وقد قال شقرون في أحد حواراته إن الولايات المتحدة الأميركية حاولت صناعة هذا المحرك لكنها فشلت في ذلك بعد أن عملت عليه منذ سنوات، ليكون انفراج هذا الاختراع على يديه، وبينما كان شقرون يلوح باختراعه لعل عيون مسؤولي البلاد تستيقظ، كانت عيون دول أخرى تترصد به، وها هي فرنسا تقدم 308 مليون دولار لعبد الله من أجل بيعه اختراعه، وليس هذا فقط، بل طلبت منه بيع هذا الاختراع باستعمال جواز سفر فرنسي، وفي ذلك خطوة فرنسية من أجل تبني الاختراع وجنسيته، بمعنى "فرنسة" الاختراع وجعله يلبس ثوباً فرنسياً، لكن ما لا يمكن تصديقه هو أن عبد الله شقرون رفض العرض رفضاً كلياً، قد يصفه البعض بالغبي والأحمق.
308 مليار دولار، بالإضافة الى جنسية فرنسية، أ يَرفض كل هذه المغريات؟ حتى جوابه الذي كان في لقاء صحفي "إن كان في بلادنا لا حياة لمن تنادي، فسنذهب لمن لديهم حياة وينادون"، لم يكن جواباً نابعا من القلب، كان مجرد تهديد أو صيحة من أجل أن يلتفت له المسؤولون، ألا يدل الثمن الذي أعطته فرنسا لشقرون على قيمة اختراعه؟ لقد كان شقرون يقول فوق المنابر "كفى من هجرة الأدمغة"، لكن المسؤولين يردون عليه بتجاهلهم "هاجري أيتها الأدمغة فلا مكان لك بيننا".
مات شقرون تاركاً وراءه 34 اختراعا، وأقصى ما يمكن أن يقال إنه ترك بصمته بين العظماء، وترك اسمه راسخاً في الأذهان وفي التاريخ. |
لكن يبقى السؤال! ماذا أضفت في هذه الحياة لنفسك ولغيرك، مات شقرون تاركاً وراءه 34 اختراعا، وأقصى ما يمكن أن يقال إنه ترك بصمته بين العظماء، وترك اسمه راسخاً في الأذهان وفي التاريخ، وكما قال مصطفى محمود "قيمة الإنسان هو ما يفعله بين حياته وموته"، وسيظل شقرون النموذج الذي نأمله في هذا المجتمع كي يقوم وينهض، وينتج ويصنع، ويخطط وينفذ، وليس مجتمعا يستهلك كل شيء حتى الأفكار يستهلكها من مصادر أخرى بدل أن يبني حضارته من ثقافته، ورحم الله عبد الله شقرون.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.