاكلهم بتكون بسيطة وهي عدم قدرة الأهل لفهم شو مشكلتهم هاي الصغيرة، انفهمت المشكلة انحلت مشكلته للولد الطفل.

مشارك رابع: معاملة الوالدين بالدرجة الأولى يعني إذا كان الوالدين عنيفين راح أكيد يعني ينموا عنده العنف فعلاجها إنه يعني تتعامل معه بأبوة بحنان.

لونه الشبل: إذاً تواصل الأسرة والمدرسة وماذا عن تأخُّر التحصيل الدراسي لدى بعض الأطفال هل هو مؤشر لوجود مشكلات ما نفسية في المنزل أو خارج المنزل؟ بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد دكتورة شادية أتوجه إليكِ، إذاً في كثير من الأحيان هناك إفادة كبيرة وقصوى من تعاون الأهل مع المدرسة أنا كمُدرِّسة في المدرسة لاحظت تأخُّر دراسي لدى أحد الأطفال أو بعض الأطفال هل أقوم بتوبيخه هل أقوم بمقارنته بالأطفال الآخرين فلان أحسن منك فلان أشطر منك أم هو مؤشر لوجود مشكلة نفسية داخل المنزل أو مشكلة نفسية عامة يعني مش شرط داخل المنزل؟

شادية القناوي: لونه أنتِ بتقولي أسئلة استفزازية ليه؟ الفكرة هي إنه طبعا لا هي الصح إن أنا لا يمكن أبدا إن أنا أوجه له اللوم بهذا الشكل وإلا أنا يعني حأؤدي إلى مزيد من التعثُّر الدراسي وفي نفس الوقت حخلق فيه شحنة من العنف لأنه لازم يدافع عن نفسه وهو مش حيدافع عن نفسه ضدي حيدافع عن مَن يرمز إليّ حواليّ..

لونه الشبل: بمعنى.

شادية القناوي: اللي هم نساء مثلا في سنِّي زي المُدرسة ممكن يوجه عنفه للمُدرِّسة الطفل هي الفكرة فقط زي ما أنا بأقول لحضرتك من البداية إن إحنا كأسر كأولياء أمور كمجتمعاتنا العربية لم نتعود بعد يعني إحنا في طريقنا طبعا في تغيير مما لا شك فيه لكن لازلنا بنجد إن إحنا صح وأبناءنا لازم يكونوا غلط واحد، اثنين إننا لا نرى أنفسنا ولا نرى أخطاءنا نرى أخطاء الآخرين دائما ونُعوِّل عليها ونترك أنفسنا، لا نتساءل إطلاقا ما الذي نفعله سلبا في حق أبنائنا قبل أن نُسائل المدرسة أو قبل أن نسائل الطفل نفسه، فأنا فيه عدة نقاط الحقيقة يعني أرجو أن تعطيني الفرصة إن أنا أقولها.

لونه الشبل: تفضلي.

شادية القناوي: الجزئية اللي كنا بنتكلم عنها في البداية الطفل مش رادي يروح المدرسة لأنه الأستاذة سامية بتقول عنده أشياء كثيرة لا يريد أن يتركها في المنزل ولذلك بيرفض إنه هو يروح المدرسة في بعض الأحيان، المسألة هي إن إحنا عندنا النظام المدرسي في مجتمعاتنا العربية في كثير من الأحيان لازال واسمحوا لي إن أنا أقول هذه الكلمة فيه قدر من تنفير الطفل من المدرسة وبالتالي البيئة المنزلية الأسرية أفضل، حينما تتحول البيئة المدرسية..

لونه الشبل: هو فقط قدر يا دكتورة شادية قدر من التنفير؟

شادية القناوي: ما أنا بقول مزنوق قوي زيادة على.. الفكرة هي إن أنا لو جعلت من المدرسة بيئة تُرغِّب الطفل اللي هي فيها كل ما يرنو إليه وكل ما يريد ويمكن أكثر من الأسرة أيضا أتصور إنه هو سيأتي، إذا كانت المدرسة ليست قهر ولا ليست تلقين المعرفة بشكل حاد لا يؤتي ثمار الابتكار أين هي تعليم الطفل كيف يمكن أن يذهب ويبحث إذا هو بيحب مثلا نوع معين من الحيوانات الأليفة؟ كيف أعلمه البحث على أو في الوسائل المختلفة سواء في المكتبة أو في الكتب أو على الإنترنت؟ كيف يبحث عن ما يريده بنفسه؟ لأن هذا الشيء هو بيحبه لكن نعلمه كيف يبحث من خلال الشيء اللي بيحبه، هذه الآليات لا زالت مش موجودة وخصوصا لو تطرقنا إلى المدارس في الأحياء الفقيرة أو المناطق الفقيرة زي ما الـ(Report) اللي حضرتك قدمتيه ورَّانا في أجزاء كبيرة من المجتمعات العربية فيها هذه العشوائيات وهذه المناطق الفقيرة ولذلك لابد وأن نتحدث عنها لأن أنماط العنف والعنف المُكثَّف من قِبَل الأبناء أو الأطفال شديد جدا في هذه الفئات، طبعا أنا مش بقول إن الفئات ميسورة الحال لا تمارس عنف، تمارس ولكن بمعدلات أقل وهذه ما يرصده طبعا طبيعة الدراسات والإحصاءات، أيضا نقطة مهمة جدا يمكن حضرتكِ ما أشرتيش ليها.

