مِنْكُمْ … بِكُمْ … وَلَكُمْ شَرِبْتُ عَذَابِي |
|
|
وَبَكَيْتُ مِنْ وَلَهٍ عَلَى أَحْبَابِي
|
وَحَمَلْتُ قَلْبِي بَيْنَ أَضلع نازفٍ |
|
|
مُتَمَزِّقٍ، مُتَبَعْثِرٍ، جَوَّابِ
|
أَوْقَدْتُ فِي لَيْلِي الحَزِيْنِ شُمُوعَكُمْ |
|
|
وَهَمَتْ دُمُوعُ الشَّمْعِ مِنْ أَهْدابِي
|
وَشَرِبْتُ مِنْ خَمْرِ المَوَدَّةِ أَنْهُرًا |
|
|
وَمَلأتُ مِنْ أَمْواهِهَا أَكْوَابِي
|
صَلَّيْتُ فِي مِحْرابِكُمْ حَتَّى بَكَتْ |
|
|
مِنْ فَرْطِ حُزْنِي أَعْيُنُ المِحْرابِ
|
وَوَقَفْتُ أَحْلامِي عَلَيْكُمْ كُلَّها |
|
|
وَذَرَفْتُ أَجْمَلَ أُمْنِياتِ شَبابِي
|
بِكُمُ الحَياةُ تَسِيْرُ، وَهْيَ بِدُونِكُمْ |
|
|
صَحْراءُ مِنْ وَجَعٍ وَمِنْ أَوْصابِ
|
يَا إِخْوَتِي … يَا مَنْ أَظَلُّ عَلَى المَدَى |
|
|
أَبْكِي لَهُمْ بِالمَدْمَعِ السَّكَّابِ
|
وَاللهِ مَا غَنَّيْتُ لَحْنَ قَصِيْدَةٍ |
|
|
إِلاَّ وَأَنْتُمْ فِي سُطُورِ كِتابِي
|
أَوْ رُحْتُ أَنْتَظِرُ الغُرُوبَ بِحُرْقَةٍ |
|
|
إِلاَّ وَطَيْفُكُمُ خِلالَ سَحابِ
|
كَمْ تَطْفِرُوْنَ مِنَ الدُّمُوعِ كَأَنَّكُمْ |
|
|
شَوْقِي إِلَى أَمْسِي الحَزِيْنِ الكَابِي
|
غُرَباءُ فِي أَوْطَانِنَا، غُرَباءُ فِيْ |
|
|
أَحْزَانِنَا، غُرَباءُ فِيْ أَغْرَابِ
|
غُرَبَاءُ نُهْدِي أَرْضَنَا أَحْلامَنَا |
|
|
فَيَرُدُّهَا العَادُونَ سَوْطَ عَذَابِ
|
وَنُذِيْبُ فِيها قُبْلَةً مِنْ قَلْبِنا |
|
|
فَنُثَابُ عَنْهَا طَعْنَةً بِحِرابِ
|
فَأَصِيْحُ مَنْ وَتَرٍ تَمَزَّقَ: مَوْطِني!! |
|
|
وَيَضِيْعُ صَوْتِي فِي لَفِيْفِ ضَبابِ
|
وَطَنِي الَّذي فِي كُلِّ شِبْرٍ قِصَّةٌ |
|
|
تَرْوِي حَكايا أَمْسِنا الغَلاَّبِ
|
بَاعُوهُ بَخْسًا فِي لَيالٍ سُوَّدٍ |
|
|
وَتَبادَلُوا الأَنْخابَ بِالأَنْخابِ
|
وَعَدَوْا عَلَيْهِ ظَالِمِيْنَ وَأَحْرَقُوا |
|
|
جَنَّاتِه، وَسَقَوْهُ مَاءَ سَرابِ
|
وَتَفَنَّنُوا – يَا رَبِّ- فِي تَزْوِيْرِهِ |
|
|
وَرَمَوْهُ فِي مِحْنَاتِهِ لِذِئَابِ
|
وَتَحَوَّلُوا مِنْ دَافِعي أَعْدَائِهِ |
|
|
لِمُشارِكِيْهِ النَّهْشَ بِالأَنْيابِ
|
قَدْ قَسَّمُوهُ كُلُّهُمْ وَتَوَحَّدُوا |
|
|
بِالقَتْلِ وَالتَّعْذِيْبِ وَالإِرْهابِ
|
كَمْ بُلْبُلٍ يَشْدُو بِغَيْرِ غِنَائِهِ |
|
|
إِنْ كَانَ يَشْدُوهُ أَمَامَ غُرابِ
|
*********** | |
يَا أَصْدِقائِي إِنَّنِي كُلِّي لَكُمْ: |
|
|
قَلْبِي إِلى رُوْحِي إِلى أَعْصابِي
|
مِلْيُونُ لَحْنٍ فِي الدُّجَى أَنْشَدْتُها |
|
|
حَتَّى تَقَطَّعَ دُوْنَهُنَّ رَبَابِي
|
مَنْ غَيْرُكُمْ إِمَّا بَكَيْتُ يَقُولُ لِي: |
|
|
لا تَبْكِ، ثُمَّ يَجِدُّ فِي إِطْرابِي؟!
|
مَنْ غَيْرُكُمْ سَيُضِيْءُ رُوحِي كُلَّما |
|
|
انْطَفَأَتْ وَصَارَتْ كَالسِّرَاجِ الخَابِي؟!
|
مَنْ غَيْرُكُمْ سَتَصِيْرُ صَحْرَائِي عَلَى |
|
|
كَفَّيْهِ مِثْلَ الرَّوْضَةِ المِعْشَابِ؟! |
مَنْ غَيْرُكُمْ إِمَّا عَطِشْتُ وَهَزَّنِي |
|
|
وَجَعُ السِّنِيْنَ … يَكُونُ بَرْدَ شَرَابِ
|
يَا شَاهِدِينَ عَلَى دَمِي وَمَحَبَّتِي |
|
|
وَمُعَطِّرِيْنَ جَوانِحِي بِخِضابِ
|
وَمُضَمِّخِيْنَ- مَتَى أَسِيْرُ- مَدَارِجِي |
|
|
بِالوَرْدِ وَالرَّيْحانِ وَالعُنَّابِ
|
سَتَشُقُّ بِي هَذِي الخَلايا كُلُّها |
|
|
وَلَسَوْفَ تَجْأَرُ حِيْنَ تُخْبِرُ ما بِي
|
مُتَوَحِّدٌ فِيْكُمْ … فَمِنْكُمْ أَدْمُعِي |
|
|
وَدُمُوعُكُمْ مِنِّي … وَلَيْسَ نُحابِي
|
شَاءَ الإِلهُ بِأَنْ تَكُونَ أُخُوَّةً |
|
|
شُدَّتْ بِحَبْلِ الخَالِقِ الوَهَّابِ
|
بُنِيَتْ عَلَى التَّقْوَى لأَوَّلِ مُلْتَقًى |
|
|
وَتَظَلُّ مِثْلَ الشَّمْسِ بَعْدَ غِيابِ
|
سَأَؤُوْبُ مِنْ صَحْراءِ عُمْرِي مَرَّةً |
|
|
وَإِلَيْكُمُ يَا رَائِعُونَ مَآبِي
|
وَأَقُولُ: هَا رُوْحِي اسْتَرَاحَتْ إِنَّها |
|
|
لَقِيَتْ نِهَايَتَهَا بِقُرْبِ صِحابِي
|
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.