تتلخص في 10 نقاط.. لهذه الأسباب لن تتخلى أميركا عن تايوان

أسباب عديدة تحول دون تخلي واشنطن عن دعمها لتايوان في مواجهة الصين (غيتي)

واشنطن – يتكرر الجدل في العاصمة الأميركية حول جدوى الحفاظ على علاقات خاصة وإستراتيجية مع تايوان، وكيف يمكن لهذه العلاقات أن تشعل المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، واقترابهما من مواجهات عسكرية لا يرغب فيها الطرفان.

ومع استمرار توتر العلاقات بين بكين وواشنطن، الذي تضاعف إثر قيام رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بزيارة تايوان، وما تبعها من تصعيد الصين أنشطتها ووجودها العسكري حول الجزيرة، يخشى حلفاء تايوان في الولايات المتحدة تحوّل تايبيه إلى كرة يُلعب بها بين الدولتين.

من هنا دعم عدد من أعضاء الكونغرس، من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مبادرة أطلقها "مركز الشرق والغرب" (East West Center) والغرفة التجارية الأميركية بتايوان، من داخل أحد قاعات الكونغرس، لإبراز أهمية تايوان للولايات المتحدة، وأهمية واشنطن لتايبيه.

تعقيدات علاقات واشنطن بتايوان

تتمتع الولايات المتحدة وتايوان بعلاقة غير رسمية قوية وراسخة لأكثر من 40 عاما، اعتمادا على 3 قوانين واتفاقات اعتمدتها الولايات المتحدة.

ويمثل قانون العلاقات مع تايوان "تي آر إيه" (TRA)، الذي أقره الكونغرس في عام 1979، حجر الأساس لهذه العلاقات، إذ يقنن تسليح تايوان لتدافع عن نفسها.

ويمثل "البيان الثالث" المشترك بين واشنطن والصين والموقع في أغسطس/آب 1982، ثاني هذه المبادئ، ويدعو إلى دعم التعاون في كافة المجالات بين الصين والولايات المتحدة.

وآخر هذه المبادئ هو "التأكيدات الستة" التي نقلت إلى الرئيس التايواني عام 2016 بعد اعتمادها رسميا من مجلسي الكونغرس، وتؤكد فيها واشنطن أن تعاونها مع بكين ليس على حساب علاقاتها مع تايبيه.

ويتلخص موقف الولايات المتحدة من مستقبل تايوان في رفض أي إعلان لاستقلالها بشكل دائم عن الصين، ولكنها تؤيد الحل السلمي للخلافات بين تايبيه وبكين، وتعارض أي تغييرات انفرادية في الوضع الراهن من جانب أي من الجانبين.

وتبنت واشنطن مبدأ "الغموض الإستراتيجي" حال تعرض تايوان لأي غزو عسكري صيني، على الرغم مما كرره الرئيس جو بايدن من التزام واشنطن بالتدخل عسكريا إذا غزت الصين تايوان.

وتتمتع تايوان بدعم كبير وواسع يتخطى الانتماء الحزبي داخل مجلسي الكونغرس. ويركز تجمع تايوان في مجلس الشيوخ حصريا على تحسين العلاقات الأميركية التايوانية، ويضم التجمع 33 عضوا من 100 عضو بالمجلس، في حين يضم تجمع تايوان بمجلس النواب 229 عضوا من الحزبين، مما يجعله التجمع الأكبر من نوعه داخل المجلس.

تحدي قوة الصين المتنامية

تتعامل الصين مع تايوان كمقاطعة، وتُظهر الخرائط الصينية مدن وقرى وشوارع تايوان على هذا النحو، وتعتبر بكين عودة تايوان لها حتمية تاريخية.

وقال وزير خارجية الصين إن عودة تايوان جزء من "قوس التاريخ"، ويصف أي إعلان عن دعم الولايات المتحدة لاستقلال تايوان بأنه "خط أحمر"، ويؤكد رئيس الصين شي جين بينغ أن إعادة التوحيد مع تايوان أمر بالغ الأهمية "لتجديد شباب الصين الوطني".

وتسعى بكين بلا توقف إلى "عزل تايبيه دوليا"، مستخدمة كل الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك حزم الاستثمار ومشاريع البنية التحتية واسعة النطاق لإغراء الدول الصغيرة بالتخلي عن علاقات تجمعها بتايوان.