لونه الشبل: تفضلي.

شادية القناوي: اللي هي تدرج تراتبية العنف، يعني الطفل بيُعنِّف الحيوان لأنه الحيوان مش حيقدر يتكلم في بلادنا بنلاقي الطفل ساعات يُعنِّف الحيوان يضرب كلب أو قطة أو شيء من هذا النوع في الشارع..

لونه الشبل: يعني هي سلسلة يا دكتورة شادية هو يُعَنَّف فيُعنِّف من هو أقل منه أو أدنى منه أو أضعف منه.

شادية القناوي: ولعلمكِ من هو أضعف منه نعم لكن أيضا نقطة مهمة جدا إنه الوالدين في بعض الأحيان وخصوصا زي ما أنا بأقول في المناطق الفقيرة والعشوائيات عنف الوالدين مع الأبناء بيبقى رد فعل ولا حول لهم ولا قوة هؤلاء هذين الوالدين نتيجة عنف مجتمعي موجه إليهم في بعض الأحيان فلابد من إشباع حاجات هؤلاء وتحسين ظروفهم المعيشية وفرص حياتهم حتى يتسنى لهم تنشئة أبنائهم حتى بالطريقة اللي حضراتكم بتقولوا عليها.

لونه الشبل: موضوع متشابك جدا سيدة ريتا كان لديك تعليق؟

ريتا مرهج: كان عندي تعليق عن قصة المدرسة لازم ضروري يعني بتأمَّل إن شاء الله بها الحلقة إنه نركِّز على أهمية المدرسة مضبوط الأهل كثير مهمين بتربية ولادهم بس كمان المدرسة كنا عم بنحكي وياكِ يا أخت لونه قد إيش الولد عم بيقضي وقت من حياته اليومية بالمدرسة مقارنة..

لونه الشبل: يعني 24 ساعة، ثمانية أو عشرة نوم وستة بالمدرسة وستة بالبيت انتهوا.

ريتا مرهج: مضبوط وبالتالي حياته بالمدرسة جدا مهمة هلا مهما كانت الحي فقير المدرسة تعيسة ما فيها ألعاب للأولاد ما فيه مناهج حديثة تعلم الأولاد المعاني بأشكال بصرية وسمعية و.. و.. و.. مثل اللي ما بنلاقيها بالمدارس الخاصة..

لونه الشبل: مُكلفة.

ريتا مرهج: المُكلفة أنا كل هذا ما بتفرق عندي يا أخت لونه، المُعَلِّمَة شخصية المُعَلِّمَة قد ما كانت المدرسة حقيرة ومعترة وتعيسة وما لا تملك أي من وسائل التعليم الحديثة إذا المُعَلِّمَة كانت إنسانة رقيقة إنسانة بتحب الأولاد وتتعامل مع الأولاد بشكل بيعوض عن الحرمان إذا بدك الحرمان التربوي وعن كل هاي الظروف التربوية اللي المفروض تكون لهم إذا هي طريقة التعليم تبعيتها غنية ورقيقة ومحبة صدقيني المُعَلِّمَة راح تلعب دور أفضل.. أحسن مُعالج أحسن مني ومن كل المُعالجين.

لونه الشبل: طيب جميل اسمحي لي إذا كانت الأم والأب وكل عندهم ولدين أو ثلاثة أو خمسة أو عشرة وبيقولوا لكِ يعني غير قادرين على تربيتهم طب المُعَلِّمَة عندها خمسين طالب وأربعين طالب يعني نكون واقعيين على الأقل.

ريتا مرهج: تعرفي أنا مَلِّيت من ها الجواب لونه دائما بيجاوبوكي نفس الشيء.

لونه الشبل: طيب حقهم..

ريتا مرهج: وقت اللي بنطلب من المُعَلِّمَة انتبهي لنا شوية على هاي الطفل هايدا شو بتجاوبك؟ ما عندي ثلاثين واحد غيره.

