ليست العيدية وحدها.. هذه الأشياء تدخل البهجة في قلوب الأطفال خلال العيد

تبادل عبارات التهنئة باستقبال العيد وتوزيع الزينة في كل أرجاء المنزل يعطيان الأطفال الشعور بالمسؤولية والفرح (بيكسلز)

بيروت – عيدا الأضحى والفطر من أجمل الأعياد الإسلامية، ويتميزان بطقوسههما التي تسعد الكبار والصغار، فكيف يتم التحضير لتمضية أوقات سعيدة في أيام العيد عند الأطفال؟ وما الذي يجعلها جميللة بنظرهم؟

وهل صحيح أن فرحة عيد الفطر بالنسبة للطفل تختصر بالملابس الجديدة أو العيدية والحلويات؟ وهل هي فعلا من الأشياء الأساسية التي تدخل البهجة في قلوب الأطفال؟

أفكار قريبة من قلوب الأطفال

تقول المساعدة والمرشدة النفسية أماني حمدان إن الأطفال الصغار يفرحون بأبسط التفاصيل، وتسعدهم الأشياء المعنوية أكثر من الأشياء المادية التي نشتريها لهم في الأعياد، لذلك تقدم للأمهات والآباء بعض النصائح والأفكار غير المكلفة والقريبة من قلوب الأطفال، والتي يمكن أن تجعل العيد مميزا ورائعا في نظرهم.

زيارة بيوت الأجداد تساهم بصنع فرح الأطفال في العيد (غيتي)

ذكريات بيت الأجداد

تستذكر حمدان طفولتها قائلة للجزيرة نت "منزل الأجداد وهل يمكن نسيانه؟ وكم اعتدنا منذ الصغر الذهاب إليه يوم العيد فرحين بالملابس الجديدة وفي يدنا حقيبة صغيرة تتلاءم مع الثياب لنضع فيها الشوكولاتة والسكاكر والعيدية من جدو (الجد) ومن تيتا (الجدة)".

وتلفت إلى أن هذه الفرحة فُقدت هي وكثير من العادات الجميلة منذ سنوات بسبب الأوضاع التي نمر بها، خاصة بعد جائحة كورونا التي حرمت الأطفال كليا من فرحة الأعياد والاختلاط مع العائلة أو التوجه إلى مراكز اللعب والملاهي وزيارة الأصدقاء، فبات العيد مجرد أيام عادية تمر بدون بريق أو تجدد.

لارسا معصراني- الاختصاصية في علم النفس اماني حمدان تشدد على ضرورة دور الاهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة-( جزيرة نت)
الاختصاصية أماني حمدان: يمكن استغلال أيام العيد لتعليم الطفل مهارات اجتماعية جديدة (الجزيرة)

 6 أفكار لعيد مختلف

العيد أكبر من مجرد ملابس جديدة وهدايا، ويمكن استغلال كل لحظة من أيامه لتعليم الطفل مهارات اجتماعية جديدة وإدخال الفرحة إلى قلبه بطرق مختلفة، وتاليا النصائح التي قدمتها حمدان والتي يمكن للأهل القيام بها لمساعدة أطفالهم في الشعور ببهجة العيد من دون إضافة أعباء مالية على العائلة، وهي:

1- مساعدة الآخرين وتعلم العطاء

في بادئ الأمر يجب تذكير الأولاد بأن العيد مناسبة للعطاء، وليس بالضرورة أن نملك مالا كثيرا لنقدم يد العون، فيمكن تقديم المساعدة من خلال التبرع بالثياب لأطفال لندخل السرور إلى قلوبهم وهم لا يملكون القدرة للحصول على قطعة جديدة.

فإذا طلبنا من أولادنا اختيار قطعة مرتبة من خزانتهم ليقدموها لأحد الأولاد هدية أو أن يختاروا لعبة من ألعابهم الجيدة والجميلة أو أن يرسموا رسمة معينة وكتابة معايدة عليها، كما بإمكانهم تخصيص مبلغ صغير من "العيدية" وشراء بعض الحلويات لمشاركتها مع باقي الأطفال فإن هذا سيكون بمثابة فرحة وشعور مختلف بالنسبة لهم، فالعيد سيرتبط في عقل الطفل بالسعادة والبهجة وكذلك العطاء، وهي قيم رائعة يحتاج إليها في أولى مراحل حياته من أجل مستقبله.

