يا أُمِّ أَنْتِ ضِيَائِي كُلَّ حَالِكَةٍ.. مِنَ الدُّرُوبِ جَفَاهَا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ.. يَا أُمِّ كَيْفَ أُبِيْنُ الحُبَّ إِذْ قَلَمِي..شَاكٍ إِليَّ دُمُوعِي وَهْيَ تَنْحَدِرُ؟!..عَجِزْتُ عَنْ وَصْفِهِ حَتَّى تَمَلَّكَني..مَتَى تَرَينِي تَرَيهِ وَهْوَ يَنْفَطِرُ.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
هَذا هُوَ الموتُ مثلَ الصُّبحِ يَندَفِقُ.. فَعانِقُوا الموتَ يَبْزُغْ بَعْدَهُ الفَلَقُ.. هَذا هُوَ الموتُ في الطُّرْقاتِ مُخْتَبِئًا.. مُفاجِئًا مِنْ شُقوقِ الأَرْضِ يَنْبَثِقُ.
مَقِيلٌ أَقَمْنَا بَعْدَهُ لِسَرابِ.. وَعُمرانُ عَيشٍ مُؤذِنٌ بِخرابِ.. ودُنياكَ مِثلُ الحُلْمِ في ساعةِ الكَرَى.. تُضَيِّعُها فِي غَفْلَةٍ وَرِغابِ.. وَما الصَّحْوُ إِلاّ فِي القُبورِ، وَدُونَهُ.. رَحِيلٌ طَوِيلٌ مُفْعَمٌ بِغِيابِ.
أُولَئِكَ الصِّـــيْدُ آبَائِي لَقَدْ عَـلِمُوا.. أَنَّ اليَهُودَ ثَـعَـابِـيْـنٌ وَأَحْنَاشُ.. فَطَهَّرُوا المَسْـجِدَ الأَقْصَــى وَسَاحَتَهُ.. فَلَمْ تَعُدْ فِيْهِ لِلأَوْبَاشِ أَعْـشَــاشُ.. بَاعُوا لِرَبِّ السَّمَا أَرْوَاحَهُمْ فَسَــمَوْا..فِي اللهِ مَاتُوا، وَفِيْهِ قَبْلُ قَدْ عَاشُـوا.
مِنْ بَحْرِ غزّة يطلعُ الثُّوَّارُ.. والموتُ، والطّوفانُ، والإِعْصارُ.. فافْرُشْ لَهُمْ وَرْدَ القلوبِ فإنّهم.. سِرٌّ وَشَتْ بِجلالِهِ الأسحارُ.. فَهُمُ إذا طلعَ الصّباحُ ضياؤهُ.. وهُمُ إذا جَنَّ الدُّجَى أقْمارُ.
في سبيلِ اللهِ شِعري والوَطنْ.. ومِنَ الأوراقِ أَعدَدْتُ الكَفنْ.. هكذا علّمَني العيشَ أبي.. وكَذا يَرهبُنا ليلُ المِحَنْ.. فاعْرفِي يا أمُّ معنى عِزّتي.. وَاهْنَئِي يا أُمُّ أنّا لَمْ نَهُنْ.
أيا أُمّي… لِماذا كانَ حَقّاً.. أَنْ يَغيبَ الآنَ في جَوْفِ الثَّرى نِصْفِي.. وَكُنتُ أُحِبُّ أن تَبْقَيْ.. تَرَيْنِي زَهْرَةً بَيضاءَ.. تَحْبُو صَدْرَكِ المَحْبوبَ.. ما طابَتْ بِهِ الأزهارُ مِنْ عَرْفِ.
مِنْ نُورِكَ الصِّــــــرْفِ هذا النورُ تَيَّاهُ ومن جلالِكَ صــــــــاغَ البَيْتُ مَعْنَاهُ وفي ظـِــــــلالك ألقى كل ذي أَلَمٍ مِــنْ وَطْأَةِ الـذَّنْـبِ في الدنـيـا خَـطـاياهُ.
تَفَرَّقَ الصَّحْبُ عَنِّي غَيْرَ مَنْ صَدَقُوا لِشامِتٍ، أَوْ لِخَوَّافٍ، وَلَوَّامِ وَما دَرَوْا أَنَّ نُورَ الشَّمْسِ فِي كَبِدِي وَصاحِبِي النَّجْمُ وَالأقمارُ خُدَّامِي فَلا أنِيْسَ لِقَلْبِي كَيْ أُسامِرَهُ إِلاَّ دُموعِي، وَأَبْياتِي، وَأَسْقَامِي
أَيّهَا المَطْعُونُ بِالحُزْنِ المُخَثَّرْ.. وَالذِي مَا بَيْنَ نَهْرَيْه تَمَرْمَرْ.. وَالذِي مِنْ نَكْبَةٍ يَمْشِي إِلى.. نَكْبَةٍ أُخْرَى، وَسَفَّاحٍ وَعَسْكَرْ.. أَنْتَ مَنْ نَادَيْتَ؟! نَادَيْتَ سَرَاباً.. وَقَطِيْعَاً بَيْنَ جَزّارِيْهِ يُنْحَرْ.