أنان يتلقى رد دمشق على خطته
تلقى الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنانأمس الاثنين ردا جديدا من السلطات السورية على خطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة هناك، وذلك مع بدء زيارته اليوم الثلاثاء للصين، بعد أن لقي دعما قويا لخطته من الولايات المتحدة وروسيا.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان إن "الحكومة السورية ردت رسميا على الخطة المؤلفة من ست نقاط والتي وضعها الموفد الخاص المشترك لسوريا كوفي أنان، وكما وافق عليها مجلس الأمن".
وأضاف أن أنان يدرس الرد وسيجيب عليه قريبا جدا. ولكنه لم يعط فكرة عن طبيعة الرد السوري.
وكان أنان قد أعلن في الرابع عشر من مارس/آذار أنه تلقى ردا أوليا من السلطات السورية على خطته التي تدعو إلى وقف كل أشكال العنف من قبل كل الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة وتقديم مساعدات إنسانية إلى السكان وإطلاق سراح المحتجزين.
دعم أميركي وروسي
في السياق ذاته، أعلنت واشنطن وموسكو أمس الاثنين أنهما تدعمان مهمة الموفد العربي الأممي كوفي أنان.
وقال بين رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي إن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيدف عبرا في لقاء على هامش قمة الأمن النووي بالعاصمة الكورية الجنوبية سول عن رغبتهما في العمل معا بما يقوي أنان الذي يسعى إلى تسوية سلمية للأزمة في سوريا.
ونقل رودس عن أوباما قوله لمدفيدف إنه يعتقد أن جزءا من العملية الانتقالية التي يراها لمبادرة كوفي أنان يتعين أن يشمل تخلي الأسد عن السلطة, وأن الهدف النهائي ينبغي أن يكون سلطة شرعية في سوريا.
من جهته، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف إنه يتعين العمل بشكل لا يخلق مشاكل كبيرة, والسعي لتجنب خطر الحرب الأهلية القائم حاليا. وكان مدفيدف قد التقى أمس بأنان في موسكو, وعبر له عن دعمه "القوي" لمهمته، وقال إن تلك المهمة "قد تكون الفرصة الأخيرة أمام سوريا لتفادي حرب أهلية أطول وأشد دموية".
وفي تصريحات للصحفيين مساء أمس بموسكو قبيل مغادرته إلى بكين, قال أنان إن الأزمة في سوريا لا يمكن أن تستمر لأجل غير مسمى, لكنه لم يحدد مهلة نهائية لحلها.
وأضاف أنه "من غير العملي طرح وضع جداول وحدود زمنية في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الأطراف". وتابع "مثلما قلت للأطراف على الأرض, لا يمكنهم مقاومة رياح التغيير".
توحيد الصفوف
وقبل أيام من مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تركيا -وهو الثاني بعد مؤتمر تونس في فبراير/شباط الماضي- بدأت المعارضة السورية اجتماعا في إسطنبول يستمر يومين في محاولة لتوحيد صفوفها. بيد أن هيئة التنسيق الوطني -التي توصف بأنها جزء من معارضة الداخل- رفضت دعوة من المجلس الوطني للمشاركة في اجتماع إسطنبول.
وقالت الهيئة التي يرأسها حسن عبد العظيم في بيان إنها قررت عدم المشاركة بسبب اختلالات تنظيمية وسياسية من "بينها أن تركيا وقطر دعتا إلى الاجتماع".
واتهم البيان البلدين بالسعي إلى "القفز على الجامعة العربية", كما اتهم منظمي اجتماع إسطنبول بعدم توجيه دعوات لمعارضين من الداخل.
وردا على هذا البيان, قال عضو المجلس الوطني السوري محمد السرميني إن الدعوات وجهت لكل أطياف المعارضة, إلا أن هيئة التنسيق رفضت الدعوة.
وأضاف السرميني أن الغرض من الاجتماع هو توحيد الرؤى, ووضع الخطوط العريضة لميثاق وطني لدولة مدنية يتساوى فيها الجميع.
ونقلت رويترز عن مصادر في المعارضة أن الجامعة العربية وتركيا تضغطان على المعارضة لتوحيد صفوفها قبل مؤتمر أصدقاء سوريا.
وقبل اجتماع المعارضة، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أمس في إسطنبول وثيقة أسمتها "عهد وميثاق"، وضعت فيها تعهداتها بشأن مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد.
وفي الأثناء أعلنت كل من تركيا والنرويج أمس الاثنين أنها أغلقت سفارتها في دمشق لأسباب أمنية.