مشتاقون إلى مائدة الأسرة.. أول إفطار في ظروف قاسية لسكان مخيمات ريف إدلب

منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك سبق أن صرح بأن أكثر من 13 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.

أسرة السيدة غادة اجتمعت إلى مائدة الإفطار في مخيمات اللجوء (الأناضول)

تناول سكان المخيمات بريف إدلب شمالي سوريا إفطارهم الأول في شهر رمضان المبارك وسط ظروف قاسية تلازمهم منذ سنوات.

سكان المخيمات الذين نزحوا من بيوتهم هربًا من قصف النظام السوري على مدنهم وقراهم وبلداتهم، استقبلوا شهر رمضان هذا العام كما الأعوام السابقة في ظل العوز ونقص الاحتياجات الرئيسة.

غادة مصطفى نازحة وأم لـ6 أطفال استقبلت رمضان هذا العام في المخيم بعيدًا عن بيتها وأقربائها.

وأوضحت غادة، في حديث للأناضول، أنها تشعر بوحدة كبيرة في المخيم بعيدًا عن أهلها، بعد أن تفرقت بهم السبل، مشيرة إلى أنها وحدها مع أطفالها في المخيم ولا تعرف أحدًا فيه.

السيدة غادة قالت إنها والكثير من النازحين يعيشون على المساعدات الشحيحة (الأناضول)

وأضافت "رمضان هنا ليس كما كان في قريتنا حيث كنا نستعد لهذا الشهر الفضيل بشراء احتياجاتنا قبل حلوله بأيام، أما الآن فليس لدينا ما نملك لشراء شيء ونعيش على المساعدات الشحيحة".

ولفتت غادة إلى أنها حصلت على نصف سلة غذائية لتقتات بها هي وأولادها في الشهر الفضيل، مضيفة أن "رمضان شهر البركة في كل الأحوال وهذه الأيام ستمضي وسنعود إلى قريتنا ونعيش رمضان كما في السابق إن شاء الله".

وأفادت بأن أفراد أسرتها تفرقوا في رحلة النزوح معبرة عن شوقها إلى أيام رمضان السابقة حين كان يجتمع جميع أفراد الأسرة إلى المائدة.

وتابعت "لا نلتقي أحدا الآن، ولا أحد يسأل عن حالنا، في السابق كل شيء كان رخيصًا أما الآن فالأسعار مرتفعة جدًا، فقد حرم أبناؤنا من طعم الفواكه، لكننا نحمد الله على كل حال".

وتسبب قصف النظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة في سوريا في نزوح الملايين إذ تحول معظمهم إلى سكان في مخيمات يعمّها البؤس والحرمان.

وسبق لمنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، أن صرح بأن أكثر من 13 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يعتمد أكثر من 4 ملايين آخرين في شمال غربي البلاد على المساعدات الغذائية.

وكشف لوكوك عن حاجة نحو 70% من السكان في شمال شرقي سوريا إلى مساعدات عاجلة، محذرا في الوقت ذاته من إمكانية توقف 9 منظمات غير حكومية عن تقديم المساعدات إذا لم تحصل على تمويل.

وكشف تقرير جديد صادر عن المجلس النرويجي للاجئين عن أن من بين أكثر من 23 ألف نزحوا في يناير/كانون الثاني 2021 قال ثلثهم إن السبب الأساسي هو نقص الخدمات الأساسية، في حين نزح 28% بسبب تردي الوضع الاقتصادي.

ويتوقع المجلس النرويجي للاجئين أن يضطر عدد متزايد من السوريين إلى النزوح بسبب تراجع قيمة العملة وانهيار البنية التحتية، ويحذر من احتمال نزوح 6 ملايين آخرين إذا استمر النزاع 10 سنوات أخرى.

وقد فرّ ما لا يقل عن 6 ملايين شخص من سوريا، ونزح 6.5 ملايين آخرين داخل البلاد؛ ما يقارب ربعهم نزحوا 4 مرات على الأقل.

وزادت الأوضاع الاقتصادية في سوريا سوءا مع هبوط سعر الليرة السورية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، وفي لبنان المجاور حيث يرتبط الاقتصاد ارتباطا وثيقا باقتصاد سوريا تراجعت العملة المحلية إلى مستوى غير مسبوق فتسبب ذلك في أزمات اقتصادية وسياسية حادة.

المصدر : الجزيرة + وكالات