على الأرجح لن تعمل.. بيل غيتس يثير الجدل مجددا بتصريحات عن الشاحنات الكهربائية

غيتس شكك في إمكانية عمل الشاحنات النصف كهربائية والطائرات الكهربائية في وقت قريب (مواقع التواصل)

ألقى بيل غيتس بعض الماء البارد على مشروع تسلا للشاحنات الكهربائية المعروف باسم "تسلا سيمي" (Tesla Semi) والتعليقات الأخيرة من إيلون ماسك بشأن إمكانية انتاج طائرات كهربائية تجارية.

ونشر موقع إلكتريك (Electrek) المتخصص في شؤون المركبات الكهربائية مقالا للكاتب فريد لامبارت يتحدث فيه عن شكوك غيتس في قدرة الطاقة الكهربائية لتحريك المركبات الضخمة مثل الشاحنات أو الطائرات لمسافة طويلة.

وركز غيتس في السنوات الأخيرة على استخدام ثروته لمحاولة إصلاح المشاكل الرئيسية في العالم، حيث حظي بمزيد من الاهتمام مؤخرا بسبب تحذيراته المبكرة من أن العالم ليس مستعدا لوباء خطير، قبل ظهور أزمة كورونا.

وكتب بيل غيتس في وقت سابق عن كيف أن وباء كورونا هو مجرد تحذير لتغير المناخ، وعن المعاناة الرهيبة والمصاعب الاقتصادية خلال الأشهر العديدة الماضية، وعن مشاكل تغير المناخ التي يمكن أن تتحول لبلاء أكثر تدميرا.

وشدد في مدونة جديدة على الحاجة إلى كهرباء لوسائل المواصلات العامة من أجل معالجة تغير المناخ، ومع ذلك، فقد أدلى ببعض التعليقات المثيرة للجدل عن القطاعات الكهربائية.

ويشير غيتس إلى أن الاعتقاد بأن سيارات الركاب ستكون كهربائية هو وهم بالفعل، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المنافسة المتزايدة في السوق تعني أن هناك المزيد من الخيارات المتاحة للعملاء أكثر من أي وقت مضى، من سيارات السيدان المدمجة إلى السيارات الرياضية الأنيقة.

وقام مؤسس شركة مايكروسوفت -الذي اعتاد قيادة سيارة تسلا طراز "إكس"- بتجاهل شاحنة تسلا الكهربائية المعروفة "سايبر ترك" (Cybertruck) عندما تحدث عن شاحنات النقل الكهربائية.

وشكك غيتس في إمكانية عمل الشاحنات النصف كهربائية مثل "تسلا سيمي" (Tesla Semi) والطائرات الكهربائية في وقت قريب.

وقال غيتس إن "المشكلة هي أن البطاريات كبيرة وثقيلة، كلما زاد الوزن الذي تحاول تحريكه زاد عدد البطاريات التي تحتاجها لتشغيل السيارة، لكن كلما زاد استخدام البطاريات زاد الوزن الذي تضيفه وزادت الطاقة التي تحتاجها".

وأضاف "حتى مع الاختراقات الكبيرة في تكنولوجيا البطاريات فإن من المحتمل ألا تكون السيارات الكهربائية حلا عمليا لأشياء مثل المركبات ذات الـ18 عجلة وسفن الشحن وطائرات الركاب، تعمل الكهرباء عندما تحتاج إلى قطع مسافات قصيرة، لكننا بحاجة إلى حل مختلف للمركبات الثقيلة ذات المسافات الطويلة".

SHANGHAI, CHINA - NOVEMBER 05: Microsoft founder Bill Gates attends a forum at the first China International Import Expo (CIIE) at the National Exhibition and Convention Centre on November 5, 2018 in Shanghai, China. The first China International Import Expo will be held on November 5-10 in Shanghai. (Photo by Lintao Zhang/Getty Images)
غيتس لا يعتقد أن البطاريات الكهربائية ستحل مشكلة الطاقة في المركبات الكبيرة (غيتي)

ويأتي تصريح غيتس على الرغم من أن العديد من برامج الشاحنات النصف كهربائية -مثل "تسلا سيمي" و"فريتلاينر إي كاسكاديا" (Freightliner eCascadia) قد ظهرت للوجود، وهي تعمل كنماذج أولية.

أما بالنسبة للطائرات الكهربائية فقد توقع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أنها ستصبح قابلة للتطبيق بمجرد وصول البطاريات إلى كثافة طاقة تبلغ 400 واط/ كغم، وهو ما يعمل عليه العديد من مصنعي البطاريات حاليا.

ويقترح غيتس بدلا من ذلك الوقود الحيوي كبديل محتمل للبطاريات في قطاعات النقل الكبيرة.

ويقول كاتب المقال إنه لن يتظاهر بأنه أذكى من بيل غيتس، لكنه يأمل أن يعيد النظر في هذه التعليقات، لأن غيتس لا ينظر إليها بالطريقة الصحيحة.

ويدحض الكاتب نظرية كون البطاريات كبيرة وثقيلة بالقول إن هذه المركبات (الشاحنات وسفن الشحن والطائرات) لم تصل إلى الحد الأقصى من الكفاءة لمعرفة هل يمكن للبطاريات الكهربائية تحريكها أم لا.

ويستدل بالسيارات الكهربائية كمثال، فقد ضاعف المصنعون جهودهم لتحسين الكفاءة من أجل استخدام عدد أقل من البطاريات في سياراتهم ووجدوا مجالا كبيرا للتحسينات.

وعندما يتم البدء في تزويد الشاحنات والطائرات بالكهرباء ستكون على الأرجح تحسينات جديدة في الكفاءة، لأن "الحاجة أم الاختراع"، ونحن لم تكن لدينا هذه الحاجة حتى الآن.

أما بالنسبة للبطاريات فيرى الكاتب أنه من الجنون أنه لا يعتقد أنها ستتحسن بما يكفي لتمكين الشاحنات والطائرات الكهربائية من الحركة، خاصة عندما تعلم أن غيتس مستثمر رئيسي في "كوانتوم سكاب" (Quantumscape) التي تدعي أن تقنيتها ستمكن من إنتاج بطاريات بقدرة 500 واط/ كغم.

المصدر : مواقع إلكترونية