مدينة إستراتيجية أوكرانية بقبضة الروس وصواريخ هاربون ومدافع هاوتزر بيد الأوكرانيين وقائدان أوروبيان يتباحثان مع بوتين

قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين بحث في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز الوضع في أوكرانيا، وإنه حذرهما من مخاطر الاستمرار في تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا، في حين سيطرت روسيا على مدينة أوكرانية توصف بالإستراتيجية.

كما أكد أن بوتين أبلغ القائدين الأوروبيين عن استعداد موسكو للمساعدة في إيجاد سبل لتصدير الحبوب، بما في ذلك الحبوب الأوكرانية، عبر موانئ البحر الأسود، ولزيادة صادراتها من الأسمدة ومنتجاتها الزراعية شريطة رفع العقوبات عنها، مؤكدا أن موسكو منفتحة على استئناف الحوار مع الجانب الأوكراني.

من جهته، أفاد مكتب المستشار الألماني بأن شولتز وماكرون طلبا من بوتين إجراء مفاوضات جدية ومباشرة مع الرئيس الأوكراني، وأن بوتين أكد لشولتز وماكرون رغبته في السماح باستئناف تصدير القمح من أوكرانيا.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون وشولتز حثا بوتين على الإفراج عن 2500 من المقاتلين الذين احتجزتهم روسيا في مجمع آزوفستال.

وفي أوكرانيا، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إنه بحث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تعزيز الدعم الدفاعي لأوكرانيا وتكثيف العمل على الضمانات الأمنية وتزويدها بالوقود.

وشدد الرئيس الأوكراني، في تغريدة له عبر حسابه في تويتر، على ضرورة العمل الجماعي لمنع حدوث أزمة غذاء، وإلغاء الحظر المفروض على الموانئ.

من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن جونسون أطلع زيلينسكي على الجهود الدولية الرامية لاستئناف تصدير القمح من أوكرانيا.

روسيا تنفي محاصرة موانئ

وفي السياق، نفت الخارجية الروسية الاتهامات الموجهة لموسكو بمحاصرة موانئ بحر آزوف والبحر الأسود وأكدت أنه لا أساس لها.

وشددت الناطقة باسمها ماريا زاخاروفا، في بيان، على اعتزام روسيا تنفيذ الاتفاقيات المبرمة في مجالات توريد السلع الزراعية والأسمدة وموارد الطاقة والمنتجات المهمة الأخرى.

كما نفت زاخاروفا أن تكون العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا هي السبب وراء الارتفاع الحاد لأسعار المنتجات الزراعية، وعزت ذلك إلى جائحة كورونا.

وأشارت إلى أن العقوبات الغربية ضد بلادها أدت إلى قطع السلسلة في مجال الخدمات اللوجستية العالمية والبنية التحتية للنقل.

وقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مشاركة قواتها المسلحة في تدريب بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة 17 دولة من أوروبا الشرقية.

ووصفت الدفاع البريطانية عملية انتشارها في المناورات بأنها الأكبر منذ الحرب الباردة في سلسلة من تدريبات الناتو، مؤكدة نشرها قوات من 16 لواء هجوم جوي في مقدونيا الشمالية.

وأضافت الوزارة أن التدريبات صممت لإظهار قدرة الناتو على تنفيذ عمليات قتالية برية كبيرة لدعم أعضائه وحلفائه.

مدينة إستراتيجية بيد الروس

ميدانيا، نقلت وكالة رويترز عن سيرغي غايدي حاكم إقليم لوغانسك شرقي أوكرانيا أن قوات روسية دخلت مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية، بعد محاولة استمرت أياما لمحاصرة القوات الأوكرانية، وذلك في ظل أكبر تقدم للقوات الروسية في منطقة دونباس منذ بدء الحرب آخر فبراير/شباط الماضي.

وأضاف حاكم إقليم لوغانسك أن القوات الأوكرانية قد تضطر للانسحاب من المدينة وهي آخر مناطق سيطرتها في الإقليم، من أجل تجنب تطويقها أو وقوع عناصرها في الأَسر مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية بالمنطقة الشرقية.

وقالت الإدارة العسكرية المحلية في سيفيرودونيتسك إن تلك القوات محاصرة بشكل شبه كامل من لدن القوات الروسية، وأفاد حاكم إقليم لوغانسك بأن 90% من مباني سيفيرودونيتسك، وهي من كبرى مدن دونباس، تعرض للدمار.

وقبل دخول الجيش الروسي سيفيرودونيتسك، سيطرت قوات الانفصاليين المدعومين من موسكو على مدينة ليمان، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية إلى الغرب من سيفيرودونيتسك، وتفتح الطريق نحو مدن كبرى مثل لوفيانسك وكراماتورسك.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا سيطرت على معظم المدينة، لكنهم أضافوا أن قواتهم تعرقل التقدم إلى سلوفيانسك، وهي مدينة تبعد نصف ساعة بالسيارة عن جنوب غرب ليمان، وهي من المدن الرئيسية في منطقة دونباس.

وفي الجنوب الأوكراني، حيث سيطرت موسكو أيضا على مساحات من الأراضي منذ بدء الحرب، يعتقد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا تهدف إلى فرض حكم دائم.

وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تشحن معدات عسكرية من شبه جزيرة القرم لتبني دفاعات تحسبا لهجوم مضاد يحتمل أن تشنه أوكرانيا، كما أنها تزرع الألغام على ضفاف خزان ضخم خلف سد على نهر دنيبرو الذي يشكل خطا فاصلا بين القوات الروسية والأوكرانية.

صواريخ هاربون ومدافع هاوتزر

قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، اليوم السبت، إن أوكرانيا بدأت في تلقي صواريخ هاربون المضادة للسفن من الدانمارك ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من الولايات المتحدة، مضيفا أن الأسلحة ستدعم القوات التي تتصدى للغزو الروسي.

وكتب ريزنيكوف، على صفحته على فيسبوك، أن "صواريخ هاربون لن تعزز الدفاع عن سواحل بلادنا فحسب بل ستستخدمها أيضا فرق أوكرانية مدربة".

وقال إن صواريخ هاربون المضادة للسفن سيتم تشغيلها إلى جانب صواريخ نبتون الأوكرانية للدفاع عن سواحل البلاد بما في ذلك ميناء أوديسا الجنوبي.

وأضاف ريزنيكوف أن إمدادات صواريخ هاربون جاءت نتيجة تعاون بين عدة دول، مشيرا إلى أن الشحنات من الدانمارك تمت "بمشاركة أصدقائنا البريطانيين".

وتقول أوكرانيا إنها تريد الحصول على شحنات قاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى من طراز "إم 270" أميركية الصنع واستخدامها لصد القوات الروسية في شرق البلاد.

وكانت روسيا قد فرضت بعد بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، حصارا بحريا على الموانئ الأوكرانية، مما أعاق صادرات الحبوب الحيوية، كما استخدمت أسطولها في البحر الأسود لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، التي بدأت منذ ذلك الحين في تلقي المساعدات العسكرية الغربية.

تحذير روسي من إمداد كييف بصواريخ بعيدة المدى

وقد حذّر السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، الولايات المتحدة من إمداد كييف بأسلحة صاروخية بعيدة المدى، لافتا إلى أن لذلك تداعيات لا يمكن التنبؤ بها على الأمن العالمي.

وقال أنتونوف إن روسيا تأمل في أن تتغلب الفطرة السليمة والتفكير الصحيح (لدى الجانب الأميركي) بمسألة الإمداد المزعوم بأسلحة صاروخية بعيدة المدى من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.

وأضاف "في الوقت الحالي ننطلق من تصريح الممثل الرسمي للبنتاغون، جون كيربي، بأن القرار النهائي بشأن هذه القضية والإمداد بهذا النوع من الأسلحة لم يتم اتخاذه. ونأمل أن تسود الفطرة السليمة وأن لا تتخذ واشنطن مثل هذه الخطوة الاستفزازية".

وأشار السفير إلى أن روسيا، عبر القنوات الدبلوماسية، أبلغت الولايات المتحدة مرارا أن الضخ غير المسبوق لأوكرانيا بالأسلحة يزيد بشكل كبير من مخاطر تصعيد الصراع.

وأوضح السفير الروسي، أنه في حال توريد مثل هذه الأسلحة لكييف، فإن خطر وضعها بالقرب من الحدود الروسية قائم، وبالتالي سيكون الأوكرانيون قادرين على ضرب المدن الروسية.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journals)، أمس، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه من المتوقع إعلان إدارة الرئيس جو بايدن الأسبوع المقبل إرسال أنظمة صواريخ بعيدة المدى متعددة الإطلاق "إم إل آر إس" (MLRS) إلى أوكرانيا، تقول كييف إنها ضرورية لمواجهة الهجوم الروسي في دونباس، إلا أن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قال، أمس، إن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن توريد "إم إل آر إس" (MLRS) (منظومات صاروخية بعيدة المدى) إلى أوكرانيا، بحسب روسيا اليوم.

المصدر : الجزيرة + وكالات