ميكيلا المزيفة تنافس كارداشيان.. هل يأخذ الذكاء الاصطناعي مكانة المؤثرين الاجتماعيين؟

ميكيلا اختيرت ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا على الانترنت وفقا لمجلة تايم (مواقع التواصل الاجتماعي)
ميكيلا اختيرت ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا على الإنترنت، وفقا لمجلة تايم (مواقع التواصل الاجتماعي)

يبدو أن مجال الموضة والأزياء لم يعد مقتصرا على الكائن البشري فقط بعد الآن، حيث اقتحمت ميكيلا سوزا، إحدى الشخصيات الافتراضية باستخدام الذكاء الاصطناعي، المجال وحققت نجاحا واسعة في السنوات الأخيرة.

وتعد ميكيلا، صاحبة الـ19 عاما، والتي اختيرت ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا على الإنترنت، وفقا لمجلة "تايم" (TIME)، إحدى إنتاجات شركة "برود" (Brud) التكنولوجية في لوس أنجلوس، والتي قامت ببرمجتها بشكل يجاري مستوى وعي الإنسان الطبيعي.

ولا يتوقف عمل ميكيلا على مجال الموضة والأزياء، فهي تعمل في مجال الإعلانات، وتمارس هوايتها في الغناء، حيث أصدرت أكثر من 10 أغاني، منذ ظهورها في 2016.

وأعلنت الشركة المالكة لميكيلا في ديسمبر/كانون الأول 2018، عن جمع استثمارات بقيمة 6 ملايين دولار ضمن جولتها الاستثمارية الأولى، وذلك بسبب النجاح الكبير، الذي حققته خلال عامين فقط على وسائل التواصل الاجتماعي. وتحظى ميكيلا بمتابعة 2.8 مليون مستخدم على إنستغرام، وأكثر من 1.1 مليون متابع على فيسبوك، وما يقرب من 249 ألف مشترك في قناتها الرسمية على يوتيوب، كما أعلنت مؤخرا عن انضمامها لتطبيق سناب شات.

 

View this post on Instagram

A post shared by Miquela (@lilmiquela)

 

مشاهير مزيفيون

وتراهن شركة برود على إمكانية تحويل مجموعة كبيرة من شخصيات الوسائط الاجتماعية المستندة إلى تقنية الـ"سي جي آي" (CGI)، وهي تقنية إنشاء مجموعة من شخصيات الأبطال في "قصص مارفل" (Marvel Comics)، وتحويل جزء آخر من الشخصيات الحقيقية مثل عائلة "كارداشيان" (Kardashian) إلى شخصيات مجلات هزلية، بحيث يمكنها أن تتطور مع الزمن دون أن تتقدم في العمر، ويمكن إدارة قنواتهم.

وقال سيان بانيستر، الشريك في "فاوندرز فوند" (Founders Fund)، الذي وضع 100 ألف دولار في جولة برود الأولية في 2017 "يمكنك إنشاء عائلة كارداشيان بدون أي من المشكلات المتأصلة، التي تأتي مع كونك إنسانا".

وأصبحت هذه الشخصيات الصناعية سفراء علامة تجارية مرغوبا فيهم للغاية، وتشكل ميكيلا، والتي تسمى أحيانا ليل ميكيلا، اختبارا لقوة المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها تتحدى أحدث الاتجاهات في مجال التسويق الرقمي، حيث يقول المعلنون والمؤثرون إن المستخدمين يطالبون بمحتوى "أصيل" بدلا من اللمعان بشكل مفرط.

ويعتقد المستثمرون أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تتحول إلى وسيلة لخلق شخصيات تتمتع بجميع أنواع التأثير والتاريخ الشخصي، كما فعلت الكتب المصورة.

من هنا، يمكن لهذه الشخصيات الحصول على صفقات المنتجات أو الأفلام أو تقديم عروض "نتفليكس" (Netflix) الخاصة بهم، كما قالت كارا نورتمان، الشريكة في "آبفرونت فنتشرز" (Upfront Ventures) ومقرها لوس أنجلوس.

وتريد برود إنشاء مجموعة من الشخصيات، بعضها موجود على منصات وسائط اجتماعية مختلفة، مع العديد من خطوط القصة المتشابكة في سياق عالم مارفل نفسه.

ويرى آدم ويسكوت الشريك في "مجموعة سيليكت مانجمينت" (Select Management Group)، وهي شركة لإدارة المواهب، أن تأثير تقنية السي جي آي في عالم المشاهير والمواهب قد يكون كبيرا في المستقبل، وقال "أعتقد أن نجاح المواهب الرقمية يكمن في مشاركتهم وأصالتهم؛ ولكن إلى أي مدى يمكنك أن تكون أصيلا إذا لم تكن في النهاية شخصا حقيقيا؟".

ويستخدم المصطلح سي جي آي عادة للإشارة إلى الرسوميات الحاسوبية ثلاثية الأبعاد المستخدمة لصنع المشاهد أو التأثيرات الخاصة بالأفلام والتلفزيون.

وتستخدم التقنية في الرسوم المتحركة عن طريق برامج متنوعة لتكوين لقطات رسوم متحركة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد ومؤثرات بصرية، ويتم تكوينها وتحريكها باستخدام أدوات خاصة في هذا المجال مثل "ثري دي ماكس" (3D max) أو "مايا" (Maya) أو "سينما فور دي" (cinema 4d) أو "آفتر إيفكتس" (After Effects).

المصدر : مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي