العلاج بركوب الخيل.. هل يصبح وسيلة لتقليل أعراض التوحد لدى الأطفال؟

هل يقلل ركوب الخيل من أعراض التوحد لدى الأطفال
من خلال العلاج بركوب الخيل، يمكن للطفل تجربة العديد من الأنواع المختلفة من التحفيز الحسي المفيد (غيتي)

علاج ركوب الخيل (Hippotherapy)، شكل من أشكال العلاج العصبي العضلي الذي يمكن أن يحسّن وضعية ومهارات الطفل الذي يعاني من التوحد أو فرط الحركة.

ولأن الخيول حيوانات خاصة قد تم التعرف على قوتها الشافية منذ آلاف السنين، فقد استخدمت في هذا النوع من العلاج. وتعني كلمة "خيبو" في اللغة اليونانية الحصان.

وفي حين أن ركوب الخيل العلاجي يتضمن تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة مهارات الفروسية، ورغم أن "أبقراط" ذكر لأول مرة استخدام الخيول علاجيا في كتاباته اليونانية القديمة حوالي عام 400 قبل الميلاد، فإن المعالجين في أوروبا لم يبدؤوا حتى الستينيات من القرن الماضي في استخدام الخيول لمساعدة المرضى الذين يعانون من الاضطرابات العصبية العضلية مثل الشلل الدماغي أو إصابات الدماغ.

ويعتقد المعالجون أن حركة الحصان أحدثت تغيرات عصبية ساعدت في تحسين التحكم بوضعية الشخص وقدرته على ضبط مشاعره وسلوكياته.

عاد المعالجون الأميركيون والكنديون المدربون في أوروبا بخبرات العلاج بركوب الخيل في ثمانينيات القرن الماضي، وشكلوا الجمعية الأميركية للعلاج بركوب الخيل. وكان التركيز الأساسي لهذا النوع من العلاج لمساعدة ذوي الإعاقات الجسدية.

يقول لويس برادي، اختصاصي أمراض النطق واللغة ومؤلف كتاب "تطبيقات من أجل التوحد" (Apps for Autism) لموقع بارنتس (Parents) إن "الحصان يعد حافزا قويا، ويمكن الاستفادة من هذا الحماس في تدريس التواصل أو المهارات الاجتماعية أو الحركية الدقيقة أو أي مهارة مستهدفة".

وتابع "قد يشعر الأطفال براحة أكبر في التواصل مع الحصان أكثر من التواصل مع الإنسان. ولحسن الحظ، يمكن للمعالجين مساعدة الأطفال في توجيه أصدقائهم من الخيول باستخدام جميع طرق الاتصال، بما في ذلك الإشارات والقدرة على التعبير".

هل يقلل ركوب الخيل من أعراض التوحد لدى الأطفال
الأطفال قد يشعرون براحة أكبر في التواصل مع الحصان أكثر من التواصل مع الإنسان (غيتي)

هل يحتاج طفلك إلى العلاج بركوب الخيل؟

إذا كان الطفل يعاني من إعاقة مثل التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وتتطلب العلاج الوظيفي (العلاج الطبيعي)، أو علاج مشكلة التخاطب والنطق، فإن العلاج بركوب الخيل هو خيار مثالي له، خاصة إذا كان الطفل يحب الخيول والحيوانات بصورة عامة.

  • إذا كان الطفل يميل إلى سلوك الانزلاق على الأسطح أو الاصطدام بالأشياء، مما يشير إلى ضعف وعيه بالجسم والتحكم في سلوكياته.
  • إذا كان الطفل يعاني من فرط الحركة، ويتجنب الجلوس لفترة طويلة.
  • إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في اتباع التعليمات والتواصل بالكلمات أو الصور أو الإيماءات.

آلية عمل العلاج بركوب الخيل

من خلال العلاج بركوب الخيل، يمكن للطفل تجربة العديد من الأنواع المختلفة من التحفيز الحسي المفيد، إذ تتلقى العضلات والمفاصل تحفيزا حسيا عميقا في أثناء وضعية الجلوس والوقوف فوق الحصان، وفي الوقت ذاته، يتلقى الدماغ تحفيزا لاستشعار الحركة والتوازن أثناء حركة وقفز الحصان.

تقول ميلاني بوتوك، اختصاصية أمراض النطق واللغة والتخاطب ومؤلفة كتاب "وجبات سعيدة مع الأطفال السعداء" (Happy Mealtimes with Happy Kids)، "إن العلاج بركوب الخيل يوفر التحفيز الحسي الذي يساعد الطفل على التحكم في جسمه للقيام بمهام معقدة".

ويتحكم المعالج دائمًا في حركة الحصان، ويختار الأنشطة التي ستساعد في تحقيق نتائج محددة، تتضمن بعض الأمثلة ما يلي:

  • تقليل توتر العضلات (مثل التشنج) بحركة بطيئة ومنتظمة للحصان.
  • تحسين الانتباه والتحكم في الوضع بحركات سريعة غير منتظمة.
  • تحسين التنسيق بين استخدام عضلات الجانب الأيمن والأيسر من الجسم بصورة متزنة في أثناء توجيه الحصان واستخدام اللجام.
  • تطوير المهارات الحركية لدى الطفل.
  • تعزيز قدرة الطفل على التحكم بجسمه.
المصدر : مواقع إلكترونية