حراك تونس الإرادة.. حزب المرزوقي

الموسوعة - حزب حراك تونس الإرادة

حزب سياسي تونسي أسسه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي أواخر ديسمبر/كانون الثاني 2015 برفقة عدد من مستشاريه السابقين وغيرهم بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية، وكان اسمه في البداية حزب "حراك شعب المواطنين".

التأسيس
تعود جذور حزب حراك تونس الإرادة إلى أواخر 2014، حيث تم إطلاق فكرة تأسيس الحزب يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2014 بعد الانتخابات الرئاسية التونسية العاشرة التي نظمت في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 والتي فاز فيها الرئيس الباجي قايد السبسي على منافسه الرئيس السابق المنصف المرزوقي في جولة الإعادة. وجاء إطلاق فكرة تأسيس الحزب -وقتها- للتأكيد أن "المعركة الحقيقية ليست مجرّد معركة انتخابية، بل إنها معركة طويلة المدى" حسب وثيقة للحزب.

وقد انبثقت في خضم ذلك النقاش تنسيقية أولى للمتابعة والإعداد لاجتماع أول انعقد في الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس المخلوع زين العابدين (14 يناير/كانون الثاني 2015)، ثم انعقد اجتماع تأسيسي آخر يوم 27 يناير/كانون الثاني 2015، وتم فيه الإعلان عن "ميثاق شعب المواطنين" وهو الاسم الأولي للحزب الجديد.

وبحسب وثيقة للحزب فقد تم في نفس الاجتماع أيضا الإعلان عن تشكيل تنسيقية مركزية مؤقتة لحراك شعب المواطنين، مهمتها الإعداد للمؤتمر الذي حدد موعده في ذكرى الاستقلال يوم 20 مارس/آذار 2015، إلا أن هذا المؤتمر تأجل إلى 25 أبريل/نيسان 2015، ولكن الحزب تأسس فعليا يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2015، وحصل يوم 3 مايو/أيار 2016 على الترخيص القانوني للعمل.

وضمت هيئته التأسيسية 61 شخصية، على رأسها محمد المنصف المرزوقي رئيس الحزب، وأحمد بلقاسم، وابتسام الطريقي، وإبراهيم بن سعيد، والصادق جبنون، والعربي عبيد، وإيمان الجزيري، وإيناس الجديدي، وبشير النفزي، وعماد الدائمي.

والمرزوقي هو حقوقي سياسي تونسي، يعد من أبرز المعارضين لنظام زين العابدين بن علي، وظل سنوات في المنفى بفرنسا وعاد بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 إلى تونس حيث جرى انتخابه رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية أواخر العام 2011، لكنه خسر المنصب الرئاسي في انتخابات 2014.

التوجه الفكري
يؤكد حزب "حراك تونس الإرادة" في وثيقة مبادئه العامة أنه مشروع مواطني يتجاوز الإيدولوجيات السائدة، ويحمل رؤية جديدة تشمل العمل الثقافي والمدني والسياسي، مراعيا خصوصية المسارات، ويعمل على تأصيلها على أساس المواطنة كمبدأ وغاية.

وأكد في الوثيقة ذاتها أنه يعمل على بناء نظام ديمقراطي اجتماعي تشاركي، يتجاوب مع مطالب المجتمع التونسي وتحقيق أهداف الثورة التونسية.

وبشكل عام تقوم مبادئ الحزب على العناوين والمحاور التالية التي تلخص رؤيته ومشروعه السياسي: السيادة الوطنية واستقلال القرار الوطني، وترسيخ الوحدة الوطنية، وشرعية الدولة وواجب المواطن، وصيانة الحقوق والحريات، واللامركزية والديمقراطية المحلية، ومحورية دور الدولة في العملية التنموية، والانفتاح والتعاون.

وتقول قيادات في الحزب إنه يضم شخصيات ذات توجهات وميول سياسية مختلفة. وللشخصيات اليسارية تحديدا حضور بارز في الحزب المعارض، كما أن رئيسه المنصف المرزوقي ذو توجه علماني حداثي معتدل.

المقر
يوجد مقر حزب "حراك تونس الإرادة" في العاصمة تونس.

الأهداف
حسب وثيقة ميثاق الحزب فإنه يسعى لتحقيق الأهداف التالية:
– الدفاع عن استقلالية القرار الوطني والوحدة الوطنية باعتبارهما مكسبين أساسيين لا حق لأحد في التفريط فيهما أو تهديدهما.

– التصدي لأي بوادر لعودة الاستبداد والدفاع عن الحقوق والحريات التي اكتسبناها بفضل الثورة، وعن الدستور الذي كان أكبر إنجازاتها، والعمل على ترسيخ ديمقراطية فعلية لا يفسدها المال السياسي وإعلام التضليل، وتحرير إرادة الناخب من الترغيب والترهيب، وبناء ديمقراطية قاعدية في المستوى المحلي والجهوي لإشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين في تقرير مصيرهم.

– العمل على ابتداع منوال تنموي جديد يقوم على اقتصاد تضامني منتج يؤسس لتنمية محلية مستدامة وشاملة، قوامها الثقافة والحوكمة الرشيدة، هدفه الأول محاربة الفقر وتنمية الجهات المحرومة ومقاومة الفساد وفرض العدالة الجبائية والحفاظ على البيئة والثروة الوطنية.

– بلورة مشروع ثقافي وطني في مجالات التربية والتعليم يعيد للمدرسة دورها في بناء العقول المبدعة والمهارات المنتجة، وللقيم مكانتَها، وأساسا قيم المواطنة من قبول بالتعددية واحترام حقوق الآخرين والتسامح والاعتدال، ويوائم بين قيم الهوية العربية الإسلامية ومكتسبات الحداثة والقيم الكونية بعيدا عن الانغلاق والانبتات، وينتصر لقضايا التحرر وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني المقاوم.

وأكد المرزوقي  بخطاب ألقاه عند تأسيس الحزب أنه سيبني برنامجه على أساس رؤية مستقبلية تحت اسم "تونس 2056" تحدد شكل مستقبل تونس خلال الأعوام الأربعين القادمة، وأن الحزب سيركز على قضايا العدالة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفقراء والمرأة، إضافة إلى الحفاظ على الدستور.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية