سوق الحلال بالمغرب.. تطور خجول وفرص واعدة

منتدى إكسبو يقدم علامة "صنع في المغرب" لمصدري المنتجات الحلال من خلال تزويدهم بقاعدة بيانات للمشترين والشركاء والمستثمرين.

مواد تجميل وزيوت أساسية طبيعية حاصلة على ترميز حلال_
إكسبو منتدى ومعرض مهني يخدم الفاعلين في أسواق الحلال وقطاع المواد العضوية (الجزيرة)

الصويرة- حملت الشابة أميرة بنحنفي من ضاحية تارودانت (جنوبي المغرب) ابتسامة رضا وطموح وإصرار والعديد من المواد الغذائية والتجميلية المشتقة من شجرة الأركان، والتي تصنعها وتُثمنها رفقة 52 امرأة من تعاونية "آيغبار" (IGBAR)، نحو مدينة الصويرة حيث انتظمت على مدى يومين فعاليات الدورة التاسعة من معرض "محال إكسبو".

ومحال إكسبو منتدى ومعرض مهني يخدم الفاعلين في أسواق الحلال وقطاع المواد العضوية، ويقدم علامة صنع في المغرب لمصدري المنتجات الحلال من خلال تزويدهم بقاعدة بيانات للمشترين والشركاء والمستثمرين.

سوق أوسع

تحكي أميرة، وهي مسؤولة عن الجودة في خط إنتاج التعاونية، للجزيرة نت كيف جاءت للمعرض للتعرف على مسار الحصول على ترميز حلال، ورغم أن التعاونية التي تشتغل بها حاصلة على تأشير المكتب الوطني للسلامة الصحية والتوطين الجغرافي وعلامة "بيو" (BIO)، فإنها تعمل على الحصول على علامة حلال، وتقول للجزيرة نت "نطمح للحصول على الترميز حلال، لأن منتجاتنا كلها ضمن معايير الحلال، وهي ضمن الأكل والتجميل، والحصول على الشارة قد يفتح لنا آفاقا أخرى، وتحديدا سوق الشرق الأوسط التي تعتبر سوقا واسعة لِاستهلاك مواد التجميل الحلال".

ويجمع قطاع الحلال صناع ومنتجي المواد الغذائية ومكوناتها وما يرتبط بها (اللحوم، الأطعمة المجمدة، أغذية الأطفال، منتجات الألبان، الحلويات..) والمنتجات الطبية، ومستحضرات التجميل، وقطاع الموضة، والقطاع المالي بما فيه التأمين والتعاضد، وقطاع السياحة. ويعرف هذا القطاع تناميا في الطلب حول العالم، وتقدر عائدات تجارة المنتجات الحلال التي تخدم 1.6 مليار مستهلك نحو 5 تريليونات دولار، منها 1.17 تريليون دولار للمواد الغذائية فقط.

غابرييل خبير التراندينغ يفاوض عارضة لمواد غذائية وتجميلية_
الفرنسي ويليام غابرييل يعمل رفقة شركائه في المنتدى على ربط أوروبا والمغرب وأفريقيا تجاريا (الجزيرة)

تقاسم التجارب وتوسيع الخبرة

أما نزهة (30 عاما) من تعاونية لإنتاج منتجات تجميل بضواحي أكادير، فكانت ترتب منتجات التعاونية بعناية أمام الزوار، تقف واثقة توضح لهم أهميتها، تقتسم تجربتها مع أخريات، فقد حصلت تعاونيتها على تكريم خلال المنتدى لأدائها المميز، وهي حاصلة على علامة حلال لمنتجات تجميل مغربية 100%، تقول للجزيرة نت "في المعارض نتعرف على أناس جدد ونعقد اتفاقيات ونوسع خبراتنا".

في حين جالت سيلفي (فرنسية مقيمة بالمغرب) بين المشاركين في المنتدى تَحمل ألبوم صور وتشرح خطها الإنتاجي لمربى البيو من دون ملونات ومواد حافظة، تعمل على تطويره رفقة نساء من ضواحي الصويرة، وتسوقه بالفنادق والمطاعم.

