تتحمل الجزء الأكبر من فاتورة النزاعات.. صرخة بمنتدى الدوحة لتمكين النساء في صناعة السلام

دعوة بمنتدى الدوحة لمناصرة حقوق الإنسان المتعلقة بالنساء في جميع الجهود الرامية إلى منع نشوب النزاعات وتسويتها وبناء السلام.

الجلسة طالبت بضرورة تعزيز مشاركة المرأة ومناصرة حقوق الإنسان المتعلقة (الجزيرة)

الدوحة ـ لترسيخ الاستقرار والتقدم، واتخاذ قرارات أفضل وأكثر استدامة في بيئات الصراعات المختلفة، أطلقت أكاديميات وحقوقيات خلال منتدى الدوحة صرخات عالية مفادها ضرورة تعزيز مشاركة المرأة، ومناصرة حقوق الإنسان المتعلقة بالنساء في جميع الجهود الرامية إلى منع نشوب النزاعات وتسويتها وبناء السلام.

الصرخات جاءت خلال جلسة بعنوان "دور المرأة في تغيير بيئات الصراع" عقدت خلال فعاليات الدورة العشرين للمنتدى، وتناولت التهديد المستمر للمرأة في بيئات الصراع، وتمثيلها الناقص في أدوار التنمية وصنع السلام، فضلا عن كيفية دعم وحماية تمكين ومشاركة المرأة نحو مستقبل أكثر أمانا وسلاما.

وأكدت الدكتورة أمل المالكي العميدة المؤسسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة أهمية تعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، خاصة المجالين السياسي والاقتصادي، خاصة أن النساء حاليا ليس لهن دور في الصراعات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت المالكي في حديث للجزيرة نت: إننا في حاجة إلى تصور جديد يأخذ المرأة إلى دور القيادة والتخطيط، وهذا النموذج يعتمد على وجود عدد كبير من النساء في مراكز صناعة القرار، خاصة أنه عندما تشارك النساء في المفاوضات تكون عملية اتخاذ القرارات أفضل وأكثر استدامة.

المالكي تطالب بتغير نظرة المجتمعات إلى النساء (الجزيرة)

تغير جذري

لابد من تغير جذري لوضع المرأة، وأن تتغير نظرة المجتمعات إلى النساء حتى تستطعن لعب دور أكبر من دورهن الحالي، خاصة أن تمكينهن في العالم العربي حاليا مقتصر على مجالي الصحة والتعليم فقط، وفقا للمالكي.

وتوضح أن النساء في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي تواجهن إرثا من الأوضاع السياسية والاختلافات والنزاعات، حيث تكبدت المنطقة الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية، وأصبحت محل سياقات للعمليات العسكرية، وبعدها الربيع العربي وجائحة "كوفيد- 19" التي زادت من عدم المساواة والتمييز ضد المرأة، فضلا عن مستويات العنف المرتفعة والعنف الجنسي وزواج الأطفال.

أما فوزية كوفي الرئيسة السابقة للجنة المرأة والمجتمع المدني وحقوق الإنسان في البرلمان الأفغاني، فتعتبر أن دور المرأة في تغيير وتحويل بيئة الصراعات لا يفهمه أكثر من المرأة الأفغانية التي عانت على مدار 40 عاما من القمع والصراع.

وأشارت إلى أن مشاركة المرأة في عملية السلام في أفغانستان كانت تتعلق في المقام الأول بحقوق وقضايا المرأة، حيث كان الساسة والنخب يرون أنه لا حاجة للنساء للمشاركة في عملية السلام.

في الكثير من مناطق العالم النساء لا يبدأن النزاع، ولكن بالنظر إلى الأرقام والبيانات تجدهن الضحايا في أي نزاع حول العالم، لذلك يجب أن توجد النساء في المفاوضات في مختلف بيئات الصراع، لأنه لا يمكن صناعة الاختلاف إلا بالحدث مع أشخاص مختلفين ومهتمين بقضايا الأقليات، وفقا لكوفي.

قضايا المرأة استحوذت على عدد من جلسات منتدى الدوحة (الجزيرة)

تمكين المرأة

ورأت أنه من الصعب جدا تمكين المرأة عندما تكون الأولوية للنزاعات والحروب، حيث إنه في بيئة النزاعات والحروب تكون الأولوية لحماية المرأة والجميع وليس التمكين، مشددة على أن التمكين يحتاج إلى حشد القوى وتسليط الضوء على دور المرأة، خاصة أنه عندما تكون النساء جزءا من عمليات المفاوضات يكون اتخاذ القرار أفضل، حيث لا يمكن التوصل إلى بناء السلام بدون نساء.

لابد من التداخل بين الرجال والنساء في اتخاذ القرارات، وأن يكون للرجال دور في تغير الصورة النمطية عن المرأة وتمكينها ومنحها دورا للمشاركة في طاولة الحوار من أجل حل المشكلات في كافة بيئات النزاع.

أما الدكتورة شيرين الفقي المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" فتطرقت بداية حديثها إلى القرار الأممي الذي يعني بالمرأة والسلم والأمن، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه النساء من العنف الممنهج ضدهن في بيات الصراعات، حيث ترصد الإحصاءات تعرض خمس النساء في مناطق النزاعات للعنف الجنسي.

عدم المساواة

وتوضح الفقي أنه في بيئات النزاعات والصراعات يظهر عدم المساواة بين الرجال والنساء، كما يظهر أيضا ضعف النساء اللاتي تحاولن الهروب من هذه البيئات من أجل الحصول على حياة أفضل والوصول إلى التعليم.

النساء والفتيات لابد أن تدافعن عن أنفسهن ضد العنف المنهجي المبني على الإطار الاجتماعي، وذلك عبر الوصول إلى القوة الكامنة خلف ذلك، فضلا عن العمل على تغيير القوانين السائدة والجائرة، وهناك مجموعات نجحن في مختلف المجتمعات، وفقا للفقي.

وتعتبر أنه مثلما كان الرجل جزءا من المشاكل التي تتعرض لها النساء في بيئات النزاع، فإنه من الممكن أن يكون جزءا من الحل أيضا، خاصة أن النزاعات تؤثر على الجميع، والجزء الأكبر من المشكلة عندما يكون الرجال في بيئة عنيفة، ومن ثم يزداد عندهم العنف، ويكونون أكثر عنفا مع النساء.

فوتوفات تعتبر أن الرجال جزء من الحل في تعزيز دور المرأة في بيئات الصراع (الجزيرة)

أصوات النساء

من جهتها، أكدت كاترينا فوتوفات، المسؤولة لدى الخارجية الأميركية في مكتب قضايا المرأة العالمية، أن المكتب يهدف إلى تمكين النساء من خلال إشراكهن في السياسات والأنظمة السياسية التي تعمل على أساسها الولايات المتحدة، إذ تحرص على أن تسمع كل أصوات النساء.

وتقول إن القانون الأميركي يحمي حقوق النساء ويفرض مناخا لتمكين المرأة ومشاركتها في القرارات المتعلقة بحماية النساء أثناء النزاعات، كما يعمل على تمكين المرأة والحد من المخاطر التي تتعرض لها النساء في النزاعات، فضلا عن تأمين التمويل لمساعدة النساء والفتيات وتمكينهن في مختلف القطاعات لتعزيز دورهن في المجتمع.

وتؤكد المسؤولة الأميركية أن الرجال يجب أن يوفروا مساحة للنساء في مختلف المفاوضات، خاصة أن النساء دائما ما تصبحن جزءا مهما من الحل في أي أزمة، ولذلك يجب إشراكهن بمختلف دول العالم في سوق العمل بصورة أكثر وأن يكون لهن تمثيل في مختلف القطاعات المهمة وكذلك صناعة القرار.

المصدر : الجزيرة