أيمن نور.. ترشح مرتين وأسس حزبين

لقاء اليوم / صورة عامة / أيمن نور - 11/04/2012
undefined
 

بدأ نجم أيمن نور يسطع سياسيا منتصف تسعينيات القرن العشرين حين فاز بمقعد في مجلس الشعب وكان وقتها أصغر النواب سنا.

ثم تحدى بعد ذلك الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في أول انتخابات "تعددية" تشهدها مصر, وسجن بضع سنوات بتهمة التزوير, وكانت تبعات تلك القضية سببا في إقصائه من أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير 2011.

ولد أيمن عبد العزيز نور في 10 أكتوبر/تشرين الأول عام 1964 في مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية, وكان والده أيضا ناشطا سياسيا وعضوا في مجلس الشعب, وهو متزوج وله ولدان.

تخرج في كلية الحقوق بجامعة المنصورة حيث حصل على الإجازة في القانون الدولي ثم درجة الماجستير في فلسفة التاريخ السياسي ثم الدكتوراه, وعمل محاميا.

معارضة النظام

تحدى أيمن نور الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في أول انتخابات "تعددية" تشهدها مصر, وسجن بضع سنوات بتهمة التزوير, وكانت تبعات تلك القضية سببا في إقصائه من أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير 2011

كان نور ناشطا في حزب الوفد, كما كان صحفيا في جريدة الحزب نفسه، وانتخب في 1995 نائبا عنه في مجلس الشعب ولم يتجاوز سنه وقتها 31 سنة, ثم كان خلافه مع رئيس الحزب نعمان جمعة سببا ليترك الوفد عام 2001 ويؤسس بعد ذلك بأربع سنوات حزب الغد الذي يصنف ضمن الأحزاب الوسطية الليبرالية.

أعيد انتخابه في مجلس الشعب عام 2000, لكنه بات يتطلع إلى ما هو أكثر من عضوية المجلس فقرر خوض انتخابات الرئاسة لعام 2005 ضد مبارك، الذي اتهمه نور وساسة آخرون معارضون بأنه كان يسعى لتوريث الحكم إلى ابنه جمال.

وقد خاض نور بالفعل تلك الانتخابات مرشحا عن حزب الغد -الذي أسسه قبل ذلك بعام- وحصل وفقا للنتائج الرسمية على 7.6% من الأصوات.

وقبل الانتخابات, أثيرت ضده قضية تزوير توكيلات تأسيس حزب الغد, وهي تهمة ظل نور ينفيها بشدة ويصفها بالكيدية, ويعتبر أن نظام مبارك لفقها له للقضاء عليه سياسيا.

وكانت تلك التهمة سببا في سجنه لستة أسابيع قبل أن يفرج عنه بكفالة ليشارك في انتخابات 2005, وتردد وقتها أن ضغوطا غربية مورست على نظام مبارك لإطلاقه والسماح له بالمشاركة في الانتخابات.

بيد أنه لم يمض شهران تقريبا على تلك الانتخابات حتى صدر حكم بات ضد أيمن بسجنه خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات حزب الغد, وقد قضى منها أربعا وأفرج عنه لأسباب صحية حيث أنه مصاب بمرض السكري.

وكانت الولايات المتحدة بين قوى غربية ضغطت على القاهرة للإفراج عن أيمن نور، الذي نفى وقتها أن يكون له علم بتدخل واشنطن لإطلاقه.

وأثناء سجنه, نشر نور رسالة يدعو فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى دعم الحريات والإصلاح في المنطقة العربية.

 بعد الثورة

كان السبب المعلن لاستبعاده من سباق الرئاسة عدم صدور حكم قضائي يرد له اعتباره ويلغي تبعات الحكم الصادر في حقه عام 2005

بعد ثورة يناير 2011, ترك أيمن نور حزب الغد, وأسس حزب غد الثورة الذي ضم وجوها وفدية على غرار النائب السابق محمد عبد العليم, وشارك الحزب في أول انتخابات برلمانية ضمن التحالف الديمقراطي، الذي ضم خصوصا حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين.

وبعد الثورة مباشرة, أعلن نور أنه سيترشح إلى الانتخابات الرئاسية، وقد قدم بالفعل ملف ترشحه إلى لجنة الانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 2012.

بيد أن اللجنة استبعدته وتسعة مرشحين آخرين, وكان سبب استبعاده المعلن عدم صدور حكم قضائي يرد له اعتباره ويلغي تبعات الحكم الصادر في حقه عام 2005، وذلك على الرغم من أن رئيس المجلس العسكري الأعلى المشير حسين طنطاوي اتخذ في مارس/آذار 2012 قرارا بالعفو عنه بما يسمح له بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وقد رأى أيمن نور في قرار لجنة الانتخابات الرئاسية باستبعاده قرارا ظالما وتكرارا لممارسات نظام مبارك, وقال إن اللجنة نفسها امتداد لذلك النظام.

 مواقفه السياسية
يصنف أيمن نور ليبراليا, وكان من معارضي نظام الرئيس المخلوع, وممن دعوا أيام الثورة إلى رحيله نهائيا.

وحين ترشح لانتخابات 2005, اتهمه معارضون آخرون بأنه عقد صفقة مع النظام تسمح له بالنشاط مقابل استخدامه "مسحوق تجميل" للنظام, لكن أيمن نور نفى ذلك كما نفى أن يكون رجل الولايات المتحدة, أو أن يكون استقوى بالخارج لتحقيق طموحاته السياسية.

 وفي رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي بارك أوباما نشرها عندما كان في السجن, حث نور أوباما على الإسراع في حل القضية الفلسطينية, قائلا إن الأنظمة العربية تستخدمها لتبرير قمع الحريات ورفض الديمقراطية.

بعد الثورة اعتبر نور أن المجلس العسكري يظل جزءا من النظام السابق, وأن له مواقف لا تعبر عن الثورة, كما كان ممن عارضوا بشدة ترشح أي من رموز نظام مبارك، وعلى رأسهم عمر سليمان، إلى أول انتخابات رئاسية بعد الثورة حتى إنه قال في لقاء مع الجزيرة في أبريل/نيسان 2012 إنهم "لن يمروا إلا على جثثنا".

وقبل استبعاده من انتخابات الرئاسة, قال نور إنه والمرشح الناصري حمدين صباحي الوحيدان القادران على قيادة مصر في الوضع الصعب الذي باتت تعيشه.

أعلن أيمن نور أنه يؤيد بعد الثورة وقبلها تعديل معاهدة كامب ديفد للسلام، التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979, وقال إنها باتت قديمة, وإن بعض نصوصها لم تعد صالحة.

وفي ما يتعلق بالمعونات الأميركية لمصر, قال نور بعد الثورة إنه لا أحد يتمنى بقاءها، لكنه قال في المقابل إنه لا أحد يطلب قطعها, وأضاف أن البديل عنها يكمن في زيادة معدلات التنمية.

المصدر : الجزيرة + وكالات