الشعور بالآلام دليل إنسانية حية، ينبغي أن يكون له حضوره وتأثيره في المجتمعات البشرية كافة، وهذا بالإضافة إلى كونه شعورا نبيلا فإنه مسؤولية لا بد أن تترجم على الأرض فعلا مؤثرا في منع الظلم من أن يسود.
سليمان عبد الله
كاتب وروائي عربي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
إن أردنا التقرب إلى الله فلنعش هذا الفرح مع تكبيرات العيد، وإن سعينا إلى رضوان ربنا فلنزِح دواعي الحزن في هذا اليوم، ولنردد بألستنا وكل جوارحنا نشيد العيد، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله..
ولطالما تساءلت فيما مضى بألم وحسرة: ما الذي أصابنا؟ إلى متى نرى هذا البطش الإجرامي يفتك بأبناء غزة ولا ننتفض؟ ألا تجمعنا بهم روابط الدين والعرق والجوار، فضلا عن رابط الإنسانية؟
في رمضان أسير بين الناس، أسمع أحاديثهم وألحظ مسلكهم، أراقب مشاغلهم واهتماماتهم، الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي تنقل لي مشاهد الحياة وتفاصيل الأحداث التي يعيشونها.
أراني أجيل النظر في طول البلاد وعرضها باحثا عن بقايا آثاره فينا، أتطلع بشغف لأرى همما تستلهم سيرته ومسيرته، وأترقب يوما أتحسس فيه دبيب كلماته يسري في النفوس، فينعش فيها روحا تحيا بها الأمة من جديد..
مجريات الحرب قد أثارت لدينا أسئلة عديدة عن هزائمنا القديمة وأسبابها، عن الوهن الذي أصابنا وطول أمده، وعن خوفنا من عدو بدا لنا وحشا كاسرا، ففضحته غزة وأظهرت حقيقته الهشة الواهنة..
22 ألفا هو عدد الأشخاص الذين أعلنوا إسلامهم في فرنسا وحدها منذ السابع من أكتوبر الماضي، وقد توافق مع عدد الشهداء الذين ارتقوا في غزة حتى ذلك الحين، استوقفني رابط الرقمين، وبدا لي كأنه قدر من الله..
يموت سامر، وتبقى الحقيقة حية تحكي حكايته وحكايات آخرين من السائرين على الدرب..
يتملكني الخوف هذه الأيام كلما خطر لي معنى قول نبينا صلى الله عليه وسلم: “ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته”..
أنا لا أحلم الآن.. كل ما في الأمر أنني أقرأ التاريخ، وعلى ضوء التاريخ أنظر في الذي يجري على الأرض هذه الأيام، ومن خلاله أرى بيبرس قادمًا من جديد!