تعويد الطفل على العطاء في العيد قيمة رائعة يحتاج إليها في أولى مراحل حياته من أجل مستقبله (غيتي)

2- العيدية

تعتبر العيدية من أهم طقوس العيد لدى الأطفال، لذلك هم يفرحون كثيرا لدى حصولهم عليها من الأقرباء مهما كانت بسيطة، فالطفل يشعر بالسعادة عندما يجد أنه يملك مبلغا من المال يمكن من خلاله شراء السكاكر والشوكولاتة أو أي شيء يحبه، فالعيدية تبقى من أهم مظاهر فرحة الأطفال بالعيد وينتظرونها بفارغ الصبر.

إستيلاء الوالدين على عيدية الطفل تجعله يفقد الثقة فيهما
العيدية تبقى من أهم مظاهر فرحة الأطفال بالعيد وينتظرونها بفارغ الصبر (مواقع التواصل)

3- اللعب والتنزه مع الأصدقاء

يمكن أيضا القيام بنشاطات ترفيهية صغيرة من خلال اختيار الأطفال أصدقاء معينين للعلب واللهو والتنزه معهم، والسماح لأطفالك بالقيام بنشاطات مختلفة مع الأصدقاء في الخارج، لأن هذا يجعلهم ينتظرون العيد بشوق وترقب وسيحسن مزاجهم.

4- زرع بسمة على وجه الآخرين

أخبروا أطفالكم عن معنى العيد، وما هي دلالته وما أهميته المعنوية، وحفزوهم على التعاون وحب الغير ومنح السعادة للآخرين في مثل هذا اليوم ليجعلوهم سعداء.

ويمكن اصطحاب أطفالك لزيارة أطفال آخرين لمساعدتهم أو تقديم هدايا بسيطة لهم، فهم سيفخرون بذلك لأنهم زرعوا بسمة على وجوههم في يوم العيد وساعدوهم على الشعور بالامتنان للأشياء التي يمتلكونها.

من المهم في العيد ممارسة الأسرة بعض الأنشطة الترفيهية لتضفي المرح على نفوس الأطفال (بيكسلز)

5- وقت للأطفال في العيد

تعد مدينة الملاهي والألعاب أفضل الأماكن التي يمكن الذهاب إليها مع أولادك أو إلى حديقة عامة للاستمتاع بأجواء العيد، فالمهم أن يكون كل أفراد العائلة معا وممارسة بعض الأنشطة الترفيهية لتضفي بعض المرح على نفوسهم بعيدا عن الضوضاء، فهذه الأجواء ستبقى ذكرى جميلة.

6- تزيين المنزل والشعور بأجواء العيد

المساهمة بالاستعدادات للعيد وتجهيزاته لا تقل فرحته عن يوم العيد، خاصة إذا كانت تحضيرات العيد مرتبطة بمشاركة الأطفال فيها، فالأنشطة المنزلية تضفي فرحا كبيرا لديهم، ومن أهمها التزيين وتبادل عبارات التهنئة باستقبال العيد ونفخ البالونات وتوزيعها في كل أرجاء المنزل، فهذا سيعطيهم الشعور بالمسؤولية والفرح.

أماني حمدان: رسم البسمة على وجوه الأطفال ليس بالأمر الصعب (بيكسلز)

مفتاح سعادة الأطفال

وتنهي حمدان حديثها بالقول "إن رسم البسمة على وجوه الأطفال ليس بالأمر الصعب، فهم ليسوا بحاجة إلى ملابس باهظة وألعاب جديدة ليشعروا بسعادة، فمفتاح السعادة الحقيقية هو إخبار أولادنا كل يوم بأننا سعداء لأنهم أطفالنا ونشعر بالفخر في كل عمل يقومون به ونحن دائما إلى جانبهم".

المصدر : الجزيرة