الحريري إلى فرنسا.. لجوء سياسي أم مخرج للأزمة؟
وكان الحريري قد أعلن الأحد الماضي في المقابلة الوحيدة التي ظهر فيها منذ استقالته في الرابع من الشهر الجاري أنه عائد إلى بيروت قريبا.
وجدد الحريري تأكيده العودة لبيروت مرتين عبر حسابه على تويتر، الأولى أول أمس الثلاثاء بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في الرياض، وأمس الأربعاء بعد إعلان الرئيس اللبناني ميشال عون أن الحريري محتجز مع عائلته في السعودية.
ما حدث مع الشيخ سعد استثنائي وغير مألوف والمعالجة برأي يجب ان تكون هادئة ضمن الاصول .انه عائد كما اكد لكن لا لإعلان الحرب على المملكة pic.twitter.com/YDwp7HEyXZ
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) November 15, 2017
فتش عن ابن سلمان
واللافت في إعلان الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته حضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي شدد الرجلان في تصريحاتهما على أنه حاضر في تفاصيل قرار الحريري التوجه نحو باريس بدلا من بيروت التي يبدو أن الرياض اعتبرت عودة الحريري لها تمثل هزيمة سياسية لها أمام الضغوط اللبنانية عليها، خاصة من حلفاء طهران.
سعد الحريري مسلسل يومي!
راجع؟ مش راجع؟ بيستقيل؟ بيروح فرنسا؟ بيبقى بالسعودية؟ وعيْلتو؟!
قصة جدّية صارِت مهزلة!
ليش صار هيك؟!
سعد سعودي بالأوّل ولبناني بعدين!
لو ما معو جنسية ما تجرّأوا يعملوا معو هيك!
شرّفوا اعملوا قانون إنّو أيّ واحد بمنصب رسمي ممنوع يكون معو جنسية تانية…— اللواء جميل السيّد (@jamil_el_sayyed) November 16, 2017
وقبل إعلان ماكرون دعوة الحريري إلى باريس وزيارة لودريان للرياض كانت صحيفة لوبنيون الفرنسية تتحدث عن أنها حصلت على معلومات عن اللقاء المقتضب الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأسبوع الماضي في الرياض.
لبنان قابع تحت احتلال حزب الله الارهابي وتحريره بكافة الوسائل اصبح حاجة ملحة.#التاريخ_يعيد_نفسه#بيان_بهاء_الحريري#جيري_ماهر pic.twitter.com/hmbROlHLRv
— Jerry Maher (@jerrymahers) November 16, 2017
وبحسب الصحيفة، فإن محمد بن سلمان قال لماكرون "سعد الحريري قضية عائلية"، وإنه شدد على أنها "ليست قضية داخلية لبنانية وإنما عائلية سعودية"، وهو ما دفع سياسيين لبنانيين للإشارة إلى أن الرياض تتعامل مع الحريري بصفته مواطنا سعوديا لا رئيسا لوزراء لبنان.
لم يعرف العالم بلطجة سياسية يتم فيها احتجاز مسؤولي دول أثناء زيارات رسمية لهم كما تفعل #السعودية اليوم مع عبد ربه منصور هادي وسعد الحريري…
لن تبق التفاصيل مجهولة للأبد وتلويح لبنان باللجوء لمجلس الأمن سيظهرها…
هذا حال البلاد عندما يتحكم فيه الاولاد!— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) November 16, 2017
صحيفة مقربة من حزب الله كتبت اليوم أن سمير جعجع وأشرف ريفي الحليفين للحريري ساهما بالتحريض عليه عند السعودية، مما دفعها لإجباره على الاستقالة |
ووفقا لهذه المقاربة، فإن باريس استثمرت في الضغوط الدولية على الرياض لتنتهي الأمور بملامح صفقة ينتقل الحريري بموجبها إلى باريس، في حين تبقى محطة "باريس-بيروت" في رحلة الحريري رهن تفاصيل الصفقة.
فالسيناريوهات لمرحلة ما بعد خروج الحريري من الرياض تحمل احتمالات لم تتضح بعد، أولها أن الحريري سينتقل لبيروت بعد باريس ليؤكد على استقالته ثم يعود إلى باريس مرة أخرى ليكمل حياته هناك في منفى سياسي اختياري، ويمهد لاختيار رئيس جديد للحكومة ضمن مقاربات جديدة قد لا تبعد لبنان عن تحوله إلى ساحة صراع إقليمي مجددا.
والسيناريو الآخر أن الحريري سيعود إلى بيروت من باريس ضمن معطيات جديدة للتسوية التي عقدت العام الماضي وجاءت به رئيسا للحكومة وبميشال عون رئيسا للبنان.
لو ثبت أن هناك مقايضة لاستبدال سعد الحريري ببهاء الحريري، فعلى الشعب اللبناني،وفي المقدمة منه المكون السني، إنهاء الوجود السياسي لعائلة الحريري تماماً، والالتفاف حول زعامة سنية تليق بلبنان.
— wael kandil (@waiel65) November 15, 2017
وعن سيناريو خروج الحريري من المشهد السياسي حضر اسم بهاء الحريري شقيق سعد البعيد عن المشهد السياسي اللبناني على الخط ببيان غير معهود له أعلن فيه دعمه أسباب استقالة شقيقه، ووجه انتقادات إلى إيران وأثنى على السعودية، وهي مفردات لا يعرف إن كانت مدفوعة بدعم سعودي، أم أن الرجل يقدم أوراقه في بورصة المرشحين المحتملين لخلافة سعد الحريري.
كما تحضر في هذا الإطار تسريبات نشرتها صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله اليوم الخميس أن بعض حلفاء الحريري ساهموا بالتحريض عليه عند السعودية، وأنها دفعت الرياض لـ"إجبار الحريري" على الاستقالة.
جعجع وريفي
وأصابع الاتهام -وفقا للأخبار- تتجه صوب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ووزير العدل الأسبق أشرف ريفي اللذين أبلغا ولي العهد السعودي أن الحريري غير مستعد لمواجهة حزب الله في لبنان.
الخميس 16 تشرين الثاني 2017 | #السعودية تخسرhttps://t.co/QiTLDx1Qwv#سعد_الحريري pic.twitter.com/7aLGRNgl3t
— جريدة الأخبار (@AlakhbarNews) November 16, 2017
وفي ثنايا الجدل اللبناني تحضر قصة تغريدات الحريري التي نشرت على حسابه على تويتر يومي الثلاثاء والأربعاء، خاصة بعد أن نسفت التفاهمات الفرنسية السعودية قصة عودته لبيروت، وتحول وجهته إلى باريس خلافا لما جاء في التغريدات.
سياسيون وإعلاميون ونشطاء لبنانيون ذهبوا حد التشكيك بأن يكون الحريري وراء التغريدتين ونشرتا على حسابه باللهجة العامية لدرجة أن بعضهم اتهم وزير شؤون الخليج العربي ثامر السبهان بأنه من غرد من هاتف الحريري "الذي تمت مصادرته عند وصوله لمطار الرياض يوم 3/11/2017″، وأن الحريري لم يكتب شيئا عن عودته إلى حسابه.
وعلى خلاف حالة الارتياح التي عاشها اللبنانيون بعد مقابلته الأحد الماضي ثم لقائه ببشارة الراعي وأخيرا بالإعلان الفرنسي عن قرب انتقاله لباريس، والتي عبر الرئيس ميشال عون عن ارتياحه لها، يبدو أن الهزات الارتدادية لزلزال الاستقالة لم تتكشف نتائجها الكاملة بعد، وهل ستنتهي بتسوية أم بصراع إقليمي جديد اعتاد لبنان أن يكون ساحته؟