إيران.. بلاد فارس "أرض الآريين"
إيران أو "بلاد فارس"، جمهورية إسلامية تقع في الجزء الغربي من قارة آسيا، ويتألف اسمها من كلمتين باللغة الفارسية القديمة: "آري" وتعني النسبة للآريين و"ان" بمعنى أرض، لذا يطلق عليها "أرض الآريين".
وقد ظل اسم "فارس" يُطلق عليها لوقت قريب، إلى أن أعلن الشاه رضا بهلوي عام 1959 أنه بالإمكان استخدام الاسمين فارس وإيران للإشارة إلى الجمهورية.
جمهورية إيران
الاسم: الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الاسم المختصر: إيران.
العاصمة: طهران، وهي أكبر مدنها، تليها مشهد فأصفهان.
اللغة: اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية إلى جانب لغات أخرى.
المركزيات والمحافظات: 5 مركزيات و31 محافظة.
تاريخ الاستقلال: أُعلنت إيران رسميا جمهورية إسلامية في الأول من أبريل/نيسان 1979.
العملة: الريال الإيراني.
الموقع
تقع إيران بين خطي عرض 24–40 شمال خط الاستواء، وخطي طول 44–64 شرق غرينتش، حدودها من الشمال الغربي مع أذربيجان وأرمينيا وتركيا وتطل على بحر قزوين، ومن الغرب العراق ومن الشرق تركمانستان وأفغانستان، ومن الشرق الجنوبي باكستان وخليج عُمان، ومن غرب جنوب البلاد الخليج العربي، الذي تطل عليه من الجهة الأخرى باقي دول الخليج.
المساحة
تبلغ مساحتها مليون و648 ألفا و195 كيلومترا مربعا، وهي ثاني أكبر بلدان الشرق الأوسط مساحة بعد السعودية.
النظام السياسي
يرأس الدولة المرشد الأعلى للجمهورية، الذي يشرف على السياسات العامة في البلاد ويتولى قيادة القوات المسلحة والاستخبارات.
وينتخب المرشد الأعلى من قبل مجلس خبراء القيادة، ويلي المرشد رئيس الجمهورية، الذي ينتخب بالاقتراع الشعبي المباشر ويرأس جلسات مجلس الوزراء ويشكل الحكومة.
تُعقد انتخابات رئاسية تعددية كل 4 سنوات وتختار أجهزة الرقابة الإيرانية المرشحين للانتخابات الرئاسية أو تستبعدهم، ويحق للرئيس الإيراني أن يتولى الرئاسة لولايتين فقط.
الأقاليم
إيران دولة مركزية بها 5 مناطق إدارية وتنقسم إلى 31 محافظة. وتنقسم كل محافظة إلى مقاطعة وناحية وقسم ريفي. وقد أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية عام 2014 هذا التقسيم لأغراض تنموية وإدارية، حسب قولها.
والمناطق المركزية هي مركزية طهران، ومركزية أصفهان، ومركزية أﺫﺭﺑﻳﺠﺎﻥ الشرقية، ومركزية ﮐﺮﻣﻧﺸﺎﻩ، ومركزية خراسان رضوي.
يعود أصل هذا التقسيم الإداري الجديد إلى ما قبل نحو 100 عام، أي في حقبة القاجار وما تعرف بـ"ثورة الدستور"، إذ كانت إيران تتوزع على 4 ولايات هي أذربيجان وفارس وخراسان وكرمان، قبل أن يتم ضم ولاية عربستان أو الأهواز لاحقا في العهد البهلوي.
الجغرافيا
تتشكل جغرافية إيران من هضاب وجبال وعرة وتفصل بينها الهضاب الأكثر كثافة سكانية، وتتركز الغابات المطيرة الكثيفة في شمالها، وتقع أكبر صحراء بالبلاد في الجزء الشمالي، وتمتد السهول على طول سواحلها.
المناخ
يتنوع المناخ في إيران ما بين القاحل وشبه المداري على طول ساحل بحر قزوين والغابات الشمالية. وعلى الحافة الشمالية من البلاد (سهول قزوين الساحلية) تنخفض درجات الحرارة دون الصفر.