تقول سيلفي للجزيرة نت "نحن الآن نحاول تطوير نشاطنا في اتجاه الحصول على الملاءمة والشهادة الصحية، بعدها نتوق للحصول على رمز حلال".

وأضافت والإصرار يرشح من ملامحها "لابيل حلال تلائمنا كثيرا لأننا ضمن نسق المفهوم، نستعمل جيلاتين نباتية، ولا نستعمل الكحول".

وعلى جنبات المنتدى عقدت لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف، وتمكنت التعاونيات من عقد صفقات مع موزعين، وتعمل التعاونيات على تصدير منتجاتها نحو الأسواق الدولية، وشارات الترميز والجودة والحلال تساعدها على الانتشار أكثر.

وشهد المعرض تكريم منتجات وتعاونيات، وانصب النقاش خلاله حول تطوير التراخيص، والقدرة على الحصول على الترميز ورخصة المراقبة الصحية والملاءَمة والمساطر الإدارية.

يشهد تناميا دوليا سوق الحلال والبيو يجمع رواده في ملتقى بالمغرب (عنوان أولي)/ مريم التايدي/ المغرب / اقتصاد
نزهة حصلت تعاونيتها على تكريم خلال المنتدى لأدائها المميز (الجزيرة)

فرص كثيرة

يعمل الفرنسي ويليام غابرييل، وهو مسوق دولي متخصص في "الترادينغ" -وهي عمليات بيع وشراء وتفاوض عبر الدول- على الاندماج في سوق المنتجات الحلال (الموافقة للشريعة الإسلامية) ومنتجات كاشير (الموافقة للتشريع اليهودي)، حضر غابرييل المنتدى بوصفه شريكا رئيسا واتفق خلاله مع مجموعة من المنتجين على تسويق منتجاتهم.

يقول غابرييل للجزيرة نت إنه يعمل رفقة شركائه في المنتدى على ربط أوروبا والمغرب وأفريقيا، وتطوير جسور علائقية وتجارية، وعن اهتمامه بالحلال يقول إنه سوق يمثل فرصة مهمة خصوصا في الصناعات الغذائية والتجميل والسياحة.

ويعتقد غابرييل أن سوق الحلال في المغرب ليس مطورا بالشكل الكافي، في مقابل تركيا مثلا التي تخطو خطوات كبيرة في التوسع في سوق الحلال على الأقل في السوق الفرنسية، حسب إفادته.

من جانبه يؤكد محمد الوعدودي، مؤسس المعرض منذ نشأته في 2012، أن المغرب يخطو باحتشام في القطاع، ويستدرك في حديثه للجزيرة نت بأن المعرض حقق أهدافا جيدة، وبعد أن كان في المغرب شركتان فقط، صار فيه اليوم أكثر من 160 شركة تحمل الترميز حلال الموافق لمعايير الأسواق الدولية.

علامة "صنع بالمغرب حلال"

بحسب منظمي المعرض، فإن أهم خصائصه تأسيس علاقات بين أناس منخرطين في علاقات تجارية دولية ومنتجين صغار ينتجون مواد جيدة.

ويؤكد محمد الوعدودي أن المنتدى والمعرض بمثابة منصة تولد فيها اتفاقيات البيع والشراء والتشغيل والشراكة، ويعتبر أن المعرض خلق دينامية منذ دورته الأولى، ووفّر منظومة متكاملة، وقد جمع في نشأته فاعلين عديدين منهم مؤسسات ووزارات بالقطاع العام.

ويضيف أن المعرض بقي وفيا لهدفه الذي ينصب على تشجيع ترميز المصادقة على علامة حلال، وجلب مشترين، والبحث عن أسواق، موضحا أن تمكين المغرب مكانة في قطاع الحلال يحتاج إلى أفكار ونقاش وبحوث ميدانية.

ويتحفظ الوعدودي بخصوص الصناعات الكبرى، ويفضل العمل على المنتجات المجالية الجيدة للصحة سواء في جانبها الغذائي أو التجميلي.

وللحصول على العلامة الجديدة "صنع بالمغرب حلال"، يتوجب الحصول على مصادقة السلامة الصحية أولا، وأن يكون المنتج أعد 100% في المغرب، بالإضافة إلى القدرة الإنتاجية للتصدير.

المصدر : الجزيرة