جمعهم حب كرة القدم.. شبكة قادة المشجعين القلب النابض لكأس العالم 2022 في قطر

جانب من الجولة التعريفية لقادة الجماهير المغربية في ملعب الثمامة (الجزيرة)

الدوحةـ رغم اختلاف جنسياتهم ومناطقهم وثقافاتهم وخلفياتهم العرقية، فإن حب كرة القدم وعشقها جمعهم، إنهم قادة المشجعين في كأس العالم 2022 الذين تم اختيارهم ضمن البرنامج العالمي للتفاعل مع الجماهير بهدف تعزيز الحماس خلال كأس العالم في قطر.

البرنامج الذي أطلقته اللجنة العليا للمشاريع والإرث في يوليو/تموز العام الماضي بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم، يضم 410 من قادة المشجعين في 51 دولة، من الأفراد المتحمسين لكرة القدم، الذين سيشاركون مع الجماهير في بلدانهم معلومات أساسية عن دولة قطر ومونديال 2022.

اختيار قادة المشجعين تم وفق أسس ومعايير دقيقة، أبرزها مؤازرتهم ودعمهم لمنتخباتهم الوطنية، وأدوارهم كشخصيات مؤثرة في مجتمعاتهم وعلى منصات التواصل الاجتماعي، فضلا عما يمتلكونه من خبرة في السفر خارج بلدانهم لحضور مباريات فرقهم المفضلة، بالإضافة إلى التمتع بعلاقات قوية مع مجموعات المشجعين، واتحادات كرة القدم، والمجتمعات التي ينشطون فيها.

المغربي محمد الصدراتي أحد قادة المشجعين الذين وقع عليهم الاختيار ضمن شبكة قادة مشجعي مونديال قطر، نظرا لتميزه في تقديم محتوى كروي تشجيعي للمنتخب المغربي على منصاته في مواقع التواصل الاجتماعي منذ مونديال روسيا 2018.

ويقول الصدراتي للجزيرة نت إنه بعد اختياره للانضمام إلى الشبكة تعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث في تقديم محتوى يجيب عن كل أسئلة الجماهير المغربية التي ترغب في الذهاب إلى قطر لتشجيع منتخب بلادهم، خاصة في ما يتعلق بالإقامة والتذاكر والملاعب ووسائل التنقل، وكذلك أماكن الترفيه والسياحة.

اللجنة العليا تنظم جولات لقادة مشجعي مونديال قطر لتعريفهم بآخر الاستعدادات وبتراث وتقاليد البلاد (الجزيرة)

متقارب المسافات

ويضيف الصدراتي أن قطر استعدت على الوجه الأمثل لاستضافة المونديال، وذلك من خلال البنية التحتية المتطورة والمرافق الحديثة والملاعب الرائعة، الأمر الذي سيجعل مونديال قطر النسخة الأكثر تميزا، خاصة من ناحية الطبيعة متقاربة المسافات، التي ستمكن المشجعين من مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم نفسه.

ورغم أنه لا يجيد لعب كرة القدم، فإن الصدراتي (31 عاما) ارتبط بها منذ صغره، وصار مشجعا وفيا لمنتخب بلاده في كل التظاهرات، وسيكون مونديال قطر 2022 قصة جديدة في دعمه ومؤازرته بلاده، ولقطر بوصفها أول دولة عربية تستضيف الحدث الكروي الأهم عالميا.

أما العراقية نبع الدباغ فقد انضمت لشبكة قادة مشجعي مونديال قطر نظرا لعشقها وشغفها الشديدين بكرة القدم، فضلا عن تواجدها وعملها في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، وحضورها أبرز المناسبات الرياضية، مثل جوائز "غلوب سوكر"، بالإضافة إلى كونها سفيرة كأس آسيا عام 2019.

وتقول الدباغ للجزيرة نت إنها منذ اختيارها للانضمام إلى الشبكة تبذل قصارى جهدها للترويج للمونديال، حيث تواجدت في قطر مرتين، واستكشفت بطاقة هيّا ودخول ملاعب البطولة ذات الطبيعة المتقاربة، التي ستجعل مونديال قطر فريدا من نوعه، في ظل قدرة المشجعين على حضور أكثر من مباراة في اليوم نفسه.

المشجعة العراقية التي ارتبطت بكرة القدم منذ مونديال فرنسا 1998، ترى أن تصاميم ملاعب المونديال تجسد جوانب عريقة من التراث القطري، لكن هذه الملاعب لن تكون الملاذ الوحيد للمشجعين خلال المونديال، في ظل وجود أنشطة ترفيهية وسياحية، فضلا عن متاحف ومناطق تراثية.

شبكة قادة المشجعين حظيت بمعايشة أجواء كأس العرب بقطر على ملاعب المونديال (الجزيرة)

تجربة فريدة

الجماهير في مونديال قطر تنتظرها تجربة فريدة وحماسية في الوقت ذاته، سواء على صعيد المتعة الكروية أو الأنشطة والفعاليات الترفيهية أو كرم الضيافة العربي في دولة قطر، وفقا للدباغ.

في حين كان انضمام الإماراتي محمد سيف المهيري لشبكة قادة مشجعي قطر بترشيح من اتحاد بلاده كونه أحد الشخصيات الملمة بالرياضة، فضلا عن شغفه بكرة القدم، بالإضافة إلى تأسيسه متحفا رياضيا يضم مجموعة من أغلى وأندر التحف التذكارية التي تخص بطولات كأس العالم.

ويقول المهيري للجزيرة نت إن مهمته كأحد قادة المشجعين ستكون "الترويج لمونديال قطر واستعداداتها للبطولة التي ستقام في المنطقة العربية للمرة الأولى، وهو ما أحرص عليه خلال تواصلي مع وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك على منصاتي على مواقع التواصل الاجتماعي".

مونديال قطر سيكون بطولة استثنائية ومميزة للجماهير من كافة الأوجه، سواء من ناحية الملاعب الرائعة متقاربة المسافات، أو المنشآت الرياضية المتميزة أو وسائل التنقل وسهولة الحركة والتنقل بين الملاعب، وفقا للمهيري.

وتتعاون اللجنة العليا مع قادة المشجعين للتفاعل مع الجمهور وتلبية متطلباتهم وإعداد محتوى للنشر حول مونديال قطر، كما يشاركون في حلقات نقاشية واستبيانات شهرية ضمن الجهود المتواصلة في قطر لتقديم تجربة استثنائية للجمهور خلال فترة المونديال.

فيصل خالد: مبادرة شبكة قادة المشجعين تهدف إلى التفاعل والتواصل مع عشاق كرة القدم (الجزيرة)

التفاعل والتواصل

بدوره، يوضح مسؤول برنامج السفراء في اللجنة العليا للمشاريع والإرث فيصل خالد أن "المشجعين يأتون على رأس أولوياتنا كدولة مستضيفة للمونديال، لذلك تم إطلاق مبادرة شبكة قادة المشجعين التي تهدف إلى التفاعل والتواصل مع عشاق كرة القدم في كل مكان من أجل ضمان استمتاع الجمهور بتجربة غير مسبوقة في مونديال قطر".

ويقول فيصل للجزيرة نت إن أعداد شبكة قادة المشجعين غير محددة بدقة، حيث إنهم أكثر من 400 شخص، لكن الشبكة هي القلب النابض للمونديال وتضم جميع الجاليات العربية وغير العربية المتواجدة في قطر، وذلك بجانب قادة الجماهير المتواجدين في بلادهم، حيث تعدّهم اللجنة العليا الرابط بينها وبين مشجعي كرة القدم من البلد نفسه.

ويضيف أن اختيار أغلب قادة المشجعين تم بترشيح من اتحادات كرة القدم في بلدانهم، بشرط أن تكون لهم علاقة بكرة القدم أو نشطاء في منصات التواصل الاجتماعي.

وتنظم اللجنة العليا للمشاريع والإرث جولات للجاليات العربية في ملاعب المونديال وقادة المشجعين من أنحاء العالم، بهدف تعريفهم على دولة قطر وملاعب البطولة، ومعايشة الأجواء الاستثنائية خلال المونديال.

ويوضح فيصل أن الهدف من هذه الجولات هو منح قادة المشجعين الفرصة للتعرف على ملاعب المونديال والوصول إلى مناطق لا يستطيعون الوصول لها، مثل أرضية الملعب وغرف الملابس وغيرها من المرافق الأخرى.

وفي ضوء هذه الجولات، ستتاح الفرصة أمام قادة المشجعين للحصول على كافة المعلومات التي يمكنهم من خلالها الإجابة عن استفسارات المشجعين في بلدانهم عن قطر، وتزويدهم بتحديثات دورية عن البطولة، بهدف ضمان سرعة نقل المعلومات مباشرة بين المشجعين والبلد المضيف، ومساعدة قطر في تقديم تجربة غير مسبوقة للمشجعين خلال المونديال.

وتساعد شبكة قادة المشجعين جمهور كرة القدم حول العالم في التعرف أكثر على شعبية اللعبة في قطر وتاريخ الساحرة المستديرة بالدولة التي ستنظم المونديال.

المصدر : الجزيرة