ليس لها جمهور في الولايات المتحدة.. لماذا أغلقت واشنطن مواقع الأخبار الإيرانية؟

ليس لها جمهور في الولايات المتحدة.. لماذا أغلقت واشنطن مواقع الأخبار الإيرانية؟

واشنطن – مثّل منع الحكومة الأميركية الوصول إلى مواقع إلكترونية، لعدد من وسائل الإعلام الإيرانية، مفاجأة للكثير من المعلقين وخبراء الشأن الإيراني داخل العاصمة واشنطن، خصوصا أن هذه المواقع لا تحظى بالمتابعة في الولايات المتحدة.

وكانت المفاجأة هي استمرار هذه المواقع في العمل وعدم غلقها أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب الذي اتخذ موقفا متشددا من طهران، وفرض الكثير من العقوبات على أشخاص ومسؤولين وكيانات إيرانية.

وتم حجب مواقع وسائل إعلام إيرانية مثل "برس-تي في" (Press TV) وقناة العالم، وغيرهما، وظهرت رسالة على صفحات تلك المواقع تشير إلى العقوبات الأميركية وأختام لمكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة التجارة.

وجاء في بيان لوزارة العدل الأميركية أن هذا التحرك جاء كأحد إجراءات إنفاذ القانون من قبل مكتب الصناعة والأمن ومكتب إنفاذ الصادرات ومكتب التحقيقات الفدرالي.

وجاءت الخطوة الأميركية بعد أيام من انتخاب إبراهيم رئيسي، الذي يعتبره مراقبون محافظ بارزا ومنتقدا شرسا للغرب، رئيسا جديدا لإيران، وبعد أن أنهى مبعوثو إيران والدول الست الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، الجولة السادسة من المحادثات حول إعادة العمل بالاتفاق النووي في مدينة فيينا، وعادوا إلى عواصمهم للتشاور.

جدير بالذكر أن السلطات الأميركية قد استولت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على شبكة من المواقع الإلكترونية، قالوا إنها استخدمت في حملة شنها الحرس الثوري الإيراني لنشر معلومات مضللة سياسية في جميع أنحاء العالم، كما اتهمت واشنطن إيران بالعمل على التدخل بالانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وقالت وزارة العدل الأميركية آنذاك إنها سيطرت على 92 مجالا يستخدمها الحرس الثوري للظهور كوسائل إعلام مستقلة، تستهدف الجماهير بالولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

وتملك الشركات الأميركية الخوادم "website domains" لهذه المواقع، ولم تحصل هذه الشركات على تراخيص من الحكومة الأميركية، وهو ما يعد انتهاكا للعقوبات الأميركية وفقا لوزارة العدل.

مسألة تقنية

وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبرت باربرا سلافين، خبيرة الشؤون الإيرانية ومديرة مبادرة مستقبل إيران بالمجلس الأطلسي، أن المسألة برمتها "تقنية" لأن الخوادم كانت مملوكة لشركات أميركية "ولم تحصل على تراخيص للتعامل مع إيران" مضيفة أن الإيرانيين سيحتجون لكنهم سيجدون وسائل أخرى لإعادة تشغيل نفس المواقع.

ولم يعر المعلقون وخبراء الشأن الإيراني اهتماما بهذه الخطوة، واعتبرت سلافين أن النفوذ الإيراني بالداخل الأميركي غير موجود عن طريق هذه المواقع التي "لا يتابعها أحد هنا، ولا يوجد لها تأثير" خاصة عند مقارنتها بنظيراتها الروسية.

يأتي هذا الإجراء في وقت تزداد فيه حدة اللغة التصعيدية من جانب إدارة بايدن تجاه إيران، فقد قللت واشنطن من أهمية الانتخابات الإيرانية، واعتبر نيد برايس المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن بلاده ترى العملية الانتخابية التي أصبح رئيسي من خلالها رئيسا منتخبا لإيران "مصطنعة للغاية" مؤكدا أن واشنطن لا ترى هذه الانتخابات حرة أو نزيهة.

ويرى معلقون أميركيون أنه سيكون من الأسهل التوصل الى اتفاق مع طهران قبل تنصيب الرئيس الجديد بعد 6 أسابيع من الآن.

المصدر : الجزيرة