مع بداية العام الدراسي.. هكذا تعودين طفلك على صباح من دون صياح

هذا الصباح-سبل تهيئة الطفل للنوم
إذا استيقظت مرتبكة وغاضبة فلا تتوقعي أن يستيقظ طفلك سعيدا وهادئا (الجزيرة)

تنشغلين أنت وأطفالك بجمع الأدوات المدرسية ومقابلة المعلمين الجدد في الأسابيع الأخيرة من الإجازة المدرسية، رغم أهمية هذه الطرق للاستعداد لعام دراسي جديد، لكن الأهم هو بناء قواعد متينة لروتين نوم منتظم ينام خلاله أبناؤك 10 ساعات ثابتة خلال الليل، لتحسين أدائهم الأكاديمي وتطورهم العاطفي والمعرفي.

ولتطبيق هذا الروتين، هناك خطوات يجب اتباعها قبل بدء العام الدراسي من أجل صباح هادئ:

  • ضبط ساعته البيولوجية

تطور أجساد الأطفال ساعة بيولوجية منذ الولادة وحتى سن المراهقة، ويضر خلل تلك الساعة بهم أكثر مما يضر بالبالغين ويصيبهم بـ "اضطراب التزامن الاجتماعي" الذي يصل لأقصاه خلال فترة المراهقة.

وأظهرت دراسات قسم الطب النفسي في جامعة كولومبيا ومعهد ولاية نيويورك للطب النفسي، عدة طرق لضبط ساعة الأطفال البيولوجية كان أهمها استخدام ضوء النهار عند إيقاظ الطفل بدلا من ضوء المصباح لتحفيز إفراز الميلاتونين، كما يمكنك استغلال الأيام القليلة قبل بدء الدراسة في إيقاظه مبكرا 15 دقيقة ثم تقديم 15 دقيقة أخرى بمجرد تعوده على الموعد الجديد وهكذا، لضمان حاجته للنوم مبكرا بدلا من إجباره عليه دون فائدة.

وأثبت تكتيك ضبط الساعة البيولوجية فعاليته في تفادي عواقب "اضطراب الرحلات الجوية الاجتماعية"، وهي حالة فسيولوجية تشبه أعراض اضطراب النوم عند السفر بين دولتين من منطقتين زمنيتين مختلفتين، وقد يعاني طفلك من أعراضها إذا اختلف موعد استيقاظه بين أيام الدراسة والإجازة بمقدار 3 ساعات، لذا يجب الالتزام بموعد الاستيقاظ طوال أيام الأسبوع، بدلا من الاضطرار لضبط ساعته البيولوجية من جديد.

دراسة: تتراجع ساعات نوم الأطفال الذين يستخدمون هواتفهم أو الكمبيوتر ليلا بمعدل ساعة على الأقل (شترستوك)
  • ليل بلا شاشات

أصبح طفل بلا هاتف محمول في يده عملة نادرة، ورغم ربط نتائج أبحاث بين استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية وقلة نومهم وتراجع انتباههم وزيادة الوزن والسلوكيات المندفعة. أجريت دراسات على أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاما واستخدامهم للهواتف المحمولة أو الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو أو التلفزيون ومن ثم مراقبة نشاطهم ونومهم.

وارتبط التلفزيون بأسوأ مشكلات نوم الأطفال إذا قضوا ليلهم في مشاهدته، في حين تراجعت ساعات نوم الأطفال الذين استخدموا هواتفهم أو الكمبيوتر ليلا بمعدل ساعة على الأقل ما لم توقظهم رسالة نصية في منتصف الليل.

وتدعم تلك النتائج توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) للآباء بمطالبة أطفالهم بوقف استخدام هواتفهم أثناء تناول الطعام وتركها خارج غرف النوم ليلا، كما يجب تجنب شاشات التلفزيون وألعاب الفيديو والأجهزة اللوحية قبل 30 دقيقة على الأقل من وقت النوم.

  • كوني إلى جواره

يسعد الأطفال لرؤية والديهم يشاركونهم روتينهم الليلي قبل النوم، لكن لا تتسم جداول عمل الوالدين بمرونة كافية لتحقيق ذلك. وأشارت نتائج دراسة منشورة في مجلة "دراسات الطفل والأسرة" إلى أن عمل الأم لساعات متأخرة لا يؤثر بالسلب على ساعات نومها وحدها لكن أيضا على نوم أطفالها؛ ومع ذلك يتلاشى ذلك الضرر إذا عوضت الأم أطفالها والتزمت بتلبية احتياجاتهم قبل النوم في موعد ثابت يوميا.

وقدمت الدراسة نصيحة لأم تعمل لوقت متأخر من الليل بتثبيت موعد ليلي تكون فيه إلى جوار أطفالها، وقضاء ذلك الوقت معا كعائلة. واقترح الباحثون البدء بالاستحمام ثم تنظيف الأسنان بالفرشاة وقراءة القصص بصوت منخفض، حتى يعم الهدوء.

ممارسة الرياضة أكثر من المعتاد ليوم واحد، تضمن لابنك نوما مبكرا ولفترة أطول وأعمق في تلك الليلة (شترستوك)
  • ممارسة الرياضة

قد لا يستجيب كل الأبناء لقواعدك الصارمة حول النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا خاصة المراهقين، لكن هناك تجربة أثبتت نتائجها في دراسة مشتركة بين جامعتي هارفارد وجنوب فلوريدا.

ووجد الباحثون أن ممارسة الرياضة أكثر من المعتاد ليوم واحد تضمن لابنك نوما مبكرا ولفترة أطول وأعمق في تلك الليلة.

على سبيل المثال، إذا حضر ابنك تمرين السباحة أو كرة القدم سينام قبل موعده بـ 18 دقيقة وينام 10 دقائق أطول ولن يقلق طوال الليل وسترتفع نسبة إدراكه خلال اليوم الأول من الدراسة، مما يدفعك لإعادة النظر في قرار وقف التمرين بالأسبوع الأخير قبل الدراسة.

  • ابتسمي بوجهه صباحا

إذا استيقظتِ مرتبكة وغاضبة فلا تتوقعي أن يستيقظ طفلك سعيدا وهادئا.

يمكنك تزييف الابتسام والهدوء عند إيقاظ طفلك وقول "صباح الخير" بصوت مبتهج مع حضن خفيف لتفادي غضبه وصراخه. وقد يتطلب منك ذلك الاستيقاظ قبل 20 دقيقة لتقديم أي دعم يحتاجه طفلك مثل مساعدته في تجهيز ملابسه وتحضير ما يريد تناوله على الإفطار وما سيأخذه للغداء في المدرسة، وترتيب حقيبته المدرسية حتى لا يضيع وقتا في مناقشة تلك الأمور صباحا.

وإذا كان إيقاظ طفلك صباحا هو أسوأ كوابيسك فقد تفيدك بعض الخطوات لتحقيق روتين أفضل قبل النوم، كأن تقولي "أتمنى لك أحلاما سعيدة، وأن تستيقظ نشيطا مبتهجا" وسؤاله عما يفضل لحظة الاستيقاظ لضمان هدوئه، ككوب حليب دافئ أو أغنيته المفضلة.

المصدر : مواقع إلكترونية