درجات الحرارة في الصيف نادرا ما تتجاوز 29 درجة مئوية، أما معدل هطول الأمطار السنوي فهو 680 مليلترا.
السكان
يُقدر عدد سكان دولة إيران وفقا لإحصائيات نهاية عام 2020 بنحو 84 مليون نسمة.
وحسب البيانات والإحصاءات، فإن نسبة الفرس تمثل نحو 61%، والأكراد حوالي 10%، واللور نحو 6%، والبلوش نحو 2% من السكان.
ويشكل الأذريون نسبة 16%، والعرب حوالي 2%، والقبائل التركية والتركمان نحو 2%، بالإضافة إلى عرقيات أخرى من الآشوريين والجورجيين وأيضا الأرمن.
الديانة
يشكل الشيعة في إيران ما نسبته 89% من السكان، ويشكل السّنة نحو 9%، مع وجود لأتباع المذهب الإسماعيلي.
بالإضافة إلى المسلمين، تضم إيران كبرى الأقليات من غير المسلمين من أتباع الطائفة البهائية.
اللغة
تعدّ اللغة الفارسية والكردية والعربية والبلوشية والأذرية من أهم اللغات في الجمهورية الإيرانية، إلى جانب 100 لغة أخرى تنتشر عبر الأقاليم المختلفة.
التاريخ
إيران ما قبل الحرب العالمية
حكم الصفويون إيران بوصول الشاه عباس الأول إلى السلطة سنة 1587، وتلاه آغا محمد خان الأول الذي حكم المنطقة عام 1783.
ومنذ 1864 حتى أوائل القرن العشرين ونتيجة لانتصار روسيا في حرب القوقاز طُرد مسلمو القوقاز من البلاد، فهاجر عديد منهم إلى جانب الشركسيين وشكلوا معظم صفوف لواء القوزاق الفارسي.
وفي عهد فتح علي شاه ازدهرت الاتصالات الدبلوماسية مع الغرب وزاد التنافس الدبلوماسي الأوروبي المكثف حول إيران، ووقع حفيده محمد شاه (الذي خلفه سنة 1834) تحت النفوذ الروسي. وحين توفي محمد شاه سنة 1848 انتقلت الخلافة إلى ابنه ناصر الدين، أقوى ملوك القاجار.
أسس ناصر الدين أول مستشفى حديث في إيران، وحدثت في عهده المجاعة الفارسية الكبرى (1870-1872)، التي تسببت في موت مليوني شخص من الجوع والأمراض.
الثورة الدستورية الأولى
اهتم الإنجليز بإيران بعد اكتشاف النفط فيها عام 1908، وخلال الحرب العالمية الأولى احتلتها القوات البريطانية والعثمانية والسوفياتية.
وعام 1919 بعد الثورة الروسية، حاولت بريطانيا إنشاء محمية في بلاد فارس، ولكنها فشلت في ذلك، وقد عانت السلطة من عدم استقرار حكومة القاجار، مما أدى إلى صعود رضا خان، الذي أصبح في ما بعد رضا شاه بهلوي رئيس الأسرة البهلوية عام 1925.
حكم آل بهلوي
حكم رضا شاه لـ16 عاما تقريبا حتى 16 سبتمبر/أيلول 1941، لكنه أجبر على التنازل عن العرش بسبب الغزو الأنغلو-سوفياتي لإيران.
أقام رضا حكومة تعتمد على القومية والعسكرة والعلمانية ومعاداة الشيوعية، إلى جانب الرقابة الصارمة والدعاية الحكومية.
ونفذ رضا شاه العديد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، وأعاد تنظيم الجيش والإدارة الحكومية والمالية.
وعزز الشاه في عهده القانون والنظام والانضباط والسلطة المركزية ووسائل الراحة الحديثة من مدارس وقطارات وحافلات وأجهزة راديو ودور سينما وهواتف.
