المكتبات الأهلية تعزز العربية بالصومال
أما في منطقة بونتلاند فيعود ظهور المكتبات إلى عام 1996، ومن أشهرها مكتبة النسيم للشيخ أحمد فارح ورسمة، كما توجد مكتبات مشابهة في جمهورية ما يعرف بأرض الصومال وأبرزها مكتبة النور.
ثورة معرفية
وتوقع الناشط في مجال التعليم الأهلي الأستاذ عبد الشكور محمد رشيد مستقبلا زاهرا للثقافة العربية في الصومال نتيجة بروز ظاهرة المكتبات العربية في أغلب المناطق الجنوبية وغيرها. ووصف واقع المكتبات بالإيجابي، مشيرا إلى أنها "ساهمت في إحياء الثقافة العربية في الصومال".
واعتبر ظاهرة المكتبات الأهلية ثورة معرفية في الصومال قائلا إن "دور المكتبات العربية مكمل لأدوار المعاهد الشرعية والمدارس الأهلية والجامعات وحلقات الدورس في المساجد، بدليل أن الجميع ينهل من معينها ويستفيد من كنوزها ومصادرها المتنوعة". وتحدث عن ما وصفه بانتهاء عصر تهميش الثقافة العربية في الصومال بسبب ازدهار تجارة الكتب الدينية والعربية في الصومال.
ويرجع صاحب مكتبة "الرشد" في كيسمايو الشيخ عبد الرشيد ولي إبراهيم نهضة المكتبات كتجارة رابحة في الأسواق المحلية في العقد الأخير إلى عوامل عدة أساسية، أهمها إنشاء المدارس الأهلية والمعاهد والجامعات وإحياء حلقات الدروس الشرعية واللغة العربية في المساجد.
وتوقع أن يصبح الكتاب العربي جزءا من حياة المواطن الصومالي، ويصرف جزءا من مصروفه من أجل شراء كتب لتزويد مكتبته الخاصة بمختلف المصادر الإسلامية الثمينة.
أما الأستاذ محمد رشيد فقد أرجع نهضة المكتبات إلى عاملين إضافيين، يتمثلان في انتشار مراكز تعليم اللغة العربية في جنوب الصومال، وعودة مئات الشباب الصوماليين المتخرجين من الجامعات العربية، خاصة السودانية والسعودية واليمنية والمصرية.
وأدت العوامل السابقة مجتمعة إلى توفير بيئة ملائمة لإنشاء المكتبات استجابة للواقع الثقافي العربي الجديد في الصومال، وقد أشار المتخصص في علم الاجتماع الأستاذ أحمد وامو إلى ما يشبه ثورة معلوماتية في الصومال بسبب انتشار الكتب.
إقبال متزايد
ويستورد أصحاب المكتبات الأهلية مختلف المراجع الإسلامية والعربية من دول عربية أبرزها مصر واليمن ولبنان ومصر وسوريا والسعودية، إضافة إلى الكتب المدرسية السعودية والإماراتية.
وقال عبد القادر حاشي عباس للجزيرة نت "إن استيراد الكتب من الدول العربية ساهم في تراجع الكتب الرديئة الطبع في الأسواق المحلية، إضافة إلى المراجع الصوفية، وهو ما عزز ثقة الزبون في المكتبات الحديثة التي توفر مختلف المصادر العلمية الحديثة الصدور".
ويضيف أن المكتبات الأهلية "اكتسبت ثقة الزبون بسبب معروضها الذي يشمل مختلف الكتب الدينية، وهو ما لم يكن متوفرا قبل عقد من الآن". ويشير إلى مشاركة في معارض الكتب الدولية في مصر ولبنان بغرض شراء الكتب منها ونقلها إلى الصومال.
وفي هذا السياق يقول حاشي "نحن لم نصل إلى مرحلة أن نحجز جناحا خاصا لنا في المعارض العربية لعرض إنتاجنا المحلي، ولكننا متفائلون بوصولنا إلى هذه المرحلة في المستقبل المنظور".
وتحدث عبد الرشيد ولي إبراهيم عن تزايد إقبال الصوماليين على شراء الكتب المعروضة في المكتبات المحلية، وقال عبد الرشيد إن المرأة الصومالية تحتل المركز الأول في اقتناء الكتب الدينية مقارنة بالرجال. وتختلف أسعار الكتب المتوفرة في دور التوزيع في جنوب الصومال ويخضع ذلك لمدى جودة الكتب، شكلا ومضمونا.