مخيمات اللاجئين في غزة والضفة.. أسماؤها ومواقعها وظروف نشأتها

Aida Refugee Camp in West Bank
مخيم عايدة للاجئين في الضفة الغربية تأسس عام 1950 بين مدينتي بيت لحم وبيت جالا (وكالة الأناضول)

يعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني معاناة اللجوء على أرض بلادهم، ففي الضفة الغربية يقطن أكثر من ربع اللاجئين في مخيمات رسمية وغير رسمية. ويشهد 32 مخيما في الضفة الغربية وقطاع غزة على النكبة الفلسطينية والتهجير القسري.

تعاني مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة من بنى تحتية متهالكة، وشبكات صحية مدمرة، ونقص في المياه، ويعيش سكانها اكتظاظا هائلا في بنايات متراصة تفتقر إلى التهوية والخدمات الأساسية، ويكابدون ظروفا معيشية صعبة وسط نسبة مرتفعة من البطالة والفقر.

وتزيد معاناة مخيمات الضفة الغربية مع الاجتياحات المتكررة لها من قبل قوات الاحتلال، والتدمير المستمر للمنازل والبنى التحتية، والإغلاقات والتضييق على الحواجز، كما تعاني مخيمات غزة حصارا خانقا وحروبا متكررة وتدميرا شاملا للممتلكات والبنى التحتية والاقتصاد، فضلا عن عمليات القتل الجماعي للمدنيين والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال.

التاريخ

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1947، قرارا بتقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما يهودية والأخرى عربية، مع وضع القدس تحت إدارة الأمم المتحدة.

ورفضت جامعة الدول العربية القرار ووصفته بأنه غير شرعي، وعلى الرغم من ذلك بدأ تطبيق القرار على أرض الواقع، إذ شنت العصابات اليهودية المسلحة هجمات على القرى الفلسطينية؛ مما أجبر الآلاف من سكانها على الفرار، وتدهور الوضع ليتحول إلى حرب شاملة عام 1948 مع رحيل القوات البريطانية، وإعلان قيام دولة إسرائيل.

دخلت جيوش الدول العربية المجاورة الحرب ضد إسرائيل، غير أن الأخيرة ألحقت بها الهزيمة، وكانت النتيجة تهجير نحو ثلثي السكان العرب الفلسطينيين تهجيرا قسريا، وأغلقت إسرائيل حدودها، ولم يُسمح لأحد بالعودة، وانتهى المطاف بالثلث الآخر من اللاجئين الفلسطينيين إلى العيش في مخيمات داخل فلسطين.

توجّه معظم اللاجئين الفلسطينيين إلى منطقتي قطاع غزة والضفة الغربية، اللتين تم ترسيم حدودهما بعد ذلك، لتصبح الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية، وغزة تحت السيطرة المصرية، وعبر كثير من اللاجئين الحدود إلى الأردن وسوريا ولبنان.

في المرحلة المبكرة، وجد كثير من اللاجئين مأوى في المباني المهجورة، أو في الثكنات العسكرية القديمة، أو في المدارس والجوامع والكنائس، أو لدى الأصدقاء والأقارب، وانتظر كثيرون في مخيمات نصبتها جمعيات أهلية أو دولية كالصليب الأحمر لينضموا لاحقا إلى عائلاتهم أو يجدوا عملا أو يحصلوا على الإغاثة والعناية الطبية والتعليم.

وفي قطاع غزة عملت جمعية الأصدقاء الأميركية (الكويكرز) على إنشاء مخيمات، أعطيت أسماء المدن المجاورة لها، وقامت الجمعية بتوزيع الخيام على اللاجئين، واستمرت في الإشراف على المخيمات حتى تشكيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أ الأونروا).

وخلال خريف عام 1948، أقرّت الأمم المتحدة القرار رقم (194) الذي أكد حق اللاجئين في العودة، وعقب ذلك بنحو عام، تم تأسيس وكالة الأونروا، التي باشرت عملها رسميا في مايو/أيار 1950، لتأمين برامج العمل والمساعدة الإنسانية المؤقتة.

The 1948 Palestinian exodus, known in Arabic as the Nakba (Arabic: an-Nakbah, lit.'catastrophe'), occurred when more than 700,000 Palestinian Arabs fled or were expelled from their homes, during the 1947Ð1948 Civil War in Mandatory Palestine and the 1948 ArabÐIsraeli War. The exact number of refugees is a matter of dispute, but around 80 percent of the Arab inhabitants of what became Israel (50 percent of the Arab total of Mandatory Palestine) left or were expelled from their homes. Later in the war, Palestinians were forcibly expelled as part of 'Plan Dalet' in a policy of 'ethnic cleansing'. (Photo by: Pictures From History/Universal Images Group via Getty Images)
مشهد من تهجير أكثر من ربع مليون فلسطيني من ديارهم عام 1948 الذي سمي عام النكبة (غيتي)

في عام 1951 شرعت الأونروا في بناء أكواخ ضمنت، مقارنة بالخيام، سكنا أفضل، وكانت تكلفتها أقل من حيث البناء والصيانة لأنها لا تستلزم استبدالا دوريا، كما شجعت الأونروا اللاجئين على إقامة منشآت صغيرة من الطوب الطيني في غور الأردن وغزة، والحجر في تلال الضفة الغربية.

