نيويورك تايمز: طائرات مسيرة وعكازات وبطاطا.. الشعب الروسي يجمع التبرعات لتمويل جيشه

In this photo taken on Wednesday, Oct.  21, 2015, Russia-backed rebel tanks with a flag of the self-proclaimed Donetsk People's Republic, move to storage during the withdrawal of weapons near Novoazovsk, eastern Ukraine. The fighting has subsided, but Donetsk is quickly sinking into the past, a shabby Soviet-like state of empty streets and deprivation. Huge portraits of Josef Stalin hanging in the city center only reinforce the impression of failure.  (AP Photo/Max Black)
دبابات للانفصاليين المدعومين من روسيا تحمل علم جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد شرق أوكرانيا (أسوشيتد برس)

أفاد تقرير بصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية بأن روسيا تشهد تحركات شعبية في مختلف أنحاء البلاد لجمع التبرعات للقوات الروسية المقاتلة في أوكرانيا وإمدادها باحتياجاتها الأساسية، مثل: الغذاء والدواء والملابس.

وقالت الصحيفة -في تقرير أعده مدير مكتبها في موسكو أنطون ترويانوفسكي- إن تلك الحملات دليل على أن جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحربية تحظى ببعض التأييد الشعبي، كما تعكس أيضا إدراك الشعب الروسي المتنامي بأن جيشه -الذي كانت القيادة الروسية قبل غزو أوكرانيا تتباهى بأنه قوة قتالية عالمية المستوى- غير مهيأ لخوض صراع كبير.

وأشار التقرير إلى أن المساعدات التي يقدمها المواطنون الروس لأفراد جيشهم في أوكرانيا لا تقتصر على الحلويات وغيرها من المواد الغذائية والملابس والرسائل الملهمة لرفع معنويات الجنود، بل تشمل أيضا الطائرات المسيرة المستوردة والنظارات التي تساعد على الرؤية الليلية والمعدات الطبية، وتعد تلك العناصر الأكثر رواجا وأهمية، الأمر الذي يشير إلى أن ميزانية الدفاع الروسية -التي تبلغ نحو 66 مليار دولار- لم تنجح في إنتاج معدات أساسية للحروب الحديثة.

وأوردت الصحيفة مقابلات قصيرة مع بعض القائمين على تلك الحملات التي تقودها النساء، من بينهم تاتيانا بلوتنيكوفا، وهي سيدة أعمال لديها شركة في مدينة نوفوكويبيشيفسك الواقعة على نهر الفولغا، التي قالت في مقابلة عبر الهاتف "لم يتوقع أحد وقوع مثل هذه الحرب، أعتقد أنه لا أحد كان مستعدا لهذا".

وحسب نيويورك تايمز، فإن بلوتنيكوفا (47 عامًا) قطعت مسافة ألف ميل التي تفصل بلدتها عن الحدود الروسية الأوكرانية مرتين، وأوصلت ما مجموعه 3 ملايين طنا من المساعدات لقوات بلدها، ونشرت الأسبوع الماضي في مواقع التواصل الاجتماعي الروسية قائمة جديدة تضم العناصر التي تعد حاجة الجنود إليها ماسة، وتشمل الضمادات ومواد التخدير والمضادات الحيوية والعكازات والكراسي المتحركة.

نقص حاد في المعدات الطبية

وأشار التقرير إلى أن الطلب على المعدات الطبية مرتفع للغاية، وأرجع ذلك جزئيًا إلى الأسلحة القوية التي يستخدمها الجيش الأوكراني في القتال، حيث تمده الدول الغربية بالأسلحة المتطورة منذ بدابة الحرب.

ونقل التقرير عن ألكسندر بورودي (قائد انفصالي وعضو في البرلمان الروسي) قوله -في مقابلة هاتفية مع الصحيفة- إن المواد اللازمة لعلاج الجروح والحروق الناتجة عن الشظايا مطلوبة "بكميات كبيرة" على الجانب الروسي من الجبهة. وأوضح أن أكثر من 90% من الإصابات في صفوف القوات الروسية المرصودة مؤخرا في بعض المناطق ناجمة عن نيران المدفعية.

وقال بورودي إن وحدات الجيش التابعة له لاحظت استخدام الجيش الأوكراني قذائف من عيار 155 ملم التي أطلقت من مدافع الهاوتزر الأميركية، وإن القيادة الروسية قد تكون استهانت بتصميم الغرب على دعم أوكرانيا عسكريا.

واعترف بورودي بأن شحنات الأسلحة الغربية المتدفقة إلى أوكرانيا أبطأت سير العملية العسكرية، وجعلت الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للجيش الروسي، وأضاف أنه "من المحتمل أن قادتنا العسكريين لم يكونوا مستعدين لوجود مثل هذا الدعم (العسكري) الهائل من قبل الغرب".

وأبرزت نيويورك تايمز أن معظم المجموعات التي تنشط في جمع التبرعات لمساعدة القوات الروسية في أوكرانيا تعمل بشكل مستقل، ولا يبدو أن لها أي علاقة بالحكومة الروسية. وتعتمد في الأغلب على جهات الاتصال الشخصية للمتطوعين في وحدات الجيش والمستشفيات العسكرية الذين يمررون قوائم بالأشياء التي هم في أمس الحاجة إليها.

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الحكومية الروسية من النادر أن تذكر أنشطة تلك الجماعات، وقد يعود ذلك إلى كون أنشطتها تقوض الرواية الرسمية التي مفادها أن الكرملين مسيطر على مجرى الأمور في ما يتعلق بالحرب.

المصدر : نيويورك تايمز