هل فقدت كرة القدم رونقها بسبب الصرامة التكتيكية وأساليب التدريب الحديثة؟

أثّرت أساليب التدريب الحديثة والصرامة التكتيكية على كرة القدم بشكل كبير وأفقدتها جانب المتعة الذي تبحث عنه الجماهير العاشقة للعبة الشعبية الأولى في العالم.

وفي مقال له بصحيفة "فايننشال تايمز" (FT) البريطانية، يرى الكاتب جانان غانيش أن كرة القدم تغيّرت بشكل جذري منذ ما يقرب من 10 سنوات، حيث تحوّلت المباريات إلى مجرد مشاهد ركض جامدة ومناورات هجومية متكررة لا روح فيها.

ويقول الكاتب إن من أوضح الأمثلة على سيطرة الجوانب التكتيكية على اللعب الجميل، هي تلك المباراة التي قام فيها الإسباني غوارديولا -عندما كان مدربا لبرشلونة- بإخراج النجم الفرنسي تييري هنري من الملعب، لأنه خالف تعليماته ولم يلتزم بالرسم التكتيكي، رغم أنه كان قد سجل هدفا في تلك المباراة.

كيف تغيّرت كرة القدم؟

وحسب الكاتب، فإن جمالية كرة القدم تعتمد أساسا على إبداعات اللاعبين وحركاتهم الارتجالية، وبعض الفوضى على أرض الملعب، لكن كل شيء أصبح مرسوما بدقة حتى مظهر اللاعبين أصبح مختلفا تماما، فقد كان أغلبهم نحيفا للغاية، لكن اللاعبين الحاليين أصبحوا مفتولي العضلات، حتى أولئك الذين يحتاجون للركض كثيرا على أرض الملعب، مثل الظهير الأيمن والأيسر، ويقضي اللاعبون في الأندية المحترفة ساعات طويلة في صالة الجيم.

ورغم إعجابه بالطابع الأميركي الذي هيمن على رياضة كرة القدم، أي الاعتماد التام على البيانات والإحصائيات والتحليلات الدقيقة، فإن الكاتب يتساءل عما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى التأثير على جوهر اللعبة وجعلها أشبه بألعاب القوى؟

يضيف الكاتب أن الكثير من عشاق كرة القدم يحنون للطابع الجميل الذي كان تتسم به المباريات في السابق، والأكيد أنهم أُعجبوا بلاعبين مهاريين في يورو 2020 يذكّرونهم بالماضي، مثل النجم الإسباني الصاعد بيدري، أصغر لاعب في تاريخ المسابقة، والهولندي فرينكي دي يونغ.

وعلى حد تعبيره، فإن الجماهير ما زالت تعشق النجوم "الكسالى" مثل جورج بيست ورونالدينيو، وما زالت إيطاليا -رغم طابعها الكروي غير الممتع تاريخيا- تمجّد نجمها الموهوب روبرتو باجيو.

ومن اللاعبين القلائل في اليورو الماضي، الذين ينتمون لكرة الزمن الجميل -وفقا للكاتب- البلجيكي كيفن دي بروين، الذي يتمتع بمهارة الاستحواذ على الكرة والتمركز في الموقع المناسب والتسديد بدقة نحو المرمى.

المصدر : فايننشال تايمز