عمر سليمان
وعن هذا المنصب تحديدا، قال سليمان إنه تولاه لبضعة أيام "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه". وكان قد قال في مقابلة تلفزيونية خلال الثورة إن المصريين غير مستعدين للديمقراطية.
وقد ظل سليمان معروفا لفترة طويلة في أوساط المخابرات المصرية المختلفة، ليبدأ منذ العام 2000 ظهوره العلني عبر جولات بين غزة ورام الله والقدس المحتلة وتل أبيب ممثلا للوساطة المصرية في القضية الفلسطينية.
وقاد في هذا الإطار وساطات عديدة بين حركتي حماس وفتح، وتوسط في 2006 لحل قضية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عبر اتصالات متعددة مع إسرائيل والحكومة الفلسطينية وقيادة حماس.
كما قام بأدوار دبلوماسية شملت زيارة سوريا بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
واللواء سليمان من مواليد محافظة قنا (صعيد مصر) عام 1936، وانضم إلى القوات المسلحة المصرية عام 1954.
وتوفي يوم 19 يوليو/تموز 2012 في الولايات المتحدة، وقبلها ذكر مساعده أنه كان بخير وأنه كان يخضع لفحوصات طبية. وكما كانت حياته لغزا، أثار نبأ وفاته الأقاويل والتكهنات، لا سيما أنه لم يعلن مسبقا عن معاناته من أي أمراض.
ترشحه للرئاسة
أثار سليمان لغطا عقب ترشحه لانتخابات الرئاسة التي أجريت نهاية مايو/أيار 2012، وتواترت الاتهامات له بمحاولة إعادة إنتاج النظام السابق، حيث قدم ملف ترشحه إلى اللجنة العليا للانتخابات قبل 15 دقيقة تقريبا من غلق باب الترشح في الثامن من أبريل/نيسان.
وتمكن سليمان في غضون يوم واحد من جمع أكثر من سبعين ألف توكيل، أي نحو ضعفي العدد المطلوب من التوكيلات وهو ثلاثون ألفا، بينما تحدث مسؤولو حملته عن جمعه 130 ألف توكيل في يومين.
وقد أثار ترشح سليمان في اللحظة الأخيرة، وجمعه ذلك العدد الكبير من التوكيلات في وقت قصير، والحماية العسكرية المشددة التي أحيط بها لدى تقديم ملفه، شكوكا لدى جهات مصرية كثيرة بأن سليمان مدعوم بصورة أو بأخرى من المجلس العسكري.
لكن نائب مبارك نفى في تصريحات صحفية أي صلة للمجلس العسكري بقرار ترشحه، وقال إن المجلس لم يعلم بقراره إلا من خلال الإعلام، مضيفا أنه ترشح استجابة "لضغوط جماهيرية" بعدما أعلن قبل ذلك بأيام أنه لن يتقدم للانتخابات.
إلا أن اللجنة للانتخابات قررت في 14 أبريل/نيسان استبعاده من قائمة المرشحين بعد أن تبين لها أنه جمع التوكيلات من 14 محافظة، في حين أن المطلوب جمعها من 15 محافظة على الأقل.
وبعد هذا القرار انقطعت أخبار سليمان حتى أعلن عن وفاته بعدها بنحو ثلاثة أشهر.