لونه الشبل: ثلاثين واحدغيره..

ريتا مرهج: عندي أربعين واحد غيره خلاص يغيروا ها الغنية مش مضبوط ها الحكي المُعَلِّمَة مسؤولة عن كل ولد بمجموعتها عندها أربعين ولد هايدي وظيفتها هايدي هي كَرَّست حياتها وتعلَّمت ها المهنة لتبني أجيال المستقبل.

لونه الشبل: لتربي وتعلم.

ريتا مرهج: فعلا وبالتالي أنا ما بقى بأصدِّق ها المقولة..

لونه الشبل: ليس فقط تعلم.

ريتا مرهج: إنه عندي ثلاثين ولد غيره، هذا الولد أنتِ مسؤولة عنه فيه عندك ها الفترة الزمنية بالنهار أنتِ بدك تشتغلي على ها الولد ليصير يحب المدرسة ليصير يحب ها المادة اللي أنتِ عم بتلقنيها وبالتالي..

لونه الشبل: أشرك السيد منار محمد من سلطنة عمان.

منار محمد: ألو السلام عليكم.

لونه الشبل: تفضل.

منار محمد: أيوة عندي سؤال لو سمحتِ.

لونه الشبل: أه سيدة منار تفضلي.

منار محمد: أيوة لي سؤالي عن ظاهرة السرقة لدى بعض الأطفال أرجو أنه توضحوا لنا بعض يعني الأسباب اللي بتؤدي ليها، الشيء الثاني هل ممكن تكون هنالك يعني بعض الضغوطات النفسية اللي تعرض لها لكن ما تظهر في شكل الأمراض النفسية إلا فيما بعد مرحلة الطفولة؟ شكرا جزيلا.

لونه الشبل: نعم سؤالين مهمين جدا سيدة ريتا أتوجه إليكِ السرقة باختصار شديد.

ريتا مرهج: السرقة.

لونه الشبل: السرقة.

ريتا مرهج: حسب قد إيه عمر الولد إذا بعد السبع سنوات بنحكي عن السرقة إذا قبل السبع سنوات لا ليست هي مانها سرقة بمعنى السرقة يعني اللي نحن ككبار نستعملها.

لونه الشبل: من المفهوم.

ريتا مرهج: لا وبالتالي إذا أصغر هذا ما تعتلي هم بيكون الولد بعد ما اكتسب مفهوم ما هو له وما هو عليه من الآخر.

لونه الشبل: أكبر.

ريتا مرهج: (Ok) من السبع سنوات وطالع إذا بعده عم بيأخذ أشياء مش له طبعا تُسمَّى سرقة يعني السبب الشائع لها النوع من السلوك هو كمان لفت الانتباه للأهل بمعنى إنه ما عم بينتبهوا له كثير وبالتالي مضطر يعمل ها السلوك حتى لو سلوك سلبي حتى لو ها السلوك راح يستاهل عقاب قاسي جدا من الأهل ما فرقانة مع ها الولد المهم انتبهوا له وبالتالي سرقة سبب ثاني وسطحي جدا هو الحرمان ها الولد بده ماديا حرمان محروم..

لونه الشبل: غير قادر على.

ريتا مرهج: بده شيء عم بيستحلي أشياء أصحابه عندهم إياها هو ما عنده إياها وبالتالي بيضطر ليسرق هذه هي السببين للسرقة يعني إجمالا للمعروفة.

لونه الشبل: لفت النظر إذاً إلى أكثر من الفقر يعني؟

ريتا مرهج: لفت النظر أيوة لفت النظر بس كأنه عم بيقول لأنه افتكري عم بيودي لنا رسالة بس كمان بدك تشوفي شو ظروف السرقة شو الشيء اللي عم بيسرقه أكثر شيء هل هو مصاري أو هل هو أشياء ثمينة للأم تحتفظ فيها.

لونه الشبل: هناك فرق؟

ريتا مرهج: فيه كثير، مين الشخص المسروق؟ مين أكثر شيء عم بينسرق الأم أو أي شخص معين أو لا معممة على كل الأشخاص بيسرق من سِتُّه ومن جده ومن خاله ومن عمه ومن الأبلة بالمدرسة عرفتِ كيف؟

لونه الشبل: طب والأموال ما الفرق بدنا إذا بيسرق الأموال؟

ريتا مرهج: الأموال شيء أكيد محروم الولد، بس إذا مفيش أموال..

لونه الشبل: دكتورة شادية في دقيقتين لو سمحتِ لي شكراً لكِ عذرا على المقاطعة سيدة ريتا.

