أنقرة
عاصمة تركيا وثانية مدنها ضخامة بعد إسطنبول، يتركز فيها النشاط السياسي والدبلوماسي، وهي مركز صناعي وتجاري مهم، وتقدم صورة واضحة عن تركيا الحديثة.
الموقع والجغرافيا
تقع مدينة أنقرة في وسط تركيا تقريبا، وهي جزء من إقليم الأناضول الداخلي، ويعطيها موقعها هذا بعدا إستراتيجياً حيث تقع في نقطة التقاء الطرق المتجهة إلى مختلف أنحاء وأقاليم تركيا.
ترتفع عن مستوى سطح البحر 938 مترا، ويتسم صيفها بدرجات الحرارة العالية نهارا والجو اللطيف ليلا، أما شتاؤها فشديد البرودة. ويسودها المناخ القاري بسبب موقعها الداخلي البعيد عن التأثيرات البحرية، كما تتساقط فيها الثلوج بكثافة بحكم موقعها المرتفع.
السكان
يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين و45 ألف نسمة (وفق إحصاء رسمي 2013)، ورغم كونها صممت -بعد اختيارها عاصمة لتركيا 1923- لتستوعب إقامة 500,000 نسمة، لكنها منذ الخمسينيات أخذت تنمو بشكل أسرع مما كان مخططا له بسبب هجرة الباحثين عن العمل من المدن الأخرى أو من الأرياف.
التاريخ
أصل كلمة أنقرة القديم هو أنكورا، وهو اسم أطلقه عليها حكامها الفريجيون الذين ازدهرت في زمنهم (حوالي 1000 سنة قبل الميلاد)، كما عرفت باسم أنكيرا، ويعود تاريخ تأسيسها إلى زمن الحضارة الحثية خلال العصر البرونزي.
سيطر عليها الليديون والفرس الذين استمروا في حكمها فترات طويلة حتى هزمهم الإسكندر المقدوني الذي احتل أنقرة عام 323 قبل الميلاد.
شهدت المدينة توسعا آخر مهما على يد الإغريق الذين قدموا إليها حوالي 300 قبل الميلاد، حيث شكلت نقطة تبادل تجاري للبضائع بين منطقة البحر الأسود والأناضول وبلاد الشام وفارس وأرمينيا.
استولى عليها الرومان بقيادة أغسطس عام 25 قبل الميلاد وأصبحت منذ ذلك الحين عاصمة لمقاطعة جالاتيا الرومانية.
غزاها القوط عدة مرات ثم العرب تحت حكم الملكة زنوبيا، واستطاع الإمبراطور أورليان إعادتها إلى السلطة الرومانية عام 272.
أخذت مكانتها بوصفها عاصمة ثانية للدولة البيزنطية في أواخر القرن الرابع الميلادي حين أصبحت منتجع الأباطرة الصيفي فكانوا يهربون إليها من حر القسطنطينية ورطوبتها.
بعد ظهور الإسلام واتساع حركة الفتوحات تناوب المسلمون والبيزنطيون السيطرة على المدينة مرات عديدة، واستمرت أهميتها النابعة من موقعها الإستراتيجي باعتبارها ملتقى طرق عديدة.
اختيرت أنقرة عاصمة للجمهورية التركية بعد إعلان قيامها عام 1923، وكان لموقعها في الأناضول الداخلي أثر كبير في هذا الاختيار، فالقادة في ذلك الوقت -وفي مقدمتهم مصطفى كمال أتاتورك- أرادوا حماية العاصمة وأن تكون بعيدة عن تهديدات جيوش الحلفاء التي كانت تجوب خليج البوسفور وبحر إيجة، فضلا عن كونها مركز قيادة القوات التركية المشاركة في حرب الاستقلال.
الاقتصاد
يعمل معظم سكان أنقرة في مجال الخدمات، وتتميز المدينة بإنتاج الموهير المصنوع من شعر ماعز الأنجورا، وبإنتاج صوف الأنجورا أو فرو الأنجورا المصنوع من أرنب الأنجورا، ويصدر هذان المنتجان إلى أوروبا بسبب الطلب الكبير عليهما في السوق الأوروبية.
لا تشكل السياحة مصدرا كبيرا للاقتصاد في أنقرة، ورغم هذا فقد بدأت مؤخرا إجراءات متنوعة لتشجيع السياحة وجذب السياح إلى المدينة.
المعالم
تحتوي أنقرة على العديد من المعالم الأثرية، ففيها الممر وطريق الأعمدة الرومانية والمسرح الروماني وكاتدرائية أنقرة التاريخية ومعبد روما، ومئات المساجد العثمانية مثل جامع علاء الدين وجامع حاجي بيرم، وأكثر من 50 متحفا من بينها متحف العرقيات ومتحف الحضارات الأناضولية ومتحف حرب الاستقلال.
من معالمها أيضا التمثالان البرونزي والرخامي لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، ودار الأوبرا ومراكز تسوق حديثة.
تضم المدينة كذلك منشآت السيادة التركية، ومنها القصر الرئاسي "شان قايا" الذي أقام فيه 11 رئيسا تركيا منذ عهد أتاتورك، والقصر الرئاسي الجديد "آق سراي" (القصر الأبيض) الذي افتتح في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان 2014، كما توجد فيها المقرات الرسمية الحكومية كمبنى رئاسة الوزراء والوزارات المختلفة والبرلمان، وكثير من الحدائق والمتنزهات العامة.