في بدايات اللجوء، رفض الكثير من الفلسطينيين تحويل الخيام التي يسكنونها إلى أبنية، غير أن طول المعاناة اضطرهم إلى التكيّف التدريجي مع أوضاعهم، فاتخذت المخيمات شكل أبنية بسيطة مكتظة، تفتقر إلى التنظيم المدني والبنى التحتية والخدمات.

قُسّم المخيم الواحد إلى أحياء تضم وحدات سكنية متراصّة، ولا يفصل فيها الساكن عن جاره سوى متر أو أقل، وغالبا ما كان يحيط اللاجئ هذه المسافة بسور من الإسمنت أو "التنك" أو أكياس الحلفاء، وكانت البيوت ألواحا وأكواخا (براكيات) ومباني مهلهلة بنيت من الطوب والطين وألواح "الزينكو".

ولا يزيد عدد الغرف في الوحدة السكنية عن غرفة أو غرفتين، يتكدس فيهما عادة ما بين 8 و10 أفراد، وعادة ما يقيم إلى جانب الأب والأم أبناؤهم المتزوجون وأطفالهم، وكثيرا ما يسبب هذا الازدحام مشاكل صحية واجتماعية عديدة.

كانت بيوت المخيمات تكاد تخلو من دورات المياه، ويضطر اللاجئون إلى استخدام دورات مياه عامة أنشأتها وكالة الغوث لهذا الغرض في أحياء المخيم، كما انعدمت في المخيمات تمديدات المياه الصالحة للشرب وللاستخدام المنزلي، مما اضطر الأهالي إلى استقاء الماء من الحنفيات العامة التي استحدثتها وكالة الأونروا في الأحياء.

كانت تفصل الأحياء السكنية بعضها عن بعض شوارع ترابية توحل في فصل الشتاء، وتصبح مجاري للمياه الآسنة في فصل الصيف.

وبحلول سنة 1970، كان جيل جديد قد وُلد في المخيمات، وطرأت حاجة ماسة إلى مساحة أكبر، وفي كثير من المخيمات، بدأت طفرة بناء لدى اللاجئين، وفي بعض الأحيان، كان ذلك انتهاكا لقواعد البناء الخاصة بالأونروا، ومع مرور الوقت بدأ اللاجئون شراء المأوى أو بيعه أو استبداله أو استئجاره.

في نهاية عام 2018 بلغت نسبة اللاجئين في دولة فلسطين حوالي 41% من المجمل الكلي للسكان (المؤشرات الفلسطينية الرسمية) وأصبحت بعض المخيمات من الأماكن الأكثر اكتظاظا في العالم، ومع أنها لم تكن معزولة جغرافيا عن محيطها، فإن معدلات البطالة والفقر فيها غالبا ما كانت مرتفعة.

عاطف دغلس- زقا بمخيم بلاطة كتب على جدرانه ان المخيم ليس الا محطة للعودة - الضفة الغربية- نابلس- مخيم بلاطة- الجزيرة نت7
زقاق بمخيم بلاطة في الضفة الغربية كتب على جدرانه ان المخيم ليس إلا محطة للعودة  (الجزيرة)

مخيمات الضفة الغربية

تمتد الضفة الغربية فوق مساحة من الأرض تبلغ 5660 كيلومترا مربعا، ويعيش فيها حوالي 3.25 ملايين نسمة (معطيات المركز الفلسطيني للإحصاء منتصف عام 2023)، منهم 828.328 لاجئا مسجلا لدى وكالة "الأونروا"، وذلك فضلا عن غير المسجلين.

يشكل اللاجئون نسبة 26% من سكان الضفة الغربية، ويعيش ربعهم في 19 مخيما رسميا، في حين يعيش الآخرون في 5 مخيمات غير معترف بها رسميا، ومدن وقرى الضفة الغربية. (مؤشرات مركز الإحصاء الفلسطيني عام 2018)، وتبلغ نسبة من هم أقل من 24 عاما حوالي 60% من عدد السكان الكلي.

ويقع في الضفة الغربية أكبر عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المعترف بها في أقاليم الأونروا الخمسة (الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة).

البنى التحتية والخدمات الاجتماعية

بُنيت المخيمات في الضفة الغربية على قطع صغيرة من الأرض كانت وكالة الأونروا قد استأجرتها من الحكومة الأردنية، ثم أصبحت تعاني من اكتظاظ سكاني كبير مع ولادة أجيال جديدة، إذ بلغ التعداد السكاني في بعضها ما يزيد على 23 ألف نسمة؛ مما أدى إلى ارتفاع الكثافة السكانية على مساحات صغيرة من الأرض؛ إذ لم يُسمح غالبا لهذه المخيمات بالتوسع، وحتى إذا توسعت فإن ذلك يكون بشكل ضئيل لا يتلاءم مع معدل النمو السكاني.

اضطر السكان إلى بناء وحدات سكنية جديدة على المساحات المتوفرة، وأصبحت المباني متراصة، وتفصل بينها في الغالب مساحة أقل من متر، إضافة إلى التوجه إلى البناء العمودي لتعويض نقص المساحات، الأمر الذي جعل التهوية والإضاءة داخل المخيمات ضعيفتين للغاية.

كما تم تجاهل الأنظمة الفنية التي حددتها الوكالة وأنظمة السلامة الخاصة بالمباني، إذ ينشئ عدد متزايد من اللاجئين مساكن من ثلاثة أو أربعة طوابق فوق أساسات وضعت في الأصل لتحمِل مباني من طابق واحد أو طابقين.