ريتا مرهج: نعم ولا يهمك.

لونه الشبل: في دقيقتين ما الذي تتحمله أيضا وسائل الإعلام يعني ما تقدمه من عنف ربما في بعض أفلام الكارتون من بؤس وألم ويُتْم وفقر وحرمان في البعض الآخر من أيضا أفلام الرسوم المتحركة من عنف أيضا في الألعاب الإلكترونية التي نقدمها لأطفالنا هل نحاول أو نساهم من حيث ندري أو لا ندري بخلق جيل عدواني؟

شادية القناوي: هو بالتأكيد طبعا وسائل الإعلام أو المُحتوى الإعلامي لبعض برامج الكارتون زي ما حضرتك قلتِ أو بعض الأفلام وخصوصا هي بتزيد حدة يعني بيزيد تأثيرها بسبب وحيد إنه أصبح الوالدين مشغولين طبعا وفي نفس الوقت إن لم يراعي الوالدين كم عدد الساعات ونوعية البرامج اللي بيتفرج عليها الطفل يبقى إذاً فعلا وسائل الإعلام بتلعب دور كبير جدا وإحنا خصوصا عندنا ما عندناش اللي هي النصح أو الإرشاد الأسري للأسر أو الوالدين لأبنائهم في عملية مشاهدة مثل هذه الأفلام لكن وبالتأكيد حتى إحنا أبناء المجتمعات العربية وأطفال المجتمعات العربية بيشوفوا أفلام عربية وأفلام هندية وأفلام أوروبية مليئة بشواهد العنف ناهيك.. ناهينا عن الأحداث المنطقة الآن حتى نشرة الأخبار كلها عنف، إحنا مش عاوزين نعول فقط على برامج الأطفال..

لونه الشبل [مقاطعةً]: سيدة سامية أختم معكِ هذه الحلقة كي لا نبقى نُرعب ونُرهب الأهالي في المنازل اكتشفت أن طفلي يعاني من مشكلة سواء كانت عدوانية اكتئاب عقدة ذنب كل هذه الأمراض التي أوردناها في دقيقتين لو سمحتِ لي كي أنهي هذه الحلقة ما الذي يجب أن أفعله؟ هل أحمل طفلي إلى نفسي أم أنا كأم وأنا كأب وأنا كمدرسة أنا الطبيب النفسي؟

سامية بشارة: بدك تسمحي لي كمان مرة إنه أرجع على موضوع حكينا عنه هو موضوع التبريرات خلينا ما ندخل حالنا بفخ التبريرات، لا العيلة الفقيرة لا حول ولا قوة لها في لها تبرير إنه تستعمل أسلوب العنف مع أطفالها ولا المُعَلِّمَة اللي عندها خمسين طالب في الصف أن لها تبرير.

لونه الشبل: نعم سيدة سامية أنا أعلم، النقطة هامة جدا ولكن ستنتهي الحلقة فقط كي نشرح للناس ما الذي يجب أن يفعله الأهل عندما يكتشفوا أن الابن يعاني من مشكلة نفسية إلى الطبيب النفسي؟ باختصار.

سامية بشارة: نعم ممكن يتوجه لاستشارة مهنية وممكن يحاول إنه يصل مع ابنه لطرق أو أساليب مختلفة بإنه ابنه يقدر يعبر أكثر عن اللي حاسس فيه عشان نقدر نؤطِّر ها السلوك اللي إحنا شايفينه قدامنا أكثر من إنه قبل ما نقول إنه مشكلة نفسية.

لونه الشبل: جميل جدا أشكركن جزيل الشكر ضيفاتنا الأكارم لم يبق هناك أي وقت، سيدة ريتا أنا أعلم بأن لديكِ مداخلة كانت هذه الحلقة دعوة من برنامجنا لسماع أطفالنا لمعرفة إن كنا.. إن كان الأطفال يعانين من أي أمراض أو من أي شيء قد يؤثر عليهم في المستقبل على كل علَّها تجد صدى في آذان من شاهدنا وسمعنا في هذه الحلقة والتي انتهت وفي نهايتها لا يسعني سوى أن نشكر ضيفاتنا في الاستديو السيدة ريتا مرهج ومن استوديوهاتنا في القاهرة الدكتورة شادية القناوي وأتوجه بجزيل الشكر للسيدة سامية بشارة كانت معنا من عمَّان إلى أن نلقاكم في الحلقة المقبلة لكم أطيب تحيات مُعدة هذه الحلقة الزميلة رفاه صبح ومخرجه رمزان النعيمي مخرج البرنامج وكما دائما أطيب تحياتي أنا محدثتكم لونه الشبل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.