لم تكن المجاعة في غزة حدثًا عابرًا، بل مأساة تكرّرت بأشكال مختلفة عبر القرون. فموقع غزة الجغرافي الإستراتيجي جعلها ساحةً دائمةً للحروب والصراعات، وكانت المجاعة دائمًا الوجه الأكثر قسوةً لهذه الأزمات..


رسامة كاريكاتير وكاتبة من قطاع غزة
لم تكن المجاعة في غزة حدثًا عابرًا، بل مأساة تكرّرت بأشكال مختلفة عبر القرون. فموقع غزة الجغرافي الإستراتيجي جعلها ساحةً دائمةً للحروب والصراعات، وكانت المجاعة دائمًا الوجه الأكثر قسوةً لهذه الأزمات..

لا تنتهي المآسي في قطاع غزة عند حدود القصف والدمار، بل تتغلغل عميقًا في تفاصيل الحياة اليومية للنازحين، وخاصة النساء اللواتي يُجبَرن على العيش في خيام لا تصلح للبشر، وسط غياب أدنى مقومات الحياة..

في غزة، يعيش أكثر من مليوني إنسان منذ عامين متواصلين تحت وطأة حصار خانق وحرب متواصلة؛ لكن الكارثة الكبرى ليست فقط في القصف والدمار، بل في انهيار الأمن الغذائي والصحي..

عشرات العائلات غادرت الحي الذي يقطنه أهلي، وكنت أنا قد لجأت للعيش في بيت أهلي، بعدما قام الاحتلال بتدمير برج زغبر في حي النصر، الذي فيه شقتي في أول أيام الحرب..

كان موج البحر مع نهاية كل قصة يضرب الصخر بقوة، ثم ينسحب متراجعا بعيدا، وكأنه يشاركني الشعور بالألم واليأس من تغيير حال قطاع غزة..

علمت حينئذ أن أوضاع القدس كانت شديدة السوء، كما أعلم يقينا أن القدس إذا نادت غزة فلا بد أن تلبي غزة النداء.
