كتّاب وشخصيات غربية: إذلال الغرب في أفغانستان أصبح مكتملا الآن

دخول قيادات من طالبان القصر الرئاسي أمس (الجزيرة)

استعرض تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" (Independent) البريطانية آراء عدد من الكتاب والمفكرين الغربيين حول التطورات الأخيرة في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، بعد انسحاب القوات الأجنبية منها.

ومن بين الشخصيات التي استطلعت الصحيفة آراءهم، الكاتب الصحفي البريطاني بيتر فيلدمان، الذي تساءل عما إذا كانت الديمقراطيات الغربية قد أدركت أخيرا أن العالم قد تغير وأنه لم يعد بإمكانها التحكّم بكل الدول وتصدير الديمقراطية إلى شعوب لها ثقافاتها ودياناتها وأساليب عيشها المختلفة عن الغرب.

وقال فيلدمان إن الحروب في العراق وسوريا وأفغانستان أدت إلى انتشار الإرهاب في الغرب، وإن التدخل العسكري يزيد الأمور سوءا، وعليه فهو يرى أن الولايات المتحدة اتخذت القرار الصائب بمغادرة أفغانستان، حيث إن العقليّة المناهضة للغرب في تلك المناطق قادرة على تقويض أي انتصارات عسكرية.

أما القس البريطاني أندرو ماكلوسكي، فيقول إن إذلال الغرب في أفغانستان قد أصبح الآن مكتملا، حيث سيُقارن كثيرون بين مشاهد تدافع الناس للخروج من البلاد ومشاهد إجلاء الأميركيين في نهاية حرب فيتنام عام 1975.

ويرى ماكلوسكي أنه كانت هناك أسباب وجيهة لغزو أفغانستان قبل 20 عاما، حيث كان من المنطقي أن تسعى الولايات المتحدة للتخلص من تنظيم القاعدة، لكن من الواضح أن الجنرالات والسياسيين ارتكبوا أخطاء سياسية فادحة.

وأضاف "اضطرت كلّ من بريطانيا في القرن الـ19، وروسيا في ثمانينيات القرن الماضي، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة حاليا، إلى مغادرة هذا البلد الحزين، لكننا نأمل أن نجد طريقة ما للتخفيف من ممارسات ومعتقدات حركة طالبان التي تنتمي للعصور الوسطى، رغم أن ذلك لن يكون سهلا".

شخصية أخرى أدلت برأيها في تقرير إندبندنت، هي الطبيب الاستشاري البريطاني جون دوهيرتي الذي يقول إن الحرب في أفغانستان حصدت أرواح أكثر من 241 ألف شخص، من بينهم 456 من العسكريين البريطانيين، ويرى أن قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب من أفغانستان كان القرار الصحيح، إذ لا يمكن لأي مصلحة حيوية للغرب تبرير هذه الخسائر في الأرواح أو التكلفة المادية العالية للحرب التي بلغت 2.3 تريليون دولار.

أما الكاتبة الصحفية البريطانية سوزان ألكسندر فتقول إنها من بين 30% من الناس الذي ليس لديهم رأي محدّد بشأن الجدل القائم حول ما إذا كان انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان هو القرار الصحيح.

وتضيف "رغم أن النتيجة تبدو مروعة على الأرجح، فإنه من الصعب تحديد وجهة النظر الصحيحة. ومع ذلك، لا شك أنه ينبغي دعم الشعب الأفغاني، لا سيما أولئك الذين عملوا مع القوات البريطانية أو ساهموا في إيصال الحقيقة للعالم، فقد خاطروا بحياتهم وحياة عائلاتهم، وينبغي أن نحتضنهم دون تأخير".

وختم تقرير إندبندنت برأي الكاتب الأميركي أتول كارنيك الذي يقول إن مكاسب طالبان تمثل خسائر للشعب الأفغاني، خصوصا بالنسبة للنساء والأطفال الذين سيواجهون أزمة إنسانية في حين يراقب العالم الوضع بتوجس.

وقال كارنيك إن دولة أفغانستان الشاسعة وغير الساحلية، ذات الموقع الإستراتيجي، كانت تاريخيا مستنقعا فشلت فيه الحلول السياسية والدبلوماسية وعجزت فيه القوى العظمى عن تحقيق سلام مستدام.

المصدر : إندبندنت