الفارسة العراقية الصغيرة رؤية العبيدي.. تتحدى الظروف الصعبة في ديالى وتطمح للعالمية

رؤية ابراهيم أحمد العبيدي مع والدها - الجزيرة نت
رؤية العبيدي مع والدها في أحد مضامير الفروسية في ديالى (الجزيرة)

لم يبلغ عمرها 8 سنوات حين تعلمت ركوب الخيل، وبعدها بـ3 سنوات صارت فارسة محترفة تمتطي صهوة الحصان وتسابق الريح في قريتها، إنها الطفلة رؤية إبراهيم العبيدي من أهالي قرية الدوجمة في محافظة ديالى (شرقي العراق).

ورغم ما تعانيه قريتها من اضطرابات جراء الصراعات العشائرية وتعرضها لهجمات من عصابات مسلحة فإن رؤية واصلت تمارينها على ركوب الخيل، وتطمح لأن تكون واحدة من فارسات العراق.

وتقول الفارسة الصغيرة إن الحياة لا تقف عند حد، وطموحها عال جدا حتى وإن كانت تعيش وسط وضع أمني مرتبك وغير مستقر واضطرابات سياسية.

المهرة وحركات الفروسية

أطلق عليها أبوها المهندس الكهربائي اسم "رؤية" وكأنه يريدها أن تنظر للأمام والمستقبل، ويقول إن ولادتها كانت في أحلك الظروف التي كان يمر بها العراق وما شهده من عمليات إرهابية ونزاعات مسلحة.

ويضيف العبيدي أنه أراد بالاسم "رؤية لما هو قادم"، وقال "وهي صغيرة كانت كثيرة الحركة تقوم بتقليد حركات الحيوانات، خاصة الحصان".

وذكر أنه قد أعجبه مرة مهرة أصيلة عند أحد الأصدقاء فعرض عليه شراءها بهدف إهدائها لرؤية لتتعلم عليها ركوب الخيل وهي صغيرة، وأضاف أنه عندما رأت رؤية الهدية تعلقت بها وصارت لا تفارقها.

ويتذكر أنه حين امتطتها كانت وكأنها قد امتطت سابقا أكثر من فرس، وصارت العلاقة حميمة من تلك اللحظة ونمت لديها فكرة ممارسة رياضة ركوب الخيل.

وعن البيئة والمكان، يقول العبيدي إن "قريتنا ربما تكون أهدأ من المناطق الأخرى في محافظة ديالى المضطربة ومع هذا لا يمنع من الخوف، لكنه خوف زرع التحدي لدي وللعائلة ولرؤية أيضا".

رؤية ابراهيم أحمد العبيدي مع والدها - الجزيرة نت
إبراهيم العبيدي حريص على تمكن ابنته من رياضة ركوب الخيل حتى تكون مؤهلة للمنافسة العالمية (الجزيرة نت)

حب وتحدٍ وسباق

رؤية -التي ولدت في مايو/أيار 2011- تتحرك وتفرح حين تمتطي صهوة الفرس الذي تطلق عليه "كحيلة"، وتؤكد أنها أحبت الخيول من خلال بعض الفضائيات التي تعرض برامج عن الحيوانات حتى تعلقت بها.

وتضيف أنها حتى قبل 3 سنوات كان مجرد حلم أن أمسّد على ظهر حصان، وحين اشترى والدي مهرة تعلقت بها وكأني أعرفها من قبل، ولم أشعر معها بالخوف أبدا، واستمررت في إطعامها وسقيها.

وتتحدث بشيء من الألفة عن هذه الصداقة التي تحولت إلى رياضة حين تعلمت وبسرعة كيفية ركوب المهرة وراحت تقرأ كل شيء عن الخيول، مؤكدة أنها تقود الفرس في مساحات قريتها ولا تبالي إن كان المكان مخيفا.

وقالت إن من يحب الخيل لا يهاب المصائب والمصاعب، مشيرة إلى أنها تتنقل داخل القرية ومحيطها على ظهر الفرس "حتى أنني أمتطي الفرس دون أن أمسك اللجام".

وعن حلمها، تقول رؤية إنها تطمح للمشاركة في بطولات سباق الخيل على المستوى العالمي، ولتحقيق ذلك تأمل أن يتوفر لها مدرب فروسية متخصص.

الفارسة الصغيرة - الجزيرة نت
رؤية: من يحب الخيل لا يهاب المصائب والمصاعب (الجزيرة)

مناشدة ورعاية

أصبحت لرؤية سمعة واسعة في بلدتها الصغيرة الخالص القريبة من مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى)، لذا يطالب بعض الصحفيين في المنطقة بأن تلتفت الدولة لها وتوفر لها ما تحتاجه من متطلبات لتتأهل لتكون فارسة العراق تمثله في البطولات الدولية.

ويقول الصحفي الرياضي ثائر هادي عن رؤية إنها محترفة وكأنها كانت تتلقى تدريبا خاصا، معتبرا أن من يمتلك مثل موهبتها في هذا العمر قليل جدا في العراق.

وحث هادي اتحاد الفروسية العراقي على الاهتمام ورعاية الفارسة الصغيرة رؤية، متوقعا تحقيقها إنجازات وبطولات للعراق، محذرا من أن عدم الاهتمام بها وبمن لديهم مواهب مميزة مثلها سيؤدي إلى خسارتها، وقد يدفع بأصحاب المواهب للهجرة إلى بلدان أخرى تهتم بهم.

المصدر : الجزيرة