وألغت الولايات المتحدة اعترافها بتايوان عام 1979، وضغطت الصين على بقية دول العالم لتلغي علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان، ونتج عن ذلك أن تايبيه لديها اليوم علاقات دبلوماسية مع 15 دولة فقط -من أصل 193 بلدا تابعا للأمم المتحدة- وكلها دول صغيرة وهامشية.

أهمية تايوان للولايات المتحدة

أصدرت المبادرة الجديدة كتيبا يبرز أهمية تايوان للولايات المتحدة، وركز على 10 نقاط على النحو التالي:

  • تتمتع الولايات المتحدة وتايوان بعلاقة غير رسمية قوية منذ أكثر من 40 عاما.
  • تايوان هي باستمرار واحدة من أكبر 10 شركاء تجاريين للولايات المتحدة بحجم تجارة بلغ 107 مليارات دولار عام 2021.
  • يزداد الاستثمار الأجنبي المباشر الأميركي في تايوان كل عام، وبلغ 31.5 مليار دولار العام الماضي.
  • تايوان هي ثامن أكبر سوق للصادرات الزراعية الأميركية، وتستورد ما مقداره 5 مليارات دولار سنويا.
  • تدعم الصادرات الأميركية إلى تايوان أكثر من 200 ألف وظيفة داخل الولايات المتحدة.
  • ترتبط صناعات أشباه الموصلات الإستراتيجية في تايوان والولايات المتحدة إلى درجة كبيرة. وتنتج تايوان 20% من سعة الرقاقة العالمية، وتنتج 92% من منتجات أشباه الموصلات الأكثر تطورا في العالم.
  • في عام 2020، تلقت تايوان 45% من صادرات الولايات المتحدة من معدات أشباه الموصلات، التي تستخدم في كل شيء من الهواتف المحمولة إلى السيارات.
  • يعيش أكثر من 205 آلاف أميركي من أصول تايوانية في الولايات المتحدة. والولايات المتحدة هي خامس أكبر مصدر للسياح إلى تايوان.
  • هناك أكثر من 24 ألف طالب تايواني يدرسون في الجامعات الأميركية.
  • هناك أكثر من 90 اتفاقية مؤاخاة وتوأمة بين المدن والولايات الشقيقة الأميركية والتايوانية.

مطالب بتغيير إيجابي

يطالب السيناتور كريس ميرفي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، بإجراء تغييرات على سياسة بلاده تجاه تايوان لتعزيز مصالح واشنطن، وجعل تايبيه أكثر أمانا، وتجنب حرب كارثية مع الصين.

وكتب ميرفي في مجلة الإيكونوميست أن "الصين تقترب من واقع الغزو، في عام 1995 كانت ميزانية الدفاع الصينية حوالي ضعف حجم ميزانية تايوان، واليوم هي 20 ضعف ميزانية تايبيه، وهو ما يسمح للصين باستعراض عضلاتها العسكرية بشغف وانتظام على أعتاب تايوان".

وحول أهمية سياسة الغموض الإستراتيجي للحفاظ على السلام، قال ميرفي: على مدى العقود الأربعة الماضية، حافظ الرؤساء الأميركيون الجمهوريون والديمقراطيون على سياسة "الغموض الإستراتيجي" تجاه الدفاع عن تايوان.

وحذر ميرفي من أولئك الذين يطالبون بالتخلي عن سياسة الغموض الإستراتيجي دون النظر بشكل كاف في العواقب، ويرى أن من يطالبون بتبني سياسة "الوضوح الإستراتيجي" من خلال الاعتراف بتايوان وتقديم ضمان علني صريح بأن القوات الأميركية ستدافع عنها، يتجاهلون النتائج الوخيمة لمثل هذا التغيير، الذي يقود لصدام أميركي صيني مباشر.

وبدلا من ذلك يعرض ميرفي خطوات اتخذتها واشنطن تجعل تايوان أكثر أمنا، وتقلل من احتمال نشوب صراع مسلح مع الصين، مثل إعلان تايوان رسميا حليفا رئيسيا من خارج شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، أو الإعلان رسميا عن العواقب الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية المحتملة التي سنفرضها على الصين حال غزوها تايوان.

وطالب ميرفي بالاستمرار في تسريع شحن المزيد من شحنات الأسلحة إلى تايوان، إضافة لمنح الكونغرس الرئيس سلطة جديدة لفرض عقوبات ساحقة على صناع القرار الصينيين إذا تحركوا ضد تايوان، وأخيرا مواجهة محاولات بكين عزل تايبيه دبلوماسيا.

المصدر : الجزيرة