كندا.. دولة ثنائية اللغة والمذهب الديني وديمقراطية تحت التاج البريطاني

تصميم خاص خريطة كندا

كندا ثاني أكبر دولة في العالم مساحة، تقع في القسم الشمالي من قارة أميركا الشمالية، حصلت على الاستقلال الذاتي عام 1867م، وأصبح لها دستور مستقل عن بريطانيا لأول مرة عام 1982م.

وبسبب الوجود الاستعماري الفرنسي البريطاني منذ القرن السادس عشر، ثم السيطرة البريطانية ابتداء من منتصف القرن الثامن عشر، فإن الهوية الوطنية لكندا أصبحت ثنائية اللغة (الإنجليزية والفرنسية) والمذهب الديني (البروتستانت والكاثوليك).

أما نظام الحكم فهو ملكي دستوري في ظل برلمانية ديمقراطية، إذ يعين التاج البريطاني حاكما عاما لكندا، بينما يقود الحكومة رئيس وزراء منتخب.

الاسم الرسمي: كندا.

الاسم المختصر: كندا.

العاصمة: أوتاوا.

اللغة: الإنجليزية والفرنسية.

تاريخ الاستقلال: 1 يوليو/تموز 1867 (عن التاج البريطاني).

العملة: دولار كندي.

الجغرافيا

الموقع: توجد كندا -وهي ثاني أكبر دولة في العالم مساحة- في القسم الشمالي من قارة أميركا الشمالية، وتمتد من المحيط الأطلسي شرقا إلى المحيط الهادي غربا، يحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، ومن الشمال الشرقي جزيرة غرينلاند التابعة للدانمارك، وتحدها الولايات المتحدة من الجنوب.

المساحة: 9.984.670 كيلومترا مربعا.

الموارد الطبيعية: النفط والأخشاب والأسماك إضافة إلى مجموعة من المعادن أهمها النحاس والزنك والذهب والألماس والنيكل.

المناخ: بارد شمالا معتدل وسطا وجنوبا.

إعلان

السكان

العدد: بلغ عدد سكان كندا 41,288,599 نسمة حسب تقديرات يوليو/تموز 2024، ووصلت نسبة النمو السكاني حسب تقديرات العام ذاته 0.6%.

التوزيع العرقي: 15,6% كنديون، 14,7% بريطانيون، 11% فرنسيون، 12,1% أسكتلنديون، 12,1% أيرلنديون، 8,1% ألمان، 4,3% إيطاليون، 4.7% صينيون، 3,7% هنود، 3,5% أوكرانيون، 1,7% سكان أصليون، إضافة إلى ذوي أصول مختلطة.

Pope Francis offered a long-sought apology to the Indigenous community in Canada, on July 25, 2022, over the Catholic church's role in the generational abuse they suffered a...Show More Cole Burston/Getty Images
البابا فرنشيسكو يعتذر للسكان الأصليين لكندا عام 2022 عن دور الكنيسة الكاثوليكية في الانتهاكات التي طالتهم (غيتي)

الديانة

حسب تعداد أجري عام 2021 بلغت نسبة معتنقي الديانة المسيحة 53% من مجموع سكان كندا، وهو ما يشكل تراجعا بعد أن كانت تصل إلى 90% في تعداد 1971.

بينما ارتفعت نسبة من لا يؤمنون بأي دين من حوالي 5% عام 1971 إلى 34,6% في 2021.

ويمثل المسلمون نسبة 4,9%، والهندوس 2,3%، كما تعتنق أقليات أخرى ديانات السيخ والبوذيين واليهود.

التاريخ

رسم المستكشف جون كابوت أول خريطة للساحل الأطلسي لكندا بعيد وصوله لجزيرة كيب بريتون شمال القارة الأميركية عام 1497م، بعد نحو خمسة أعوام من استكشاف كريستوفر كولومبوس شواطئ العالم الجديد.

وكما هو الحال في باقي أراضي الأميركتين كانت مناطق مختلفة من أرض كندا الحالية مأهولة بمن أطلق عليهم الهنود الحمر، إذ كان يُعتقد لأول وهلة أن كولومبوس وصل الجانب الشرقي من قارة آسيا.

وتتحدث الفرضيات التاريخية والعلمية حول أصول سكان كندا الأوائل باعتبارهم قادمين من غرب أوروبا أو شرق آسيا عبر السفن، أو سيرا على الثلوج في موسم الشتاء، أو على اليابسة قبل انفصال القارات.

الاستعمار الحديث

في وقت مبكر بعد استكشاف القارة الأميركية بدأ التنافس البريطاني الفرنسي على بناء مستعمرات في الأجزاء الشمالية منها، كما استقطبت المنطقة هجرات واسعة من أوروبا لدوافع دينية وسياسية واقتصادية وغيرها.

إعلان

وفي عام 1759 وبعد حروب ضارية حققت بريطانيا انتصارها الذي أنهى وجود الإمبراطورية الفرنسية في أميركا، وأطلقت المملكة العظمى اسم كيبيك على مستعمرتها الجديدة.

لكن هذا الانتصار واجه واقعا جديدا في كيبيك، وهو وجود أغلبية سكانية محافظة على خصوصيتها الدينية (الكاثوليكية) واللغوية (الفرنسية) داخل الإمبراطورية البريطانية الناطقة باللغة بالإنجليزية والتي يحكمها البروتستانت.

