مقال في هآرتس: هل تسمى التشكيلة الإسرائيلية الجديدة حكومة تغيير؟

Israeli Opposition Closes In On Coalition To Oust Netanyahu
الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي عن الحكومة الجديدة: اليمين سيحل محل اليمين (غيتي)

يقول الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي إن الفرحين بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة والغاضبين منه كلاهما خاطئ، وإن رحيل رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ليس النهاية ولا بوابة الجنة، وإن إسرائيل ستستيقظ على يوم جديد سيكون مثل اليوم السابق.

وكتب ليفي في عموده الأسبوعي بصحيفة "هآرتس" (Haaretz) -تعليقا على تشكيل الحكومة الجديدة وردود الفعل تجاهها- أنه يفهم أولئك الذين يشعرون بالراحة أو حتى الفرح، لكن من الصعب الانضمام إلى المبالغات الطفولية التي تصف إسرائيل بأنها تنتقل من الظلام إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، كما لو أن ألكساندر لوكاشينكو هو الذي سقط وليس بنيامين نتنياهو.

ومضى يقول إن حكومة نتنياهو تختفي من المشهد السياسي (بعد أن) كانت، السنوات الأخيرة، ستستبدل بحكومة يمينية أخرى، ويمكن للمرء أن يفهم السعادة في إزاحة الليكود من السلطة، بالنظر إلى كثرة المهرجين، ورؤية ميري ريغيف التي تقلدت عدة ناصب وزارية في حكومات نتنياهو.

يمين بدون نتنياهو

واستمر الكاتب في تعليقه: سيكون للحكومة الجديدة فريق وزراء أكثر كفاءة وإثارة للإعجاب، سيحاول بعضهم القيام بعملهم بشكل أفضل، إنه ممتع، لكن فوق كل شيء تحوم سحابة سوداء وقمعية: اليمين سيحل محل اليمين. يمين بدون نتنياهو سيحل محل نتنياهو، وكلاهما قاس.

وسيكون لليمين أيضا نفوذ غير مقيّد على هذه الحكومة، إنها لا تمثل الوحدة ولا التغيير، إنها جناح يميني، وعملية تشكيل هذه الحكومة تبشر بما سيأتي بعد ذلك: لم يتودد أحد إلى حزبيْ ميرتس والعمل (اليساريين) خلال مفاوضات الائتلاف، كانا في جيوب الكبار، لقد رموا إليهما حقيبتي النقل والصحة، وقدموا بعض الرشاوى إلى القائمة العربية الموحدة، والتي يصعب وصفها بأنها يسارية، بحسب الكاتب.

وهم آخر

ويمضي الكاتب في وصف المشهد: سيسافر وزير الخارجية يائير لبيد حول العالم لالتقاط الصور مع رجال دولة، وسيسحر كل أولئك الذين يريدون بشدة رؤية إسرائيل على أنها مختلفة كما يُفترض، وسيكون هناك وهم آخر مثل الوهم الذي نشره شمعون بيريز، سلف لبيد في دور الوجه الجميل لإسرائيل، ولن يكون هذا بسبب الحكومة التي تقف خلفه فقط، ولكن أيضا بسبب مواقفه: لبيد يميني، سيقف تقريبا مع كل تحركات هذه الحكومة اليمينية، فلماذا يشتكي؟ في القضايا الحاسمة، سينفذ الأخ نفتالي بينيت سياسة الأخ لبيد، والعكس صحيح. يا لها من أخوة!

غزة ستُخنق كما لم تُخنق من قبل

ويضيف ليفي أنه من الأفضل عدم الإفراط في الحديث عن وزير المالية أفيغدور ليبرمان، إذ لم يكن لإسرائيل مثل هذا الوزير اليميني الفاسد، ووزير العدل جدعون ساعر ووزيرة الداخلية إيليت شاكيد سيكونان وجه الشر في الحكومة الجديدة، وهنا لن يكون هناك حتى ظهور الرحمة والإنسانية، ناهيك عن المساواة، تجاه غير اليهود في إسرائيل، ووزير الدفاع بيني غانتس سيخنق غزة بالفعل كما لم يخنقها أحد من قبل.

ويختتم الكاتب: إيران، قانون الدولة القومية، سيادة القانون، ميزانية الدفاع والمستوطنات، سيتم التعامل معها كما كان الحال في ظل الحكومة السابقة، وستراقب فلول اليسار الصهيوني البائس بشوق ما يحدث من شرفة الزوار.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية + الصحافة الكويتية