إلا أن محاولاته للتحديث تعرضت لانتقادات، وقال معارضوه إنها كانت "سريعة جدا وسطحية"، حتى وصف مؤرخون عهده بأنه كان "حقبة من القهر والفساد والضرائب والافتقار إلى المصداقية".
استاء المحافظون من الشاه فحرّضوا على الثورة عليه عام 1935 حينما ثار البازاريون والقرويون في تمرد عند ضريح علي الرضا في مشهد، وعلى إثر ذلك قتل العشرات وأصيب المئات حتى أخمدت القوات الاضطرابات في نهاية المطاف.
ظهور الخميني ومجاهدي خلق
بقيت إيران محايدة رسميا، وخلال الاحتلال اللاحق خُلع رضا شاه من منصبه وخلفه ابنه الصغير محمد رضا بهلوي. وأصدر الحلفاء في مؤتمر طهران سنة 1943 "إعلان طهران" الذي يضمن استقلال البلاد وحدودها بعد الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك، عندما انتهت الحرب فعليا، لم ترفض القوات السوفياتية المتمركزة في شمال غرب إيران الانسحاب فحسب، بل دعمت الثورات التي أنشأت دولا وطنية انفصالية قصيرة العمر موالية لها في المناطق الشمالية الإيرانية، وهما جمهورية أذربيجان الشعبية وجمهورية كردستان أواخر 1945.
سنة 1957 أنهيت الأحكام العرفية بعد 16 عاما وأصبحت إيران أقرب إلى الغرب، وانضمت إلى حلف بغداد وتلقت مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة.
وبعد 4 سنوات، بدأت سلسلة من "الإصلاحات" الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والإدارية "لتحديث" الدولة، وأصبحت هذه الإجراءات تعرف باسم "ثورة الشاه البيضاء".
استمر "التحديث" والنمو الاقتصادي بمعدلات غير مسبوقة، مدعوما باحتياطات إيران النفطية الهائلة حتى صارت ثالث أكبر احتياطات في العالم، وتم التركيز على الإصلاح الزراعي.
ومع ذلك فإن إصلاحات الثورة البيضاء لم تحسّن كثيرا الظروف الاقتصادية، وركزت السياسات الليبرالية الموالية للغرب على عزل بعض الجماعات الدينية والسياسية الإسلامية. ففي أوائل يونيو/حزيران 1963، اندلعت أعمال شغب حاشدة لدعم روح الله الخميني بعد اعتقاله بسبب خطاب هاجم فيه الشاه.
وفي سبعينيات القرن الماضي، ظهرت مجموعات من اليساريين مثل "مجاهدي خلق" هاجمت النظام والأهداف الأجنبية، وقد قُتل ما يقرب من 100 سجين سياسي إيراني على يد السافاك خلال العقد السابق للثورة، واعتُقل كثيرون وعذبوا.
إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية
بدأت الثورة الإيرانية في يناير/كانون الثاني 1978 مع المظاهرات، وانتهت بالموافقة على الدستور الجديد، الذي بموجبه أصبح الخميني المرشد الأعلى للبلاد في ديسمبر/كانون الأول 1979.
وخلالها غادر الشاه محمد رضا البلاد إلى المنفى بعد الإضرابات والمظاهرات، وفي الأول من فبراير/شباط 1979 عاد الخميني إلى طهران، وباتت إيران رسميا جمهورية إسلامية في الأول من أبريل/نيسان 1979 عندما وافق الإيرانيون بأغلبية ساحقة على استفتاء وطني.
احتجاز رهائن السفارة
بعد قبول الولايات المتحدة للشاه بتلقي العلاج من السرطان في نوفمبر/تشرين الثاني 1979، احتجز عدد من الطلاب الإيرانيين 52 موظفا في السفارة الأميركية لمدة 444 يوما حتى يناير/كانون الثاني 1981، ووصفوا السفارة بأنها "وكر الجواسيس". وفشلت عملية "مخلب العقاب" العسكرية الأميركية لإنقاذ الرهائن.