تعاني المخيمات من بنى تحتية منهكة وشبكات صحية مدمرة، كما يعاني بعضها من نقص في المياه، وخاصة في فصل الصيف. وتكون الشوارع غالبا في المخيمات ضيقة للغاية، وتخلو من الأرصفة الجانبية.

عاطف دغلس- الأجيال تكبر على خيار المقاومة- مدخل مخيم نور شمس الرئيسي قرب طولكرم- الضفة الغربية-طولكرم- مخيم نور شمس- الجزيرة نت1
مدخل مخيم نور شمس الرئيسي قرب طولكرم في الضفة الغربية (الجزيرة)

ويكاد يكون ضعف شبكة المجاري معضلة مشتركة بين جميع المخيمات، فغالبا ما تكون شبكة الصرف الصحي في المخيم قديمة، والعديد من المساكن ليس متصلا بالنظام، وبدلا من ذلك تُستخدم مراحيض خاصة متصلة بحفر امتصاصية، أو يُسمح للمياه العادمة بالجريان في الطرقات، وفي فصل الشتاء يتضخم تدفق مياه الصرف الصحي بسبب مياه الأمطار؛ مما يسبب فيضانات وأضرارا ومخاطر صحية.

يواجه معظم المخيمات نقصا في الخدمات مقارنة بالاكتظاظ السكاني، فالمدارس التي توفرها الأونروا مكتظة، ويعمل بعضها بنظام الفترتين، بل لا تتوفر في بعض المخيمات مدرسة للبنين، وقد لا يتوفر أحيانا مركز صحي؛ مما يضطر الطلاب والمرضى إلى اللجوء إلى مدارس ومراكز صحية في مخيمات ومدن مجاورة.

وأدت الاجتياحات الإسرائيلية للمخيمات إلى تدمير المساكن والبنى التحتية، وقد أعادت الأونروا بناء مخيمات بأكملها كانت قد دُمِّرت جرّاء الهجمات العسكرية الإسرائيلية.

عاطف دغلس- رجل يسير بين أزقة مخيم جنين-الضفة الغربية-جنين--مخيم جنين- الجزيرة نت9
رجل يسير بين أزقة مخيم جنين في الضفة الغربية الذي تأسس عام 1953 (الجزيرة)

الوضع الاقتصادي

تعد الغالبية العظمى من سكان المخيمات في الضفة الغربية عمالا ومهنيين في مجال البناء والصناعة الحرفية والتجارة البسيطة والخدمات، أو موظفين لدى السلطة الوطنية أو منظمة الأونروا أو القطاع الخاص، وتعمل أقلية ضئيلة منهم في الزراعة. ونظرا إلى عدم وجود فرص عمل داخل المخيمات، فإن معظم الأيدي العاملة تعمل في المدن والبلدات المجاورة، كما يسافر بعض العمال للعمل في مدن بعيدة، وفي الداخل الإسرائيلي.

يستوعب قطاع الخدمات والمهن المحلية 14%، في حين تتوجّه نسبة عالية تصل إلى 70% من القوة العاملة إلى العمل داخل إسرائيل، إلا أن الإغلاق بعد عام 2000 حرم هذه الفئة من مصدر رزقها الرئيسي، ونتجت عن ذلك زيادة في معدلات الفقر.

وبفعل سياسات الاقتحام والحواجز ومنع دخول الفلسطينيين إلى داخل الأراضي المحتلة فقدت 60% من القوة العاملة عملها بعد سبتمبر/أيلول 2000، وزاد من حدة المشكلة كون 16% من هؤلاء العمال غير مهرة، وفقدت الـ10% الباقية عملها ابتداء من عام 2001 بسبب الإغلاقات.

يعاني سكان مخيمات الضفة الغربية من بطالة مرتفعة، إذ لا تقل معدلات البطالة عن 20%، وقد تتفاقم المشكلة لتصل إلى ما يزيد على 40%.

أخذت حالات العسر الشديد في ازدياد كبير بين أوساط اللاجئين، وأثرت البطالة والفقر في الشباب بشكل خاص؛ مما أدى إلى انتشار عدم الرضا والإحباط على نطاق واسع، وساهم في ارتفاع معدلات التسرب من المدارس بين الأطفال الأصغر سنّا.

وتفاقمت معاناة سكان المخيمات بعد تقليص منظمة "الأونروا" خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في شتى أماكن وجودهم، خاصة أن عددا كبيرا من العائلات كان يعيش بشكل شبه كلي على تلك المعونات والمواد التموينية التي كانت تقدم شهريا.

قوات إسرائيلية تقتحم مخيم عقبة جبر في أريحا بالضفة الغربية - فلسطين بوست
اقتحام قوات الاحتلال لمخيم عقبة جبر بالضفة الغربية (مواقع التواصل الاجتماعي)

مخيمات الضفة الغربية

مخيم الأمعري

أسس الصليب الأحمر هذا المخيم عام 1949 ضمن حدود بلدية البيرة، فوق أرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية، يعيش فيها أكثر من 10.5 آلاف لاجئ مسجل. وتسلمت الحكومة الأردنية مسؤولية المخيم عام 1950.

