عندما تصبح تصريحات المدربين والنجوم أقوى من قانون كرة القدم

Liverpool v Chelsea - Premier League
الحكم يطرد جيمس بعد مراجعة تقنية الفار (غيتي)

لا يكاد الجدل يتوقف حول الحالات التحكيمية في مباريات كرة القدم، وآخرها لمسة اليد التي احتسبت ركلة جزاء لليفربول وطرد على إثرها ريس جيمس مدافع تشلسي، وتبعها تسونامي من الاعتراضات المبنية على شائعات لا علاقة لها بقانون لمسة اليد.

واحتسب الحكم الإنجليزي أنطوني تيلور ضربة جزاء للريدز، وطرد جيمس -بعد مراجعة تقنية الفار- تطبيقا للمادة 12 من قانون كرة القدم (الأخطاء وسوء السلوك)، التي تقول إن اللاعب يجب أن يطرد وتشهر له البطاقة الحمراء إذا منع فرصة محققة لتسجيل هدف في مرماه.

وبالفعل كان هناك تعمد واضح في لعب الكرة باليد، حيث حاول جيمس منع الكرة من دخول المرمى بفخذه، ولما فشل حرَّك ذراعه باتجاه الكرة ولعبها بالفعل لينقذ الهدف المحقق.

ورغم أن هذه الحالة تعد نموذجا صارخا في الوضوح لتعمّد لعب الكرة باليد ومنع الكرة من دخول المرمى، فإن الاعتراضات انهالت عليها من كل حدب وصوب من الجماهير التي انساقت وراء تصريحات غير دقيقة من المدربين والنجوم، مبنية على شائعات لا حقائق قانون اللعبة.

وكان من أغرب التحليلات الخاطئة للحالة ما قاله توماس توخيل مدرب تشلسي بعد المباراة، "الحكم شاهد اللقطة بسرعة ولم يعد لأصل اللعبة، واتخذ قراره على أساس أول لقطة شاهدها على الشاشة، أنا والجهاز الفني رأينا الحالة على الحاسب اللوحي، وتبين أن الكرة ارتطمت بيد اللاعب بعد أن ارتدت من وركه إلى يده بطريقة عفوية، وكانت المسافة قريبة، ولم تكن ذراع اللاعب في وضعية غير طبيعية".

وبالفعل "ارتدت الكرة من جسم اللاعب"، لكنها لم ترتطم بيده بل ذراعه هي التي ذهبت للكرة بشكل متعمد لا "عفوي" لمنعها من دخول المرمى كما يوضح الفيديو، وأي قرار غير ضربة الجزاء والطرد كان سيترتب عليه عقوبة على الحكم لمخالفته قانون كرة القدم.

وحتى يورغن كلوب مدرب ليفربول انتقد طرد جيمس -رغم إقراره بوجود مخالفة لمسة اليد- وقال "لا أفضل أبدا العقوبة المضاعفة، بالطبع كانت عقوبة قاسية وربما أفسدت المباراة. غيّرت كل شيء.. كنت أرغب في استكمال المباراة بوجود 11 لاعبا ضد 11 لاعبا لنرى من سيكون الأفضل، لكن هكذا سارت الأمور".

اللاعب المطرود نفسه رفض قرار طرده عبر تغريدة على تويتر، وذلك نتيجة عدم درايته بالمادة 12 في قانون كرة القدم، وذلك منطقي ما دام مدربه نفسه لا يجيد تفسير القانون.

وانضم بعض المحللين إلى طابور المعترضين على القرار الصحيح، ومنهم النجم الإنجليزي السابق غاري لينيكر الذي وجه سؤالا استنكاريا ليس فقط للطرد بل في وجود مخالفة لمسة اليد أصلا، بقوله "السؤال الذي يطرح نفسه: هل هي ركلة جزاء بداية؟ فكيف قرر الحكم طرد اللاعب؟".

وفي ظل عدم السماح للحكام بالتعليق على القرارات التحكيمية وعدم نجومية الحكام مثل المدربين والمحللين، فقد شكلت الرأي العام هذه التصريحات القائمة على شائعات وآراء مغلوطة، وأقنعت الجماهير بأن القرار الصحيح خطأ جسيم!

  • حكم دولي سابق

المصدر : الجزيرة