إسرائيل تتعهد بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي وطهران تدرس بدقة الرد الأميركي على ملاحظاتها

يائير لابيد ورئيس الموساد دافيد برنياع
لبيد (يمين) ورئيس الموساد برنيع يناقشان الاتفاقية النووية مع إيران من وجهة نظر إسرائيل (مواقع التواصل)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إن بلاده ستعمل بكل الطرق لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية، وذلك بعد إعلان طهران دراستها الرد الأميركي على ملاحظاتها بشأن النص النهائي لإحياء الاتفاق النووي.

وقال مكتب لبيد إنه عقد اجتماعا مع رئيس الموساد ديفيد برنيع تناول فيه مخاطر العودة للاتفاق النووي.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس الموساد قوله إن واشنطن تسارع لتوقيع الاتفاق النووي، وهي تعرف أنه كذب مطلق ويتعارض مع العقل.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها بدأت دراسة دقيقة للرد الأميركي على ملاحظاتها لحل القضايا العالقة في المفاوضات النووية، وقالت الخارجية الإيرانية إنها ستبلغ المنسق الأوروبي رأيها بعد الانتهاء من ذلك.

من جهته، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي -في تغريدة على تويتر- إن فكرة الرد الحازم من الولايات المتحدة خاطئة، وإن إيران حققت كثيرا في الأشهر القليلة الماضية وكذلك في الأيام الأخيرة، وفق تعبيره.

وقال البيت الأبيض إن الدبلوماسية هي السبيل الأفضل للعودة إلى الاتفاق النووي، وسنواصل إجراء المحادثات بشأن ذلك.

وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة مع حلفائها لجميع السيناريوهات، سواء تحققت العودة المتبادلة للاتفاق النووي أو لم تتحقق، مشيرا إلى استعداد واشنطن للوفاء بالتزاماتها إذا التزمت طهران بتعهداتها.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت -أمس الأربعاء- إنهاء مراجعتها للملاحظات الإيرانية بشأن الاتفاق النووي وأرسلت ردها إلى الاتحاد الأوروبي، من دون أن تقدم أي تفاصيل عن ماهية الرد.

وجاء الرد الأميركي بعد أكثر من أسبوع من إرسال طهران ردها على ما وصفه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالنص النهائي لإحياء الاتفاق النووي.

اقترح تسوية

وفي وقت سابق هذا الشهر، قدّم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية نهائيا، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر للرد عليه، أملا في تتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف العام.

وتريد إسرائيل من المجتمع الدولي فرض عقوبات على إيران والتلويح بالخيار العسكري إذا واصلت طهران جهودها لامتلاك السلاح النووي.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن مساعي إحياء الاتفاق النووي لم تتمكن من سد بعض الفجوات خلال الأسبوعين الماضيين لأن إيران تقدمت بمطالب إضافية.

وأوضح في لقاء مع شبكة "سي إن إن" (CNN) أن الولايات المتحدة وإيران أصبحتا أقرب اليوم، لكنهما لم تتوصلا إلى الاتفاق بعد.

وأكد برايس أن الاتفاق النووي يتعلق بشيء واحد، وهو التأكد بشكل دائم وقابل للتحقق من أن إيران لن تحصل على أي سلاح نووي.

في الأثناء، أفاد مراسل الموقع الإلكتروني "أكسيوس" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إن الأميركيين استجابوا لجزء كبير مما طلبته إسرائيل في ردههم على مسودة الاتفاق النووي.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر سياسي أن مساعي إسرائيل ساعدت في تشدد موقف واشنطن إزاء مسودة الاتفاق النووي الإيراني.

كما نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مصدر سياسي أن كبار مسؤولي البيت الأبيض أوضحوا لإسرائيل أنهم لن يتخلوا عن تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولن يمارسوا ضغوطا سياسية على رئيسها رافائيل غروسي.

كما نقل الموقع أن الأميركيين سيطالبون إيران بأن تكون الضمانات الاقتصادية سارية المفعول فقط ما دامت إيران ملتزمة بالاتفاق حتى بعد انسحاب أميركي محتمل منه، بحسب الموقع.

غانتس في واشنطن

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه يتوجه للولايات المتحدة في زيارة مهمة؛ الغرض منها إيصال رسالة واضحة بخصوص المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي.

وأضاف غانتس -في تغريدة على موقع تويتر- أن أي اتفاق لن يعيد قدرات إيران إلى الوراء ولن يتركها مقيدة لسنوات عدة قادمة من شأنه أن يضر الأمن العالمي والإقليمي.

وأشار غانتس إلى أن إسرائيل ستستمر في بناء قوتها وقدراتها حتى تعرف في أي موقف كيف تدافع عن نفسها، على حد تعبيره.

وقال غروسي لوسائل إعلام فرنسية إنه لا توجد معلومات لدى الوكالة تشير إلى أن إيران لديها برنامج يهدف إلى صنع قنبلة نووية، وفق تعبيره.

وفي فرنسا، ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع غروسي الجهود الدبلوماسية لفرنسا وشركائها لإيجاد حل تفاوضي يسمح بعودة الولايات المتحدة وإيران إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة، بما في ذلك السماح للوكالة الدولية بالتحقق ومراقبة الأنشطة النووية الإيرانية.

المصدر : الجزيرة