وبحلول عام 1957، كانت الأونروا قد استبدلت بالخيام مساكن إسمنتية، إذ حصلت العائلات التي لا يزيد عدد أفرادها على خمسة أشخاص على مسكن مؤلف من غرفة واحدة، وحصل من هم أكثر عددا على مساكن من غرفتين.

مخيم الجلزون

تأسس عام 1949 على تلة صخرية تبعد مسافة 7 كيلومترات شمال رام الله.

توسع المخيم عام 1988 إذ امتد على مساحة بلغت 337 دونما، منها 237 دونما من الأراضي الزراعية، يعيش في المخيم أكثر من 11 ألف لاجئ مسجل.

مخيم الدهيشة

يقع جنوب مدينة بيت لحم، ويبعد عنها حوالي 3 كيلومترات، وقد تأسس عام 1949، وتنحدر أصول سكانه من 45 قرية من القرى الواقعة غرب منطقة القدس وغرب منطقة الخليل، ويقطنه حوالي 13 ألف لاجئ مسجل.

مخيم العروب

تأسس عام 1949 على واد يسمى "الصقيع"، على مسافة 15 كيلومترا إلى الجنوب من بيت لحم. ينحدر سكان المخيم من 33 قرية تابعة للرملة والخليل وغزة.

يقع المخيم على الطريق الرئيسي الواصل بين القدس والخليل، ويسكنه أكثر من 10.4 آلاف لاجئ مسجل، ويعاني اجتياحات إسرائيلية من حين إلى آخر.

مخيم الفارعة

تأسس عام 1949 في التلال السفحية لوادي الأردن بالقرب من عين الفارعة، ويبعد المخيم 17 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من نابلس، وهو جزء من سلسلة جبلية، لكن تتخلله أراض واسعة صالحة للزراعة. ينحدر سكان المخيم من 30 قرية تابعة للمناطق الشمالية الشرقية من يافا، ويقطنه 7.6 آلاف لاجئ مسجل.

مخيم الفوار

تأسس عام 1949 على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب من الخليل. وينحدر سكان المخيم من 18 قرية تابعة لمناطق غزة والخليل وبئر السبع. ويسكنه أكثر من 8 آلاف لاجئ مسجل.

مخيم بلاطة

يقع ضمن حدود بلدية نابلس، على أراض زراعية تابعة لقرية بلاطة في أقصى الطرف الغربي من سهل عسكر. تأسس عام 1950، وينحدر سكانه من 60 قرية تابعة لمناطق اللد ويافا والرملة، وهناك العديدون من السكان ممن ينحدرون من أصول بدوية.

على الرغم من كونه أحد أكبر المخيمات هناك، فإن عدد سكانه أقل من عدد سكان أصغر مخيمات غزة. بُني المخيم على مساحة ضيقة ثم توسع وتضخم حتى أصبح أكثر مخيمات الضفة الغربية سكانا، إذ بلغ عددهم 23.6 ألف لاجئ مسجل.

مخيم بيت جبرين

تأسس عام 1950 في قلب مدينة بيت لحم، ويعاني باستمرار من المضايقات الإسرائيلية والاقتحامات الليلية.

يعد أصغر مخيم للاجئين في الضفة الغربية، ويسكنه أكثر من ألف لاجئ مسجل، وينحدر سكانه الأصليون من القرى المدمرة في بيت جبرين التي تقع على التلال الغربية لمدينة الخليل.

غالبا ما يطلق على المخيم أيضا اسم مخيم عزة، إذ إن أكثر من 60% من سكانه ينحدرون من عائلة العزة.

مخيم جنين

يقع ضمن حدود بلدية جنين، إلى الجانب الغربي من المدينة. تأسس عام 1953، بعد تدمير المخيم الأصلي في المنطقة جراء عاصفة ثلجية، ويسكنه 16 ألف لاجئ مسجل.

تداهم القوات الإسرائيلية والفلسطينية المخيم بانتظام، وقد تأثر بشدة في الانتفاضة الثانية عام 2002، إذ احتله الجيش الإسرائيلي بعد عشرة أيام من القتال العنيف، ودمر فيه أكثر من 400 منزل، وألحق أضرارا جسيمة بمئات أخرى، وشرد أكثر من ربع السكان، وأعادت الأونروا إعمار المخيم، وأضافت إليه قطعة أرض متاخمة، تبلغ مساحتها حوالي 3% من المساحة الأصلية للمخيم؛ مما قلل من الاكتظاظ.

مخيم دير عمار

تأسس عام 1949 شمالي غرب رام الله، على مقربة من قرية دير عمار، وينحدر سكانه من القرى المدمرة التابعة لمناطق اللد والرملة ويافا.

ويعد من المخيمات الأكثر اتساعا في الضفة الغربية، إذ يتمتع سكانه بأماكن عامة مثل الحدائق والملاعب الرياضية، في حين أن عزلته الجغرافية النسبية تشكل صعوبة في التنقل لبعض السكان. وجلبت إمكانية الوصول إلى أسواق العمل الإسرائيلية والمحلية الاستقرار الاقتصادي النسبي للمخيم.

مخيم رقم واحد

أنشئ عام 1948، وأقيم على قطعة أرض تابعة لمدينة نابلس، يسكنه نحو 6.7 آلاف لاجئ مسجل، وينحدر سكان المخيم الأصليون من مدن اللد ويافا وحيفا، وفيه آخرون من أصول بدوية. يعد أول مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبجانبه عين ماء كانت تزوّد اللاجئين باحتياجاتهم في بدايات المخيم، لهذا يطلق عليه أيضا "مخيم عين بيت الماء".

 

مخيم شعفاط

تأسس عام 1965، بعد أكثر من عقد من تأسيس كافة المخيمات الرسمية الأخرى في الضفة الغربية، وأقيم للاجئين الذين كانوا يعيشون في ظروف غير صحية في مخيم "المعسكر" في مدينة القدس القديمة، الذي تم إغلاقه بعد خروج جميع اللاجئين منه.

ويعد شعفاط المخيم الوحيد في الضفة الغربية الذي يقع ضمن حدود بلدية القدس التي يسيرها الاحتلال، ولذلك فإن اللاجئين فيه يحق لهم الحصول على هويات مدنية تابعة للقدس، الأمر الذي يضمن لهم حقوق الإقامة في المدينة، ويجعلهم مؤهلين للحصول على بعض الخدمات التي تقدمها المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك الرعاية الصحية.

تُبيِّن سجلات الأونروا الرسمية أن عدد اللاجئين المسجلين في المخيم يصل إلى حوالي 11 ألف لاجئ، إلا أنه من المرجح أن عدد اللاجئين فيه يبلغ أكثر من 18 ألف نسمة.

مخيم طولكرم

تأسس عام 1950 ضمن حدود بلدية طولكرم على الحافة الغربية للضفة الغربية، ويعد من أكبر مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وينتمي اللاجئون الأصليون في المخيم إلى القرى والمدن التابعة لمناطق حيفا ويافا وقيسارية.

الجدار العنصري يحاصر مخيم عايدة من ثلاث جهات (الجزيرة)

مخيم عايدة

تأسس عام 1950، بين مدينتي بيت لحم وبيت جالا، وينتمي اللاجئون الأصليون في المخيم إلى 17 قرية تابعة للجزء الغربي من منطقتي القدس والخليل.

يسكنه أكثر من 4.7 آلاف لاجئ مسجل. وقد أصابت المخيمَ خسائرُ كبيرة خلال الانتفاضة الثانية، إذ أصيبت مدرسته بأضرار بالغة، وتم تدمير 29 من وحداته السكنية خلال الاجتياح الإسرائيلي.

مخيم عسكر

تأسس عام 1950 ضمن حدود بلدية نابلس، وينحدر سكانه من 36 قرية تابعة لمناطق اللد وحيفا ويافا.

وفي عام 1965 أدى الاكتظاظ الشديد في المخيم، إلى التوسع إلى أرض مجاورة، ويشير سكانه إلى تلك المنطقة بعبارة "عسكر الجديد"، ولا يعتبر هذا الجزء مخيما من الناحية الرسمية.

يقع المخيم الأصلي ضمن المنطقة "أ" الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، ويقع المخيم الجديد ضمن المنطقة "ب"، ومن ثم فهو تحت السيطرة الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة. وعلى الرغم من عملية التوسع، فقد استمر الاكتظاظ السكاني في المخيم، إذ بلغ عدد سكانه حوالي 15.9 ألف لاجئ مسجل.

مخيم عقبة جبر

تأسس عام 1948 على بعد 3 كيلومترات إلى الجنوب الغربي من أريحا، كان عدد اللاجئين المسجلين فيه يبلغ 30 ألف، قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، الأمر الذي جعل المخيم هو الأكبر في الضفة الغربية.

وينحدر السكان الأصليون لمخيم عقبة جبر من قرابة 300 قرية شمال حيفا، إضافة إلى مناطق غزة والخليل.

وإبان العدوان الإسرائيلي عام 1967، فر العديد من اللاجئين إلى الأردن، وما بقي منهم ينحدر من 22 قرية، كما قدِم أشخاص من غير اللاجئين للعيش في أراضي المخيم.

 

مخيم عين السلطان

تأسس عام 1948، ويبلغ عدد سكانه حوالي 1900 لاجئ مسجل. يقع أسفل جبل قرنطل ويسمى أيضا "جبل التجربة"، على بعد كيلومتر واحد من مدينة أريحا، وينحدر سكان المخيم من كافة أرجاء فلسطين التاريخية.

قبل النكسة عام 1967، استوعب المخيم نحو 20 ألف لاجئ فلسطيني، وخلال الحرب فر معظم اللاجئين إلى الأردن، أما الباقون فينحدرون من مناطق الرملة واللد والخليل.

وقد أصبح معظم بيوت المخيم فارغا، بعد أن تركها أصحابها، وهو ما جعلته سلطات الاحتلال مسوغا لهدمها، فتم تدمير جميع المنازل غير المسكونة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1985، بحضور مسؤولين في وكالة الأونروا.

مخيم قلنديا

تأسس عام 1949 على بعد 11 كيلومترا إلى الشمال من القدس، ويمر منه الطريق الرئيسي الواصل بين القدس ورام الله، يقع المخيم تحت سيطرة السلطات الإسرائيلية، وتعتبره جزءا من بلدية القدس الكبرى.

وتعود أصول اللاجئين في مخيم قلنديا إلى 52 قرية تابعة لمناطق اللد والرملة وحيفا والقدس والخليل. وتم توسيعه مع مرور الزمن، إذ استوعب 3 آلاف لاجئ فلسطيني كانوا يسكنون في تجمعات غير لائقة حول مدينة رام الله والبيرة، ويبلغ عدد سكانه حوالي 11 ألف لاجئ مسجل.