واستجابة لهذا الواقع اعتمد البرلمان البريطاني عام 1774م قانونا جديدا يتكيف مع واقع المستعمرة الجديدة، ومن بين تغييرات عديدة مُنح الكاثوليك حرية الدين والحق في تولي المناصب الرسمية.

وعقب إعلان المستعمرات البريطانية الـ13 الواقعة جنوب كيبيك استقلالها وتشكيل الولايات المتحدة الأميركية في عام 1776، كانت أرض كندا الحالية موطنا لهجرة الفارّين من الحرب والموالين لبريطانيا، بمن فيهم هنود من السكان الأصليين وألمان وهولنديون وإسكندنافيون وسود وغيرهم.

كما صدر قانون دستوري عام 1791 يقسم كيبيك إلى:

  • كندا العليا (أونتاريو): تعتمد المذهب البروتستاني واللغة الإنجليزية.
  • كندا السفلى (كيبك): تعتمد المذهب الكاثوليكي واللغة الفرنسية.

وابتداء من هذا التاريخ أصبح اسم كندا اسما رسميا يطلق على المستعمرة البريطانية في شمال القارة الأميركية.

الاقتصاد الكندي من أقوى الاقتصادات في العالم (الفرنسية)

الاستقلال الذاتي

بين عامي 1837 و1838 شهدت كندا تمردا مسلحا ضد البريطانيين، ومع أن المتمردين لم يحظوا بالدعم الشعبي الذي يحتاجونه وسرعان ما هزمتهم القوات البريطانية، فإن المملكة العظمى بدأت تحضّر لمنح كندا استقلالا ذاتيا لتتجنب بذلك تكرار سيناريو حرب استقلال الولايات المتحدة.

وبين عامي 1864 و1867، وبدعم من بريطانيا تأسست دولة كندا الجديدة التي تضم أقاليم أونتاريو وكيبيك ونيو برونزويك ونوفا سكوشا، ويقوم نظامها الحكومي على مستويين: إقليمي وفدرالي.

إعلان

كما أقر البرلمان البريطاني قانون أميركا الشمالية البريطانية في عام 1867، فتم إنشاء دومينيون كندا (الاستقلال الذاتي مع الارتباط بالتاج البريطاني) في الأول من يوليو/تموز، وأصبح جون ماكدونالد أول رئيس وزراء لكندا.

وطيلة الفترة ما بعد إنشاء الدومينيون وحتى عام 1982، ظل الكنديون يحتفلون في الأول من شهر يوليو/تموز بذكرى اليوم الذي أصبحت فيه كندا تتمتع بالحكم الذاتي.

تشكل الهوية الكندية

في العقود التي تلت إعلان الاستقلال الذاتي لكندا وقعت سلسلة من الأحداث والتطورات التي أسهمت في تشكل الهوية الكندية الجديدة، وقادت إلى تغييرات هامة على مستوى نظام الحكم والقوانين في البلاد.

كان من بين هذه التطورات التوسع نحو أقاليم إضافية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وأصبحت كندا ذات سيادة على القطب الشمالي بأكمله ابتداء من فبراير/شباط عام 1931، ثم انضم إقليم نيوفاوندلاند عام 1949، فضلا عن النمو الاقتصادي في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.

وبعد نحو قرن من الزمان ظل خلاله العلم البريطاني جزءا من مكونات العلم الكندي، الذي تغير عدة مرات تزامنا مع توسع البلاد بانضمام أقاليم جديدة، اعتمد البرلمان في فبراير/شباط عام 1965 علما وطنيا مستقلا يتكون من شريطين عموديين أحمرين في الطرفين وشريط أبيض بينهما تتوسطه ورقة القيقب أو الإسفندان.

كما اعتمدت كندا ثنائية اللغة الرسمية (الإنجليزية والفرنسية) عام 1969، قبل أن تتوج هذه التطورات بدستور كندا عام 1982 المنفصل عن دستور بريطانيا لأول مرة منذ الوجود الاستعماري.

النظام السياسي

يصنف نظام الحكم في كندا على أنه ملكي دستوري في ظل برلمانية ديمقراطية، إذ يعترف بالتاج البريطاني الذي يعين ممثلا عنه بصفته حاكما عاما لكندا، بينما يقود الحكومة رئيس وزراء منتخب.

إعلان

ويتكون البرلمان من مجلس الشيوخ الذي يعين أعضاؤه الـ105 الحاكم العام بناء على اقتراح من رئيس الوزراء، ومجلس العموم الذي ينتخب أعضاؤه الـ338 بشكل مباشر من قبل المواطنين في انتخابات تجرى كل خمس سنوات.

الاقتصاد

وصل الناتج المحلي الإجمالي في كندا إلى 2,14 تريليون دولار أميركي في 2023، مقابل 2,16 تريليون في 2022 و2,01 تريليون في 2021.

بينما وصل الناتج الفردي السنوي 49.955 دولارا أميركيا في 2024، مقابل 49.594 في 2023، و49.287 في 2022.

وتكشف الأرقام الخاصة بالعام 2024 أن نسبة النمو وصلت 1,3%، ونسبة البطالة 6,7%، ونسبة التضخم 1,8 %، وحجم الدين الخارجي 2.35 تريليون دولار.

أهم المنتجات: الحبوب والآلات والأجهزة الإلكترونية والسيارات وأجهزة الاتصالات والطائرات والمواد الكيميائية والبذور الزيتية والخضر والفواكه.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان