الإبراهيمي بالقاهرة لاستكمال مهمته
يلتقي الموفد الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الاثنين في القاهرة الرئيس المصري محمد مرسي, ويشارك في اجتماع وزاري يضم مصر وتركيا وإيران, بعدما كان غادر دمشق دون أن تظهر علامة على إحراز تقدم نحو حل سياسي للأزمة السورية.
وقال مسؤول بالجامعة العربية إن الاجتماع الذي كان مقررا عقده اليوم بين الإبراهيمي والأمين العام نبيل العربي ألغي. وكان يفترض أن يطلع الإبراهيمي العربي على نتيجة محادثاته بدمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد وبعض المعارضين.
وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري سابقا للجزيرة إن إلغاء الاجتماع يعود لأسباب تتعلق بالجدول الزمني للقاءات الرجلين لا أكثر. وكان يفترض أيضا أن يبحث الخطوات التي يتعين اتخاذها على المستويين العربي والدولي لتسوية الأزمة في سوريا.
ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي اليوم أيضا الرئيس المصري الذي تشكلت بمبادرة منه "مجموعة اتصال" بشأن الأزمة السورية تضم مصر وتركيا وإيران والسعودية. وتعقد هذه المجموعة اليوم بالقاهرة أول اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية في غياب السعودية, ومن المقرر أن يشارك الإبراهيمي في الاجتماع وفق ما قال دبلوماسي عربي ووكالة الأنباء الإيرانية.
ومن المقرر أن يغادر الإبراهيمي لاحقا إلى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, قبل أن يبدأ جولة في عدد من الدول المحيطة بسوريا.
لا تسوية بالأفق
وكان الموفد الأممي العربي قد أنهى أمس زيارة لسوريا استغرقت أربعة أيام دون إحراز تقدم باتجاه تسوية سياسية للأزمة. وأبلغ الرئيس السوري الإبراهيمي بوضوح أنه مستمر في حربه على المعارضة المسلحة, وأبدى استعداده للتحاور مع ما يصفها بالمعارضة الوطنية.
وفي المقابل قالت قيادة الجيش الحر التي تحدثت إلى الإبراهيمي عبر الإنترنت إن مهمته التي بدأت مطلع هذا الشهر ستبوء بالفشل خاصة أنه لا يحمل خطة للحل.
وقال رئيس المجلس العسكري بمحافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن الإبراهيمي "سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد أن نكون سبب هذا الفشل".
وكان الإبراهيمي أكد بعد لقائه الأسد أنه لا يحمل معه خطة للحل "في الوقت الراهن" مشيرا إلى أنه سيعمل على وضعها بعد الاستماع إلى الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية. وقال الإبراهيمي سابقا إن مهمته بالغة التعقيد, ولا يتوقع "معجزات".
وفي بكين, قال وزير الخارجية الصيني يان جي تشي اليوم خلال استقباله وفدا من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة إن حل الأزمة يعود للشعب السوري, مكررا رفض بلاده أي تدخل خارجي في سوريا.
تركيا وأميركا
في الأثناء, بحث قائد هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي اليوم في أنقرة مع نظيره التركي نشدت أوزال الوضع في سوريا, بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني ومكافحة الإرهاب.
وبالتزامن مع زيارة ديمبسي, اشتكى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نشرتها اليوم صحف محلية من ضعف انخراط الولايات المتحدة في مساعي حل الأزمة السورية.
وقال أردوغان إن واشنطن لا تفعل ما هو متوقع منها. وكان قد دعا مؤخرا إلى إقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين داخل سوريا لمواجهة الأعداد المتزايدة من المدنيين الذي ينزحون إلى تركيا.
وفي رسالة بعث بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى أمين عام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن, اتهمت سوريا جارتها تركيا بالسماح بتسلل "آلاف الإرهابيين" إلى أراضيها. واعتبرت الرسالة ذلك "انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار".