هل تصمد الاتفاقيات الحربية أمام التقدم التكنولوجي؟
حذر قادة عسكريون بارزون من أن التقدم التكنولوجي -كالذكاء الاصطناعي والروبوتات- قد يضع الجنود في مأمن من الاتفاقيات القائمة المتعلقة بساحات الحرب واستخدام الأسلحة واستعمال القوة.
وأضاف أن الدراسة تشير إلى الاستعمال الانتقائي لوسائل ترتقي إلى درجة التهديدات من الدرجة الأولى، على غرار سرقة الهوية والقرصنة والتضليل الإعلامي الهائل.
قدرات خارقة
وتوقع البحث أن يشارك في ساحات القتال أشخاص ذوو قدرة خارقة وروبوتات لا يمكن التغلب عليها، إلى جانب أساليب متطورة من الذكاء الاصطناعي.
وليس هذا التوجه أمرا جديدا، فقد شهدت الصراعات المسلحة تغييرات متتالية بسبب تدخل التكنولوجيا التي تؤثر أيضا على البشر، قبل أن تزداد تأثيراته مؤخرا أكثر من أي وقت مضى.
وأورد الكاتب أن الجنود أصبحوا الآن أكثر فتكا، فيما أشار خبراء -على غرار الجنرال المتقاعد من القوات الجوية الأميركية روبرت لاتف- إلى أن قرار القتل "هو شخصي للغاية".
وأضاف أنه في ظل هذا الوضع أصبح التطور الصناعي للمقاتلين عاملا يهدد بتقويض هذا الفكر وهذه الروح، داعيا الولايات المتحدة إلى الاعتراف بهذه الحقيقة.
ونقل الكاتب أن روبرت لاتف وزملاءه يعتبرون أنه بغض النظر عن التطورات التي يشهدها العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن على الجنود الالتزام بالاتفاقيات المتعلقة بقواعد الحرب.
ويتساءل المحللون عن مدى استعداد البشر لمنح الثقة للآلات وتسليم حياتهم لها، ومدى استعداد الإنسان لتعريض حياته للخطر لإنقاذ روبوت مهم.
وأوضح الكاتب أن سياسات وزارة الدفاع الأميركية تنص على أن الأشخاص سيشاركون في جميع الأحوال في اتخاذ القرارات، عندما يتعلق الأمر باستعمال الأسلحة الفتاكة.
ورغم هذا التنصيص، فقد أنفق البنتاغون خلال سنة 2017 ما يعادل ملياري يورو في مجال الذكاء الاصطناعي، ويسعى لتمويل أنظمة طائرات مسيرة بمبلغ يقارب تسعة مليارات يورو.
ونقل الكاتب مخاوف بول سيلفا نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، من إمكانية أن ينتهي المطاف في ساحات الحروب بالمعاناة من آثار روبوتات لا "نعرف كيفية السيطرة عليها".
ولا تعترف لجنة الذكاء الاصطناعي للبيت الأبيض بهذه المشكلة حتى تهتم بمعالجتها، بينما يطالب سيلفا ولاتف بالشعور بالخوف من اتخاذ أي قرار.