ستراتفور: ما الذي نفهمه من التحالف الجديد بين العراق ومصر والأردن

خلص موقع ستراتفور الأميركي إلى أن هناك آفاقا لتحقيق فوائد اقتصادية فيما يتعلق بالطاقة والعلاقات التجارية التي يمكن أن تعود بالنفع على البلدان الثلاثة

من موقع الحكومة العراقية- الكاظمي في استقبال الرئيس المصري وملك الأردن في بغداد
بغداد استضافت قمة عراقية مصرية أردنية نهاية الشهر الماضي (المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية)

قال موقع "ستراتفور" (ٍStratfor) الأميركي إن الشراكة الجديدة بين الأردن ومصر والعراق ستسهم في تحقيق مكاسب أمنية وتجارية للدول الثلاث، كما ستوفر صوتا عربيا بديلا في المنطقة.

وأشار الموقع في تقرير له إلى أن اعتماد الدول العربية الثلاث على الدعم الخارجي من شأنه أن يقيد سرعة تشكيل تحالفها الثلاثي الجديد، ولكن تلاقي مصالحها الاقتصادية والسياسية سيعزز تحالفها، خاصة إذا زاد تهديد النفوذ الإقليمي التركي والإيراني.

وأوضح الموقع أن قمة الدول الثلاث التي عقدت في بغداد 27 يونيو/حزيران المنصرم كانت تتويجا لأشهر من الاستعدادات واللقاءات بين وزراء خارجية البلدان الثلاثة، وشكلت عودة تاريخية لرئيس مصري إلى العراق بعد 30 عامًا من الغياب عن بلاد الرافدين.

وأشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى أن القمة تنعقد في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة والعالم "نقطة تحول تاريخية حاسمة" فيما يتعلق بالحرب العالمية ضد جائحة كورونا، والحرب الإقليمية على الإرهاب، وهو ما ساعد على إنشاء تحالف إقليمي جديد يسعى إلى تحقيق علاقات أقوى في 3 مجالات: الشراكة الاقتصادية، والتعاون السياسي، والتنسيق الأمني والاستخباراتي.

حاضنة عربية

وأوضح ستراتفور أن العراق يسعى إلى إقامة علاقات أفضل مع الدول العربية الأخرى لتعزيز قدرته على مواجهة الضغوط المتزايدة التي مصدرها إيران و تركيا.

وقال إن الحكومة العراقية كانت الطرف الأساسي الذي سعى لتشكيل التحالف العربي الجديد، وإن بغداد تسعى عبر تعزيز العلاقات مع الدول العربية للحد من اعتمادها الكبير على الاقتصاد والطاقة الإيرانيين، مما يشكل عائقا لاقتصادها بسبب الخلاف والعقوبات الغربية المفروضة على طهران.

وذكر الموقع أن الولايات المتحدة، طالبت العراق مرات عديدة بخفض علاقاته مع الجارة إيران، ويعتمد العراق أيضًا على تركيا في بعض إمدادات المياه، فضلاً عن التجارة خاصة في كردستان العراق الغني بالموارد، حيث تعمل حكومة الإقليم بشكل وثيق مع أنقرة لتصدير النفط.

وقال الموقع إن خفض التعاون ضد أعداء مشتركين مثل تنظيم الدولة الإسلامية قد يؤدي إلى تمكين تركيا وإيران من اكتساب نفوذ أكبر في المنطقة، وهو ما تعتبره بعض الدول العربية تهديدًا.

وأشار إلى أن الربيع العربي الذي بدأ عام 2011 وما وصفه الموقع بالتشدد الذي أطل برأسه في السنوات التي تلت ذلك أدت إلى جمع عدد من الخصوم الإقليميين، بما في ذلك إيران وتركيا، وكذلك الأردن ومصر والعراق. كما قاد التهديد الذي شكلته الدولة الإسلامية إلى وجود عسكري أميركي أعمق في المنطقة.

وأشار تقرير ستراتفور إلى أن اعتماد كل من الأردن ومصر والعراق على قوى خارجية في بعض مصالحها الاقتصادية والأمنية لن يؤدي فقط إلى إبطاء تشكيل تحالف الدول الثلاث، بل من شأنه أيضا الحد من النطاق النهائي له.

وقال إن تطوير التنسيق بين الأردن ومصر وأجهزة المخابرات العراقية يمكن أن يساهم في تفادي ظهور تهديد آخر عابر للحدود في المنطقة، كالذي كان يمثله تنظيم الدولة في يوم من الأيام.

وخلص إلى أن هناك آفاقا لتحقيق فوائد اقتصادية فيما يتعلق بالطاقة والعلاقات التجارية، التي يمكن أن تعود بالنفع على البلدان الثلاثة مجتمعة.

المصدر : ستراتفور