مخيم نور شمس

يقع في الشمال الغربي من الضفة الغربية، ويبعد حوالي 3 كيلومترات شرق مركز مدينة طولكرم، تأسس عام 1952، وكان سكانه الأوائل يقطنون منطقة جنين، وبعد أن دمرت عاصفة ثلجية خيامهم، أرغمتهم على الانتقال إلى منطقة طولكرم، وعندها تم تأسيس المخيم. ويبلغ عدد سكانه 13.5 ألف لاجئ مسجل.

عاطف دغلس- جانب من مخيم عين السلطان القريبة من مخيم عقبة جبر في اريحا- الضفة الغربية- اريحا-الجزيرة نت6
جانب من مخيم عين السلطان الذي تأسس عام 1948 ويبلغ عدد سكانه 1900 لاجئ (الجزيرة)

مخيمات الضفة الغربية غير المعترف بها

مخيم سلواد

يقع على بعد حوالي 20 كيلومترا إلى الشرق من رام الله، ويطلق عليه بعضهم "مخيم غزة"، وقد أنشئ عام 1972، على 10 دونمات من أرض للحكومة الأردنية، تم شراؤها من سكان بلدة سلواد عام 1952، ثم بنت الحكومة الكندية المخيم، الذي توسع حتى بلغت مساحته 28 دونما.

وكان السكان الأصليون للمخيم 70 أسرة من لاجئي يافا واللد والرملة.

مخيم عين عريك

أقيم عام 1948، على أراضي قرية عين عريك، إلى الغرب من مدينة رام الله، وبلغت مساحة المخيم ما بين 20 و25 دونما، نصفها مسجل أراضي وقف، والنصف الآخر ملك لأهالي القرية الأصليين.

وبعد نكسة عام 1967، نزح الكثيرون من سكان المخيم إلى الأردن أو إلى المدن المجاورة.

مخيم قلنديا.. رباط على أبواب القدس
مخيم قلنديا يقع إلى الشمال من مدينة القدس وتسيطر عليه السلطات الإسرائيلية (الجزيرة)

مخيم النويعمة

يقع على طريق بيسان الجفتلك، على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال من مدينة أريحا، وقد تأسس عام 1948، على مساحة من الأرض تبلغ 270 دونما تقريبا، ثم توسع حتى وصلت مساحته إلى 276 دونما. وقد تم إفراغه بعد حرب 1967.

مخيم بيرزيت

أقيم عام 1948 في بلدة بيرزيت على مساحة 23 دونما، على جانبي شارع وسط المدينة، وقد تقلصت مساحة المخيم مع مرور الزمن، حتى أصبحت 6 دونمات فقط. وينحدر سكان المخيم من عدد من القرى الفلسطينية المهجرة سنة 1948.

مخيم قدورة

هو حي من أحياء مدينة رام الله، ومع أنه يقع في قلب المدينة، فهو مختلف عن أحيائها الجميلة، إذ يبدو عليه تراكم سنوات من الإهمال وغض الطرف عن تجمع اللاجئين فيه، سواء من قبل "الأونروا" التي لم تعترف به، أو من بلدية رام الله التي يتبع لها المخيم رسميا، ويعد جزءا من مسؤولياتها.

مخيمات قطاع غزة

تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كيلو مترا مربعا، ويعيش فيه حوالي 2.23 مليون نسمة، (مركز الإحصاء الفلسطيني عام 2023)، منهم أكثر من 1.4 مليون لاجئ مسجل لدى "الأونروا".

ومن أجل استيعاب الأعداد الهائلة للاجئين أنشأت "الأونروا" 8 مخيمات في القطاع، غير أنها لم تسع إلا حوالي نصف عدد اللاجئين، أما النصف الآخر فقد توزع على مدن وقرى القطاع، حتى غصت بهم تلك الأماكن، وفاق عددهم عدد سكان القطاع الأصليين، وبلغت نسبتهم 64% من المجموع الكلي للسكان (مركز الإحصاء الفلسطيني عام 2018).

البنى التحتية والخدمات الاجتماعية

معظم منازل مخيمات القطاع متراصة وقديمة، وفي كثير من الحالات، اضطر السكان إلى بناء طوابق إضافية لاستيعاب عائلاتهم، وغالبا ما يتم ذلك بدون تصميم مناسب، مما أدى إلى فرض ظروف غير صحية من انتشار الرطوبة وقلة التهوية.

والشوارع في تلك المخيمات أزقة وممرات ملتوية، تم توسيع بعضها عنوة، على حساب بعض البيوت، ولا تستخدم هذه الممرات للدخول والخروج، فحسب، بل أصبحت بمثابة قنوات لمجاري المنازل أيضا، حيث تصب في برك صغيرة للمياه الآسنة تعشش فيها الحشرات الضارة.

وغالبا ما يلعب الأطفال في الأزقة، وقد يعبثون بالمياه الآسنة التي تمر بين الطرقات؛ مما يسبب انتشار الأمراض والأوبئة التي تنتقل بين السكان عن طريق المخالطة.

تعاني هذه المخيمات من صعوبة الوصول إلى المياه النظيفة والكهرباء، ويؤثر ذلك في جوانب الحياة، فلا تتوفر المياه النظيفة لـ95% من السكان. كما يصل متوسط توافر الكهرباء إلى 11 ساعة في اليوم (مؤشرات الأونروا عام 2023).

