نواكشوط.. العاصمة العطشى
11/5/2010
أمين محمد-نواكشوط
منذ عقود والعاصمة الموريتانية نواكشوط تعاني شحا متناميا في مياه الشرب، فاقم من وطأته اتساع المدينة، والزيادات الكبيرة في عدد سكانها في العقدين الماضيين بعد موجة النزوح إليها من الأرياف والمدن الداخلية إثر موجة الجفاف والقحط التي ضربت البلاد في العقود الماضية.
وتعتمد الغالبية الساحقة من سكان العاصمة نواكشوط على وسائل غير شبكة الماء للحصول على المياه فالأكثرية تحصل عليه من العربات التي تجرها الحمير، أما سكان حي تفرغ زينة الراقي والذي يقطنه كبار المسؤولين والدبلوماسيين ورجال الأعمال فيعتمدون على الصهاريج والشاحنات.
وتفيد التقديرات غير الرسمية أن نحو 70% من سكان المدينة يعتمدون على عربات الحمير للحصول على مياه الشرب، في حين تقول الأرقام الرسمية إن عدد المشتركين في شبكة المياه يصل فقط إلى نحو سبعين ألف مشترك في عاصمة يبلغ سكانها قرابة مليون نسمة.
ويتم تزويد العاصمة نواكشوط بالمياه عن طريق حقل إديني الذي يقع شرقي العاصمة على بعد خمسين كلم، وتنقل المياه منه عبر أنبوبين من الحجم المتوسط، شيد أحدهما في سبعينيات القرن الماضي بمساعدة صينية، وأقيم الثاني في الثمانينيات، ويبلغ حجم ضخ الأنبوبين نحو ستين ألف متر مكعب بعد توسعة تم القيام بها عام 2007.
ورغم أن معاناة سكان نواكشوط مع المياه قديمة ومزمنة، فإنها تتكرر بشكل خاص مع بداية كل صيف حين يشتد الحر، ويزداد الطلب على المياه، علما بأن الجو في موريتانيا حار في أكثر الأوقات إذ تصل درجة الحرارة نهارا إلى قرابة خمسين درجة في بعض المناطق أحيانا.
ولأن شبكة نقل المياه من إديني إلى نواكشوط قديمة ومهترئة فكثيرا ما تتعرض لأعطاب ومشاكل تحرم قاطني مدينة نواكشوط من المياه ليوم أو يومين، وهو ما يزيد الوضع سوءا خصوصا على مستوى الأحياء الفقيرة التي لا تحتوي غالبا على خزانات للمياه داخل المنازل.
إجراءات
ولمواجهة أزمة العطش المتنامية في نواكشوط قال الناطق باسم شركة المياه يعقوب ولد أحمد للجزيرة نت إن شركته تعمل وفق محورين أساسيين أحدهما مؤقت ويتمثل في تقوية وزيادة ضخ الشبكة المائية القادمة من إديني، لتزويد الأحياء الشرقية من العاصمة بكمية مناسبة من المياه توفرها لما يربو على ستة آلاف مشترك.
أما المحور الثاني فهو تسريع مشروع آفطوط الساحلي، وهو أحد أضخم المشاريع التي عرفتها الدولة الموريتانية، ويهدف إلى توفير الماء لمدينة نواكشوط انطلاقا من نهر السنغال، عبر أنابيب تمتد لنحو ثلاثمائة كلم.
المصدر : الجزيرة