هزمت السرطان في العاشرة.. أول أميركية في رحلة الفضاء داخل كبسولة سبيس إكس

من المنتظر أن تصبح أرسينو أصغر أميركية تسافر إلى الفضاء، كما ستكون أيضا أول إنسان يسافر في رحلة فضائية بأعضاء اصطناعية

الممرضة أرسينو واحدة من بين 4 أشخاص يُفترض أن يسافروا إلى الفضاء نهاية العام الجاري على متن صاروخ "فالكون 9" في رحلة تنطلق من فلوريدا (رويترز)

أعلن مستشفى سانت جود لبحوث الأطفال في الولايات المتحدة، والملياردير غاريد إيزاكمان، اختيار الممرضة هايلي أرسينو للمشاركة في أول رحلة مدنية إلى الفضاء.

في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes) الأميركية، يقول الكاتب كينيث تشانغ إنّ هايلي (29 عاما) كانت تأمل أن تحقق في 2021 حلمها بزيارة قارات العالم الـ7 قبل بلوغ سن الـ30، لكن اختيارها ضمن رحلة "سبيس إكس" (SpaceX) سيجعلها تسافر بدلا من ذلك إلى الفضاء.

هايلي أرسينو ممرضة في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال وناجية من سرطان عظام الأطفال (نيويورك تايمز-الصحافة الأميركية)

رحلة فريدة

ستكون أرسينو -وهي ممرضة في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال في مدينة ممفيس- واحدة من بين 4 أشخاص يُفترض أن يسافروا إلى الفضاء نهاية العام الجاري على متن صاروخ "فالكون 9" في رحلة تنطلق من فلوريدا، وستكون هذه الرحلة التي تُشرف عليها شركة "سبيس إكس" أول مهمة مأهولة تدور حول الأرض لا تضمّ بين طاقمها أي رائد فضاء محترف.

يقود هذه المغامرة الملياردير ورائد الأعمال الأميركي الشاب غاريد إيزاكمان (38 عاما) الذي أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي أنه اشترى هذه الرحلة من شركة سبيس إكس التي أسسها إيلون ماسك.

وقال إيزاكمان حينها إنه يريد أن تكون المهمة أكثر من مجرّد رحلة ترفيهية قصيرة للأثرياء، وأعلن أنه قدم مقعدين من المقاعد الـ4 المتاحة لمستشفى سانت جود، أحدهما لفائز عشوائي في مسابقة لجمع الأموال للمستشفى الذي يعالج الأطفال مجانا ويطور علاجات لسرطان الأطفال وأمراض أخرى، والآخر لأحد موظفي الرعاية الصحية في المستشفى. وكشف مسؤولو المستشفى وغاريد إيزاكمان أن أرسينو هي الشخص الذي تم اختياره للمشاركة في الرحلة.

في عمر 10 سنوات أصيبت أرسينو بالسرطان وعانت من الصلع بسبب العلاج الكيميائي (نيويورك تايمز-الصحافة الأميركية)

قصة أرسينو

ومن المنتظر أن تصبح أرسينو أصغر أميركية تسافر إلى الفضاء، كما ستكون أيضا أول إنسان يسافر في رحلة فضائية بأعضاء اصطناعية، حيث سبق لها أن خضعت لعلاج سرطان العظام في مستشفى سانت جود قبل 20 عاما، واستُبدلت قضبان معدنية بأجزاء من عظام ساقها اليسرى.

وحسب المعايير الطبية الصارمة لوكالة ناسا، لم يكن باستطاعة أرسينو أن تسافر إلى الفضاء بسبب هذه الأجزاء الاصطناعية، لكن دخول القطاع الخاص على خط تمويل الرحلات الفضائية، قدّم -وفقا للكاتب- فرصا جديدة لم تكن متاحة في السابق.

قبل سن العاشرة، كانت أرسينو قد حصلت على الحزام الأسود في التايكوندو، لكنها كانت تشكو من ألم في ساقها، فلاحظت والدتها نتوءا بارزا فوق ركبتها اليسرى، وأخبرها أحد أطباء الأطفال في بلدة سانت فرانسيسفيل أنه يبدو ورما سرطانيا.

وفي 2002 دخلت أرسينو إلى سانت جود لأول مرة، وقدم الأطباء أخبارا سارة لوالدتها أن السرطان لم ينتشر في أجزاء أخرى من جسدها. خضعت أرسينو للعلاج الكيميائي، وتم تثبيت عظام اصطناعية في ساقها، ثم خضعت للعلاج الطبيعي.

في تلك السن المبكرة، ورغم أنها عانت من الصلع بسبب العلاج الكيميائي، ساعدت أرسينو على جمع التبرعات لفائدة المستشفى. وفي العام التالي، منحتها قناة "لويزيانا" (Louisiana Public Broadcasting) عام 2003 جائزة "يونغ هيروز".

وقالت أرسينو في حفل التكريم "عندما أكبر، أريد أن أصبح ممرضة في مستشفى سانت جود، أريد أن أكون مرشدة للمرضى لأخبرهم أنني كنت أعاني من هذا المرض عندما كنت صغيرة، وأنا بخير الآن". في العام الماضي، عيّنت إدارة المستشفى أرسينو لرعاية الأطفال المصابين بسرطان الدم والأورام اللمفاوية.

حتى أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، لم تكن أرسينو تعلم أنها حصلت على مقعد في رحلة سبيس إكس (نيويورك تايمز-الصحافة الأميركية)

التحضير للرحلة

حتى أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، لم تكن أرسينو تعلم أنها حصلت على مقعد في رحلة سبيس إكس، وعندما أخبرها المسؤولون في المستشفى أنهم يرغبون في التحدّث معها عن الأمر، اعتقدت في البداية أنه "ربما يكون إعلانا تجاريا أو أنها ستلقي محاضرة في مكان ما".

وبعد أن علمت باختيارها للرحلة،  زارت أرسينو برفقة إيزاكمان المقر الرئيسي لشركة سبيس إكس في كاليفورنيا 3 مرات، من أجل لقاء المهندسين والبدء بالتخطيط للرحلة. وعلى عكس الرحلات -التي اعتادت سبيس إكس تنفيذها لفائدة وكالة ناسا- لن تتوجّه هذه الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية، بل ستدور حول الأرض لمدة 3 أو 4 أيام قبل أن تحطّ قبالة سواحل فلوريدا.

وستمرّ بضعة أسابيع قبل التعرف على الشخص الثالث في الرحلة، حيث تستمر مسابقة سانت جود -التي تم الإعلان عنها قبل أسبوعين- حتى نهاية الشهر الجاري. وقد جمعت المسابقة حتى الآن حوالي 9.5 ملايين دولار، وهذا المبلغ أقل بكثير من مبلغ 100 مليون دولار الذي وعد إيزاكمان بتوفيره للمستشفى من المسابقة.

وسيكون المقعد الرابع في رحلة سبيس إكس من نصيب الفائز في مسابقة ترعاها شركة "شيفت4 بيمنتس" (Shift4 Payments) الائتمانية التي أسسها ويديرها إيزاكمان. وتقوم المسابقة على تصميم متجر إلكتروني باستخدام برنامج شيفت4، ثم نشر مقطع فيديو على تويتر للترويج للعمل. وحتى الأسبوع الماضي، اشترك في المسابقة بشكل رسمي أقل من 100 شخص.

المصدر : نيويورك تايمز