وأثر النقص المستمر في الطاقة بشكل خطير في توافر الخدمات الأساسية، ولا سيما الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي.

منازل مكتظة وسط أزقة وشوارع ضيقة في مخيمات اللاجئين في غزة-رائد موسى-الجزيرة نت
منازل مكتظة وأزقة وشوارع ضيقة في مخيمات اللاجئين في غزة  (الجزيرة)

وقد تضاعف عدد السكان منذ عام 1950، وحيث لم يعد بالإمكان توسيع مساحة المخيمات، زاد معدل الكثافة السكانية، حتى بلغ أكثر من 5.5 آلاف فرد لكل كيلومتر مربع، ويعتبر هذا المعدل من أعلى الكثافات السكانية في العالم.

وتعاني مدارس "الأونروا" في القطاع من اكتظاظ شديد، زادت حدته حين تم إغلاق 6 مدارس بأوامر عسكرية، وأصيب نحو 137 مدرسة بقصف إسرائيلي بالرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية.

وأثر التراجع في ميزانية منظمة "الأونروا" بشدة في الأوضاع الصحية في المخيمات، وقلّصت خدمات أخرى، ولم تعد الوكالة تلبي كل ما يتعلق بحاجات اللاجئين على هذا الصعيد.

وأدت الأعمال العدائية الإسرائيلية المستمرة، وقصف القطاع الجوي والبحري المكثف من قبل قوات الاحتلال على مدى سنوات، إلى خسائر بشرية كبيرة ودمار وتشريد، وتأثير نفسي عميق.

وعلى الرغم من عمليات إعادة الإعمار، فإن الحروب المتلاحقة تفسد ما تم إصلاحه، وتمنع القطاع ومخيماته من الوصول إلى حالة من التعافي، فما إن يخرج من حرب حتى يضطر إلى الدخول في أخرى.

وقد أدت جولة جديدة من الضربات الشرسة في أكتوبر/تشرين الثاني 2023 إلى حالة مروعة من قتل المدنيين من الأطفال والنساء، وإلحاق أضرار كبيرة بالمنازل والبنية التحتية، في حين لم يكن القطاع قد تعافى بعد من الدمار الذي وقع في أغسطس/آب 2022.

ابتسامة أطفال رغم بؤس الحياة في مخيمات غزة-رائد موسى-الجزيرة نت
ابتسامة أطفال رغم معاناة الحياة في مخيمات قطاع غزة (الجزيرة)

الأوضاع الاقتصادية

اعتمد سكان قضاء غزة قبل الاحتلال بشكل أساسي على الزراعة، وبخاصة الحبوب والحمضيات، ولكن مساحة أراضي هذين المحصولين قد تقلصت كثيرا بعد اغتصاب الجزء الأكبر من أراضيه، ولم يبق من الأراضي المزروعة بالحمضيات في حدود القضاء عام 1949 سوى أربعة آلاف دونم من بين 22 ألف دونم، ومن نحو مليون دونم كانت تزرع قمحا وشعيرا لم يبق سوى 71 ألف دونم.

وفي بداية الأمر، عانت الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين من البطالة، واعتمدت في معيشتها على ما تقدمه لهم "الأونروا" من معونات غذائية لا تفي بالحاجة ولا تسد رمقا.

وبعد احتلال القطاع عام 1967 تمت مصادرة الكثير من الأراضي الزراعية، وتم تصنيف بعضها مناطق أمنية، وهي المناطق المحاذية لحدود قطاع غزة مع إسرائيل.

وشرعت السلطات الإسرائيلية في تطبيق سياسة الدمج الاقتصادي لقطاع غزة، فأنشأت مصانع تحويلية عديدة مرتبطة بالمصانع الإسرائيلية، تعتمد بشكل أساسي على الأيدي العاملة الرخيصة، وفتحت أسواقها لعشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين، سواء من الضفة أو القطاع، الذين هم في غالبيتهم من سكان المخيمات.

وأصبح قطاع غزة بفعل هذه السياسة سوقا للأيدي العاملة الرخيصة، يعتمد اقتصاده بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي بكل ما يحتويه من أمراض، وقد أدت السياسة التشغيلية الإسرائيلية هذه إلى تحسن نسبي في الأوضاع الاقتصادية للاجئين الفلسطينيين، وتم هذا على حساب التطور الزراعي والصناعي المستقل لقطاع غزة.

ومنذ عام 2007 يعيش سكان القطاع تحت طائلة العقاب الجماعي نتيجة للحصار البري والجوي والبحري المستمر، المفروض عليهم من قبل دولة الاحتلال، الذي يعيق إلى حد كبير حركة الأفراد والبضائع من القطاع وإليه، ويمنع الوصول إلى الأسواق، ويقلل من فرص العمل.

ونتج عن ذلك ارتفاع هائل في معدل البطالة، إذ بلغ المعدل الإجمالي للبطالة في مخيمات القطاع في نهاية الربع الثالث من عام 2022 نحو 48.1%، وارتفعت معدلات الفقر وتراجع الأمن الغذائي في القطاع، ويعاني 63٪ من السكان من انعدام الأمن الغذائي، ويعتمدون على المساعدات الدولية (مؤشرات الأونروا).

وأكثر النشاط الاقتصادي في القطاع موزع بين الزراعة وبعض الورش الصناعية المحلية، والعمل في الأراضي المحتلة عام 1948، التي تعتبر تصاريح العبور إليها امتيازا يتمتع به القليل من العمال الغزيين.

وقد أدى الاهتراء الشديد في البنية التحتية -التي تعتبر الركيزة الأساسية للنشاط الاقتصادي وازدهاره- والنقص المستمر في الطاقة إلى تقويض الاقتصاد، ولا سيما قطاع الصناعة والزراعة، وقد أصاب الاقتصاد دمار شديد فعجز عن إيجاد فرص عمل، وأدى ذلك إلى فقر شديد وتراجع في النمو.

وتفرض قوات الاحتلال قيودا على المساحة المخصصة للصيد، إذ إن الحد المسموح به للصيد يبلغ ستة أميال بحرية فقط؛ مما أدى إلى انخفاض كميات الصيد، وفقدان العديد من سبل العيش وزيادة معدلات الفقر.

المخيمات المعترف بها في قطاع غزة

مخيم جباليا

يقع شمال مدينة غزة بالقرب من قرية تحمل الاسم ذاته، وفي أعقاب حرب 1948 استقر اللاجئون في المخيم، ومعظمهم كانوا قد فروا من قرى جنوب فلسطين. ويعد من أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، ويعيش فيه أكثر من 116 ألف لاجئ مسجل.

مخيم الشاطئ

يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويبعد عن وسط مدينة غزة حوالي 4 كيلومترات إلى الشمال الغربي منها، ويعد ثالث أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع، وأحد أكثر المخيمات اكتظاظا بالسكان.

أُنشئ المخيم عام 1950، ثم زحف نحو الشرق حتى أحياء مدينة غزة بمنطقة الساحل، وإلى الشمال حتى منطقة المشاتل وإلى الجنوب حتى منطقة البناء القديم، ويقطن فيه أكثر من 90.7 ألف لاجئ مسجل لدى الأونروا.

منظر لجانب من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين من نافذة مشغل الفنان عابد
جانب من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين الذي أنشئ عام 1950 (الجزيرة)

مخيم رفح

يقع في جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية، وقد تأسس عام 1949، وكان من أكثر المخيمات اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، ومع مرور الوقت، انتقل آلاف اللاجئين من المخيم إلى مشروع إسكاني قريب في تل السلطان، الأمر الذي جعل المخيم لا يكاد يمكن تمييزه عن المدينة المحاذية له، ويسكن فيه حوالي 133.3 ألف لاجئ.

مخيم النصيرات

يقع على بعد 8 كيلومترات جنوبي مدينة غزة، وعلى بعد 6 كيلومترات شمالي بلدة دير البلح، ويقع المخيم في وسط القطاع، وهو من المخيمات الكبرى في قطاع غزة من حيث السكان والمساحة، ويضم تجمعا كبيرا للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو مخيم مكتظ ومزدحم، يقطنه أكثر من 80.4 ألف لاجئ.

مخيم خان يونس

يقع على بعد نحو كيلومترين من شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال من رفح، وإلى الغرب من مدينة خان يونس، التي تعد مركزا تجاريا رئيسيا، وقد التجأ إليه الفارون من منازلهم بسبب حرب عام 1948، وكان معظمهم من منطقة بئر السبع.

وبلغت مساحته عند الإنشاء حوالي 549 دونما، وازدادت بعد ذلك إلى 564 دونما، ويقطنه حوالي 88.8 ألف لاجئ.

غزة، يناير 2017، جانب من مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين، أحد ثمانية مخيمات بالقطاع
جانب من مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين أحد مخيمات قطاع غزة (الجزيرة)

مخيم البريج

يقع وسط قطاع غزة بجانب مخيمي المغازي والنصيرات، إلى الجنوب من مدينة غزة، وقد تم إنشاؤه في الخمسينيات من القرن العشرين، لاستضافة اللاجئين الذين كانوا يعيشون في ثكنات الجيش البريطاني والخيام، والذين قدموا من مدن شرق غزة مثل الفالوجا.

ويعد البريج مخيما صغيرا نسبيا، وقد أنشئ على مساحة قدرها 528 دونما، ثم تقلصت بعد ذلك حتى وصلت إلى 478 دونما، ويقطنه حوالي 46.6 ألف لاجئ مسجل.

مخيم المغازي

يقع في وسط قطاع غزة إلى الجنوب من مخيم البريج، وقد تأسس عام 1949، وهو واحد من أصغر المخيمات في غزة، سواء من حيث الحجم أو من حيث عدد السكان، ويعيش فيه نحو 33.2 ألف لاجئ.

ومعظم اللاجئين الذين قدموا إلى المخيم كانوا قد فروا بسبب الأعمال العدائية التي رافقت حرب عام 1948، وأصولهم من القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين.

مخيم دير البلح

هو أصغر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وكانت مساحته تبلغ حوالي 156 دونما عند الإنشاء، ثم تقلصت إلى 132 دونما، ويسكنه نحو 26.6 ألف لاجئ.

يقع المخيم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الغرب من مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة، وقد تم توفير مساكن مؤقتة في المخيم للاجئين الأصليين، الذين كانوا قد فروا من بيوتهم في وسط وجنوب فلسطين جراء حرب عام 1948.

المصدر : مواقع إلكترونية