احتجاز الرهائن عزز مكانة الخميني وعزز فكرة معاداة أميركا، وفي ذلك الوقت بدأ الخميني يشير إلى أميركا بـ"الشيطان الأكبر"، وظلت العلاقات بين البلدين متوترة بشدة وأضرّت العقوبات الدولية الأميركية بالاقتصاد الإيراني.
الحرب العراقية الإيرانية
ويوم 22 سبتمبر/أيلول 1980، غزا الجيش العراقي إيران في الأهواز، مما عجل بالحرب الإيرانية العراقية.
وكانت خوزستان ذات أهمية رئيسية للعراق نظرا للعدد الكبير من سكانها العرب، وغناها بحقول النفط.
على الرغم من أن قوات صدام حسين حققت العديد من التقدم المبكر، فإن القوات الإيرانية دفعت الجيش العراقي إلى التراجع بحلول 1982. وسعى الخميني إلى "تصدير" ثورته غربا إلى العراق، فاستمرت الحرب لمدة 6 سنوات أخرى حتى 1988، إلى أن قبل الخميني هدنة بوساطة من الأمم المتحدة.
أبرز المعالم
ميدان نقش جهان: موقع قديم بني في مدينة أصفهان بإيران، ضمّته اليونسكو لقائمتها عام 1979، وقد بناه شاه عباس في القرن الـ17 الميلادي.
قصر كلستان: يوجد في طهران، وهو من المواقع الثقافية المدرجة في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 2013، وهو مجمع ملكي من أقدم المعالم التاريخية في إيران، ويتألف من مبان وهياكل ملكية.
كنبد كاووس: وهو نصب ثقافي بني عام 1006 ميلادية، دخل منظمة اليونسكو للتراث الحضاري عام 2012، وهو برج يبلغ ارتفاعه 72 مترا ويقع بالقرب من بحر قزوين، مصنوع من الطوب المائل ويأخذ سطحه شكلا مخروطيا، ويعتمد على مبادئ التصميم المعماري والعلمي التي تمكنك من سماع صدى صوتك في مقدمة البرج.
الاقتصاد
مواردها الطبيعية: لدى إيران احتياطات مهمة من النفط والغاز الطبيعي، فضلا عن معادن كالحديد والنحاس والغابات المطرية.
وتمتلك رابع أكبر احتياطي عالمي من النفط الخام، وثاني احتياطي عالمي من الغاز الطبيعي، إلا أن إنتاجها تباطأ بشكل كبير، بفعل تشديد العقوبات المفروضة عليها من القوى الدولية منذ أوائل عام 2011.
وتطل إيران على مضيق هرمز من الشمال عبر محافظة بندر عباس، ولهذا الممر المائي أهمية عالمية لتجارة النفط العالمية.
وتعد صناعة السيارات ثاني أكثر الصناعات نموا في البلاد، قبيل تشديد العقوبات الدولية عليها في 2012، وازدهرت بشكل ملحوظ عام 2009، عندما استحوذت على إنتاج 46% من جميع السيارات المنتجة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما بلغت الطاقة الإنتاجية للبلاد من الإيثيلين أكثر من 7 ملايين طن متري سنويا، أي ما يقل قليلا عن 5% من إجمالي الطاقة العالمية، وتعد إيران ثاني أكبر منتج ومصدر للبتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط، بعد المملكة العربية السعودية.
وما بين العامين 2011 و2017، كانت إيران لاعبا رئيسيا على الساحة العالمية في تصدير البولي إيثيلين والميثانول، وبلغ حجم صادراتها ما يقرب من مليون طن و1.5 مليون طن على التوالي.
أهم الصادرات
تعتبر إيران من كبار المصدرين للنفط والبترول والحديد الصلب والبتروكيماويات، واعتمدت على شركائها الأجانب -لاسيما الفرنسيين والألمان- في إنتاج سيارات تحت علامات تجارية عالمية.
وهي أيضا من أكبر مصدري الكافيار والفستق والمكسرات، ويدعم مناخ البلاد والتضاريس أيضا زراعة التبغ والشاي والقمح والشعير.